أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - وترك علبة صدقاته














المزيد.....

وترك علبة صدقاته


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 3380 - 2011 / 5 / 29 - 17:11
المحور: الادب والفن
    


"وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعًا إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلاَةِ التَّاسِعَةِ.
2 وَكَانَ رَجُلٌ أَعْرَجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يُحْمَلُ، كَانُوا يَضَعُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ عِنْدَ بَابِ الْهَيْكَلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «الْجَمِيلُ» لِيَسْأَلَ صَدَقَةً مِنَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْهَيْكَلَ.
3 فَهذَا لَمَّا رَأَى بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا مُزْمِعَيْنِ أَنْ يَدْخُلاَ الْهَيْكَلَ، سَأَلَ لِيَأْخُذَ صَدَقَةً.
4 فَتَفَرَّسَ فِيهِ بُطْرُسُ مَعَ يُوحَنَّا، وَقَالَ: «انْظُرْ إِلَيْنَا!»
5 فَلاَحَظَهُمَا مُنْتَظِرًا أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمَا شَيْئًا.
6 فَقَالَ بُطْرُسُ: «لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ، وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ!».
7 وَأَمْسَكَهُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَهُ، فَفِي الْحَالِ تَشَدَّدَتْ رِجْلاَهُ وَكَعْبَاهُ،
8 فَوَثَبَ وَوَقَفَ وَصَارَ يَمْشِي، وَدَخَلَ مَعَهُمَا إِلَى الْهَيْكَلِ وَهُوَ يَمْشِي وَيَطْفُرُ وَيُسَبِّحُ اللهَ" .
لقد كان همّ هذا الأعرج الكسيح الذهب والفضّة والمال ...فهو لا يعرف غيرها ، وكأني به نسي موضوع الشّفاء ، ونسي رحمة السماء ، ونسي الآية الذهبيّة العابقة بشذا المحبّة : "أنا هو الربّ شافيك".
فعندما سمع بطرس يقول له ان لا ذهب معه ولا فضّة ، أتخيّله قد امتعض واشمأز وانزعج في نفسه قائلا: ماذا يريدان هذان الجليليان ان يقولا ؟ ما هذه الكلمات الفارغة التي لا تسمن ، فالجوع والعوز يا سيدي دواؤهما المال ...امتعض واشمأز الى حين ، ويا ليته انتظر قليلا ، أو كما تقول جدتي : طوّل روحه شوية" ، فهذان الجليليان تلميذان لسيّد غلب الموت وقهر المرض والشرّ ولوى عنق العاصفة وصرّ البحر في كفّيه.
يا ليته انتظر قليلا!
ولكن لا بأس فالرحمة الالهية غامرة لا تعرف الحدود. فقد استفاق هذا الاعرج على اسم ارتجّت لسماعه الكينونة ..." ، وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ!
فقام حالا بعد ان امسك به بطرس ، قام يمشي ويركض ويُسبّح ، ناسيا انك كان مقعدًا مذ جاء الى هذه الدنيا .
أيّ اسم عجيب هذا " يسوع الناصريّ "!
أيّ إله رائع هذا ال" يسوع الناصريّ ".
فالشمس لا تُشرق الا بإذنه ، والزقزقة لا تخرج من حنجرة العندليب الا بأمره ، والموجة لا تتحرك الا بموافقته ، والصبح لا يتنفّس الا باشارة منه ، وكذا النسائم والبهائم والازهار والاشعار والانهار والافكار ، فكلّها تأتمر بأمره.
لا ذهب ولا فضة قال بطرس ...ناسيًا انّ سيّده ملك الملوك ،فكنوز الكينونة ملكه وله ...ناسيا انه المالك العظيم والماليء البسيطة بمجده ، الغنيّ الباسط جلاله على كل نفس ، الواهب خيراته لكلّ حيّ.
قام الكسيح جديدا، قام يركض الى الهيكل وأظنّه ترك من فرحته علبة صدقاته ، فما عادت تنفعه ، أليست هي رمز العوز والعاهة والمرض والذّل والانكسار ؟.
لقد انقضى ذاك العهد ، وجاء عهد جديد يحمل ترنيمة جديدة ، عهد الكرامة والعمل والحياة ..... عهد جمع الحصاد....
انقضى ذاك العهد البائد..انقضى الى غير رجعة ، فالمهمّة اليوم أن يخبر بما فعله الجليليّ الأعظم والخزّاف الأكبر به ، يخبر وهو يقفز ويعدو وينظر الى رجليه بين الفينة والفينة....انهما قويتان.
يُخبر ان فوق الاطباء طبيب سرمديّ تخافه العلّة ويخشاه الموت ، وأنّ فوق العالي هناك الاعلى الذي يرغب ويريد أن يعين ويرحم ويُطهّر ويُخلّص الى التمام.
كان ذاك يومه الاخير عند " باب الجميل "عند السجن المقيت ، الكبير ، المعتم المسمّى العاهة.
لقد تحرّر وانفكت رباطات نفسه وجسده فما عاد المال دينه ، وما عادت الفضة ديدنه ، بل بات لا ينظر الا الى فوق ؛ خلف الجبال ينتظر الآتي على السحاب.
عاد جديدا ...يصول ويجول يعطي ما اعطاه يسوع وينتظر.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضل كلّو
- مقتل ابن لادن لم يفرحني
- الكلاسيكو
- صلوات صغيرة
- سأبقى وفيًّا
- وينثال النّور شؤبوبًا
- البنت النبيلة - قصّة للأطفال
- الزنزانة والمرأة الغريبة
- أمّي لحن الوجود
- مملكة النهر العظيم - قصة للأطفال
- إنّي أعترف
- بين جزيرتي سانت هيلانة وبطمس
- المُهرّج والخيمة
- جورجيت قليني والحُلم المشروع
- قلم الباركر- قصّة للأطفال
- لا تبكي يا إسكندريّة
- حبّو ساكن في ضْلوعي
- ميلادك أحلى عيد
- الوصفة العجيبة
- يا ناقشني على كَفّيكْ


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - وترك علبة صدقاته