أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - قراءة في ديوان* نخيل بابل* للشاعر اسماعيل هموني















المزيد.....

قراءة في ديوان* نخيل بابل* للشاعر اسماعيل هموني


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 01:04
المحور: الادب والفن
    


1 تقديم :من عالم التربية قدم الينا متأبطا قلمه ،انتفض الشحرور ،فغرد إبداعا ،ونسج شعرا راقيا ،سكنه هم القصيدة ، فعانقها واحتضنها بدفء عميق كما تحتضن الأم صغيرها الجريح ،فكان ينبوعا لا ينضب في القول وفي النقد،وبهمة لا تلين يواصل مبدع الصحراء البهي نسج الكلمات، وغزل شدى الحان القصيدة . كيف لا وهو الذي كتب يوما في محارب العالم الافتراضي :*الكتابة فعل يأتيه الكتّاب ضد النسيان لأن النسيان محو للذاكرة والحضور الفعلي لألق الحرف.ولأ ن الكتابة قبس نوراني يقود الشفهي إلى المثول أمام محراب التاريخ حيث البوح يسامق قامات الشهود.الكتابة محو مطرد للنفي أو التراخي في الزمن البهيم*
وإذا كان هذا الفضاء قد استقبله قبل سنة ونيف مضت، وهو يلتحف رداء النقد مقدما لشاعر كبير يصر على انتشاله من غياهب النسيان والجحود الذي يميز الساحة الإبداعية ببلادنا رغم ارثه الكبير في القول الشعري، انه الشاعر المرحوم محمد الدرجاوي، فإننا نستقبله اليوم وهو يرتدي قبعة الشعر مقدما لنا آخر إبداعاته وهو الديوان الشعري نخيل بابل، ويأتي بعد 7سنوات على الإصدار الأول بعنوان:نضوب الظلال فهل تشفع هذه القصائد لغربة عن القصيدة طوال السنوات الماضية ؟ومن ابتعد عن الآخر ؟وهل الصلح مقدمة للاسترسال في القول الشعري؟ ام أنها التفاتة إلى عالم الشعر وعودة للكتابة النقدية والمقالات ؟ تساؤلات مشروعة لا غير .
2 غلاف بنكهة خاصة طبع ديوان: نخيل بابل سنة 2010 عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر بمراكش، ويمتد على 88 صفحة، ونتوزعه 27قصيدة، كلها تندرج ضمن الشعر الحر إلا قصيدة واحدة تندرج ضمن قصيدة النثر، تزين الديوان لوحة فنية أبدعها الفنان التشكيلي العراقي طه سبع وهي تمثل نخيلا بإيقاعات أخرى مختلفة عن السائد، من الشكل إلى اللون، لكن أبرز ملاحظة هي فقدان لون الخضرة المشهور به النخل ،وكاد يغيب حتى بهاء و لون الواحة ،بل حتى كلمة النخيل كتبت بلون أحمر
فهل بدا النخيل فعلا في التحول عن نضارته الخضراء إلى لون الحمرة القاتم مع ما يحيل عليه اللون الأحمر من إشارة للدماء؟ودلالة على إعدام الفضاءات الخضراء؟
وهل فقد النخل يناعته في زمن افتقدت فيه كل اليناعات العامة ؟
أم أن النخل في العراق الذي تحيل عليه تسمية بابل ،لا يعرف إلا الدم المسيل خبزا يوميا ..ومايزال؟خاصة أن المحتل اقتلع الملايين منها لتوهمه اختفاء المقاتلين وراءها او داخلها ؟
لكن الأكيد أن لوحة الفنان العراقي غير عفوية وتحمل رسائل من العراق البهي إلى واحات تغمرت مسقط رأس الشاعر ؟ فهل وصل سلام نخيل بابل إلى نخيل تغمرت؟
3 فضاءات قصائد الديوان تتوزع فصائد الديوان على أزمنة وأمكنة متفرقة ،فحبكة المعنى وصناعة اللفظ ليست هينة كما قد يعتقد البعض منا ،فالإحساس الشعري نبضات مرهفة تأخذ زمنا ومكانا لا كباقي الأزمنة والأمكنة الموزعة بين تلابيب الحياة الرتيبة.
لذلك كانت قصائد الديوان حصيلة خلجات شعرية امتدت من سنة 2004إلى سنة2009 ، وتوزعتها مدن وفق جدولة ارتبطت إما بحرمة المكان الذي ينتج فيه إبداعاته دوما وهو كلميم أو أسا، أو بحضور شاعرنا الهمام للقاءات أدبية في مدن الرباط،آسا،بوزنيقة ،مراكش،أكادير،آسفي، وطبيعي جدا أن زيارة المكان وضيق الزمان قد لاتسعفه للكتابة الهادئة ،لكن الانسياب في نافذة السيارة أو الحافلة مع إيقاعات الطريق البعيدة التي تمتد كأفعى متدحرجة لا تعرف التوقف ،قد تدفعه إلى استرجاع اللحظات العابرة العطرة فينقلها لنا الشاعر على شكل لوحات وأشعار كما ورد في قصيدة *عتبات الصمت والنداء*التي حاورت عن مدن تنجداد ،كلميمة،تنغير،وارزازات،اكدز،ايت ساون،زاكورة،سكورة،بومالن دادس،قلعة مكونة في أربع صفحات يومي 18/19ماي2009 ، وأحيانا يستغل طول الطريق البعيدة للتأمل وكتابة الأشجان التي لاتحضر إلا وفق متواليالت معروفة عند الشعراء كما في قصيدة *صحراء الوقت*المكتوبة في الطريق الى آسا عبر كلميم يوم 06/05/2008،وأحيانا تمتد القصيدة مثل الهواء زمنا متمددا كما حدث له في قصيدة *انت غربتي *التي كتبت بين كلميم والرباط و*لمجد..لولاك*التي كتبت بين الطنطان والعيون أيام 20-21-22/12/2006 .
4 عوالم الصحراء اشتهر الشاعر باشتغاله على تيمة الصحراء كتابة وإبداعا ودراسة وتحليلا ،وسيصدر له كتابا تحت عنوان: ثقافة الصحراء:من الوظيفة إلى الدلالة ..لذلك لم يكن غريبا أن نجد ثنايا مكنوناتها حاضرا بثقلها الوهاج سواء من خلال الحيوانات أو الزمان أو النباتات
يقول الشاعر في قصيدة :لمجد..لولاك
الحنظل تعاشيب يمانية تزهر في ذكرى العابرين،وتباشير غيمتين يتيمتين نسيتا ظلهما في عيون كنعانية نكثا غزلهاتعزل تاريخ السلالات بالجدر والقرى المحصنة وكما يشرب الغريق زوائد الماء يشرب هذا الليل صديد ذكراك ،ويتنفس فوانيس الوجع.
أو الأشجار
نخيلك بلدتي
يهاجر ليلا
من عيون المها
ويساقط ترانيم في بئر يوسف. ص 46
5 حكم الشاعر اشتهر الشعراء منذ القدم أنهم أصحاب حكمة يقدمون للجيل الناشئ خلاصات حياتهم وتجاربهم لذلك لم يكن غريبا على شاعرنا وهو في عقده الخامس أن يتحفنا بحكم توزعت شعرا لكنها دروس تحتاج إلى فك شفراتها بكل قوة خاصة انه تحول من موقع المعلم إلى مركز المتعلم يتعلم منه خصائص الحياة من مكنونات الطبيعة فماذا علمته الريح والنهر والضوء يقول الشاعر:
علمتني الريح أن
النار غب الماء
وان الكلام سحائب
طين لازب
+++++
علمتني المقامات أن
الموسيقى تفاصيل
موت قادم
وان النفخ كنايات
نجم هارب
++++++
علمني الضوء الهارب
من مشكاة الحياة
أن الخطو الذي
يقود بصيرتي
أوسع منان
تحاكيه ظلال النخيل
++++
علمني النهر أن
الهدير الذي يتهادى
من خياشيم الأرض
سعال شيخ
أضناه الرحيل
وحين يتعلم يتحول إلى معلم ليشر الحكمة بين المتلقي والمتذوق للشعر ،لننصت جيدا
باب المعرفة بابان:
واحد للتعري
وآخر للصمت
++++
ساعات الصمت المجذبة
نيران الحق في ليل الصمت
++++++
لا تموت الأشجار واقفة
الا حينما تصبح
القبور مذلة
6 حديث الذات من طبيعة الشعر التعبير عن الأحاسيس الداخلية للشاعر والخلجات المختلفة التي تخترق كينونته وتصل إلى أعماقه،إنها أحاسيس وأشجانه الذات نجدها تطفو على السطح لتقدم نفسها للمتلقي،يقول الشاعر في قصيدة واحد .اثنين:
هذا العشب
يسألني،
ويسرق
ماتبقى
من دمي
ويصدح الشاعر في قصيدة المشتهاة ص 51:
يهيجني شوق دفين حبيبتي
ويضيء فجرك الفواح عتماتي
امن فرط حب أنت قاتلتي
أم ترجيع لصدى يسيج صبواتي ؟
ويقول في قصيدة صحراء الوقت ص66:
صمتي انحناءة
في قعر الكلمات
وكلماتي نفخ
في ناي الفلوات
ياصحراء الوقت
أشيعي صلواتي
في ملكوت اللغات
واحرقي بخورا
مني إليك
يهرق ماء
الصبوات
على الطين المذرز
بالآهات
إذا ما
غيم سجا
في جنة المكابدات
كنت أنت
نخلة المناجاة .
إن هذه الذات تسافر من الحديث الشخصي لتتجاوزه إلى القصيدة التي يلهج إليها الشاعر بلوعته وآماله وآلامه ،إنها الحضن الدافئ الدافئ الذي يلتجئ إليه دوما الشعراء ،إنها قمة الاطمئنان إلى القصيدة التي يحاورها بلغة صلدة قوية الإشارة لاتعرف الاستسهال طريقا، ولغة تغرف من معجم القدامى،لغة تتميز بجزلة اللفظ وقوة المعنى التي تصدع بها في كل مكان:
غربتي
أيتها المالكة
أحضان بهجتي
سيري في فيض لجي
واقبضي على زمان
ينحل م سؤال
مهجتي
كان ترحالك /رحالي
بين الماء والشعاع
نفخات بخور
سيجتها شتائل
الآتين من
ماض سليب
7 قبل الختام
أخيرا لا يسعنا ونحن نستضيف شاعرنا الهمام في ربيع بوجدور الثقافي لسنة 2011 إلا أن نخاطبه كما قال أحدهم يوما ما
نصافحكم والحب اكفنا .. لنهديكم أجمل معانينا ..
ونغرف من همس الكلام أعذبه .. ومن قوافي القصيد أجزله ..
ومن جميل النثر .. أروعه .. بين مد وجزر .. وفي امواج البحر ..
نخوض غمار الكلمة .. فتجرفنا سفينة الورقة .. تجدفها أقلامنا ..
لتحل قواربكم في مراسينا .. فنصل معاً نحو شواطىء الشعر واللغة



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس مصر
- حياة قاتمة
- رحيل
- الهدر المدرسي بالمجال القروي
- الرشوة والزيت
- المدرسة والكآبة
- سراب
- رفات الزمن الضائع
- البيئة داخل المؤسسة وخارجها
- أرضية الملتقى الوطني السادس للقصة بمراكش المغرب
- رسالة سلام
- قراءة في كتاب تحولات المغرب القروي: أسئلة التنمية المؤجلة
- المدرسة المغربية وسياسة التقارير
- إلى أمين قبل عيد ميلاده الأول
- الربيع الثالث
- نداء غزة
- البوح بالأسرار في رواية أخاديد الأسوار للروائية المغربية الز ...
- أحزان طفل
- رسالة الى حاكم عربي
- غزة العزة


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - قراءة في ديوان* نخيل بابل* للشاعر اسماعيل هموني