المناخ والتجارة والأرض والفقر رهانات قمة الأرض

السفير

الحوار المتمدن-العدد: 225 - 2002 / 8 / 20 - 04:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

سلسلة بشرية من ناشطي المنظمات غير الحكومية <<لربط فقراء العالم بجوهانسبورغ>>

تعتزم حوالى سبعة آلاف منظمة غير حكومية اغتنام فرصة انعقاد قمة الارض في جوهانسبورغ لعرض الرهانات التي تعتبرها جوهرية بالنسبة للتنمية المستديمة، من مستقبل المناخ الى حماية القطب الجنوبي مرورا بحقوق الشعوب الاصلية.
ويستقبل المنتدى الشامل للمجتمع المدني، اكبر تجمع لهذه المنظمات، نحو اربعين الف عضو من هذه المنظمات ابتداء من اليوم وطيلة انعقاد القمة من 26 آب الجاري الى الرابع من ايلول. وستكون <<المحطة الجليدية>> (آيس ستيشن) من حملاته الاولى حيث تم بناء متاهة ضخمة بواسطة نفايات معدنية كالتي يتم جمعها في القطب الجنوبي، ترمز الى التلوث المستمر الذي يطاول القطب الابيض.
وقال ديسموند ليسيغين رئيس المنتدى الشامل <<سنستقبل تسعين تظاهرة مختلفة في اليوم، ونقيم ثلاثمئة وخمسين زاوية عرض دائمة>>. وتتناول التظاهرات والمناقشات مواضيع الزراعة البيولوجية والطاقة المتجددة والسياحة البيئية ومعالجة النفايات، فضلا عن شروط التجارة العالمية والقضاء على الفقر.
وتشمل العروض الاحتفالية، مهرجانا للازياء الافريقية وانارة اقواس قزح على ارتفاع ستمئة متر في السماء و<<موجة من الطبول عند طلوع البدر>> ليل 22 آب.
وسيشكل ناشطو المنظمات غير الحكومية ما يشبه سلسلة بشرية من ثلاثة آلاف شخص، تربط مقر البلدية بمركز المؤتمر، سعيا الى <<ربط الفقراء>> بقرارات القمة. وستطلق هذه المبادرة منظمة غير حكومية تطالب بنفقة حد ادنى لجميع سكان جنوب افريقيا.
وسينظم خارج جوهانسبورغ عدد من اللقاءات <<الموازية>>، مثل قمة للشباب في بيلانسبرغ ولقاء للشعوب الاصلية ابتداء من يوم غد الثلاثاء وقمة للشعوب ابتداء من الخميس. وسيشرف الرئيس الجنوب افريقي ثابو مبيكي على الافتتاح <<الرسمي>> لمنتدى المجتمع المدني عشية القمة.
وتنوي المنظمات غير الحكومية وضع <<برنامج 21>> خاص بالمجتمع المدني، في اشارة للقرن الحادي والعشرين لعرضه على قمة رؤساء الدول. ويكون على ارتباط ببرنامج <<العمل 21>> الذي وضعته قمة الارض الاولى في ريو دي جانيرو العام 1992.
ولا تحبذ بعض المجموعات المحلية مثل هذا المنتدى، وبينها <<حركة المجردين من الارض>> الجنوبية الافريقية، التي ستعقد تجمعات منفصلة مثل <<مخيم المجردين من الارض>>، معلنة انها ستقوم بعمل <<مفاجئ>> في موازاة القمة لكي <<تثبت للعالم انه لا يمكن تحقيق تنمية مستديمة بدون تأمين الارض والوظيفة>>.
ورخصت البلدية حتى الآن لأربعة من طلبات التظاهر السبعة التي تلقتها. وتفترض الشرطة التي انتشر الآلاف من عناصرها في ارجاء جوهانسبورغ، ان عناصر مخربة قد تحاول بلبلة القمة. وهي تكرر ان <<قوات الامن ستتحرك في حال حصول اي تجمع غير شرعي>>.
وبالنسبة لمواضيع القمة، ذكر تقرير امس ان المساعدات الزراعية التي تمنحها الدول الغنية ستكون موضوع توتر في قمة جوهانسبورغ حيث تعتزم الدول النامية التعبير عن ادانتها لهذه <<التجارة غير العادلة>> المتهمة بالتأثير سلبا على السوق العالمية وتشجيع التلوث وزيادة الفقر في الجنوب.
وبحسب ارقام البنك الدولي، فإن قيمة المساعدات الزراعية في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية قاربت 350 مليار دولار خلال العام 2001، ما يمثل سبعة أضعاف المساعدة للتنمية وقيمة الناتج الداخلي الاجمالي لافريقيا جنوب الصحراء.
ويأتي الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في طليعة مقدمي هذه المساعدات، مع تقديمهما حوالى مئة مليار دولار وخمسين مليار دولار على التوالي. وتمثل هذه المساعدات 31 في المئة من اجمالي عائدات الزراعة بحسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.
واوضح خبير في جنيف ان <<هذه المساعدات تدعم الزراعات المكثفة التي تضر بالبيئة، كما انها تؤدي الى اسعار منخفضة تتعذر منافستها في الدول النامية، فتساهم في تدهور احوال الزراعات المحلية، ما يشجع الفقر، مما يجعلها مرتبطة بمواضيع جوهانسبورغ>>
(ا ف ب)