أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - مكاييل حكوميه















المزيد.....

مكاييل حكوميه


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3380 - 2011 / 5 / 29 - 00:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كثيرا ما يجري سوق الأمثلة على ما يجري في عراقنا المصلوب على صليب عذابات أكثر بنيه التي عانوها ويعانوها منذ قرابة النصف قرن . ومن بين هذه العذابات التي يتعرض لها العراقي ، هي إنتقائية السلطات الأمنية عند توزيع العقاب والثواب على المواطن .، فتدخلك تلكم الأنتقائية والأرادوية في سراديب المكاييل العديدة التي باتت هاجس رسمي عراقي بأمتياز .
واحدة من بين تلك المكاييل التي تجعلك تلطم خدك هو ما تعاملت به حكومتنا الوطنية والأمنية بشكل خاص ، مع الأستعراض السلمي لقوات جيش المهدي الذي جرى في مدينة الثورة ( الصدر ) يوم 26 أيار ؛ المطالب بخروج قوات الأحتلال الأمريكي والبريطاني والأسرائيلي التي ديست أعلامهم الوطنية بأحذية المستعرضين . ومع الشباب الذين توسطوا دعامتي تمثال الحرية في بغداد يوم 27 أيار وهم يؤكدون على مطالبهم بتوفير الخدمات .

المكيال الأول

استعراض جيش المهدي جرى يوم الخميس 26 أيار بموافقة السلطات الأمنية ، والجدير بالذكران تلك الفعالية لم تجر في ملعب رياضي كما تشترط الأجهزة الأمنية على الأنشطة المطلبية للناس ، حيث يجب أن يقع كل شيء تحت السيطرة ، وإنما جرت تلك الفعالية في شارع الفلاح الذي يعد من أكبر شوارع مدينه الصدر (الثورة) التي تعج بيوتها بنصف سكان بغداد البالغ عددهم 6 مليون نسمه .
والحمد لله لم يحدث ما يمكن ان نسميه خدشا للأمن ، وإنما سارت الأمور بما تشتهي السفن ، وانتهت الفعالية بسلام ، بل انها لاقت عناية وأهتمام كل الأجهزة الحكومية بما فيها وزارة التربية ومديرية الأمتحانات العامة حين أجلت امتحانات البكلوريا العامة للمراحل الثلاث التي صادف حدوثها في يوم المسيرة ، وهو تأجيل يشبه المستحيل في تأريخ وزارات التربية والتعليم العراقية ، ولم يحدث مثل ذلك كما يذكرني عمري إلا في يوم النكسة ، الخامس من حزيران عام 1967 ، حين خرج طلبة الثانوية من قاعات الأمتحانات رفضا للهزيمة التي الحقتها اسرائيل بالعرب .
أما معطيات هذا النشاط الذي دعا له التيار الصدري على لسان عميده السيد مقتدى الصدر ، فتشير الى :
1 - توقف مرور المركبات بالشوارع التي جرت فيها الفعالية وما يحيط بها وكل مداخل المدينة .
2 - جرت الفعالية في يوم دوام رسمي ( الخميس ) ، الأمر الذي أضطرت معه الدوائر الحكومية في المدينة الى تعطيل عملها في ذلك اليوم .
3 - اغلاق المراكز الأمتحانية ( الأمتحانات العامة للمراحل الثلاث ) لذلك اليوم .
4 - حضور عدد غير قليل من المسؤولين ، سواء بصفاتهم الشخصية أو الرسمية ، وهو أمر يثقل من مهمة الأجهزة الأمنية بالتأكيد .
5 - بلغ عدد المشاركين في الأستعراض حسب الأخبار الآلاف من الأشخاص الذين كونوا الكراديس التي استعرضت في شارع الفلاح .
6 - لم يجر اعتقال اي شخص في هذه المسيرة ، حتى الذين أغتالوا اللامي .

عمليات بغداد تهرب الى الأمام .
قال اللواء قاسم عطا الى وكالة أهل البيت (ع) للأنباء - أنبا " ان القوات الأمنية تتوقع ردود فعل لأستهداف المتظاهرين ، وهي لا تخشى أي طاريء " مضيفا " أن عمليات بغداد لم تتسلم أي اشعار من محافظ بغداد بشأن استعراض التيار الصدري " ثم يهرب في نفس الحديث الى الأمام فقال " أن عمليات بغداد لم تتسلم حتى الآن أي اشعار رسمي من محافظة بغداد يتعلق بأستعراض التيار الصدري لعناصر جيش المهدي " ويضيف مؤكدا ان " القوات الأمنية جاهزة لمواجهة أي طاريء وتتحسب لردود فعل لأستهداف المتظاهرين " !
ومع ذلك فقد تم اختيال علي اللامي على مقربة من مكان الأحتفالية ، فأين المصداقية في حديث اللواء قاسم عطا ؟!!!

ماذا قيل عن الأستعراض
قال السيد بهاء الأعرجي النائب عن الكتلة الصدرية في البرلمان في الكلمة التي ألقاها في المسيره " ان عناصر جيش المهدي قنابل موقوتة بيد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والحوزة " .
فيما قال النائب عن التحالف الكوردستاني " ان هذه الخطوة تعطي فرصة لأطراف أخرى بأن تقوم باستعراض مماثل لتظهر قواها على الساحة " .
أما النائب عن دولة القانون السيد عزت الشابندر فقال في حديث للسومرية نيوز ان " أستعراض جيش المهدي في حقيقته هو استعراض عسكري لا مدني ، وهو يشبه الى حد كبير تظاهرات حزب الله في لبنان " مؤكدا أن " الأستعراض يمثل تحد مباشر وغير مباشر ، واستفزازا لنظام دولة قائمة ، وللنظام الديمقراطي في العراق " .
كما ابدا عدد من المشاركين في العملية السياسية قلقهم من كون هذه الفعالية هي مؤشر الى أمكانية أحياء الفصل الطائفي الذي ساد الأعوام 2005 - 2007 .

المكيال الثاني

دأبت مجاميع من الشباب والمتطلبين العراقيين ارتباطا بجُمَعْ الغضب التي حدثت ولا تزال تحدث في ساحات التحرير والتغيير بدول عربية عديدة ، فتقدمت هذه المجاميع الشابة منذ الخامس والعشرين من شباط بجملة تطلبات تتعلق بتوفير الخدمات ومحاربة الفساد ، ومنذ ذلك اليوم والسلطة والأمن ليس لها من شاغل ، غير السعي لأفشال هذه النواتات الجنينية لتفعيل السياق الديمقراطي الذي شرعنه الدستور لتطوير الحياة اليومية ، السياسية والأجتماعية للمواطنين .
ويوم أمس الجمعة 27 أيار جددت هذه الشبيبة نشاطها بعد الفشل الذريع الذي انتهت اليه مهلة المائة يوم التي أعطاها السيد المالكي لنفسه ليخرج من عنق زجاجة الضغوطات التي حاصرته بها الجماهير ، واحتوى نصب الحرية العدد المحدود من الشباب المُذكْرَين بمطالباتهم وهم لا يتجاوزون البضعة مئات ، وبشكل سلمي وهاديء ، وبدل أن يمر الأعتصام بسلام ، فقد جددت اجهزة الأمن هي الأخرى حيويتها التي لم تفارقها ، فاعتقلت اربعة من المشاركين في ذلك الأعتصام والذين لا يزالون رهن الأعتقال حتى الساعة .

أما معطيات هذا الأعتصام الذي يتجدد كل يوم جمعه فتشير الى :
1 - لم تتوقف حركة المركبات ولم تتعطل أي دائرة حكومية .
2 - جرت الفعالية في يوم عطله رسمية .
3 - لم يحضر أي مسؤول ، لا بصفة شخصية ولا رسمية ، سوى رجال الأمن والشرطه لأعتقال من يقع في براثنهم .
4 - بلغ عد المشاركين في الفعالية بضعة مئات ، وربما تكون هذه البضعة مبالغ فيها أيضا .
5 - جرى أعتقال أربعة معتصمين .
6 - لم يتحدث أحد بقلق عن هذا النشاط سوى الرسميون الحكوميون .

" أكون أو لا أكون ، تلك هي العلة يا نفسي " فمكاييل الحكومة ابتلعت كل الأحلام الوردية التي نبتت على خارطة أجساد الذين قاوموا الدكتاتورية بالرفض ، فآل مصيرها الى زوال كما هو حال الدكتاتوريات التي تتهاوى الآن .



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألا تستحق هذه الفضيحة الأستقالة !؟
- بخدم من هذا التراضق يا ساده ؟؟!!
- يَللي بلبنان الحال من بعضوه
- شر البلية ما يضحك يا سيادة النائب
- ما زلت أحلم برئيس وزراء كعصام شرف
- هل قُتِلَ ابن لادن أم لايزال حيا ؟!
- الصورة
- هل إستقرار العراق محكوم بتقارب العراقية ودولة القانون ؟
- الحزب الشيوعي العراقي يقود العمال الى ساحة التحرير في عيدهم ...
- يا غافلين إلكم الله
- نوازع الحكام كي يبقوا حكاما ... النماذج عديدة
- لجنة النزاهة تكشف عن تحايل حكومي بمبلغ 800 مليون دولار فقط
- هل إستعصى فعلا إيجاد بضعة وزراء ؟!
- ملاذهم نصب الحرية فقط حتى تُسمعْ أصواتهم
- دوار اللؤلؤة قد صار شهيدا
- بلاغ إجتماع لجنة تنظيم الخارج للحزب الشيوعي الكوردستاني مفعم ...
- التغيير في المنطقه قانون أجتماعي سياسي مستحق
- الشعب .. يريد .. إصلاح النظام
- بمناسبة يوم المسرح العالمي باقات من القرنفل الملون للمسرحيين ...
- أرواح ضحايا حلبجه تبكي قتلاها الجدد


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - مكاييل حكوميه