أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - الحرب العالمية الثانية: من هزم هتلر؟ المقاتلون الحمر بستالينغراد















المزيد.....



الحرب العالمية الثانية: من هزم هتلر؟ المقاتلون الحمر بستالينغراد


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3379 - 2011 / 5 / 28 - 11:58
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كلمة للمترجم:
+++++++
المقال الذي نضع بين أيديكم مصدره العدد 1098 من " العامل الثوري" بتاريخ 15 أفريل 2001وهي جريدة الحزب الشيوعي الثوري الأمريكي التى صار عنوانها منذ بضعة سنوات " الثورة . و قد عملنا على هذه الوثيقة بغاية تأكيد أنّ ماضي الشيوعيين الثوريين عبر العالم ماضي مشرق و أنّ مستقبلنا أكثر إشراقا.
فى خضمّ الردّ الإيديولوجي على حملات " موت الشيوعية" من الضرورة بمكان نشر المكاسب التاريخية التى حقّقتها طبقتنا العالمية ،طبقة البروليتاريا فى صراعها من أجل عالم آخر ، عالم شيوعي فيه يتمّ القضاء نهائيّا على كافة أشكال الإستغلال و الإضطهاد.
ويهمّنا هنا أن نشير إلى أنّ الجماهير الشعبية قادرة على إجتراح البطولات التى لا تتصوّر إن كان يقودها الشيوعيون الحقيقيون، الشيوعيون الثوريون الذين يطبّقون علم الثورة البروليتارية العالمية و يضحّون بأنفسهم فى خدمة الشعب- مثلما يقول الرفيق ماو تسى تونغ- و الأهداف الشيوعية السامية. و يكفى بهذا الصدد أن نعقد مقارنة بين ما أنجزته لفائدة البروليتاريا و الشعب – عسكريّا و حتى سياسيّا وإقتصاديا و إجتماعيا – الحروب التى قادها الشيوعيون الحقيقيون فى الإتحاد السوفياتي و الصين و فتنام مثلا و تلك التى كانت تقع تحت قيادة برجوازية إمبريالية أو برجوازية صغيرة أو كمبرادورية ...للتأكّد من صحّة ما نقول. و فوق ذلك قارنوا البطولات التي إجترحها المقاتلون الحمر نساء و رجالا ،شبابا و شيوخا ،فى ستالينغراد بما حدث فى عراق صدّام حسين عميل الإمبريالية، و سقوط بغداد المدوّي فى بضعة ساعات من الهجوم الأمريكي عليها، و ستفهمون عمق الحقيقة المستشفّة و أهمّية الإيديولوجيا البروليتارية والقيادة الشيوعية الثورية و قوّة الشعب الثوري المسلّح!

===============================

منعرج الحرب العالمية الثانية شهدته مدينة روسية تمتد على طول نهر الفولغا؛ ستالينغراد. طوال 80 يوما من معارك الشوارع الشرسة سنة1942 واجه الجنود والعمال الحمر للاتحاد السوفيتي؛ الذي كان حينذاك اشتراكيا؛ الجيش النازي والحقوا به الهزيمة وهذه رواية تاريخية لكيفية تطبيق المقاتلين الثوريين للمبادئ العسكرية والسياسية التي خولت لهم تحقيق المحال وتغيير التاريخ العالمي.

تأمّل معركة النمور عن بعد :
===============
في22 جوان1942 غزت ألمانية النازية الاتحاد السوفياتي بجيش يُعد من اكبر الجيوش في التاريخ العالمي وكان هتلر يعتقد بأنه سيهزم السوفيايين في غضون ثلاثة أشهر وتقريبا كل الأخصائيين العسكريين والسياسيين في العالم كانوا متفقين على ذلك فألمانيا الامبريالية كانت تمتلك القوات العسكرية الأحدث في العالم و كانت قوة غزوها متشكّلة من ثلاثة ملايين جندي و3300 مدرعة و 7000 مدفع من النوع الثقيل وألفي طائرة. و كانت قواتها قد أنهت بعد إحتلال البلاد تلو الأخرى في أوروبا: تشيكوسلوفاكيا وبولونيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا والدنمرك والنرويج . أما الاتحاد السوفيتي في1941 فلم يعرف أكثر من عشرين سنة من السلام منذ آخر غزو امبريالي له. تحت قيادة الحزب الشيوعي و جوزيف ستالين، شهدت البلاد عشريتين من الصراعات الطبقية والبناء الاشتراكي . وعلى الرغم من مشاكل كبيرة، كان آنذاك بلدا ثوريا واشتراكيا حقا. حيث جاءت الثورة البلشفية بالطبقة العاملة إلى السلطة وألغت إمتيازات الأغنياء وثرواتهم وأوجدت أوّل إقتصاد إشتراكي مخطط وأول نظام زراعي جماعى وحولت هيكلت الصناعة وملكيتها. و كان الصراع الطبقي في غاية الصعوبة إذ كاد ينتهي إلى حرب أهلية.

و الجيوش السوفيتية وإن كانت كثيفة العدد لم تكن على نفس درجة تجهيز القوات الألمان.ذلك أنّ قسما كبيرا من الضبّاط السامين السوفيت وقع تطهيرهم فى إطار نزاعات سياسية حادّة أواخر الثلاثينات ووقع تعويضهم بآخرين جدد، بجيل غير متمرّس من الضبّاط.

بإختصار ، إعتقد الخبراء الغربيون أنّ الإتحاد السوفيتي فى ظلّ ستالين كان بلدا منقسما على نفسه بشكل جدّي و جيشه ضعيف فى ظلّ قيادة ستالين . لم يكونوا يتوقّعون أن يهزم الإتحاد السوفيتي ألمانيا.
و بالفعل ، أمل الإمبرياليون الأمريكان و البريطانيون أن يتمّ إرهاق الإتحاد السوفيتي بإنشغاله بالجزء الهائل من غزو الجيوش الألمانية على الجبهة الشرقية.و أجّلوا فتح جبهة ثانية فى أوروبا عندما هاجمت جيوش هتلر الإتحاد السوفيتي و قد شبّه ماو تسى تونغ مخطّط الولايات المتحدة و بريطانيا " الوقوف على قمّة الجبل و مشاهدة قتال النمور أسفله".

لقد إستهان كلّ من هتلر و القوى الغربية جدّيا بقوّة الإشتراكية السوفيتية.ببذل للذات لا يصدّق ،نظّم الشعب السوفيتي حربا عادلة عظيمة لمواجهة الغزاة النازيين.وفى مدينة صناعية تقع على حافتي نهر ، إسمها ستالينغراد (و معناها مدينة ستالين) واجهت جيوش هتلر الموصوفة بأنّها " لا تقهر" مقاتلين حمر مصمّمين على الإنتصار.

و اليوم ، و حكّام العالم يدّعون " موت الشيوعية" و أنّ " كافة محاولات الإشتراكية قد فشلت" ، من الأكيد للغاية أن نذكّر بدروس ستالينغراد 1942 حيث أثبتت 80 يوما و ليلة من القتال منزلا منزلا أفضلية الإشتراكية و قوّة الشعب الثوري المسلّح.

المنطق الإمبريالي للحرب الخاطفة :
===================
كان الغزو الألماني للإتحاد السوفيتي يعتمد على إستراتيجيا بلينزكياغ التى تعنى " الحرب الخاطفة". و تهدف هذه الحرب إلى تحقيق إنتصار سريع لا يجعل النزاعات الطبقية تتأجّج بين الطبقة الحاكمة الرأسمالية الألمانية و الجماهير الشعبية الألمانية.. و كان هدف الغزو هو الإطاحة بالحكم الإشتراكي للطبقة العاملة و إستعباد الشعب السوفيتي و تحطيم قاعدة الإرتكاز المفتاح هذه للثورة العالمية. و قادت هذه الأهداف و الإستراتيجيات الرجعية القوات النازية إلى تبنّى وسائل غاية فى العنف فى حربها العدوانية.

و بالضبط قبيل الغزو ، قال هتلر لأسمى جنرالاته: " الحرب ضد روسيا لن تخاض على نحو يليق بالملوك.إنّها صراع إيديولوجيات و إختلافات عرقية و ينبغى أن تخاض بقساوة غير مسبوقة و بلا رحمة و لا شفقة…إنّ المفوّضي [ النشطاء الشيوعيين ضمن الجيش الأحمر السوفيتي] حاملي إيديولوجيا متعارضة تماما مع النازية. و بالتالى ينبغى أن نقضي عليهم…"

و عبر الإتحاد السوفيتي ، أحرق النازيون مدنا برمّتها و لم يدفنوا جثث من قتلوهم من السكّان. و من بين 5 ملايين و 700 ألف جندي سوفيتي وقعوا فى الأسر ، 3 ملايين و 300 ألف لقوا حتفهم فى المخيمات السجون الألمانية – نتيجة الجوع و البرد و الإعدامات. و ما يناهز الثلاثة ملايين جندي و مدني سوفياتي نقلوا إلى ألمانيا للعمل كعبيد.

تعلّم التصدّي للإستراتيجيا النازية :

فى البداية ، تعرّض الجيش الأحمر بقيادة ستالين إلى ضربات موجعة فى أماكن واسعة من الإتحاد السوفيتي. و إضطرّ إلى ان يترك وراءه " أرضا محروقة" فبأسى كان يحرق الحقول و السكك الحديدية للإقتصاد الإشتراكي ليمنع الغزاة من الحصول على المدد.

و مع تراجعهن طوّر الجيش الأحمر مناهج قتال على " طريقتنا"، متصدّيا للحركية والقوّة الألمانية.و قد إستنهض الحزب الشيوعي الجماهير فى صراع حياة أو موت " ليس فحسب بالنسبة للشعب السوفيتي ،لكن أيضا بالنسبة لتحرير كافة الشعوب التى ترزح تحت نير الإضطهاد الفاشي".

و قد نظّم الشيوعيون جيوشا أنصارية فى أعماق الغابات لهرسلة العدوّ فى كلّ مكان.وتعلّم الجنود السوفيت إستعمال " الأسلحة الشعبية" مثل القنابل اليدوية و المولوتوف ضد المدافع. و جرى نقل مصانع بأكملها بإتجاه العمق السيبيري لمواصلة الإنتاج بعيدا عن منال العدوّ. و تحوّلت المدن السوفيتية مثل لينينغراد و موسكو إلى حصون عسكرية.

هجوم هتلر المصيري:
============
مع إقتراب فصل الشتاء لم يحقّق الغزو الألماني إنتصاره المتوقّع بالضربة القاضية. فقد استولت الجيوش الألمانية على مناطق شاسعة من الغرب غير أنّها وجدت نفسها غير قادرة على التقدّم وسط البلاد السوفيتية. وكان عليها أن تحمي طرق إمداد تمتد على آلاف الكيلومترات من التهديد المستمر للأنصاريين .و تسببت لها المعارك والشتاء القارص بعدُ فى مليون ونصف المليون من القتلى .

و فى أواسط سنة 1942، لم يعد الجيش الألماني قادرا على القيام بهجوم شامل على طول الجبهة برمتها.عندئذ كان على هتلر أن يختار هدفا واحدا لهجوم كاسح فى الصيف. لذلك أرسل مليون ونصف المليون من الجنود نحو الجنوب الغربي للاستيلاء على حقول البترول فى جبال القوقاز. وكانت غايته قطع إمداد الجيوش السوفيتية بالنفط وتأمين احتياجات القوات الألمانية. وجمّع أكبر قوّات ممكنة وبعث بأفضل جنرالاته وجلب حتّى طائرات و دبابات من جبهة شمال أفريقيا.ثمّ أمرها بالإستيلاء بداية على مدينة ستالينغراد قصد تعزيز الجناح الشمالي لجيشه وكان مخطّطه يرمى إلى التقدّم من ستالينغراد باتجاه أهداف أخرى أهمّ فى الجنوب.

واصفا الهجوم على ستالينغراد قال ماوتسى تونغ إنه هجوم" يتوقّف عليه وجود النازيّة ذاتها ".

فى23 أوت تمكّن الجيش الألماني الرابع بقيادة الجنرال فدريش فون باولوس من عبور نهر الفولغا، شمال ستالينغراد. و من السّماء ،أمطرت القوات الجوّية آلاف وآلاف القنابل على المدينة فجعلتها حطاما. عشرات الآلاف لقوا حتفهم فى الهجوم الأولى . أمّا أعضاء المنظمات الشّبابيّة الشيوعيّة فاستنهضت السكّان للبحث الجماعيّ بين الأنقاض عن الناجين.

و فى نفس الوقت، كانت المدافع وكان الجنود النازيّون يتقدّمون صوب المدينة الممتدّة على مستوى الضفّة الغربيّة لنهر الفولغا بهدف القبض على الجيوش السوفيتية و ظهرها إلى النهر وإلحاق الهزيمة بها في ظرف 24 ساعة.

مواجهة فى مدينة كانت تحمل اسم ستالين:
=======================
كان للقيادة السوفياتيّة، جوزيف ستالين والقيادة العليا للقوّات المسلّحة السوفياتيّة منظورها الخاص المختلف. فبعد انسحاب طويل على طول نهر الدون ، قرّرت مواجهة النازيّين فى ستالينغراد. أفاد س.ج.ليونارد فى كتابه الحرب العادلة والحرب غير العادلة: عرض تاريخي :
" كان يبدو للعديدين أنّ الاتّحاد السوفيتي على حافة الإنهيار بينما لم يكن الإنسحاب على طول نهر الدون يدلّ على ذلك.
فى الواقع سمح له الانسحاب بنقل فرقه من الوسط إلى الجنوب وتعبئة قوّاته وتجهيزها شرق جبال الأورال. وأيضا خوّلت له المعارك فى الأثناء تعلّم تكتيكات عسكريّة مرنة ضد الهجوم الخاطف عوضا عن التكتيكات التقليديّة التي قادته المرّة تلو المرّة إلى السقوط في طوق. وهكذا كانت هذه اللحظة من الوهن الكبيرتحمل فى طيّاتها بذور الانتصار القادم .
و شرع الحزب الشيوعي فى تنفيذ حملة إرسال كوادره الأكثر حزما إلى ستالينغراد لتجعل عن وعي المدينة أعظم تحّد سياسيّ وعسكري ممكن "للجيش الألماني".

و خطّطت القيادة السوفيتية إلى تحويل المدينة إلى إسفنجة ضخمة لاستيعاب وإيقاف أكبر قدر ممكن من
الفيالق الألمانيّة فى الوقت الذى تحشد فيه سرّا جيوشا كبيرة فى شمال المدينة وجنوبها و بالتالى تحاصر كل الجيش الألمانيّ الرابع فتقبض عليه وتمحقه. لذا بعث الحزب الشيوعيّ بالآلاف من خيرة مناضليه إلى المدينة. ينبغى تصوّر التحضيرات الدقيقة و النقاشات السياسيّة الحادّة فى الوقت الذى كان فيه الجيش الألمانيّ الضخم يتوغّل فى الدّفاعات السوفيا تية و يتقدّم باتجاه المدينة .
بقيادة المنظّمات الشيوعيّة ،صارت المصانع المتاريس وأكتوبر الأحمر الشهيرة إلى جانب مراكز توليد الكهرباء، صارت مرا كزا للاستعدادات العسكريّة .

شكّل آلاف العمّال وحدات قتال مسلّحة بالدمالج والبنادق و المتمرّسين فى الثورة البلشفيّة والحرب الأهليّة وكان عمّال مصانع الفولاذ والسكك الحديديّة والسفن و مهندسي الجرّرات وملاحي الفولغا والموظّفين نساءا ورجالا يستعدّون للقتال جنبا الى جنب مع الجنود.و حول المصانع، كان عمّال آخرون يحفرون الخنادق الدّفاعيّة.
و أثناء تقدّم القوات الألمانيّة سارع سكّان ستالينغراد إلى جني المحاصيل الزراعيّة و حفر خنادق ضد المدافع .وقبل
وصول الألمان تحقّق إجلاء أغلبيّة نصف المليون من سكّان المدينة نحو الضفّة الأخرى للنهر.و هاجمت قاذفات القنابل
شتوكا الألمانيّة عديد الزوارق التى كانت تحمل المدنيّين وهي وسط النهر و قذفت المتجمّعين فى انتظار الاجلاء بقنابل إنشطاريّة .

وصف مؤرّخ برجوازي المعركة الأولى حول خنادق ستالينغراد قائلا" من الليل إلى الصباح، أنجزت الميليشيا الروسيةّ معجزة إذ حفرت مواقعا محصّنة مترابطة وإستوعبت المسائل الأساسيّة للحرب الحديثة .و الآن فى ثياب العمل أوفى ثياب أنيقة لأيام الراحة، كانوا يلتفّون حول مدافع الهاون والرشّاشات ليتحدّوا أفضل جيش تجهيزا بالدبّابات على النطاق العالمي.وعندما اهتزّت فرقة القتال الألمانيّة كروبن أمام حاجز ستالينغراد المدفعيّ، قام الروس حتّى بهجوم مضاد مستعملين الدبّابات ت34 التى لم تكن قد دهنت اذ خرجت لتوّها من مصانع التركيب ".

فى الوقت نفسه، كان يدور صراع سياسيّ حاد ضد القادة الميدانيّن للحزب والقوى المسلّحة الذين كانوا يعتقدون أنّه من غير الممكن الدفاع عن المدينة و نادوا بالهروب إلى الضفّة الأخرى من الفولغا .غير أنّ ستالين رفض مخطّطات التخلي عن المدينة محددا أنّ " أهمّ شيء هو عدم السماح بأن يعمّ الذعر وعدم الخوف فى وجه تهديدات العدوّ والمحافظة على إيماننا بأنّنا المنتصرون في النهاية ." وعاد صراع الخطّين ليندلع لمرات طوال المعركة.عامل جوهريّ فى رجحان كفّة الخطّ الثورى، هو المسؤول عن قيادة المعركة ونقصد الجنرال فاسيلى شويخوف الذى كان يشاطر ستالين التصميم الحازم على الانتصار.

و بالطبع ما كان ممكنا إعلام السكّان جميعا بمخطّط محاصرة الألمان إلا أنّه بمجرّد تلقّى المدافعين عن ستالينغراد الأوامر بالقتال حدّ الموت فهموا أنّ مهمّة تاريخيّة ملقاة على عاتقهم فنمت فى قلب الشعب وحدة تحدّ وتصميم . و كان الشعار "ستكون ستالينغراد مقبرة الهتلريّة" .
وانتهت الاستعدادات للمواجهة التاريخيّة.

القتال شارع شارع :
===============
لقد هاجم الألمان بقوّة لا أعتى منها جنودا ومدافعا ودبّابات وطائرات و فى المعركة تلو المعركة لم يتقدّموا
سوى بضعة أمتار فى اليوم .ولمّا بلغوا الفولغا في سبتمبر حاصروا الجيش وظهره إلى النهر .حينئذ إنطلق
قتال شوارع. وفى 13 سبتمبر، شنّ الألمان هجوما مركّزا على قلب المدينة أرادوا منه الاستيلاء على الهضبة
الكبرى المسمّاة ممياف كورقان ذلك أنّه من أعلاها كان سيكون بمقدورهم أن يهاجموا بالمدفعيّة المدينة برمّتها
وبخاصة الأحياء العمّاليّة والأرصفة التى منها كان الجنود السوفيت يتزوّدون بالذخائر الحربيّة. وفى يومين
اثنين من القتال الضاري تكبد الألمان خسائرا قدّرت بما بين8000 و10000 جنديّ و دبّابة. و تحوّل مكان استراتيجيّ من أيدى الألمان إلى السوفيات والعكس بالعكس، خمسة عشرة مرّة فى غضون خمسة أيّام بيد أنّ الألمان لم يتمكّنوا من بلوغ قمّة الهضبة .و قد قدّم آلاف المقاتلين الحمر حياتهم لإيقاف زحف الألمان فسمحت تضحياتهم لرفاقهم بكسب الوقت لإعادة تنظيم صفوفهم.

فى24 سبتمبر، كان الألمان يسيطرون على الجزء الأكبر من المدينة و كيلومترا كيلومترا كانت الأنقاض تشتعل إلاّ أنّهم كانوا قد فقدوا عُشر الجيش الرّابع وظلّت المقاومة مستمرّة فى الضواحي الصناعيّة بالشمال وأتت فى تلك الأيّام عديد التعزيزات من الضفة الأخرى للفولغا عمادها كان شباب المناطق الحدوديّة لآسيا السوفيتية.

فى14 أكتوبر، شنّ الألمان هجوما ضخما كانوا ينتظرون أن يكون الأخير بدؤوه ب3000 قنبلة قذفت من الطائرات وتبعوه بهجوم ثلاثة فيالق من المشاة وفيلقين من الدبّابات .و فى30 أكتوبر لم يكن الجيش السوفياتى يسيطر إلاّ على ثلاث مناطق صغيرة على طول النهر ومع ذلك لم يقدر الألمان أن يلحقوا به الهزيمة. و بهذا الصدد كتب ضابط من فيلق الدبّابات الألمانيّة يقول " لقد قاتلنا لمدّة خمس عشر يوما للاستيلاء على منزل واحد مستخدمين مدافع الهاون والقنابل اليدويّة والرشّاشات وحراب البنادق.و في اليوم الثالث وجدت أربع وخمسون جثّة ألمانيّة فى الطابق الأرضى وصحن الدرج والسلّم.وكانت الجبهة ممرّا بين الغرف المحروقة أو سقفا بين الطابقين.أما الإمدادات فكانت تصل من المنازل المجاورة عبر المداخن وسلالم إطفاء الحرائق. معارك لا تحصى دارت من أواسط النهار إلى الليل. من بيت لآخر بوجه يعلوه العرق كنا نقاتل الواحد الآخر بالقنابل اليدويّة وسط الانفجارات وسحابات الغبار والضباب...اسألوا كلّ جنديّ عن معنى أن يقاتل فى التحام "رجل لرجل " فى معركة من هذا النوع . "

فى11 نوفمبر، شنّ الألمان ما سيمثّل آخر هجماتهم فكان عليهم أن يقاتلوا من أجل كل شبر وكل صخرة.و في اليوم التالي أي في نوفمبر أنهكت قواهم.

القتال بجسارة:
========
بحوزة النازيّين وُجدت أسلحة كثيرة من العيار الثقيل دبابات ومدافع وطائرات.و فى الجهة المقابلة كان لدى القوّات الشيوعيّة السوفياتيّة بعض الأسلحة الثقيلة مثل المدفعيّة المضادّة للطائرات بيد أنّه كان عليها أن تكتفى بالأسلحة الخفيفة كالقنابل اليدويّة والككتال مولوتوف والرشّاشات على غرار تلك المسمّاة حاليا قاتس. لقد حدّدت الأسلحة الثقيلة التى يمتلكها الجيش الألمانى الامبريالى "طريقة قتاله "وهي مشابهة لطريقة الجيش الأمريكيّ الحالية.عموما، كانت القوات الجوية الألمانيّة تنتظر أن توجد " أرض لا أحد" واضحة بين القوّات الألمانيّة من جهة والسوفياتيّة من جهة أخرى وبعد ذلك كانت تمطر الخنادق و المراكز المحصّنة للسوفيت بالقنابل. ولم تكن الدبّابات لتدخل القتال إلاّ بعد أن تتوغّل الدبابات في المتاريس و تحطّم المواقع السوفيتية المحصّنة. ولمّا لم تكن القوات الألمانيّة تستطيع القتال بهذه الطريقة جرّاء التكتيكات السوفيتية كانت تتوقّف أو تنسحب.

تفطّن القادة السوفيت إلى أنّه عندما كانوا يطبّقون تكتيك القتال "رجلا لرجل "كان يتعذّر على الألمان أن يقاتلوا
على" طريقتهم". بهذا المضمار، صرّح قائد الجيش السوفيتي، شيخوف: "وهكذا تنبهنا إلى أنه علينا أن نقلّص إلى الحد الأدنى "أرض لا أحد " وإن كان من الممكن إلى مسافة قنبلة يدويّة " فسعى السوفيت الجنود إلى الاقتراب ما أمكن من العدوّ بحيث لا تستطيع معها القوّات الجوّية الألمانيّة قذف القنابل على الجبهة ولا على خنادقها دون أن تخاطر بحياة الجنود الألمان. وذكر شيخوف أنّ الألمان كانوا يكرهون القتال بهذه الطريقة " معنوياتهم ما كانت لتتحمّل ذلك .لم تكن لديهم الشجاعة الكافية لمواجهة الجنديّ السوفياتيّ وجها لوجه.و كان بالإمكان معرفة الجندي العدو فى موقعه المتقدّم من بعيد لا سيما ليلا لأنّه كان وباستمرار يطلق الرصاص كل خمس أو عشر دقائق بغاية رفع معنويّاته.على هذا النحو كان جنودنا يعثرون على هؤلاء "المحاربين" و كانوا يقتربون منهم سرّا ويقضون عليهم بطلقة واحدة أو بطعنة من حربة البندقيّة. "

الهجوم ضمن الدفاع :
============
بوجه عام، كان الجيش يقاتل دفاعيّا أي أنه يدافع عن المنطقة و يحول دون تقدّم الألمان متيحا
للجيوش السوفيتية الأخرى فرصة محاصرتهم بيد أنّه حتّى ضمن هذه المعركة الدفاعيّة كان من الأهمّية بمكان اللجوء
إلى الوضع الهجوميّ والقيام ببعض الهجمات. فالعمليّات الهجوميّة كانت تحدّ من مبادرة الجيش الألمانيّ بمعنى قدرته
على تقرير أين ومتى تتم المعركة. وصف شيخوف هذه العمليّات الهجوميّة فقال "أينما اخترق العدوّ خطوطنا
قضت عليه طلقاتنا أو هجماتنا المضادة التى كانت بشكل عام هجمات مفاجئة على جناحه أو فى مؤخّرته. " وكان الجنود الحمر يكمنون للدبابات التي كانت تمر من طرق متوقعة. فكانوا ينتظرون إلى حد تكاد فيه الدبابات تدهسهم ويطلقون عليها النار من مضادات الدبابات وأسلحة أخرى أثقل .وهكذا تمكنوا من إيقاف تقدم المشاة الذين كانوا عامة ما يقتفون من قريب أثر الدبابات. إضافة إلى ذلك، تمكن الجنود السوفيت من الاقتراب من المشاة الألمان كي يمنعوا طائراتهم الستوكاوج أ88 من مهاجمتهم من الجوّ.
كتب شيخوف قائلا:"لقد حطّمنا كل على حدة

المشاة والدبابات التي كانت تخترق خطوطنا.و الدبابات لم تكن لتفعل الشيء الكثير دون مشاة ولهذا كانوا ينسحبون بعد تكبد خسائر جسيمة. في الهجمات المضادة، كان العدو يفقد جنودا كثيرين وكان يضطر للتخلي عن هجوم ما. بعد ذلك، كان عليه أن يطوف الجبهة بحثا عن نقطة ضعف في دفاعاتنا مضيعا الوقت وفاقدا المبادرة ... أحيانا كثيرة، ما كانت غايتنا فقط تكبيدهم خسائرا وإنما أيضا من خلال هجوم مفاجئ للمشاة والدبابات ،وبمساعدة مدفعيتنا وطائراتنا،اختراق مواقعهم وبلبلة تشكيلاتهم وكسر هجومهم وكسب الوقت ".

نظرا لطبيعة الحرب في المدن، كان من العسير قيادة وتحريك وحدات كبيرة من الأفواج. واصفا كيفية إستغلال الجنود الحمر للوضع، قال تشيخوف: "الحرب في المدن تمثل نوعا خاصا من القتال. والمشاكل لا تحل بالقوة وإنما عبر المهارة والذكاء والسرعة... محورية هي الوحدات الصغرى للمشاة و الأسلحة والدبابات الفردية ."

وتعلّم القادة السوفيات تنظيم قواتهم في وحدات صغيرة متحركة تحمل اسم " مجموعات عاصفة " وصفهم شيخوف فقال: "كانوا قليلي العدد غير أنهم أشدّاء ولهم مكر الثعابين ولا يقهرون في القتال ". وما أدّى إلى نجاح تلك العمليات كان إختيار الوقت المناسب والهجوم على حين غرة وبسرعة وجرأة.

بالنسبة للألمان كان من الصعب للغاية الهجوم على هذه الوحدات من الجوّ ، اذ كانت تتسلل إلى مواقع الألمان لتهاجمهم وكانت تتقدم زحفا متخفية بين الحطام والأنقاض. ليلا، كانت تحفر الأنفاق والممرات وتموّهها. وفجأة ، كانت تظهر وسط القوات الألمانية حيث لم تكن هذه الأخيرة بقادرة على إستعمال مدافعها ودباباتها وطائراتها. وكان الجنود الحمر يهاجمون عندما كان الوضع ملائما لهم: حينما كان الألمان ينامون أو يأكلون أو أثناء التناوب. وفي معارك "رجل لرجل "بالمسدسات والخناجر والعصي المسنونة ، دفع الحمر النازيين من بيت الى آخر ومن طابق إلى آخر ومن غرفة لأخرى .

أما الحزب الشيوعي فقد سارع ب "حركة قناصة " في صفوف مقاتلي الجيش62. وحاول الجنود أن يصيبوا الهدف بطلقة واحدة. ومارسوا التسديد و ناقشوا أفضل السبل لذلك. متخفية بين الإنقاذ ، تمكنت الوحدات الصغيرة من القناصة من القضاء المبرم على وحدات عدوة أكبر عددا . وكان الجيش الأحمر يعتمد على الجماهير،على الذين بقوا في ستالينغراد، للحصول على مخططات العدو. فعلى سبيل المثال ، في لحظة حاسمة،ظهرت إمرأة جريئة خلف الخطوط الألمانية ،من خلال الغبار والأنقاض وأعلمت بهجوم كانوا على أهبة القيام به. وكان الجنود السوفيت الذين كانوا في انتظار عبور نهر الفولغا يقرؤون المناشير التى تشرح لهم طريقة القتال "رجل لرجل"، وهي معنونة "ما ينبغي أن يعرفه الجندي حول كيفية العمل في الحرب في المدن " مطبقين هكذا الخط الجماهيري .و عبأ القادة السوفيت الجنود والعمال كيما يبذلوا قصارى جهدهم لتحقيق الانتصار. مقاتلة على "طريقتها "، شلت القوات السوفيتية تفوق العدو في الأسلحة الثقيلة. طريقة القتال هذه كانت تتطلب مستوى عاليا من الوعي السياسي والثقافي الكبير. والانتصارات المتكررة،وان كان ذلك في معارك صغيرة ، كانت ترفع معنويات الجنود الحمر. و بالعكس، كانت هذه التكتيكات تحط من معنويات الجنود الألمان الذين كانوا غالبا ما يتراجعون تاركين وراءهم حتى مواقع محصنة رئيسية.

المواقع المحصنة ضد النازيين :
==================
كتب القائد السوفياتي شيخوف: "بنايات مدينة شبه الصخرة التي تتحطم عليها الأمواج .إنها تقسم التشكيلات العدوة وتضطرها إلى التقدم عبر الشوارع ،لذا دافعنا بتصميم عن البنايات القوية وركزنا بها حامية صغيرة قادرة على إطلاق النار في كل الإتجاهات في حال محاصرتها.و سمحت لنا البنايات وخاصة منها القوية، بخلق مواقع دفاع قوية إنطلاقا منها يقدر جنودنا أن يمحقوا الألمان بالرشاشات وقذائف الشظايا ".

وأكد شيخوف انه كان يحلو للمقاتلين الحمر التموقع في البنايات ذات الحجارة المحروقة لأن النازيين لم يكونوا ليقدروا على حرقهم أثناء الهجوم .ووجدت مواقع محصنة من أحجام مختلفة ،البعض منها كان يدافع عنه مجموعات صغيرة والبعض الآخر كان يدافع عنه فيلق كامل . وكانوا ينظمون أنفسهم على نحو يجعلهم قادرين على إطلاق النار في الاتجاهات كافة والاستمرار في القتال حتى في حال توصّل الألمان إلى عزلهم لأيام وأيام .
ومن جهة أخرى، كان المقاتلون الحمر يحفرون بواسطة المجرورات الخنادق ويربطون بين المواقع المحصنة. فكان جنود العدو الذين يسعون للمرور عبر المواقع المحصنة يقعون في نار متقاطعة. وسجل شيخوف أنّ "مجموعة من المواقع المحصنة بشبكة من النار الجماعية وفي ظل قيادة موحدة وممونة لتدافع عن نفسها ، شكلت مراكز مقاومة.

النساء المقاتلات فى ستالينغراد :
=================
نساء كثيرات العدد تقدّمن متطوّعات فى الجيش تعويضا لقتلى الجيش الأحمر فى بداية الحرب. كتب شيخوف بهذا الشأن : " ليس من قبيل المبالغة قول إنّ النساء قاتلن جنبا إلى جنب مع الرجال بكافة الأماكن ...كلّ من ذهب إلى الجبهة لاحظ النساء يطلقن المدافع و يقدن الطائرات فى المعارك ضد القوّات الجوّية الألمانيّة أو يقدن السفن المدرّعة للفولغا التى كانت تأمّن الإمدادات من الضفّة الغربيّة إلى الضفّة الشرقيّة وتعدن الكرّة فى ظروف صعوبتها لا تتصوّر.

غالبيّة طاقم المدافع المضادة للطائرات والأضواء العاكسة متشكّل من النساء...كنّ على موقف صلب و بقين يطلقن النار حتّى لمّا كانت القنابل تنفجر إلى جوارهنّ وكان يبدو مستحيلا حتّى البقاء فى الموقع. فى محيط من الحرائق و الغبار وإنفجارات القنابل وكأنّ سحب التراب التى كانت تثار فى الهواء من كلّ صوب ونحب لم تكن يعنيها ،كانت
النساء تصمد بصلابة إلى النهاية. من هنا وبالرغم من العدد الكبير من القتلى، كانت الطائرات الألمانيّة تواجه دوما
إطلاق نار مركّز وتمنى بخسائر جسيمة. فالمدفعيّة أسقطت عشرات الطائرات الألمانيّة فوق المدينة."وليعلم أيضا
أنّ عددا كبيرا من أشهر طياري حاملات القنابل فى الهجمات الليليّة قوامه النساء .

النازيّون يسقطون فى الفخّ :
==============
فى19 نوفمبر، سمع الجميع فى ستالينغراد المدفعيّة عن بعد : لقد بدأ الهجوم المضاد الكبير السوفيتى . إنّ المقاتلين الحمر الأبطال قد دافعوا عن المدينة لمدّة كافية خوّلت لرفاقهم محاصرة الجيش الألماني من كلّ الجهات. كان القادة الألمان
على علم بأنّ قوّة سوفيتية ضخمة كانت تتحرّك إلا أنّهم لم يتصوّروا أبدا أنّ الشعب السوفيتي قادرعلى تنظيم هجوم مضاد بهذا الحجم من القوّة حيث تقدّم ما يفوق المليون جندي سوفيتى بسرعة فائقة إلى شمال المدينة وجنوبها .و فى أربعة أيّام ونصف اليوم، طوّقت الجيوش ثلاث مائة وثلاثون ألف جندي من الجيش السادس الألمانيّ جميعه فى فخّ من حديد. و أخفق هجومان لفكّ الحصار وتواصلت المعارك داخل المدينة إلى يوم31 جانفى1943 و قبضت القوّات السوفيتية على الجنرال فان بولوس وقيادته العامة.

لقد مثّل ذلك واحدة من أعظم الانتصارات العسكريّة في التاريخ. مقاتلو ستالينغراد أدهشوا العالم إلى درجة أنّ
ماك أرثور جنرال الطبقة الحاكمة الأمريكية الإمبرياليّ حتى النخاع صرّح :" بمداها وعظمتها مثّلت أكبر بطولة عبر التاريخ".

ستالينغراد معركة مفيدة للمستقبل العالميّ:
========================
لمّا غزى النازيّون الإتحاد السوفيتي فى1941 أعلن الرأسماليّون أنّ الشيوعيّة محكوم عليها بالموت والفناء بيد أنّهم
أساؤوا تقدير قوّة الاشتراكية السوفيتية و التصميم الخارق للعادة للجماهير في دفاعها عن مجتمعها . من أنقاض
ستالينغراد، طفت حقيقة أنّ الجماهير بمستطاعها إلحاق الهزيمة بعدوّ رأسمالي مدجّج بالسلاح و متقدّم للغاية تكنولوجيّا.
والمحوريّ في الإنتصار كان قيادة الحزب الشيوعيّ وتنظيم الشعب بعد عشرات السنين من الصراع الطبقيّ الحاد
فإستجابة لنداء ستالين إنضمّ آلاف الشيوعييّن للجنود فى الجبهة .و فى كلّ معركة كان الشيوعيون المقاتلون الأوفر تصميما وبسالة وحين كان الجيش الأحمر يحتاج وحدات خاصّة لإختراق الخطوط الألمانيّة، يتقدّم متطوّعون من
التنظيمات الشبابيّة الشيوعيّة. وفى أثناء حرب الشوارع وفى كلّ الأماكن، كان الشيوعيون يقومون بالعمل السياسي
رافعين وعي جماهير المقاتلين بأنّ المعركة قضيّة تستحق القتل والموت من أجلها.

وبينما كان الجنود الألمان يغمرهم الخوف وفتور الهمّة كان الجنود الحمر يقاتلون غير آبهين بالموت حتى لمّا كانوا يجدون أنفسهم معزولين ومحاصرين.

تدين شعوب العالم بالكثير إلى مقاتلي ستالينغراد فى إنتصارهم على هتلر إلحاقهم الهزيمة به وفى الدروس القيّمة حول
الحرب الثورية فى المدن التى بمستطاعنا أن نستخلصها منها.



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين الثوريين و كلّ شخص يفكّر جدّيا فى ...
- إعادة تصوّر الثورة و الشيوعية : ما هي الخلاصة الجديدة لبوب آ ...
- الشيوعية كعلم- RCP,SA
- حول القادة و القيادة RCP,SA
- القانون الأساسي للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأم ...
- من أجل تحرير النساء و تحرير الإنسانية جمعاءRCP ,SA
- الثورة التى نحتاج ...و القيادة التى لدينا – رسالة و نداء من ...
- الشيوعية : بداية مرحلة جديدة بيان الحزب الشيوعي الثوري ، الو ...
- الماوية : نظرية و ممارسة - 9 -المعرفة الأساسية لخطّ الحزب ال ...
- غيفارا ، دوبريه و التحريفية المسلّحة_ ليني وولف
- الإمبريالية و السيدا / الأيدز فى أفريقيا( مقتطف من كتاب - عا ...
- بيع النساء : تجارة البشر العالمية ( مقتطف من كتاب - عالم آخر ...
- من تجارب دكتاتورية البروليتاريا بصدد تحرير المرأة (التجربة ا ...
- هدف الماركسية هو الشيوعية ( مقتطف من كتاب - عالم آخر، أفضل ض ...
- الرأسمالية ، البيئة و حماية البيئة فى ظل الإشتراكية ( مقتطف ...
- حقيقة الحرس الأحمر( مقتطف من كتاب- الثورة الماوية فى الصين: ...
- شهادات حيّة عن الحياة فى ظلّ صين ماو الإشتراكية (الفصل الثان ...
- حقيقة التيبت : من الدالاي لاما إلى الثورة ( مقتطف من كتاب- ا ...
- الوجه الحقيقي لل-معجزة الصينية - (مقتطف من كتاب- الثورة الما ...
- حول تلخيص الحركة الشيوعية النيبالية ( مقتطف من كتاب – لندرس ...


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - الحرب العالمية الثانية: من هزم هتلر؟ المقاتلون الحمر بستالينغراد