أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - شرين محمد مرتضى - مجرد حمامة بيضاء














المزيد.....

مجرد حمامة بيضاء


شرين محمد مرتضى

الحوار المتمدن-العدد: 3380 - 2011 / 5 / 29 - 09:00
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


بيضاء.. عدا عدة ريشات سوداء بذيلها .. تحلق على ارتفاع منخفض للغاية من حوض السباحة الذى اسبح بة.. انظر اليها وابتسم .. وادرك من تحليقها المنخفض حول الحوض انها عطشى .. تهبط وتقف على حافة الحوض .. تتلفت حولها فى قلق .. اكاد المح خوفها مرئيا ماديا مجسدا امامى .
تحاول انا تخفض رأسها اكثر من مرة لترتوى ببضع رشفات من المياة .. لكنها فى كل مرة تحجم .. تلمح هى العيون التى تترصد بها كما المحها انا .
كما اسمع الصيحات العابثة من بعض الشباب " يا سلام عليها محشية بالفريك "
ينقبض قلبى بشدة .. وانا المح بعض الشباب يخطو خارج الحوض متربصا محاولا الامساك بها .. .. ابدأ فى السباحة والاقتراب اكثر من موضعها.. تبدأ عيناى فى الالتماع بالدموع والاصرار معا .. رغبة قوية انتابتنى .. انى سابطش باى من يحاول المساس بها اكاد اجزم انى الوحيدة التى شعرت بها ككائن حى وليس كطبق شهى .
جل ما تبغاة هو بضع رشفات تروى بها عطشها .. تتغلب غريزة العطش على الخوف وتبدأ فى خفض رأسها .. لترتشف رشفات قصيرة .. سريعة .. متباعدة.
خاطر غريب مر بذهنى : هل ينعم هذا الكائن الملائكى ابدا بالامان ؟
كم وددت لو احتويتها فى صدرى ..و منحتها كل الشعور بالامان ..ان امنع عنها النظرات المتربصة .. الجشعة.. التى تبغى النيل منها .
تبغى ان ترتوى هى .. وامامها بركة مياة ضخمة .. لكنها لاتستطيع ان تروى عطشها كما ينبغى .. لا تستطيع ان تتلذذ باللحظات التى ترتشف فيها المياة لتزيل عنها بعضا من عطشها .. بل ان اكثر لحظات حياتها رعبا .. هى تلك التى تخفض فيها رأسها .. لترتشف بضع رشفات من المياة .. ففى تلك اللحظة التى تخفض فيها دفاعتها .. ربما تأتيها الرصاصة الغادرة التى تنهى حياتها .. ولعجبى خوفها ايضا .. فهل هذا افضل لها ؟
رما تكون اللحظة التى تروى فيها عطشها . هى اللحظة التى تمتد اليها يد غاشمة .. لتحيلها الى طبق شهى فى امعاء احدهم .
هل الموت افضل من الحياة دون امان ؟
.. كل هذة التساؤلات دارت بذهى فى زمن لا يتجاوز دقاقئق تعد على اليد الواحدة .
مع ارتجافتها المتكررة وحركاتها القلقة المرتعبة .. اشعر بتوحد رهيب معها .. اقتربت منها انا الان جدا .. وللحظة وجيزة رائعة تلاقت اعيننا .. نظرت الى مباشرة .. ونظرت الى عينيها السوداوتين بكل الحب والحنان فى اعماقى .
اقتربت انا جدا من حافة الحوض.. ولمحت اشاب الذى كان يطلق التعليقات الساخرة عليها . خارج الحوض .. يتربص بها فى حركات اشبة بالفهد الذى يتربص فريستة.
اتجهت تجاهة بقوة اكبر وانا اعتزم اثارة المشاكل .ولمرة اخيرة لا ادرى ان كانت وليدة الصدفة او متعمدة او حتى ان كانت تعنى اى شئ التفتت الية الحمامة للحظة .. ثم نظرت الى واخذت خطوة للامام باتجاهى .. ارتشفت رشفة اخيرة من الماء.. ثم حلقت مبتعدة.
ويوميا فى كل الايام التى قضيتها بالفندق .. يأتى الكائن الملائكى محلقا .. يهبط .. يتوتر .. يرتشف الرشفات السريعة من المياة .. يحلق مبتعدا .
تاركا التساؤل ذاتة عالقا بذهنى : هل يشعر هذا الكائن الملائكى يوما بالامان .؟



#شرين_محمد_مرتضى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - شرين محمد مرتضى - مجرد حمامة بيضاء