أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - ميناء مبارك الكبير ..وبوادر أزمة جديدة















المزيد.....

ميناء مبارك الكبير ..وبوادر أزمة جديدة


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 3378 - 2011 / 5 / 27 - 12:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ميناء مبارك ... وبوادر أزمة جديدة
تعتزم الكويت بناء ميناء ليصبح اكبر مؤاني الخليج وحسب الخطة تنجز المرحلة الأولى بأربعة أرصفة في عام 2015 , حيث يحتمل إن تستقبل ما يعادل 2.8 مليون حاوية , مع مخطط هيكلي يصل في المستقبل إلى 60 رصيفا , ويرتبط الميناء مع البر الرئيسي قي الصبية ومدينة التحرير بثلاثة جسور وطرق سريعة ومن المقرر إن يرتبط مع سكة القطار الخليجي والذي ربما يخدم الميناء وهناك خطط لمد السكة للعراق وإيران وتركيا .
هل نحتاج إلى أزمة أخرى تفرق مالا يمكن جمعه بين العراق والكويت , أحيانا لا افهم العقلية الكويتية في التعامل مع العراق , فالكويت ومنذ حربها مع العراق , لا تستطيع إن تنسى إن العراق يوما ما غزا أرضها وشتت أهلها وأصبحت شعب بلا ارض , وكانت أزمة استمرت 6 أشهر , ثم كان التحرير , ومنذ 1991 ولغاية اليوم , عملت الكويت وفكرت ودبرت كل ما بوسعها للإضرار بالعراق ...
كثيرة الملفات الشائكة بين العراق والكويت , وكثيرة هي الخطوط الحمراء التي تضعها الكويت للتعامل مع العراق , لا بل كل تعاملها مع العراق هي بحد ذاتها خطوط حمراء , وهناك تحامل كبير في النفسية الكويتية سواء الحكومية أو الشعبية بالتعامل مع هذا الجار المزعج وغير مرغوب به ابدا , ووضعته الجغرافيا رغما عن انفها جارا كبيرا ومستبدا أحيانا وضعيفا أحيانا أخرى على حدودها الشمالية .
الحقيقة أن الكويت تكره هذا الجار بكل مستوياته الشعبية والحكومية , وتبقى الكويت خائفة دوما من هذا الجار إن يفكر أو يعيد التفكير يوما ما , بحقوق يعتقد أنها له عند الجارة الصغيرة الكويت .
لا للتنازل عن الديون الكويتية , فيقول أكثر من نائب في مجلس الأمة إن الديون الكويتية خط احمر لايمكن التنازل عنه أبدا , مهما كانت الواسطات ومهما كان التدخل من دول العالم , ومهما كانت الرغبة لدى دول العالم لمساعدة العراق في وضعه الجديد , وان دول كثيرة من العالم أطفئت ديونها مع العراق لمساعدته , إلا إن الكويت رفضت , ونقول هذا شانها ولكن هذا تشدد لم يكن متوقع من الكويت , وهي الدولة الأكثر استفادة من سقوط النظام السابق .
لا للتنازل عن ديون الخطوط الجوية الكويتية والبالغة 1.2 مليار , لا بل اتخذت خطوة لم تسبقها أبدا أي دولة من دول العالم , حيث أقامت دعوى في المحاكم البريطانية للحجز على طائرة عراقية وكانت تلك الرحلة الأولى للخطوط العراقية للعاصمة البريطانية منذ 20 عاما وتم حجز جواز مدير الخطوط العراقية في بريطانيا .
ولا ننسى موقف الكويت من إخراج العراق من الفصل السابع , والتي بقت تماطل كثيرا في المساهمة لإخراج العراق من هذا الفصل إذا علمنا إن الكويت هي الأكثر استفادة من عدم خروج العراق من هذا الفصل ...
السياسيون العراقيون والحكومة العراقية تتعامل مع الكويت بكثير من المرونة وعدم المسئولية , وأقول هذا لان السياسيون والحكومة العراقية مستفادة من وضع الضعف والتي هي السبب الرئيسي فيه , كثير من السياسيون مستفادون من الكويت ومنح الكويت والتي يستفاد منها السياسيون في إبقاء العراق بهذا الضعف , فليس من مصلحة الكويت أبدا إن يكون العراق قويا , وليس من مصلحة الكويت إن يكون العراق ندا لها على الأقل .
الكويت تتعامل مع كثير من الملفات العراقية بكثير من التشدد وبعيد عن الدبلوماسية والهدوء المطلوب لحل مثل هذه المواضيع , وربما هذا التشدد عبارة عن خوف مكتوم , وربما هذا التشدد مطلوب مع هذا الجار العملاق المستبد وهو ألان راكع وخانع مستسلم لكل إرادة حتى لو كانت الإرادة الكويتية .
ميناء مبارك احد هذه الملفات والتي يتشدد بها الكويت كثيرا , ولكن لماذا هذا التشدد , ليس خافيا إن نقول إن سواحل الكويت على الخليج كبيرة , وكبيرة وكثيرة أكثر من اللازم , حقيقة نقول إن العراق اشتكى دوما وابدأ من عدم وجود منفذ له على الخليج , فهو محصورا تماما , ودائما كان همه المنفذ على الخليج , وربما هذا كان من أسباب حربه وغزوه دولة الكويت , وربما لو كان الكويتيون عقلانيون قليلا قبل أزمة الكويت , لم يحدث الغزو , فالفاتورة التي دفعتها الكويت والعراق معا من هذا الغزو اكبر كثيرا من الثمن الذي طالب به العراق قبل الأزمة , ولكن التشدد في ذاك الوقت قاد المنطقة إلى حرب وأزمة , والتشدد ألان سوق يقود إلى احتقان وأزمات ......
مالضير لو جلس الكويتيون والعراقيون لحل الأزمة , نوري المالكي وهو رئيس وزراء لا اعتقد انه سوف يفعل شيئا , فالأمر ليس بيده , وحكومته ضده , قال إن ميناء مبارك يعني موت العراق , فهل يرضى العراق بالموت لبطئ والسريري لو تم إنشاء ميناء مبارك .
أقول مره أخرى نوري المالكي لن يفعل شيئا , لكن لو جاء إلى رئاسة الحكومة رئيس وزراء يستطيع إن يفعل شيئا ما هو الموقف ساعتها , إنا لا افهم ما حاجة الكويت إلى الملفات والتي تثير الاحتقان والكراهية والحقد , أكثر ما توفر حسن النية بين الطرفين , إلا نحتاج إلى توطيد العلاقات بين الشعبين , إلا نحتاج إن نشعر إن الحكومة الكويتية والشعب الكويتي يقفون مع الشعب العراقي , إثارة هذه الملفات والتي تثير السخط والاحتقان , إلا تؤدي إي مزيد من الهوة بين الشعبين , أحيانا كثيرة أقف من الخطاب الكويتي بكثير من التساؤل والألم معا , لماذا هي الكويت دائما مع العراق هكذا , لماذا يتم وأد كل خطوة ايجابية من شأنها زيادة الالتحام بين الشعبين , وإثارة كل المواضيع التي تثير النفوس .
الكويت تقول إن هذا شأن داخلي لا دخل لأحد به أبدا , وأتساءل هل هو كذلك ؟ ولماذا هذا الموقع بالذات ؟
حقيقة ن الكويت لها شواطئ كبيرة جدا على الخليج , والحقيقة إن العراق لا يملك سوى مدخل شط العرب , للكويت يوجد ميناء الشعيبة وميناء الشويخ وميناء عبدا لله , وهي ممتدة على طول ساحل الخليج , ولو إن الكويت سوف تقوم بإنشاء الميناء في هذا الموقع أليس من حقنا إن نتساءل من هو المستفيد منه ومن هو المتضرر , ولو تابعنا سلسلة الحقائق نقول إن هذا الميناء لن تستفد منه أي من دول الخليج سواء الإمارات أو البحرين أو قطر أو السعودية ولا حتى الكويت , لان هذه الدول لها مؤانيها والتي تسد حاجتها , وحتى الكويت لو تأتيها السفن المحملة اين تقوم بتفريغ البضائع , هل تقوم بانزالها في ميناء الشعيبة والشويخ القريبة من مركز مدينة الكويت أم يتم تفريغ حمولتها في ميناء مبارك البعيد نسبيا عن مركز مدينة الكويت ....إذا تم إنشاء الميناء من سيكون المستفاد من هذا الميناء , سيكون أول رد منطقي إن السفن سوف تكون محملة ببضائع تخص السوق العراقية والإيرانية والتركية .
بهذه الحالة أول المتضررين من هذا الميناء هي المؤاني العراقية والتي سوف يتوقف عملها بشكل كبير , وسوف تتوجه السفن إلى الميناء الأكثر تجهيزا ...
تقول الكويت إن هذا شان داخلي , وهل هو حقا كذلك ؟ فهل تستطيع الكويت إن تبني ميناء في أراضيها قريب من الخفجي السعودية دن اخذ رأي المملكة السعودية , إلا يتطلب ساعتها الموازنة بين المصلحة السعودية والكويتية, ميناء مبارك سيكون أنشاءه في عتق شط لعرب وهو منفذ عراقي , والعراق هذا الكبير وهو اليوم راكع بسبب الأوضاع الدولية وحماقة حكامه , لا يوجد له رئة تنفس سوى هذه الرئة , وإذا تم خنق العراق , لا ندري ماذا يفعل هذا العملاق لو انتفض فجأة ..
إنا اعلم إن في الكويت كثير من العقلاء والحكماء , وربما أحيانا من الحكمة من إن نتنازل عن أرادتنا وحقنا قليلا , لان التعسف في استخدام الحق هو ظلم لا يقبل به الآخرون .....
اتفق مع الذي قال إن في العراق كثير من المشاكل المستعصية وان الحكومات العراقية تفشل دائما في حلها , وإنها تصدر مشاكلها للخارج دائما للفت الانتباه عن المشاكل الداخلية , وأقول هذه حقيقة ولكنها في نفس الوقت من أنصاف الحقائق والتي يراد نشرها دائما والترويج لها , صحيح إن الحكومات العراقية تفشل دائما في حل المشاكل الداخلية , وهناك الكثير من الملفات العراقية والتي لا تستطيع الحكومة أبدا إن تجد لها حلا , الفساد , الكهرباء , المحاصصة , تشكيل الحكومة ..وكثيرة هي الملفات والتي تحرج الحكومة يوما بيوم , وصحيح إن الحكومة تحاول إن تصدر مشاكلها للخارج , وربما وجدت في المشكلة الكويتية فرصة لذلك , لكن دعونا نكون منطقيين ...الحكومة ليست من القوة بحيث تفعل شيئا , فهي ليست بالقوة التي كانت عليه في سنة 1990 , بحيث استغلت خلافها مع الكويت , واحتلت دولة الكويت , الحكومة العراقية تحميها القوات الأمريكية فهي العمود الفقري لجسم الحكومة الهلامي ,في اللحظة التي تنسحب بها من العراق , ستكون الحكومة منتهية تماما .
الذي نقوله إن استغلال الحكومة للحدث إنما هو أمر وقتي فقاعة هواء سرعان ما تتبد , لكن المشكلة عندنا في العقلية الكويتية في التعامل مع كل ما هو عراقي , العراق جار ويبقى للأبد جار , والظروف الدولية سرعان ما تتغير , وحسابات القوة والضعف تتغير حسب المكان والزمان , ولا تستمر طويلا , نحتاج للحكمة والدبلوماسية والهدوء في حل الملفات الكويتية العراقية الشائكة , وما أكثرها , ولا نحتاج فعلا إن تزيد الخلفات ملفا أخر بحجم ملف ميناء مبارك الأكثر من كبير .
أتمنى على الإخوان في الكويت إن يأتوا إلى كلمة سواء بينهم وبين العراق , إن المحافظة على علاقات طيبة أكثر فائدة للكويت من ميناء هو مشروع خلاف , ولا ندري إلى ماذا يؤدي .



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم التعايش الأسلامي القبطي
- المصالحة الفلسطينية ومشكلة اين يجلس خالد مشعل ؟
- الأزمة البحرينية
- لماذا لاتكون البحرين دستورية ملكية ؟
- مهزلة الأيفاد في العراق
- المالكي ومأزق المائة يوم ..
- أخر أيام القذافي
- و هل تختلف البحرين ؟
- الفساد هو الذي حرك المظاهرات في العراق !!!
- حين يتنازل المالكي عن نصف راتبه
- العراق يمول الفساد من صندوق النقد الدولي
- ماذا يحدث في ميدان التحرير ؟!!!
- جمعة الغضب بعد تونس الغضب
- الجيش العراقي بين النصر والهزيمة
- المشكلة القبطية
- البصرة وحقها منفردة بتوقيع عقود الكهرباء
- الانسان والاديان ...شخصيات وافكار
- الحسين هل كان ثورة ام تمرداً ؟!!!
- النواب وضعف تواصلهم الشعبي
- وثائق ويكيليكس


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان محمد شناوة - ميناء مبارك الكبير ..وبوادر أزمة جديدة