أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إيمان يحيى - لماذا يكرهون الشعب لهذه الدرجة؟














المزيد.....

لماذا يكرهون الشعب لهذه الدرجة؟


إيمان يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 3378 - 2011 / 5 / 27 - 15:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



لم تكن مفاجأة لى تصريحات السيد "ص.ص" ممثل جماعة الاخوان فى لجنة التعديلات الدستورية و المتحدث الاعلامى باسم تلك اللجنة. قد يكون البعض مصدوماً بسبب تصريحات السيد"ص.ص" بشأن اعتبار المسلمات المتدينات المحجبات أدنى مرتبة و منزلة من بنات الجماعة، و أن الأخ عضو الجماعة يجب أن يقترن بأخت له من الجماعة أيضاً. لم تصدمنى ماسورة الاستعلاء و الغطرسة التى تنفجر، كلما فتح المتر "الدستورى" "ص.ص" فمه، فهو و جماعته لا يعترفون بالمسلم الذى لا يتبع جماعتهم و الذى يناصر أى اتجاه سياسى أخر، ليبرالياً كان أو قومياً أو يسارياً. كنت أتوقع كل ذلك، فتاريخ الجماعة ملئ بالاستعلاء على من يخالفها، بل و أيضا على الشعب بأكمله.
بعد انتصار ثورة 25 يناير بدت تصريحات قادة جماعة الاخوان و شيوخ السلفيين تروج بأن الثورة هى ثورة ربانية!، لا دخل لبشر فى نجاحها. من الطبيعى أن الأمر لله من قبل ومن بعد، و لكن الثورة قام بها شعب عظيم و فجرها شباب رائع، فلم يحاولون طمس دور الشعب و الشباب؟ ثم هاهم يلمزون و يغمزون من قناة "الديموقراطية" و يرجعون لاستخدام تعبير "الشورى" غير الملزم للحاكم، وهناك منهم من يطرح مجدداً شعار "الحاكمية لله" بصيغ جديدة. هم لا يعترفون بحكم الشعب و سيادته و يروجون لربانية تنظيماتهم! يدعون انهم ليسوا ببشر و لكن ملائكة معصومين.
كل ذلك جعلنى أتساءل :لماذا يكرهون الشعب لهذه الدرجة؟ حتى ثورته يرفضون نسبتها اليه، و عندما يأتى الحديث عن حقوقه يتجاهلون تلك الحقوق.ذلك العداء و الفوبيا من الشعب قديم قدم نشأة جماعة الأخوان. كانت تحالفاتهم دائما مع احزاب الأقلية و القصر، ناصبو حزب الوفد الشعبى العداء و تحالفوا مع الديكتاتور اسماعيل صدقى ، عدو الشعب. هم الأعلى و الأكثر ايماناً من الأخرين حسب عقليتهم المتعالية. ألم تقل قياداتهم أنهم سيقومون بتربية الشعب المصرى! و كأنهم من طينة أخرى أو أنهم قد هبطوا علينا من السماء. الشعب المصرى أكثر شعوب الأرض تديناً و ورعاً و لا ينتظر منهم أو من غيرهم أن يعلموه دينه. هذا الشعب كره كل المستبدين الذين تعالوا عليه، و لم يكن أخرهم "مبارك" الذى عايره بلقمة عيشه ، و جاء الأخوان من بعده ليربونه و يعلموه الأدب.
لم يعد الشعب يعجبهم، و لكن النخبة أيضا من "الأفندية الأراذل" ، كما كان يقول عنهم السادات، أصبحت فى مرمى نيرانهم و كراهيتهم. لماذا؟ لأنها اعترضت على استخدام الدين فى السياسة و استغلال المساجد و الكنائس فى الاستفتاء الأخير. من يسمع رئيس لجنة التعديلات الدستورية و يقرأ للكاتب فهمى هويدى يلمس تلك الكراهية أيضا للنخبة. كل تلك الكراهية لماذ؟ هل لأن النخبة قد حذرت من استفتاء، كان كل مهمته اجهاض الثورة بشق صفوفها؟ استفتاء يفترض أن تم به تعديل دستور 71، و بعدها يصبح الدستور فاعلاً، لقد كانت كل دعايات الجماعة تنصب على رفض دستور جديد و الاكتفاء بالتعديلات، لنفاجأ باعلان دستورى به اكثرمن 60 مادة لم يتم أخذ رأى الشعب حولها، و الأنكى من ذلك فان الدستور الجديد قادم لا محالة. لِم كان الاستفتاء؟ هل كان غرضه اللعب بورقة التكفير؟ لماذا يتناسون أن الدستور هونتيجة وفاق و اجماع وطنى و يتصورون أنه من الممكن فرض دستور بتصويت رغم أنف المخالفين! هم حتى لايريدون لأحد أن يسعى نحو هذا الوفاق و الاجماع، يريدونه دستورا يضعه نواب برلمان سيتم انتخابه فى ظل البلطجة و انعدام الأمن.
المصيبة الكبرى أن جماعة الأخوان تهدر فرصة تاريخية لتحولها الى حزب سياسى حديث مثيل لحزب العدالة و التنمية التركى، فكل تصرفاتها و تحالفاتها تصب فى طريق وصولها الى جماعة طالبان، بينما ينتظر مصر مصير مظلم كمصير باكستان أو أفغانستان أو السودان.
من حق جماعة الأخوان أن تكره الشعب و ترفض أن تكون ثورته من صنع يديه، و لكن ليس من حقها ادعاء الربانية و العصمة و ليس مسموحا فى اطار العمل السياسى المتاجرة بالدين. و يظل السؤال مفتوحا:لماذا يكرهون الشعب لهذه الدرجة؟.







#إيمان_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمن أولاً و ثانياً و ثالثاً
- معضلة انتقال السلطة..المحاذير و المخاطر


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إيمان يحيى - لماذا يكرهون الشعب لهذه الدرجة؟