أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - جورج حزبون - لماذا تخلى الشيوعيون الفلسطينيون عن قيادة النقابات ؟















المزيد.....

لماذا تخلى الشيوعيون الفلسطينيون عن قيادة النقابات ؟


جورج حزبون

الحوار المتمدن-العدد: 3381 - 2011 / 5 / 30 - 01:30
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


لماذا تخلى الشيوعيون الفلسطينيون عن قيادة النقابات ؟؟

دور الشيوعيون في قيادة الحركة النقابية الفلسطينية منذ نشأتها ، كان طليعياً ، بل ظلت البوصلة السياسية للشيوعيين متجهة للطبقة العاملة وحركتها النقابية ، وكان النقابات العمالية رافداً لعضوية الحزب ، انشىء ودرب فيها كوادره وعرض منهجه الذي حظي باحترام العمال وتمثلوا به ، ومعروف أيضا دورهم بعد ضم الضفة الى الأردن الذي لم تكن فيه حركة نقابية او قانون ،حيث صدر أول قانون نقابي اردني عام 1954 ،وأسسوا اتحاد نقابات عمال الأردن ، وتكرر الأمر عام 1967 ، بعد احتلال كامل فلسطين ، وإعلان ضم القدس ، وإغلاق الاتحاد أللوائي لنقابات الأردن فيها ، قام الشيوعيين بتفعيل اتحاد لوائي نابلس والذي كان فرعا تاريخياً لجمعية العمال العرب ، التي كان مركزها حيفا ، فنظموا تسعة نقابات ليعلن اتحاد نقابات فقط دون صفة سياسية ، واستمر هذا الأمر حتى عام 1973 وعلى اثر مؤتمر القمة العربي بالجزائر أعلن مجلس الاتحاد العام بجلسة خاصة كنت ارأسها // م ت ف // هي الممثل الشرعي والوحيد ، وبذلك اخذ له صفة سياسية كان سباقاً فيها .
بعد الخروج من بيروت وبروز الأرض المحتلة مركز الصراع مع الاحتلال ،فان قوى التنظيمات السياسية تنبهت لدور الاتحاد خاصة بعد دخوله انتخابات البلديات التي جرت عام 1967 وقدم ثلاثة مرشحين فازوا جميعاً ، تحت شعار نعم لـ ( م ت ف ) لا للإدارة المدنية ،ولعب الاتحاد مهمة أساسية في إفشال تجربة الإدارة المدنية رغم محاولات الاحتلال تغير المادة 83 من قانون العمل لإخراج العناصر الوطنية من حق الانتخاب والترشح ، فقد كانت التنظيمات الفلسطينية تعتبر ان جهدها الأساس هو العمل العسكري ، وانه الشكل الوحيد للنضال ، ومع التطورات الجارية ومما بات يتحقق على الأرض اتجهت جميعها لمنافسة الشيوعيين.
مع انطلاق الانتفاضة الأولى عام 1987 ، قدم الأمين العام للاتحاد عادل غانم استقالته مبرراً وضعه الصحي وانه بلغ الثمانينيات من عمره وان المرحلة تحتاج إلى عناصر شابة ، وانه أعطى في عنفوانه ما استطاع وآن له ان يستريح ، وحيث إنني كنت نائب له فقد قررت الهيئة التنفيذية تسميتي آمينا عاما بالوكالة لحين توفر ظروف تسمح بإجراء انتخابات عامة خاصة وان مدة الهيئة نفسها قاربت على الانتهاء ، وبذلك استمر العمل بصيغة الأمين العام بالوكالة ،وناقش الحزب الامر وقرر ان هذا الوضع غير طبيعي ذلل كان القائم بالإعمال مسيحي والأغلبية المطلقة من العمال مسلمين وهذا قد يربك الوضع ، ثم إن استمرار الصراع مع القوى الأخرى وخاصة حركة فتح يصعب علينا الأمور ويرهق الحزب ، ونأخذ بالاعتبار ان الشيوعيون لا يجوز ان يبقوا خارج قيادة الشعب الفلسطيني ، وعلينا اخذ ذلك بالاعتبار.

رغم الكوادر المتميزة من الشيوعيون في الحركة النقابية ، إلا ان مواقعهم التنظيمية كانت اقل من لجنة مركزية واعتقد ان ذلك ظاهرة صحية حيث ان الكوادر متسعة أفقيا ، ومتطلبات ومواصفات أمين عام تحتاج الى اعتبارات خاصة ليس اقلها عضو مركزية منتخب ، وكان الحزب أيامها يعد لانتخابات مؤتمره الثاني ومع مد الانتفاضة فقد التحق الآلاف بالحزب ، واعتقل أيضا إعداد كبيرة ، فاتجه الحزب الى نمط تنظيمي معين يقلل من الاجتماعات ويعطي صلاحيات أوسع للمناطق وكذلك للمنظمات الجماهيرية والنقابات ، وبدا وكان قيادة الحزب مهتمة بان لا تعتقل ، فان المؤشرات تقول بان حلا سياسيا قادما ويجب ان نستعد له وان يكون لنا به حصة ؟؟؟!! فليترك للمناطق حرية حركة ضمن ضوابط محددة ، وحيث ا ن افق تكليف بديل لعادل غانم من الكوادر غير ممكن خاصة وان القائم بالوكالة هو القائد التنظيمي والنقابي لهم وهذا يصعب مهمة البديل ،وحرصا على عدم تسميم الأجواء الوطنية عن طريق النقابات حسب تعبير أمين عام الحزب ، فلنجد سبيلا للتخلص من هذا العبْ ( النقابات )!! وفي هذه الفترة كان بداء بتغير اسم الحزب ، والتخلي عن لفظ الشيوعيون وان هناك متطلبات يجب استيفائها ، وان الاتحاد العام للنقابات أصبح مجالا للصراع مع فتح ، وعليه فان مصلحة الحزب هي في الاتفاق مع ( فتح ) وتحقيق الوحدة وتسليمهم الأمانة العامة ، وهم لديهم إمكانيات للصرف ؟؟ ويخفف عن الحزب مسؤولية ، وحسب الشكل الجديد للحزب ، والتخلي عن طلائعية البروليتاريا ، فان دور الطبقة العاملة كمثل باقي الفئات الاجتماعية ، ولا داعي لان يربط الحزب نفسه بالصيغة السابقة ومواصلة أعبائها !!
ورغم كل الجدل والتوضيح بان النقابات رافعة الحزب ، وان دورنا المحلي والعالمي متميز ، وسنفقد الكثير من مؤيدي الحزب ، فقد ناصرونا لسنوات طويلة لموقفنا الطبقي وكانوا في مقدمة المضحين سجناا وقمعا واضطهادا ،وكنا أصدرنا أدبياتنا عن النقابات الصفراء ، والنقابين الموظفين وطبيعة تعامل فتح مع النقابات كما التعامل مع إحدى مؤسساتها الخ .
مدركين أنهم ليسوا أصحاب نهج نقابي بل طلاب هيمنة على المؤسسات تحت ذريعة الإمكانيات المالية ، ولقد تصارعنا معهم عشر سنوات منذ ان قاموا بالانشقاق وبذلوا أمولا وقدموا رشاوى وبقي اتحادنا الأقوى و الأوسع تمثيلاً، لكن يبدو وان الأمر ( دبر بليل ) وقد جاءني امرالحزب بقرار للتوجه للقاهرة مطلع 1990 حيث كنت في السويد ضمن زيارة بدعوة من النقابات السويدية ، وحين وصلت الى مقر الاجتماع في مقر الجامعة العمالية بالقاهرة ، وجدت ممثلين سياسيين عن كل الفصائل مجتمعين بانتظاري وان فتح دعيت مندوبيها النقابين من كافة البلدان العربية والأجنبية ، وان وفد الضفة غير موجود حيث قال أمين عام نقابات فلسطين بالخارج يومها حيدر ابراهيم انه هو يمثلهم جميعاً ؟! وقد رافقني ( حسن عصفور ) حيث كانت يومها عضو الحزب وقد أرسل من تونس بتنسيق مع ممثلي الحزب في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ( سليمان النجاب ) ، لينقل الاتفاق مباشرة الى تونس ، وتم الاتفاق على ان يكون الأمين العم من فتح ومعه خمسة أعضاء وأربعة شيوعيون يبنهم نائب أمين عام وممثل لكل فصيل سياسي ،.
وبهذا الأسلوب تنازل الشيوعيون عن دورهم لإفساح المجال امام القيادة المنتقدة في الحزب لتحصل على معقد او وزارة في السلطة المتوقعة او القادمة كما حصل فعلاً ان أصبح الأمين العام وزيراً فيما بعد ، وقد سجل هذا التخلي عن تلك المسؤولية الى تخلي الحزب عن دوره التاريخي واخذ يتراجع حتى أصبح رقماً في سلسلة القوى اليسارية الصغيرة والغير مؤثرة ، وهذا ما ساعد على ان تصبح القيادة الفلسطينية مجرد تقليدية ، ونظام عربي أخر، ولعل في دراسة هذه التجربة ما يوضح سبب ضعف اليسار الفلسطيني وعدم قدرته على التوافق .



#جورج_حزبون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقع والمطلوب
- اميل حبيبي
- النكبة
- المصالحة الفلسطينية
- في ذكرى ايار
- سقط النقاب عن وجه الانظمة العربية
- لتتواصل ثورة الكادحين العرب ولتتعمق
- عن الربيع العربي والمخاطر
- الثورة والوضع الراهن
- العام والخاص في ثورة التحرر العربي
- الثورة حركة تغير في التاريخ
- كل السلطة للشعب
- زمن الثورة وزمن هزيمة الردة
- عاشت ثورة الشعب التونسي البطل
- تحية للشعب التونسي
- لمصلحة من يذبح المسيحين
- تحية لعمال سيدي بو زيد
- عيد الميلاد وفهم الاخر
- هجرة المسيحين او الغربة الوطنية
- الثورة هي الحل


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - جورج حزبون - لماذا تخلى الشيوعيون الفلسطينيون عن قيادة النقابات ؟