أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بوسحاب سبابو - ماذا بعد القمع ؟














المزيد.....

ماذا بعد القمع ؟


بوسحاب سبابو

الحوار المتمدن-العدد: 3377 - 2011 / 5 / 26 - 05:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن آلة القمع المغربية عادت للدوران من جديد بعد قمعها الأخير الذي استهدف الحناجر الحرة من داخل هذا الوطن, وهي بهذه الممارسة تعيد كتابة حاضر لا يختلف كثيرا عن ماضيها العفن وفي ذلك أيضا دلالة على أن صبرها قد نفذ اتجاه دعاة التغيير.حقيقة الأمر أن رد فعل "المخزن" المغربي لم يكن مستغربا ولا مفاجئا بالنظر إلى العقلية القمعية التي تدير دوالبه و أيضا لأن ذيل الكلب يستحيل أن يستقيم.لاشك أن الخرجات المتواصلة لشباب 20 فبراير في ربوع البلاد والالتحام القوي المجسد لإرادة الشعب قد أربك حسابات السلطة السياسية التي بدت عاجزة تماما اتجاه ما يحدث في الشارع خصوصا أنها تعودت أن تكون لها اليد الطولى في تنظيم وتوجيه غضب الشعب, إلا أن ما يثير التساؤل الآن هو لماذا اختيار هذه الظرفية بالذات؟ ولماذا تخلت السلطة عن رباطة جأشها اتجاه المحتجين؟
لا يختلف اثنان أن الأنظمة الاستبدادية والرجعية تحاول دائما تثبيت وجودها عن طريق نهج أساليب يراد من ورائها تخدير الشعب وإتلاف بوصلة وعيه سواء بالعزف على التناقضات الداخلية أو بخلق مجتمع استهلاكي لا يجيد سوى الأكل والرقص ومتابعة أخبار المشاهير وهذا لعمري هو الدور الأساس الذي تلعبه المهرجانات (موازين على سبيل المثال) فالسلطة السياسية في المغرب تجد في موازين وأشباهه فرصة سانحة لامتصاص غضب الشعب خاصة إذا ما استحضرنا تزامن انطلاق المهرجان مع قمع المتظاهرين في الشارع.لكن ما يثير الريبة في نفوس بعض من يؤمنون بالإصلاح هو هذا الانحراف المفاجئ الذي جسدته الآلة القمعية سواء في التعامل مع المعتصمين في السجن المحلي بسلا أو اتجاه حملة الشواهد أو في تعاملها الأخير اتجاه مناضلي حركة 20 فبراير, وفي ريبتهم تلك يدركون جيدا أن قمع المتظاهرين لا يثني دعاة التغيير عن المضي في مطالبهم بقدر ما يرفع سقف هذه المطالب وتلك سمة أساسية جسدتها الثورات العربية.إن عملية التغيير التي دارت رحاها في دول قريبة وكانت آليتها دك بنية النظام السياسي استبطنت العديد من الرغبات والسلوكيات تمثلت أساسا في استرداد "الكرامة" حينا وتراكم الدحل (أي الحقد) بلغة "نتشه" حينا آخر, ولاشك أن هذه العقلية القمعية التي اعتادت استهداف النفوس من خلال زرع الخوف وتكميم الأفواه وإفشاء العنف بنوعيه المادي والرمزي لا تزال غير مدركة لطبيعة الأحقاد المتراكمة في دواخل الأفراد وهي أيضا لا تعي أنه إذا هبت عاصفة التغيير فهي لا تستثني أحدا,فهبوبها يعصف بالطاغية ويرميه خارج دوامة التاريخ هناك حيث تتاكله ديدان النسيان وهبوبها يعصف أيضا بعامة الشعب حيث يعمل على خلخلة وعيه الآني ويعيد تشكيل نمط جديد من الوعي خاصيته الأساسية القطيعة مع الأول دون إلغائه .لقد سمعنا غير ما مرة أن المغرب استثناء وأن عملية الدمقرطة في شموليتها تنساب بسلاسة وأن احتمال تكرار سيناريو تونس ومصر وحتى ليبيا يبقى ضربا من ضروب الجنون أو الخيال وهذا الكلام ليس إلا درا للرماد في الأعين فقد قالها الفرعون الصغير قبل أن يتخلى مجبرا عن عرشه وقالها أيضا عميد الطغاة العرب قبل أن يصله تسو نامي الثوار واستمسك بها صالح إلى أن استشرى المدد في ساحات التغيير وعض عليها بالنواجد آخر سلالة البعثيين ببلاد الشام وكلهم اكتفوا عقب ذلك بمتابعة الملاحم في الميادين لا حول لهم ولا قوة اللهم تسليط من بقي في صفوفهم من الجلادين الذين استلذوا دماء الشعوب.
عملية التغيير المتسارعة التي هزت المنطقة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن دوام الحال من المحال وأن كلمة "استثناء" وجب علينا تجاوزها والنظر إلى الواقع لا وفق إرادة الحاكم بل وفق إرادة الشعب فالشعب أبقى من حاكمه.



#بوسحاب_سبابو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بوسحاب سبابو - ماذا بعد القمع ؟