أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - سوء الظن فطنة وحسن الظن ورطة














المزيد.....

سوء الظن فطنة وحسن الظن ورطة


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول العقلاء : سوء الظن فطنة وحسن الظن ورطة ، ليس من الصعب ربط هذا القول بما يحدث في سوريا من احداث يقوم بها المعارضون للنظام ، هذه الاحداث وعدم تطورها وتحولها الى ثورة شعبية شاملة ، كما حدث في تونس ومصر واليمن والبحرين ، هذا الوضع المبهم والمغلف بالتعتيم الاعلامي يجعل غالبية المواطنين العرب يعيشون في حالة من الحذر والتردد والألم على ما يحدث في سوريا . فإذا اسأنا الظن في الكثير من فعاليات وتطورات هذه الثورة حتى الآن فإننا لا نبالغ اذا قلنا بان هذا نوعاً من أنواع الفطنة ، لأن الكثيرين يترددون حتى الآن من مبايعة هذه الثورة بكل جوانبها ، لأن مبايعة هذه الثورة ليست سهلة ، وهي بمثابة قسم تاريخي وتعهد قومي والتزام وطني .
ليس من السهل التسليم بأن احداث سوريا الحالية ثورة بالمفهوم الثوري الحديث وذلك لأنه يوجد للثورة مقوماتها ، ولها طهارتها وتضحياتها ونهجها ، لكن في رأيي ان هناك مؤشرات كثيرة فيها علامات استفهام وتساؤلات حول جوانب كثيرة من احداث هذه الثورة ، هذه المؤشرات تنسجم مع مقولة ( سوء الظن فطنة ) .
كيف لا يكون سوء الظن فطنة ونحن نرى المندسين داخل التحركات الشعبية قد شوهوا صورة هذه الأحداث بأعمالهم الارهابية من خلال مهاجمتهم قوات الأمن السورية بالأسلحة النارية والاعتداء على المواطنين الذين يرفضون الانصياع لأوامرهم كما حدث في مدينة السويداء ومدن اخرى ، انهم يقتلون الجنود بدم بارد، هذه الاعمال الارهابية اعطت الذريعة لأجهزة الأمن السورية باستخدام القبضة الحديدية ضد المتظاهرين وضد قرى آمنة التجأ اليها الارهابيون بحجة الدفاع عن نفسها ، حتى الآن سقط ما يزيد عن مائة من رجال الامن اضافة الى عدد من المفقودين ، لم يتعلم ثوار سوريا الجدد من سيناريوهات الثورات في كل من مصر وتونس واليمن حيث انحصر التعبير عن رفض انظمة الحكم بصورة حضارية وسلمية اذهل العالم ولم نسمع عن قتل رجل امن واحد من قبل الجماهير الثائرة ، وهذا وحده كان كافياً لأنضمام عناصر كثيرة من رجال الامن الى صفوف الثوار .
كيف لا يصبح سوء ظننا بالكثير من صور الثورة السورية ونحن لم نسمع ادانة واحدة مما يدعمون الاحتجاجات ضد الاعتداء على رجال الامن واغتيالهم ؟ كما اننا نتساءل حول تحركات المعارض المشبوه عبد الحليم خدام احد اركان الحكم في سوريا المعروفين سابقاً ، واحد بؤر الفساد والمحسوبية داخل حزب البعث قبل فراره الى فرنسا ، لم يجد ثقيل الظل خدام كما وصفه هيكل سوى احدى الفضائيات الاسرائيلية كي يفرز سمومه وحقده ضد النظام السوري الحالي ، رغم انه كان في الامس القريب احد وجوهه البارزة .
ان موقف خدام هذا واستعداده منذ اليوم الاول لهروبه من سوريا بالعودة الى السلطة في دمشق فوق جنازير الدبابات الامريكية ، هذا الموقف الساقط المرفوض يفضح من هو خدام وما هي قيمة تأيده للثورة والثوار ، كما يذكرنا بما قام به عملاء امريكا في العراق سنة 2003 عندما عادوا الى بغداد فوق الدبابات الامريكية وجماجم ضحايا عدوانها على العراق ، من هؤلاء نذكر " احمد الجلبي والباججي وخونة آل الحكيم ونوري المالكي " .
كيف لا يصبح سوء الظن فطنة ونحن نرى الحملة الاعلامية المسعورة ضد سوريا الممانعة تقوم بها فضائيات تابعة لأنظمة عربية مشبوهة في كل من قطر والامارات والبحرين والكويت وعلة العرب الدائمة السعودية ؟؟ يضاف الى هذه الابواق ابواقاً مشبوهة اخرى اقيمت بالاساس لزعزعة الاستقرار في سوريا والتخلص من نظامها والتشكيك في مصداقية مواقف المقاومة ، من هذه الابواق قناة الحرة الامريكية واذاعة سوا الامريكية وقنوات واذاعة هيئة الاذاعة البريطانية ، ناهيك عن الفضائيات الاسرائيلية وفضائية المستقبل التابعة للحريري وفضائيات جعجع وامين الجميل، هذا الحرص المزيف المخادع على مصلحة الشعب السوري يجعل الكثيرين يسارعون اعتبار ( سوء الظن فطنة بهذه الثورة ) .
الثورة التي يدعمها احد عملاء الصهيونية الفاشية وعضو الكنيست ايوب القرا يجعلنا نتريث كثيراً ونتردد في الشد على ايادي ثوار اليوم في سوريا ، لقد قام ايوب القرا بتسجيل اهازيج واغاني واشعار وامثال جميعها معادية لنظام الحكم في سوريا بمباركة اجهزة الشاباك في اسرائيل، وقام بتسليمها للمعارضة في سوريا في مدينة اسطنبول التركية كما ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ، ان دعم هذا المنهرق والعاشق للصهيونية وحده كافياً ان يدنس الكثير من طهارة هذه الثورة .
ان التعبير عن حسن الظن بمثل هذه الثورة قبل ان تطهر نفسها من المندسين والارهابيين والمرتزقة يعتبر اندفاعاً ويحول حسن الظن فيها الى ورطة يصعب التخلص منها .
ما تقوم به السعودية اليوم وحلفائها ما هو الا محاولة الانتقام والأخذ بالثار وتصفية حساباتها مع النظام السوري الذي اعتبرهم دائماً اشباهاً للرجال وبؤراً للفساد والتخلف واعداء المرأة والارتماء في الاحضان الامريكية ، ما تقوم به هذه القوى لا يمكن ان يصب في خانة مصالح الشعب السوري ، انما هو محاولة لتقويض الحلف الذي صنعته ارادة شعوب المنطقة لصد الهيمنة الامريكية وسوريا قلب دفاع هذا الحلف .
اما الولايات المتحدة فيكفي سوريا شرفاً بأنها تعتبرها محوراً للشر ، نحن كنا وما زلنا مع هذا الشر اذا تحول الى جمرات تحرق اصابع اعداء المقاومة وحركة التحرر العربية ، من حق الشعب السوري ان يحتج ويتظاهر والدخول الى صروح الحرية من جميع ابوابها ، كما ان احداً لا يوافق على سياسة القمع التي تقوم بها السلطات السورية وعليها ان تفرق بين الجاني والضحية ، في نفس الوقت نرفض ان يتحول هذا البلد المرابط الى عراق الطلباني والمالكي والبرازاني وافغانستان كرازي ، في مثل هذه الحال فان نار النظام السوري افضل من جنة هذه الأنظمة .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعلى كتفي نعشي ... سأمضي
- الباكستان خنجر بايدي الجزار الامريكي
- عرس الزين - وليم -
- كل اصلاح ينهض على العنف يذهب به العنف
- هرمنا قبل ان يتحقق الحلم
- النقد ابو الثورات
- متى سيخرج عمرو موسى من اسواق المزايدات السياسية
- ايهود براك ينتظر حكم روبسبير في مصر
- مواكب الأحرار القادمة من مصر وتونس تلتقي مع أحرار ليبيا
- نظلم مبارك أسد على حزب الله ونعامة أمام الموساد
- معايير الوطنية لا تقاس سوى بالممارسة وليس بالزي الفلكلوري
- العرب لن يكونوا أكثر من رماد في حرائق ويكليكس
- مدينة راهط تسبق تل ابيب
- هل الجياع في أمريكا أحق من جياع العرب بأموال النفط؟
- الأيام تجري والتاريخ الفلسطيني يعيد نفسه
- اسرائيل في عيدين
- ولائم النفاق في شهر رمضان
- اوباما ... سيف المراجل حكم
- العلاقة التاريخية بين ثورة يوليو وعرب (48)
- شرم الشيخ عاصمة التواطؤ لنظام مبارك


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - سوء الظن فطنة وحسن الظن ورطة