أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - بطاتي ليست للمحاصصة رجاء














المزيد.....

بطاتي ليست للمحاصصة رجاء


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3380 - 2011 / 5 / 29 - 10:15
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ مدة طويلة، اعتذر عن تحديد زمنها، تأتي بطات اربع صباح كل يوم لتفطر في حديقة جارتي البريطانية. هذه الجارة التي تأكل بتوقيت محدد وتشرب الماء في زمن محدد وحين تطبخ تحسب كمية البروتينات والهيدروكاربونات والسعرات الحراررية الاخرى فيما تطبخه وكذلك الامر حين تعد فطور البطات اللواتي يقبلن كل يوم في الساعة السابعة والنصف صباحا ويتناولن وجبتهن ويرحلن الى حيث ينتظرن وجبة الغداء عند جارة اخرى.
هذه الجارة التي تعدت اليوم الثالثة والثمانين بثلاثة شهور تتمتع بصحة شابة بالعشرين لايهمها في هذه الدنيا الا شيئا واحدا وهو ان تجد احدا يستمع اليها وهي تثرثر ولكن كما القرد حين ينط من غصن شجرة الى اخرى بسرعة عجيبة كذلك هي، فخلال دقائق معدودات يمكنها ان تنتقل من موضوع الى آخر وبسرعة مدهشة، وكنت انا الضحية، فعّلي ان استمع اليها في كل صباح حين اشرع في شرب قهوتي في الحديقة الخارجية المجاورة لحديقتها.
يوم امس قررت عدم الخروج صباحا الى الهواء الطلق وآثرت ان انزوي في البيت وانعم برشفة قهوة دون مكدر. وفجأة سمعت صيحة غاضبة قوية وكأن صاحبها لايرغب برؤية بمن رأى.
خرجت مستطلعا فبادرتني جارتي البريطانية بالقول: اترى هؤلاء البطات الثلاث انهن غرباء جئن اليوم الى حديقتي ويردن ان يستولين على فطور بطاتي الاربع، ولكن والله لن ادعهم يفعلون ذلك.
تحركت باتجاه البطات الثلاث اللواتي كنّ يتعاركن مع بقية البطات بطريقة يبعث على الضحك، البطة الغريبة تسرع نحو البطة صاحبة الدار وتمد عنقها نحوها من الخلف لتركض هذه البطة قليلا ولكنها تعود الى مكان الافطارمرة اخرى وتأتي البطة الغريبة الثانية وتمد بوزها هي الاخرى وتهرب البطة الثانية قليلا نحو الامام ولكنها تعود محاولة ان تحصل على حصتها المعتادة من فطور الصباح.
تكرر هذا المشهد اكثر من مرة ولم تنجح البطات الاربع في ذلك اليوم الا الحصول على قسط يسير جدا من افطار الصباح.
لم يؤلمني الا منظر جارتي البريطانية التي اوشكت على البكاء حين رأت البطات الثلاث الغريبات وهن يستولين على معظم وجبة الافطار وقالت:اترى ياجاري كيف استولين على طعام البطات العزيزات، كنت مستعدة ان اقدم لهن بعضا مما طبخته هذا اليوم ولكنهن آثرن الاستيلاء بالقوة على طعام الاخرين. انها قسوة ولا اشد منها.
ضحكت في سري وتمنيت ان اقول لها لماذا لاتذهبين الى بغداد لتري بعينيك، الانسان وليس البط، مايحصل من سطو ليس فقط على طعام الاخرين وانما على شبابهم وصحتهم ومنهم من يتحكم ايضا في تحديد موعد الموت معهم.. كنت اريد ان اقول لها ان الذين يقتلون هناك في وطني ابرياء حد النخاع لا ذنب لهم سوى انه هؤلاء الاوغاد ارادوهم جسرا يمدون من خلاله الموت والاغتيال بكاتم الصوت ليقولوا نحن هنا... كنت اريد ان اصرخ امامها، او بعد ذلك يسمون هؤلاء القتلة برجال المقاومة؟ كيف يستوي الامر بعد ان استشهد خلال الاسبوعين الماضيين اكثر من 135 عراقيا بريئا مابين ضابط وشرطي ومدني ذاهب الى عمله عدا الجرحى الذين مازالوا ينزفون حتى هذه اللحظة؟.
كنت اريد ان اقول لها انهم يقتلون في عز النهار لسبب بسيط جدا، ليس هناك من دولة ولا قانون.
فاصل واعود اليكم.
كاد معظم رجال البرلمان ان يبكوا امس حتى ان قارىء تصريحاتهم يعتقد ان الدمعة طفرت من اعينهم حين قالوا ان رواتبنا لا تكفي لاننا ندفع نصفها الى الكتل السياسية التابعين لها وان لم ندفع نوصم بالخيانة.
ياشعبنا العظيم، كيف تريدون من امثال هؤلاء ان يقودوا بلدا عريقا مثل بلادكم؟؟؟.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجيب امور غريب قضية يامالكي
- استثمار جديد لرجال الاعمال.. سجون عراقية بالسرقفلية
- حين يسرقون الزبالة
- ولكم كولوا الحقيقة ولو مرة في حياتكم
- عليهم ياخوتي عليهم
- كلا كلا يا امريكا
- اللغة الانكيلزية فاسدة بل كفر والحاد
- في جيب المالكي العديد من المسكنات
- هل نستفيد من دروس الشعب المصري
- سيارة صفراء بعمامة سوداء
- نوري المالكي، كن قويا او استقيل
- طز بهذا القضاء الذي لايحترم حتى نفسه
- ياحاملي البطاقة التموينية اتحدوا
- ثلاثة نواب وانا الرابع
- لك الحمد يارب فقد انصفتنا بعض الشيء
- قزح اسم للشيطان حسب دائرة نفوس عربية
- قاسم عطا وعلي صالح اقرباء من الدرجة الاولى
- على هالرنة وطحينك ناعم
- ولكم خافوا الله ،بس عاد
- بغداد لاتحتاج الا الى المزابل


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - بطاتي ليست للمحاصصة رجاء