أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - قراءة في شريط – العدو على الأبواب - ستالينغراد (Enemy at the gates )















المزيد.....



قراءة في شريط – العدو على الأبواب - ستالينغراد (Enemy at the gates )


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3380 - 2011 / 5 / 29 - 00:26
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



قراءة في شريط – العدو على الأبواب - ستالينغراد
(Enemy at the gates )
==========================
عديدة هي الأشرطة الأمريكية و الفرنسية التى تناولت الحرب العالمية الثانية و معاركها المختلفة الا أنها هذه هي المرة الأولى التى يتعرض فيها شريط سينمائى أمريكي لمعركة المعارك التى دارت على الجبهة السوفياتية عقب احتلال الهتلريين بلدانا أوروبية كثيرة و منها فرنسا و نقصد طبعا معركة ستالينغراد التى تمثل تاريخيا و حتى باعتراف الفلم ذاته فى بدايته المعركة الحاسمة و المنعرج فى الحرب العالمية الثانية فبها كما صرح حرفيا سيتعلق مصير العالم.

ان ستالينغراد معركة لا كالمعارك ، فقد صارت بطولاتها مضرب أمثال وهي تعد فى التاريخ العسكرى المعاصر من أعظم المعارك التى غدت مرجعا لا للثوريين الذين منها يستقون الدروس بل أيضا لأعدائهم يمحصون فيها النظر للاستفادة منها و كانت المعركة فعلا منعرجا فى الحرب اذ فى ستالينغراد توقف المارد الهتلري و لمائة و ثمانين يوما كما يذكر الشريط فى نهايته حيث واجه مقاومة رائعة بروعة الاندحار الذى سيلقاه الجيش النازى انطلاقا من ستالينغراد الى برلين .

و لأن هذه المحطة التاريخية بهذه الخطورة و الأهمية سعى القائمون على هذا الفلم لأن يقدموا رؤيتهم الخاصة على أنها رؤية موضوعية و من منظورهم الخاص وهو المنظور الهوليودي البرجوازي الامبريالى و همه تشويه كل ما هو نير فى تاريخ البروليتاريا العالمية و الشعوب التواقة للتحرر الوطنى والطبقي و النماذج الباهرة للنضالات الشعبية المسلحة البطولية والتى تمثل كابوسا للامبرياليين وعملائهم بغية تركيعهم و اخضاع الجميع لمشيئتهم. و هكذا يتنزل هذا الشريط ضمن المعركة الايديولوجية للامبريالية ضد البروليتاريا و شعوب العالم و أممه التائقة للتحرر الوطنى و للتحرر من الاستغلال بجميع أنواعه. و ان تكلفت هوليود و من ورائها الامبريالية الأمريكية عناء انجاز مثل هذا الشريط الضخم فى هذه الفترة بالذات و بعد حملات دعاية مصمة للآذان عن موت الشيوعية ( وهو اعتراف منها بمدى جزعها من الفكر البروليتاري و النضالات التاريخية و الحالية للبروليتاريا فى الواقع العالمي اليوم) فمردّ ذلك هو أن الشيوعية عمليا لم تمت بل بالعكس كالعنقاء تخرج من الرماد و تتقدم بخطى ثابتة فى أماكن هامة من العالم و ان لم تصل هذه الموجة الثورية الجديدة بعد لتحقيق ما سبق أن حققته الموجة السابقة من افتكاك كامل للسلطة فى بلد واحد أو بلدان عدة.

الهدف الذى نتغياه من هذا المقال ليس الدخول فى تفاصيل تاريخية أو تحليل واقع الحركة الشيوعية اليوم فهذا ليس مجاله و انما هو رصد الرؤية البرجازية الامبريالية فى الشريط لكشفها و فضحها و رفع غبارها و غشاوتها عن أعين من يود معرفة مدى التشويه المقصود لتاريخ نضالات البروليتاريا العالمية و شعوب العالم و أممه المضطهدة ، التشويه الذى لا تكف الامبريالية و الرجعية عن المضي فيه الى أقصى الحدود الممكنة .و عربيا أمام توالى الهزائم العسكرية و سقوط العواصم بسرعة لا تضاهى تنهض ستالينغراد شأنها فى ذلك شأن صين ماو تسى تونغ حرب فتنام... نموذجا ملهما لمقاومة هزمت أعتى الأعداء وتدحض مقولات دعاة عدم امكانية الحاق الهزيمة بالامبريالية.

1- طبيعة المعركة :
=============
ستالينغراد مدينة سوفيتية آنذاك . خلال الحرب العالمية الثانية ، سعى هتلر ضمن غزوه للاتحاد السوفيتي للاستيلاء عليها مهما كلفه الأمر بما هي الحاجز الأخير بينه و آبار النفط السوفيتية . إذا بمنطق بسيط و جلي ما اقترفه الهتلريون لا يعدو كونه عمل احتلال امبريالي و من حق بل وأيضا من واجب السوفيتيين بالتالي الدفاع الشرعي عن بلادهم ضد الغزاة .هذا واقع الحال ومن يعتبر نفسه مع حق الشعوب فى تقرير مصيرها و مناهض للنازية لزاما عليه أن يقف إلى جانب المدافعين عن الوطن ضد الغزاة بيد أن المتفرج على الفلم لا يخرج بأية إدانة للنازيين بما هم غزاة استعماريين و لا أي تأييد للمقاتلين الذين ذادوا عن وطنهم الإشتراكي(بل بالعكس كما سيأتي معنا في ما بعد).

هذه نقطة أولى ، أما النقطة الثانية فالمعركة على لسان المفوض السياسي للجيش الأحمر دانيالوف يجسدها كل من راعى الأورال فاسيلي من جهة عن السوفياتيين و القناص النبيل الألماني من جهة ثانية و كأن المعركة ليست سوى حرب بين العنصر الآري الألماني و العنصر الروسي في حين أن في الاتحاد السوفيتي لم يوجد الروس فحسب بل و كذلك التركمان و غيرهم و قد شاركوا جميعهم ببسالة في هذه المعركة بالذات . ثم إن هذا علاوة على أنه إعادة تأكيد للمنظور النازي للحرب باعتبار الانحياز التام للألمان بما هم نبلاء و إعتبار السوفيتيين رعاة لا غير ما ينم عن رؤية عنصرية تقود الشريط.
هذه الرؤية العنصرية لمنتجي الشريط تبرز بالإضافة إلى ذلك في دوافع فاسيلاف و القناص الألماني فالأول وجد نفسه حسب الشريط مدفوعا دفعا و بالقوة إلى جبهة القتال و ما زوده بشحنة قتالية هو أنه أصبح مشهورا(رقص وهو يردد الكلمة ) ثم في الأخير يعترف للمفوض بأنه كان خائفا أن يقتل وقد إختبأ و نام ولم يقم بمهمته غير أن ما يحثه في الأخير على مواصلة العمل على قتل الألماني هو مسألة شخصية محدودة أي الثأر و الانتقام لمقتل ساشا كوعد قطعه لحبيبته. ما من مرة سمعناه أو رأيناه مستوعبا طبيعة هذه الحرب و أبعادها.

و من جهة أخري، أتي النبيل القناص الألماني وهو الذي كان مسؤولا مرموقا فى كلية حربية بأمر و لا هدف له سوى القضاء على فاسيلاف غير أنه مع تطور أحداث الشريط نكتشف أنه جاء هو أيضا للانتقام و الثأر لإبنه الذي لقي الموت فى المعارك الأولى على أبواب ستالينغراد. و يتحول قتله لفاسيلاف هو الآخر إلى مسألة شخصية محدودة تذكرنا بالتحدي بين النبلاء في القرون الوسطى ( هنا التحدي شخصي بحت و ليس تحدى الشعب السوفيتي للهتلرية و آلتها العسكرية الأعتى عالميا حينها) فيبقى رغم أمره بمغادرة المدينة لأن مهمته إنتهت ، يبقى على أنه ليس مقتنعا بهذه الحرب كما يفصح عن ذلك رده بصوت خافت على أخبار أتاه بها ألماني عن إيقاف جندي سوفيتى قد يفيده بمعلومات هامة .

و هكذا تنزلق قضية تحرير الوطن الإشتراكي من الغزاة إلى مجرد تحدى شخصي محدود ثأرا و انتقاما فيختزل التاريخ و تخرج منه الشعوب ليحل محلها أفرادا لا أكثر و لا أقل فى معزل عن الشعوب يصنعون التاريخ و بدوافع الثأر و الانتقام لا غير.و هذه إحدى ركائز الرؤية البرجوازية للصراعات التاريخية الوطنية منها و الطبقية.

والقتلى السوفيت نتيجة الوحشية و الهمجية النازية يغتالهم المخرج مجددا بقلبه الحقائق رأسا على عقب. يقدم لنا المخرج المعركة الأولى لفاسيلاف حيث يبعث مع غيره للموت دون حتى سلاح ومن حاول التراجع أرداه رصاص القادة العسكريين السوفيت قتيلا فتبرأ على هذا النحو النازية من دم العشرين مليون سوفيتي و يحمل الجيش الأحمر مسؤولية ملايين القتلى . وعملية شنق النبيل الألماني للطفل ساشا لا نرى منها سوى صورة كبيرة بانورامية لا نقف فيها حتى على ملامحه بما هي صورة من بعيد و لا تدوم إلا ثوانى معدودات و كأن الأمر عادي و قد شرحه الألماني فى كلامه للطفل ( وسنعود إلى هذه النقطة فى ما يلي ). ومن ضحايا النازية الآخرين لا يذكر تقريبا إلا كيفية موت والدي داميا اليهوديين و مع أن اليهود السوفيت كغيرهم كانوا طبعا و فعلا من الضحايا إلا أنهم ما كانوا وحدهم فالاتحاد السوفيتي لم يدفع ثمنا للحرية دم آلاف اليهود كجزء من الشعب بل دفع ثمنا للحرية عشرون مليون نسمة أي نعم عشرون مليون و التاريخ يحفظ هذا. و زيادة على ذلك يستغل أصحاب الشريط الفرصة للدعاية للصهيونية حيث أن داميا تتحدث عن أن أباها كان يؤكد أن العداء لليهود فى أوروبا عميق( وكأن الاتحاد السوفيتي آنذاك كان يضطهد ،عكس مبادئه الاشتراكية و الواقع ، اليهود وهي تهمة بين السطور هو منها براء) و أن المكان الوحيد الذي يمكن لهم العيش فيه بأمان هو فلسطين و لذلك دربها على إطلاق النار إستعدادا للسفر إلى هناك و الانضمام إلى المجموعات المسلحة للحركة الصهيونية التي كانت تنشر الرعب و الموت في صفوف الفلسطينيين لإفتكاك ممتلكاتهم و تهجيرهم عن قراهم و مدنهم.

و نخرج من الشريط بأن المعركة عنصرية و شخصية إلا أننا لا نحصل على أي تفسير يمكننا من فهم السبب أو الأسباب الكامنة وراء الهزيمة النكراء للنازية في ستالينغراد بل إن المتفرج الذي ليس له إلمام تاريخي بهذا الصدد ينتهي إلى أن السوفيت قد خسروا المعركة فآخر الأحداث تصور مغادرة الجميع تقريبا للمدينة و لكن التاريخ يأبى إلا أن يذكر بأنه فعلا في وقت معين من المعركة مثلما جاء على لسان المفوض السياسي دانيالوف لم يبق بين الألمان و الفولغا سوى مائة وخمسون مترا غير أنهم أبدا لم يفرضوا سيطرتهم المطلقة عليها في أية لحظة حتى فيما بعد ذلك فالجيوش السوفيتية ستشرع فى محاصرة الألمان و ستستمر المعارك من داخل ستالينغراد و حولها و خارجها إلى إلحاق الهزيمة النكراء بالهتلريين .

و نعود لنسأل ما الذي جعل النازيين يمنون بالهزيمة في ستالينغراد( لنذكر بأن فرنسا سقطت بأيدي الألمان في 48 ساعة فحسب) وهم يملكون أقوى جيش في العالم عددا و عدة و غالبيته الساحقة وضعت على هذه الجبهة –أضعاف مضاعفة نسبة لما بقي على الجبهة الغربية . فى الشريط لا إجابة و لا حتى عناصر إجابة و ذلك تجنيا على التاريخ و تجنبا للخوض فى تفوق النظام الاشتراكي على النظام الرأسمالى حين يكون الخط الثوري هو القائد للحزب البروليتاري و تجنبا لدرس بمستطاع شعوب العالم إستيعابه و حفظه و إستعماله عند الحاجة ألا وهو، ضمن تضافر أسباب متنوعة ،التكتيك الحربي المتوخى في المدينة السوفيتية.

و نتسائل لماذا معركة القناصة تلك؟ أتت هذه المعركة الجزئية و نشدد على جزئية باعتبار سعي السوفيت لتحييد التفوق الجوى الألماني ذلك أن تقارب الخطوط لا يسمح لطيران النازيين بقذف القنابل كما يحلو له فإصابة الجنود الألمان واردة جدا بل واقعية مما يشل السلاح الجوى و يخرجه من المعركة . وهذا درس عسكري للبروليتاريا العالمية و الشعوب و الأمم المناضلة ضد الامبريالية و الرجعية في التعامل مع التفوق الجوى الإمبريالي ميدانيا.
و إلى ذلك ، ورد على لسان الجنرال الألماني المسئول عن المعركة في لقائه مع القناص القادم من برلين أن جيشه لم يتشكل لخوض مثل هذه المعارك أي أن جيشه النظامي لم يكن قادرا على خوض غمار حرب شوارع ، نهج نهج ، بيت بيت ، غرفة غرفة ، متر متر و النتيجة كما أكد هو نفسه تحطم معنويات جنوده فضلا عن أعصابهم .

هنا نلمس لمس اليد مجددا حقيقة عسكرية غاية فى الأهمية هي إمكانية إلحاق الخسائر الفادحة و حتى الهزيمة الجزئية بالجيش الامبريالي على الجبهة في المدن عندما يقاتل البروليتاريون و تقاتل الشعوب على طر يقتها محيّدة التفوق الجوى للطيران الامبريالي بتقريب الصفوف مع العدو و خوض حرب شوارع كتكتيك وطبعا مع عدم محو الفروقات بين استراتيجيات الحرب الثورية فى البلدان الامبريالية و المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات.

إن الجيش الذي تمكن من الصمود 180 يوما فى ستالينغراد أمام الآلة العسكرية النازية المدججة بأحدث الأسلحة و الأعتى عالميا حينذاك لا يمكن أن يكون مكونا من أفراد مدفوعين دفعا للقتال أو من أفراد معزولين دوافعهم الثأر و الانتقام الشخصيين مع عدم فهم طبيعة المعركة ولا يمكن أن تكون علاقته بالشعب علاقة فضة .

2- الجيش و الشعب و البطولة :
================
بداية ، الشعب السوفياتي عمالا و فلاحين ...غائب تماما فى هذا الشريط فلا نعثر فيه إلا على أم شاشا و ما أوكل إليها ليس سوى طبخ الطعام و كأن المجتمع السوفيتي مجتمع لم يشهد خطوات عملاقة باتجاه تحرير المرأة كجزء من تحرير الإنسانية من كافة أنواع الاستغلال . فحتى داميا عمل المفوض السياسي دانيالوف على إبعادها عن القتال و الحال أن بطلات ستالينغراد و منهن قائدات الطائرات شهرتهن لا تخفى على من يريد نقل الوقائع التاريخية. والعمال لا ذكر لهم إلا كباعثي رسائل لفاسيلي لا غير وهذا إجحاف في حق الشعب السوفيتي بمدينة ستالينغراد والمتطوعين من المدن الأخري حيث شارك الجميع تقريبا و على رأسهم العمال و فى لحمة ملهمة فى النضال ضد الغزاة النازيين و بقيت المصانع تشتغل طوال المعركة بل أصبحت مركز التخطيط و انطلاق العمليات .و هذا الموقف من القائمين على الشريط ليس غريبا فالشعوب لا تصنع التاريخ و إنما البطل الفرد هو من يصنعه ،انطلاقا من رؤيتهم البرجوازية.

أما الجيش الأحمر فما أتعس الصورة التى يخرج بها المرء عنه من الشريط . من الصور الأولى نرى الجنود يحشرون حشرا حيوانيا في القطار و تغلق عليهم الأبواب بالمفاتيح و في ذلك إهانة لهم وأي إهانة. و اثر ذلك تركز الكاميرا على الوجوه لتنقل لنا تعابير الخوف و الفزع والجبن . و تسجل الكاميرا تردد الجنود فى النزول من القطار و أيضا هروبهم من المراكب مرتمين في النهر حين هاجمتهم الطائرات الألمانية .و الضباط في الجيش الأحمر لا أقسى منهم و لا أغلظ فى معاملتهم للجنود التي تصل حد القتل فيصبحوا مجرمين . و إضافة إلى إهانتهم بالدفع و توجيه الأوامر بالمصدح دون شرح أي شيء كانوا يبعثون للموت مباشرة. ففي أحد المشاهد مشهد يتمّ مد بندقية لكل جنديين إثنين و يوجهونهم نحو رشاشات و مدافع ألمانية لا طاقة لهم عليها و لما كانوا يتراجعون كانوا يقتلون برصاص ضباط الجيش الأحمر الذين بقوا وراءهم ولم يشاركوا فى المعارك .باختصار مع تغييب التعامل الديمقراطي بين القادة و المقودين والتعاطي الجدلي بينهم يمسى الإنسان الذي هو أغلى رأس مال بالنسبة للشيوعيين لعبة بمكانة الحشرة بأيدي قتلة أبشع من النازيين وفق الشريط البرجوازي الخلفية. ومن المشروع هنا إيراد تساؤل إنكاري في محله : كيف أمكن لجيش سوفيتي كما قدمه الشريط أن يصمد أمام النازية و أن يهرسلها و ينتهى إلى قصم ظهرها مغيرا مجري الحرب العالمية الثانية كليا في حين إحتل هتلر فرنسا فى 48 ساعة و بلدان أوروبية أخرى فى أقل من تلك المدة الزمنية ؟؟؟

و فضلا عن ذلك ، لا يعرف المفوض السياسي للجيش الأحمر دانيالوف حتى إطلاق النار فيمد البندقية لفاسيلي و ليس واثقا من الانتصار فهو يتحدث عن الهجوم الألماني مرتعدا. والجنرال المسئول عند إلتحاق خروتشوف بالجبهة لاحظناه مضطربا متباكيا تعيسا للغاية و فى تجنب للمسائلة و بإيحاء من خروتشوف يضع حدا لحياته. و هذا الخروتشوف يشرب الفودكا و يأكل الكافيار و يصيح و يزمجر مهددا لأكثر من مرة المفوض السياسي دانيالوف و أهمية الجنود عنده لا تساوى إلا العدم فهو يزدرى فاسيلي ناعتا إياه بالراعي الصغير و في استهزاء إنكاري يسأل دانيالوف –هل تعرف أنت أبطالا ؟ - لما إقترح عليه تركيز الدعاية على الأبطال و أمام دانيالوف و في إستغراب من داميا و آخرين حينما أعلمه جنرال بخسارة نصف جيشه أجابه بأن ذلك لا أهمية له و ليمت النصف الآخر.

و كل من المفوض السياسي دانيالوف و خروتشوف يمتهنان الكذب في الدعاية و التحريض فالأول كان يغالى حد الكذب في وصف ما كان يقوم به فاسيلي و صاغ مقالا عن أنه لا زال حيا و يتناول فطور الصباح بعد إعلان الألمان وفاته و الحال أنه لم يره و الثاني أمر بذلك المقال و مع ازدرائه بفاسيلي في أعماقه تظاهر أمام الصحفيين بأنه مقرب إليه و لقلبه و قال انه يحبه مثل إبنه.
و بخصوص ستالين القائد الأعلى للقوات المسلحة السوفيتية (الماركسي –اللينيني العظيم حقا رغم بعض أخطائه الجدية ) فانه يقدم في صورة إعتادت الدعاية البرجوازية بثها و تكرارها مع إستثناء بسيط هو أنه في هذا الشريط يظهر في لوحة حائطية متورد و منتفخ الخدود علامة على البدانة و الأكل و الشرب برفاهة و راحة بال تماما و لسان حال صوره الحقيقية لتلك الفترة منافية كليا لهذا الإخراج الهوليودى المغرض . ما عدا ذلك فى قلب للواقع يبدو متسلطا مرعبا باعثا الكوابيس في نفوس السوفيتيين لا الأعداء ففاسيلي بعد رؤية صورته حلم بجده وهو صغير و في اللقطة يطلب العفو من جده في إستعطاف و رعب و كأنه سيتعرض للضرب المبرح أو غيره من العقاب . و موقع ستالين في القاعة عاليا بحيث يبدو الجميع تحت سلطته و ينظرون له من تحت في إنسحاق .

و إن كان هذا هو الشعب السوفيتي و كان هذا هو الجيش الأحمر وكان هؤلاء قادته فمن أين يأتي الأبطال ؟ حسب الفلم لم يوجد أبطال في معركة ستالينغراد و لم يكن طبعا الشعب المغيب قد إجترح أية بطولة أصلا . كل ما هنالك أن فاسيلي ذاته كبطل صنع صناعة لغرض الدعاية لا غير . خروتشوف و دانيالوف شكلاه تشكيلا و هو حين وعى ذلك على إثر إرتباطه بداميا واجه المفوض السياسي طالبا منه أن يكف عن الكتابة عنه مؤكدا أنه صنع منه رجلا ليس هو و أنه ليس بطلا و أنه ليس إلا ما صنع هو لا أكثر و أنه خائف ...حينئذ زجره المفوض السياسي و حذره من إعادة مثل هذا الكلام .و من جانبه استهزأ خروتشوف من أن يوجد أبطال في الجيش الأحمر في رده الذي مر بنا على إقتراح دانيالوف.

وهكذا تنتفي البطولة عن فاسيلي إذ هو لا يفهم طبيعة الحرب و لا علاقة له بمثل الاشتراكية والشيوعية و ليس يود أن يكون بطلا و لا هو ببطل فى الواقع كما أكد هو . و النتيجة معركة ستالينغراد معركة لا بطولة فيها لاسيما جماعية و لا هم يحزنون. هذه هي الرسالة الموجهة للبروليتاريا العالمية و الشعوب و الأمم المناضلة ضد الامبريالية و عملائها فتغتال هوليود و من وراءها الامبريالية الملحمة و تهيل عليها ترابا يحجب رؤيتها منارة للمستغليين و المضطهدين و المقموعين والمحتلين في سعيهم لتغيير العالم نحو الأفضل .

غير أن من يملك حسّا نقديا سيشعر ثم يتأكد من أن ثمة أمر لا يستقيم فى هذا المنطق الامبريالي الأخرق. فالجيش النازي الذي إحتل فرنسا القوة الإستعمارية العالمية في 48 ساعة لم يستطع إخضاع ستالينغراد كليا ل180يوما. ما هذا؟ جيش سوفيتى كما أنف وصفه تركيبة و علاقات و لا أبطال فيه و لا بطولات شعبية أوقف الغزو و دحره . كيف؟ غير ممكن...إلا إذا كانت" ملائكة معركة بدر" هي التي نهضت بذلك الدور ؟؟؟

3- تحليل مقتضب لبعض شخصيات الشريط:
===========================
نظرا لأننا نتوخى التركيز على المحوري في هذا الفلم لن نتناول بمزيد الدرس شخصية داميا التى إستغلها المخرج للدعاية للصهيونية أو شخصية أم ساشا الطفل التي لم نراها سوى في المطبخ ترجمة للرؤية الرجعية للمرأة و دورها في المجتمع و إنما سنصب إهتمامنا على أربعة شخصيات فقط :

أ-القناص الألماني :
==========
هو مسؤول مرموق فى الكلية الحربية بالنبيل. صله أرستقراطي ينعتونه في الشريط بالنبيل . والمخرج يظهره بمظهر الأنيق دائما و المتزن فلا نراه يرفع صوته أو يختل في مشيته أو يسقط. لباسه الأنيق يعتني به في جميع جوانبه حتى قبل الخروج في أداء المهمة المناطة بعهدته . حذاؤه دائم اللمعان و الطفل ساشا السوفيتي في ذل يمسح حذاء هذا الألماني و هذا بالغ الدلالة في التعبير عن موقف المخرج.

هذا من جهة ومن جهة ثانية ، هو محترف يعرف تماما ما يريد و كيف يتحرك ، بارع في القنص لم ير فاسيلي مثل براعته فهو قادر على إصابة صديق فاسيلي وهو يقفز في الهواء للمرور إلى جزء آخر من المنزل الذي كانا فيه معا و قادر على قطع حبل رهيف حاول به فاسيلي إسترجاع بندقيته في المصنع وبالطبع هو ذكي للغاية ألم ينصب فخا قتل بفضله إثنين من مرافقي فاسيلي و ألم يكتشف خداع الطفل الصغير و إذ نجي الروسي فبالصدفة لا غير .

و من جهة ثالثة ، أوجد له المخرج أعذارا لقتله الطفل شنقا ليلقى المسؤولية على السوفيت فهو قد حذره من الخروج من المنزل و أخذ منه وعدا بذلك و قتله للطفل واجب محترف بما أنه قال له وهو يقوده إلى حبل المشنقة –أنت تضطرني هذا ما يجب علي فعله- مع أنه يبدو متفهما لموقف ساشا و أنه –يحترم- اختياره الوقوف مع أبناء بلده و لكنه يعتبر أنهما هو و الطفل جنديان و سيعامله على ذلك الأساس بما أنه خرج من المنزل مخالفا ما وعد به . و اللقطة البانورامية للطفل المشنوق لا تدوم سوى لحظة لا نستطيع أثناءها حتى رؤية ملامح ساشا المشنوق في محاولة من المخرج لجعل المتفرج والمتفرجة في منأى عن التأثر بالحدث الوحشي و إستنكاره مما يدفعهم للوقوف إلى جانب السوفيت وهو ما لا يبتغيه المخرج البتة .

عند تيقنه من الهزيمة والموت على أيدى فاسيلي برز متماسكا و حتى واجه الموت برأس مرفوعة .هذه اللوحة في عمومها تجسد موقفا للمخرج إيجابي إزاء هذه الشخصية يود من المتفرج و المتفرجة تبنيه فالأناقة و الإتزان و الحرفية و ما إلى ذلك تمسي خصالا لهذا الغازي والقاتل للطفل يعذر و إستعمال الطفل المقتول لإخراج فاسيلي من مخبئه مستساغ تماما لدى المخرج. و لئن أضفنا إلى ذلك الصورة التي ترسم للسوفيت و تعمد تجنب تصوير الجندي الألماني و ما يعتريه من خوف و فزع نخلص إلى أن المخرج يروج لأفكار عنصرية فالألمان في النهاية بالنسبة له و رغم كل شيء متحضرين و السوفيت هم الهمجيين .

ب- فاسيلي:
=========
شاب عمره عشرون سنة تقريبا روسي أورالي الأصل ، من عائلة فلاحية. منذ اللحظة الأولى نشاهده في وضع من لا يفهم ما يجرى وهو إذا ليس متطوعا لهذه الحرب مثلما يوحى لنا الشريط. و أكثر من ذلك إعترت وجهه علامات الخوف وهو في القطار .و الخوف سيلازمه إلى نهاية الشريط و صرح لدانيالوف أنه اختبأ في مكان ما خوفا من أن يقتله القناص الألماني . هو هكذا نقيض النبيل الألماني المتزن و الذي لم يعرف الخوف حتى مع إيقانه أنه ميت لا محالة.

إنه أيضا شاب لا تجربة له في الميدان العسكري بمعنى أنّه ليس محترفا عكس الألماني . رسائله بالكاد يكتب كلماتها صحيحة تحت إملاء دانيالوف. لم يقرأ من الكتب الكثير فهو منبهر بالمتعلمين و كأنهم عُملة نادرة – وهذا مناف للحقيقة فى الإتحاد السوفياتي آنذاك- و كرر لداميا أنه عليها هي و دانيالوف بإعتبار أنهما متعلمان أن ينقذا أنفسهما و يغادرا المنطقة . ثيابه رثة و لا يحلق ذقنه عكس القناص الألماني . في حركته و تصرفاته تقلبات و عدم فهم لما يريد فعلا و يقع في فخ عدوه. وهو إذ نجا من الموت مرتين فصدفة لا غير.و له شيء من الذكاء و لكنه ذكاء لا يضاهى ذكاء عدوه.

ميزته أنه قناص ممتاز بيد أن هذاالقنص لم يتعلمه في مدرسة حربية و على أيدى السوفيت و لهذا دلالته المفهومة و إنما تعلمه في غابة و على أيدي جده الذي كان يعامله بقسوة .و ما قدر على كسب المعركة ضد الألماني إلا بإعانة خارجية من دانيالوف. ليس بطلا وهو لا يريد أن يكون كذلك ،وفق الشريط.

فى كل ما سبق يشعرنا المخرج أن فاسيلي فلاح متعجرف يواجه –نبيلا – ألمانيا .و من خلال أفعاله و أقواله –فاسيلي- نستشف أنه يعيش فى مجتمع لم يعرف تغيرات ثورية على الصعد كافة و أن لا علاقة له لا بالاشتراكية و لا بالشيوعية و لا يفهم منهما شيئا و لا تعنيان له أي شيء فمثله الأعلى مثلما أفصح عنه لداميا هو أن يغدو مسئولا مشرفا على مصنع يعطى الأوامر فيكون كل شيء بالنسبة له سهل و لا يرتدى بدلة العمال .طموحاته إذا ، طبقيا، برجوازية .و هنا رافد آخر ، إضافة لشخصية الألماني يصب في الايدولوجيا البرجوازية الامبريالية التي تنضح من الشريط من بدايته إلى نهايته .

ت- كوليكوف:
==========
هو الذي قضى ستة عشر شهرا بألمانيا قبل إندلاع الحرب وهو شخصية محورية في توجيه النقد المباشر للشيوعية ذلك أنه يعتبر أن ستالين كان في السابق حليفا لهتلر فى إشارة إلى معاهدة عدم الإعتداء و ظروفها شرحها يطول فقط نشير إلى أنهما أمضياها و كل واحد منهما يعد و يعلم أن الآخر يعد للحرب مع إختلاف: الإعداد للعدوان من طرف الهتلريين و الإعداد للدفاع عن الوطن والاشتراكية من قبل السوفيت و هذا بعد أن تحالفت فرنسا و انجلترا و أمضيا إتفاقيات مع هتلر و هدفهما هو توجيهه ليصطدم بالاتحاد السوفياتي و يحطمه.

و على المستوى الشخصي يروى كوليكوف أنه تعرض للسجن و العنف الذي تسبب له في فقدان بعض أسنانه لا لشيء إلا لأنه كان في ألمانيا و الدولة هي التي بعثته ثم إتهم بالعمالة مما دفعه لنصح فاسيلي بألا يستسلم للخيالات في أرض الاشتراكية و السعادة العالمية و المقصود هو أن الاشتراكية لم تحقق أي انجاز إيجابي و لن تحقق، حسب رأيه.

و بصدد المسألة القومية يطلق كوليكوف قنبلته الأخرى حين يسأله لماذا بعث الألمان بواحد آخر يصلح الهاتف و هم متأكدون أنه سيلقى حتفه (هو فى الواقع صديقهم السوفياتي ألبسه الألمان لباسهم) معلنا أنهم لا يهتمون بمصلحى خطوط الهاتف مثلما –لا نهتم نحن بالأوكرانيين- و هذه إعادة أخرى لدعاوى معاملة دونية و حتى فضة للأوكرانيين (للإطلاع على الحقائق حول مثل هذه التهم و غيرها ، أنظرى /أنظر : "ستالين نظرة أخرى" لليدو مارتينز ، دار الطليعة الجديدة ، سوريا)
كل هذا يوجهه كوليكوف لفاسيلي الذى لا تجربة له نصيحة و خلاصة و دروس من كهل محنك .

و هنا نلفى رافدا ثالثا في نهر الايدولوجيا البرجوازية الامبريالية التي تقود الشريط.

-ث- دانيالوف:
===========
المفوض السياسي الذي إرتبط منذ ظهوره بالسيارة المنقلبة بالأوراق و المطبوعات مع عدم إطلاقه النار و لو طلقة واحدة طوال المعركة أول ما إستحوذ على عقله كتابة مقال بعد إلتقائه بفاسيلي يجعل منه هو و فاسيلي مشهورين مبالغا في دوره في ما حصل . شغله الشاغل بعد ذلك الشهرة التي نالها فغنى لها ورقص و الانتماء إلى القيادات العليا الذي وعده به خروتشوف. أما الحقيقة فليست مشكلته ، تزويرها وارد جدا و لم يتردد في كتابة مقال بطلب من خروتشوف عن أن فاسيلي لا زال حيا و الحال أنه لم يتأكد من ذلك بل سيعرض صورا له على أنه يتناول فطور الصباح. و المخرج من وراء هذا يرمى إلى جعلنا نعتقد أن الدعاية و التحريض السوفياتيين قوامهما الكذب و الخداع وهو قرص برجوازي مشروخ مناقض للحقائق التاريخية الدامغة.( خروتشوف و إنقلابه على الخط الثوري إثر وفاة ستالين و صراع الشيوعيين الحقيقيين ضده موثق توثيقا جيدا عالميا و لا نحتاج إلى الخوض فيه هنا ).

إنسان وصولي هو دانيالوف لا مبادئ له هو الذي من المفروض أن يرفع وعي المقاتلين فلم نلاحظ و لا مشهد إجتماع واحد بالجنود أو الضباط عقده لتدارس الوضع ونقاش خطة عمل ...كل ما هنالك أنه - يطبق الأوامر- كما أعرب عن ذلك بنفسه و ينصح فاسيلي بتطبيقها مهددا إياه ضمنيا. في علاقته بالقيادة يبدو ضعيف الشخصية منسحقا يبتلع الإهانات و التهديدات .

داميا حاول استمالتها على أنهما الإثنان يهوديان متعلمان و إستعمل في ذلك أسلوبا متخلفا و منفرا ألا وهو تقديم هدايا طعام سرقه من حفل للقادة الذين هم في بحبوحة بينما الشعب يكاد يموت جوعا وفق الشريط طبعا. و في الأخير خسر معركته هذه حيث إختارت داميا فاسيلي (بأسلوب نقول عنه إنه هوليودي في إختزال العلاقات إلى صراع رجلين على إمرأة في دراما برجوازية غدت كلاسيكية ) و إنتقاما لا يتوانى عن الدسيسة لفاسيلى موجها رسالة للسلطات مفادها أن سلوكه تغير في إتجاه مناهض للشيوعية. و النتيجة: يتقزز منه الجمهور لسفالته على أكثر من صعيد و بالتالي مما يرمز له أي الشيوعية ،هذه رسالة هوليود إلينا و التي ستتوج بجعل هذه الشخصية بالذات هي الناطقة ببيت القصيد.

4- بيت القصيد:
===========
و قد ظن أن داميا ماتت وهم فى طريقهم إلى المركب لمغادرة المدينة إلى الضفة الأخرى للفولغا ، عاد ليعترف بين أيدي فاسيلي بعصارة ما توصل إليه فى تجربته المديدة قائلا حرفيا تقريبا : لقد كنت غبيا . الإنسان سيبقى الإنسان . الإنسان الجديد لم يولد بعد . ..و حتى في الاتحاد السوفيتي سيوجد دوما أغنياء و فقراء و أغنياء في الحب و فقراء في الحب- .ألا يذكرنا هذا بنهاية التاريخ بصيغة أخرى؟

واضح و جلي إذا ما يرمى إليه الشريط. من الغباء أن يكون المرء شيوعيا و لا فائدة أن تسعى البروليتاريا لتغيير العالم و الإنسان فالإنسان لن يتغير و العالم لن يحتضن مجتمعا عادلا دون إستغلال قومي و جندري و طبقي و دون طبقات فى النهاية فوجود الأغنياء و الفقراء و المستغليين والمستغليين أمر طبيعي لا فكاك منه بالنسبة للايدولوجيا القائدة للشريط. وعليه ليرضخ الجميع للامبريالية فلا بديل. و تتحول معركة ستالينغراد على هذا النحو من ملحمة بطولية و معركة عظمى فى تاريخ البروليتاريا و العالم المعاصر إلى مادة فلم خطابه مناهض للشيوعية التي تستحيل إلى حلم مستحيل التحقيق .فماذا يبقى للشيوعيين حينئذ؟

نصيحة الشريط صريحة ما بعدها صراحة : الإنتحار أسوة بدانيالوف فى سبيل فاسيلي كإنسان مثله الأعلى برجوازي على حد ما سبق تحليله.

و لكم الرد على هذه النصيحة...

نتوجّه بالدعوة إلى تحويل هذا الشريط من شيء سيء إلى شيء جيد بمنعى أن نتخذ منه مادّة وفرصة أخرى لدراسة و نشر تراث الشيوعية عالميا ومُثلا ملحمية خطها الشعب السوفياتى بدمائه كمجتمع برهن على تفوقه على الرأسمالية و نشدد على تجنب خطأين مميتين في التعامل مع هذا الإرث البروليتاري : الأول هو تبنى هذا التراث مائة بالمائة بإيجابياته و سلبياته فنسقط في الدغمائية و نكرر الأخطاء السابقة و الثانى التخلى عن مبادئه الجوهرية الثورية وإعتباره خاطئا في الأساس فنسقط في التحريفية . تقوم الدراسة الجدلية على النقد البناء من وجهة نظر البروليتاريا و أهدافها الشيوعية و على أساس علم الثورة و تطوره فى أرقى ممارساته و تنظيراته عبر العالم...
=============================================



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب العالمية الثانية: من هزم هتلر؟ المقاتلون الحمر بستالين ...
- رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين الثوريين و كلّ شخص يفكّر جدّيا فى ...
- إعادة تصوّر الثورة و الشيوعية : ما هي الخلاصة الجديدة لبوب آ ...
- الشيوعية كعلم- RCP,SA
- حول القادة و القيادة RCP,SA
- القانون الأساسي للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأم ...
- من أجل تحرير النساء و تحرير الإنسانية جمعاءRCP ,SA
- الثورة التى نحتاج ...و القيادة التى لدينا – رسالة و نداء من ...
- الشيوعية : بداية مرحلة جديدة بيان الحزب الشيوعي الثوري ، الو ...
- الماوية : نظرية و ممارسة - 9 -المعرفة الأساسية لخطّ الحزب ال ...
- غيفارا ، دوبريه و التحريفية المسلّحة_ ليني وولف
- الإمبريالية و السيدا / الأيدز فى أفريقيا( مقتطف من كتاب - عا ...
- بيع النساء : تجارة البشر العالمية ( مقتطف من كتاب - عالم آخر ...
- من تجارب دكتاتورية البروليتاريا بصدد تحرير المرأة (التجربة ا ...
- هدف الماركسية هو الشيوعية ( مقتطف من كتاب - عالم آخر، أفضل ض ...
- الرأسمالية ، البيئة و حماية البيئة فى ظل الإشتراكية ( مقتطف ...
- حقيقة الحرس الأحمر( مقتطف من كتاب- الثورة الماوية فى الصين: ...
- شهادات حيّة عن الحياة فى ظلّ صين ماو الإشتراكية (الفصل الثان ...
- حقيقة التيبت : من الدالاي لاما إلى الثورة ( مقتطف من كتاب- ا ...
- الوجه الحقيقي لل-معجزة الصينية - (مقتطف من كتاب- الثورة الما ...


المزيد.....




- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - قراءة في شريط – العدو على الأبواب - ستالينغراد (Enemy at the gates )