أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أوباما.. وقضية النملة والبيجاما














المزيد.....

أوباما.. وقضية النملة والبيجاما


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 22:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أعتقد إن "التغيير" في الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية قد جاء نتيجة لضغط عربي, لأن الموقف العربي ذاته هو الآن في أضعف حالاته, كما أن الأنظمة العربية التي من المفترض أن تصنع هذا الموقف هي الآن في موقف الدفاع عن النفس ولهذا فهي غير مهتمة البتة بالقضية الفلسطينية, وحتى حينما كانت هذه الأنظمة في عز قوتها فإن الأمريكان لم يكونوا في وارد الاستماع لها بل كانت آذانهم صاغية لما تقوله الأيباك ولما تقرره بالتالي مؤسساتهم السياسية.
الموقف الفلسطيني ذاته لا يعول عليه فلقد تراجعت تأثيراته عربيا وإقليميا ودوليا إلى درجة أفقدته قدرة المناورة والمبادرة في حين أن حلفائه من العرب هم الآن لا يملكون وقتا للحديث خارج محنتهم الذاتية, ثم أن الوضع الفلسطيني الداخلي رغم الاتفاق الأخير الذي جرى بين حماس وفتح, ما زال ضعيفا ومفككا بحيث يكون من الخطأ احتساب أي تأثير له على القرار الأمريكي.
ولا يمكن أن يعزى هذا التطور في الموقف الأمريكي إلى شخصية أوباما وفق حسابات تنطلق من تعريف الزعامة على الطريقة العربية, أي التأكيد على الجانب الفردي, لكن ذلك ممكن فهمه بشكل سليم لو أخذنا بنظر الاعتبار أن أوباما بكل مواصفاته الشخصية هو نتيجة تراكمية لتطور أمريكي كان قد أنجبه, ومن هنا فإن استيعاب حقيقة أن أمريكا كانت قد قبلت برئيس اسود وذا أصول دينية إسلامية يوجب من ناحيته الإقرار بأن هناك ثمة تحولات خطيرة قد تمت داخل الخطاب السياسي والثقافي الأمريكي بما يجعل التغيير بعد ذلك في المواقف هو عبارة عن قرار إستراتيجي لا علاقة له بميول الفرد أو قدراته الشخصية إلا حينما يكون باستطاعة صاحب تلك الميول والقدرات أن يمتلك براعة التعبير عن الموقف الوطني .
ومنذ تأسيس إسرائيل وما زال السؤال هو نفسه.. هل إن أمريكا هي التي توجه إسرائيل أم العكس, أي كأن تكون إسرائيل هي التي تفعل ذلك لما لها من نفوذ داخل الجسم الاقتصادي والإعلامي الأمريكي.
ولا أدعي أن الإجابة القطعية على هذا التساؤل باتت متوفرة الآن, لكن بالإمكان القول أن حل هذه الأحجية بإمكانه أن يرصف الطريق نحو الحصول على كثير من الإجابات الضرورية, وأظن إنني لن أكون مخطأ البتة فيما لو دعوت إلى تأسيس مركز دراسات إستراتيجي عربي غرضه الوحيد هو الحصول على هذه الإجابة بالتحديد: من في خدمة من, ومن الذي يوجه من..؟!؟!
وإلى أن يحين وقت تأسيس ذلك المركز وأن تتوفر من خلاله قدرة الحصول على إجابات رصينة وموثقة من هذا النوع سأعطي لنفسي حق الإدعاء بأن هناك تهويل كبير لمدى تأثير النفوذ الصهيوني على القرار الأمريكي والذي يصل إلى حد حسم الإجابة التلقائية تحديدا لصالح إسرائيل. وإذا كان من الخطأ أيضا تأشير موقف أوباما الأخير للحصول على إجابة مغايرة, فإن اعتماده كأحد بوابات الدخول نحو الحصول على إجابات مقنعة بات ضروريا جدا. وإن كل أولئك الذين يقولون بعدم وجود تغيير إيجابي في الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية, هم غير مخطئين إذا كان قولهم هذا ينطلق من اعتبارات تقليدية ذات صلة بالثقافة السياسية المعادية لأمريكا والتي تراكمت بالتناغم مع الكم الكبير للمواقف الأمريكية المعادية للعرب, لكن هذا الموقف سيكون ناقصا ما لم ينظر بجدية إلى مجمل التطورات التي حصلت أخيرا على مجمل النظام العالمي, وعلى الداخل الأمريكي ذاته.
إن البقاء ضمن تقديرات الحالة السياسية السابقة لتحديد موقف أيديولوجي ثابت من السياسة الأمريكية كونها سياسة معادية تاريخيا للعرب هو أمر يتساوى بالضرر مع موقف أولئك الذين يعتقدون بأن الموقف الأمريكي قد تغير بالمستويات التي تسمح بوجود لقاءات عربية أمريكية على مستوى إستراتيجي من شأنه أن يضر بإسرائيل, لا بل أن الموقف قد يمكن تأويله من خلال الاختلاف بين نتانياهو وأوباما على صيغ تحقيق المصلحة المشتركة وهو يعتمد أيضا إلى حد كبير على طبيعة الإجابة على تساؤل من نوع: من يخدم من ؟!
وفي الختام أود أن أشير إلى أن مقالتي هذه غير موجهة لأولئك الذين قصدهم شاعرنا الكبير أحمد مطر في قصيدته التي قال فيها " يا أوباما يا أوباما.. فصل للنملة بيجاما.. فصل للطاسة حماما " فهؤلاء سيعتقدون أن أوباما سيكون مرضيا عنه فقط لو أنه ألقى بإسرائيل في البحر, وخلاف ذلك لن تكون هناك جدوى للتعامل معه أو حتى للتضحية بجزء من وقتهم الثمين لغرض التعرف على موقع التغيير في سياسته.
وفي العودة إلى المقدمة التي كان مرادها التأكيد على غياب أي ضغط عربي على تشكيل الموقف الأمريكي الأخير فإن دراسة هذا الموقف اعتمادا على المتغيرات الأمريكية الذاتية هي البوابة الحقيقة لمعرفة ما تم وما سيتم وتحديد طرق التعامل معه دون التقيد بالثقافة السلبية المتراكمة لكن أيضا دون التحليق في فضاء الأمنيات وعقد المراهنات التي لا صلة لها بحقائق الأمور.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لولا علي لهلك عمر
- الخزاعي ليس هو المشكلة
- ولكن ما هو الإصلاح
- الإصلاح السوري .. بين النية والإمكانية
- سوريا - البحرين .. رايح جاي
- هذا هو رأيِ في رسالتك حول نظرية المؤامرة وبن لادن
- بن لادن.. حيث نظرية المؤامرة هي المؤامرة
- قل ولا تقل.. أبناء لادن وليس بن لادن
- سوريا الثورة.. والثورة على الثورة
- حينما تكون الخيانة اختلافا في وجهات النظر
- يا سعدي.. الوطن وطن وليس فندقا بخمسة نجوم
- بين معنى الوطن ومعنى النظام أضاع سعدي يوسف نفسه
- إشكالية التداخل بين الفقه الديني وفقه الدولة الوطنية.. العلم ...
- المسلمون. بين فقه الدين وفقه الدولة (3)
- المسلمون.. بين فقه الدين وفقه الدولة (2)*
- لو أن ميكافيلي بعث حيا يا موسى فرج
- مرة أخرى.. حول موقف المالكي من سوريا
- موقف المالكي من مظاهرات السوريين
- الإسلام .. بين فقه العقيدة وفقه الدولة**
- بين فقه العقيدة وفقه الدولة*


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - أوباما.. وقضية النملة والبيجاما