أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - طلع تحليلهم --بوش--















المزيد.....

طلع تحليلهم --بوش--


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1008 - 2004 / 11 / 5 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين تفقد الكلمات معناها لم يعد هناك من يستطيع الحديث، إلا تلك الاصوات البهيمية التي لا تعبر إلا عن حالة واحدة فقط، وهي الإفلاس المطلق، وما عليك سوى أن تصم أذنيك كي لا يصيبهما ورم خبيث كنتيجة لحجم الأكاذيب التي لا يصدقها إلا من اراد أن يصدق او من ترك العقل حبيسا في سجن مغلق، بل ليس له أبواب لكي تفتح. هذا شأن الإعلام العربي مع المتلقي العربي دائما، فقد أفترضوا أن المتلقي غبيا أو يستغبي نفسه لغاية في النفس لا يعلم بها أحد ولن يبيح بها أبدا، فلو أبدى سذاجة وأباح، فإنه بلا أدنى شك إما قليل الخبرة بتغييب العقل أو مجنون. هذا دائما شأن الإثنين معا، الأول يخلط المعاني والمفاهيم إلى حد يصبح الحديث وكأنه أصوات بهائم لا معنى لها، والثاني بإصرار منه، أن يكون غبيا ومصدقا، بل ومدافعا عن إستغبائه. ومما لا شك فيه أن هناك فريقا رافضا، فهم يضحكون بسرهم غير آبهين لنهيق او نعيق.
لقد بذل الإعلام العربي بقيادة الجزيرة جهودا جبارة بخلط الأوراق والمفاهيم والمعاني حتى لم يبقى هناك قاموس، بل وحتى مفردة إلا ونال منها، وأجبر المتلقي على قبول اصواته البهيمية أو السكوت، فقد صور لنا أن بوش على وشك أن يستقيل من منصبه لكثرة الأخطاء التي وقع بها، ومن الأشرف له ان لا يعيد الكرة ويدخل سباق الانتخابات الأمريكية، حيث جميع الآراء والتصريحات والتحليلات السياسية والدراسات الاستراتيجية والميدانية والاستبيانات وحتى الأحلام، كلها لها نتيجة واحدة فقط لا غير، وهي أن بوش قد ارتكب حماقة حين اسقط نظام صدام، فهي ليست نهايته كسياسي بل نهاية أمريكا التي سوف يهزمها أبطال الفلوجة والقاعدة وحرامية الدجاج القادمون من الأردن.
فلو كان بوش قد خسر الانتخابات، وهذا أمر كان وارد جدا، لقال الارهاب العالمي ومروجيه نحن من اسقطه، ونحن على حق، وقد انتصر الحق على الباطل، ولكن مزقوا مقالاتهم وألقو بها في أقرب مزبلة قبل أن يكتبوا سطورها الأخيرة، وراحوا يبحثون أسباب الهزيمة التي مني بها إعلامهم فربما هناك تزوير أو ان كيري مرتشي وتآمر على حزبه الديمقراطي، وإن كانوا قد استبعدوا أن يكون خطاب بن لادن قبل الانتخابات هو السبب الرئيسي لهذا الفوز، فهو خطأ لا يمكن أن يصدر من قائد لا يخطأ أبدا.
وهكذا فاز بوش وإتضح أن كل تحليلاتهم السياسية كانت ""بوش""
صدعت رؤوسنا الفضائيات الارهابية بقيادة الجزيرة بتحليلات ما انزل بها من سلطان، حيث جميع المحللين السياسيين الذين قدمتهم لنا فضائيات العهر العربي قد تنبأت من خلال التحليل العلمي!! أن بوش لابد أن يترك للبيت الأبيض، ولم يخفوا السبب، فهو مرة معتقلي غونتناموا، ومرة أخرى تقارير أسلحة الدمار الشامل في العراق، أو الحرب على الارهاب التي هي حربا على الإسلام، وما إلى ذلك من اسباب ولكن في النهاية دائما يعرجون على العراق واسقاط نظامهم الحبيب، فلم أسمع محللا سياسيا واحدا تنبأ له بالبقاء، في حين كان يفترض أن يكون هناك نسبة معينة من المحللين المزعومين يستنتجون أنه باق، حتى ولو كانت نسبة ضئيلة، ولكن على غرار الانتخابات العربية كانت نسبة المحللين الذين أنتهت تحليلاتهم بخروجه المؤكد من البيت البيض مائة بالمائة!!! وهنا الخطر الحقيقي من وراء هذه التحليلات السياسية والتنبؤات والإستطلاعات للرأي والدراسات إلى آخره، والتي لا ينبغي أن تفوت على مراقب مهما كان بسيطا، حتى ذلك المتابع العادي للبرامج السياسية على الفضائيات العربية والصحف الصفراء، والتي جميعها تعني الإستخفاف بالعقل العربي بشكل سافر غير مسبوق، فرهانهم الوحيد هو أن العربي غبي حد السذاجة المطلقة.
لكن في الواقع كان العربي أذكى منهم بعض الشيء، ففي استبيان قدمته العربية وراديو بانوراما حول من ستنتخب بوش أم كيري، فقد تبين أن هناك نسبة تزيد على 43% تؤيد بوش، وهذا ما لم أكن أتوقعه، والأكثر أهمية، أن الجنس اللطيف في مصر قد صوت بالكامل إلى بوش، ولم يختلف شعب الكويت أو العراق عن نسبة ال 43% كثيرا، وهذا من قبل أن تتضح النتيجة، بل وحتى من قبل أن تبدأ الانتخابات الأمريكية.
حقيقة كنت قد استهجنت هذا النوع من التصويت في بداية الأمر، ولكن النتائج كانت تفصح عن الكثير، وأن العربي ليس غبيا، بل يعرف تماما ماذا يريد، فدعوات بوش إلى الديمقراطية، على سبيل المثال لا الحصر، جعلت من المرأة المصرية تنتخبه بالكامل، وهذا يعني أن الساسة المصريين يجب أن ينتبهوا لذلك، وإلا، فإنهم في المستقبل القريب جدا، حين يطرقون أبوابهم في المساء عائدين لمخادعهم، سوف لن تفتح لهم الأبواب، وعليهم أن يبيتوا على الرصيف.
وأتضح أيضا أن الفضائيات حين خلطت كل تلك المعاني وأختصرتها بشيئ واحد ليس له مسمى سوى أنه"" ضجيج فارغ""، فهي باختصار كانت تتمنى وتحرض وترفع معنويات الارهابيين وتشد من أزرهم وتضلل آخرين للإنخراط في صفوف هذه الجماعات الارهابية، حيث جميع هذه التحليلات تنتهي بإستنتاج واحد لا مناص منه هو أن بوش سيهزم في نهاية المطاف على يدي الإنتحاريين الإسلاميين أو المقاومة المزعومة في العراق.
ربما يتوقع القارئ أني مهتم كثيرا بفوز بوش، في الواقع لا، فهذا الأمر لا يهمني كثيرا إلا بما يتعلق الأمر بالعراق، فأمريكا للأمريكان ولا فرق بين إدارة وأخرى على الإطلاق عندي، ففي زمن الديمقراطيين تحقق قانون تحرير العراق، وفي زمن الجمهوريين تم لهم إسقاط السلطة الدكتاتورية في العراق، لكن ما يهمني من الامر هو الإعلام العربي الذي يحلل لتأتي النتائج مطابقة لما يتمنى أو لمن يدفع، وليس على أساس من الواقع الموضوعي، وهذا ينطبق أيضا على كل الأدوات التي يستعملها الإعلام، وبقي يضلل أبناء جلدته من العرب صباح مساء مدافعا عن الارهاب والقتلة ويشرعن جرائمهم معتبرا إياها أعمالا بطولية.
هم حقا قد نجحوا في مسألة التحريض على الجريمة في العراق، وكان من نتائج حرب الارهابيين على شعب العراق سقوط مئة ألف قتيل كما ذكر أحد التقارير الغربية التي صدرت حديثا، ولكن الصحف الصفراء والفضائيات الخبيثة قالت إنهم سقطوا علي يدي قوات الاحتلال، مراهنين بذلك على جهل البعض وتقاعس البعض الاخر عن القراءة، فالتقرير يشير بشكل واضح إلى الجهة التي تسببت بقتلهم، وهي تحديدا الاعمال الارهابية في العراق التي قامت بها ما سمى بالمقاومة. وهكذا توجست دول الجوار خيفة من هؤلاء الارهابيين، وبدأت التقارير تصدر الواحد تلو الاخر عن تلك الدول التي تظهر تخوفها مما يجري في العراق، فإنه قد فاق حدود العقل، فهؤلاء الارهابيون وبعد أن يعودوا إلى بلدانهم منتصرين على العزل من ابناء الشعب العراقي، وقد تعلموا أساليب جيدة بقتل الأبرياء غدرا، فإنهم سوف يحولون بلدانهم إلى جهنم الحمراء، فتوجسوا خيفة منهم، بالرغم من أن هذه الدول هي من زج بهم لحرب العراقيين من أجل إفشال العملية الديمقراطية، التي صاروا يعترفون بها جهارا دون شعور بالإثم أو الخجل، حتى أن محمد صادق الموسوي السياسي الإيراني المحسوب على التيار المتشدد من رجال الدين يقول في أحدى برامج فضائية الجزيرة، لا يجب أن تسأل لماذا أرسلت دول الجوار الارهابيين إلى العراق وتدخلت بشؤونه الداخلية؟ ولكن السؤال يجب أن يكون، لم لا تتدخل دول الجوار أكثر في الشأن العراقي وتفشل العملية الديمقراطية هناك؟ فهي تهديد لدول الجوار من شأنه أن يقضي عليهم جميعا، أما مسألة من يموت، فهذا أمر عراقي داخلي ولا شأن لنا به، بالرغم من أننا نبعث بهؤلاء الارهابيين، ولم ينفع مع هذا التصريح الخطير للسياسي الإيراني محاولات نائب الرئيس الإيراني التصحيح أو تمييع المعنى، حتى اضطر أخيرا أن يتفق معه ضمنا.
بوش بلا أدنى شك هو الرجل الأفضل هذا اليوم بالنسبة للقضية الفلسطينية، فهو من وضع خارطة الطريق، والتي تراخى بالدفاع عنها أمام اعتبارات أمريكية داخلية تتعلق باللوبي اليهودي هناك، وخوفه من فقدان دعمهم في حالة الضغط على إسرائيل، ولكن الآن الأمر مختلف بعد فوزه بهذه الانتخابات، فإنه سوف لن يخشى عدم إنتخابه مرة أخرى وبالتالي سوف يدافع عن مشروعه الشرق أوسطي وخارطة الطريق، في حين أن كيري سوف يكون متحللا من أي إلتزام أمام الفلسطينيين وربما سيبدأ بخارطة أو مشروع جديد يستمر لأربعة سنوات أو أكثر، خلالها تكون الضفة الغربية قد تقلصت مساحتها إلى الحدود الغير قابلة للتفاوض، ولكن، بالرغم من هذا نجدهم غير آبهين بذلك، فالأكثر أهمية من فلسطين هو إفشال المشروع العراقي لبناء النظام الديمقراطي وإغراق العراق بمزيد من الدماء ودعم الارهاب في العالم.
الأمريكان لم يكن يعنيبهم كل ذلك التهريج الاعلامي العربي وهم في واد والاعلام العربي في واد آخر، وهذا ما كان معروفا وقد أصبح أكثر وضوحا، وهنا يأتي السؤال، لم إذا كل هذا التهريج مادام الأمريكي لا يسمع ما يقولون أو ما يحللون؟ فقد اصبح أيضا واضحا أن القصد تحديدا هو دعم الارهاب كما أسلفنا وافشال العملية السياسية في العراق.
ليس غريبا على الإعلام العربي أن يفعل كل ذلك، فهو أما يعمل تحت تهديد السلاح والسيارات المفخخة، أو اعلام مأجور، وأخر تملكه أنظمة شمولية تحتكر الاعلام لمصلحة السلطة فقط.
وهكذا ""طلع تحليلهم بوش، وبالتالي فاز بوش""



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى رئيس أعضاء المفوضية العليا للانتخابات في ال ...
- سياسة تأهيل البعث الفاشلة هي السبب وراء تصاعد العنف في العرا ...
- هل ستعمل سقيفة شرم الشيخ على تأجيل الانتخابات؟
- شهوة الموت للشيعة مازالت متأججة وتزداد سعيرا
- ميلودراما مضحكة حد الاختناق فالموت
- الأمن الاقتصادي العالمي مقابل أمن واستقرار العراق
- أيلول الدامي في العراق هروب نحو الجحيم
- المطلوب مسودة لقانون الاستثمار في صناعة النفط والغاز
- رد تأخر بعض الوقت على علاء اللامي
- القوائم المغلقة الأسلوب الأمثل للانتخابات في هذه المرحلة
- محاولة خنق هيئة إجتثاث البعث بكيس بلاستك
- كيف يمكن أن نفشل إستراتيجية البعث القذرة
- فضائية العربية عينها على الحصة التموينية للعراقي
- إستراتيجية البعث احلاف محرمة وزوابع بأسماء مختلفة
- هل نحن مشروع للذبح الجماعي من قبل البعث لم ينتهي بعد؟
- ماذا بعد النجف؟
- عائدات العراق من النفط تتضاعف كنتيجة لأعمال التخريب
- الأعور الدجال يستبيح العراق
- ثقافة الكذب من جديد، أغلب الظن تؤسس لنظام شمولي جديد
- فهمي هويدي يسيء للمراجع الشيعية


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - طلع تحليلهم --بوش--