أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - عنف عسكر ووعي ثوري ونضال مفتوح














المزيد.....

عنف عسكر ووعي ثوري ونضال مفتوح


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 01:02
المحور: الادب والفن
    



فيلم ارجنتيني يرصد معركة هندوراس الديمقراطية

*محمود عبد الرحيم:
يبدو الفيلم التسجيلي الارجنتيني"من تحدث عن العنف" للمخرجة كاتيا لارا، مهما من زوايا عديدة، يتصدرها توقيت عرضه فى القاهرة هذه الأيام، على نحو ينسجم مع حالة الشد والجذب، أو بالاحرى الصراع المفتوح حاليا في مصر بين أنصار الديكتاتورية الذين يقاومون بشراسة تقويض أركان سطوتهم، وبين المتطلعين لتحول ديمقراطي سلمي، بعيدا عن فساد نخبة الداخل وتواطؤ قوى الخارج، وهي ذات الأجواء المتقاربة في الحالة المصرية وحالة هندرواس التى يتناولها الفيلم.
وتبرز الأهمية الأخرى، في الرسالة العميقة التى تلح عليها صانعة العمل بطول الفيلم، وشددت عليها بشكل خاص في نهايته، بشأن كون الديمقراطية حرب مفتوحة المدى تتطلب نفسا طويلا، وإيمانا مخلصا بالقضية، واستعدادا للتضحية بالغالي والنفيس من أجلها.
ولأنها حرب، فخسارة معركة ليست نهاية العالم، ومن ثم يجب الرهان على الذات، وعلى الغد الذي يحمل الأمل في نصر بمعركة قادمة، ومواصلة النضال، وليس الانكسار والتسليم لليأس ولأعداء الحرية والعدالة.
وهذا المعنى الذي نتلمسه في جمل متناثرة عديدة، إلى جانب لقطات دالة متجاوزة وضعية المعادل البصري إلى كونها أداة تعميق للرسالة، والتأكيد على تجلياتها، الأمر الذي يجعل الفيلم بدوره يتجاوز كذلك الحالة الفنية أو مجرد رصد عابر لتجربة انقلاب على الديمقراطية في دولة من دول أمريكا الجنوبية، إلى صياغة "مانفستو النضال السلمي" وتقديم نموذج يصلح تعميمه، بل وتدريسه فى كل الدول الخاضعة لسطوة الحكم الديكتاتوري العسكري.
فالمخرجة بدت تمتلك وعيا سياسيا، مكنها من تقصي دوافع خلع الرئيس ثلايا وتنصيب رئيس البرلمان بدلا عنه بالقوة ، وحالة العداء الشديد لانتخاب مجلس دستوري يضع دستورا جديدا، بالربط بين الداخل والخارج والمصالح المتقاطعة التى تجعل النخبة تتخلص من رئيس ابدى ميلا للجماهير وطموحاتها، وراح يغرد بعيدا عن سرب أقلية نخبوية تحتكر السلطة والمال، وتحكم بآلة القمع العسكرية، وسط تواطؤ القوى الكبرى، وفي مقدمتها واشنطن التى ترفع شعارات الديمقراطية، لكن حين تضر بمصالحها تقف صامتة أو تنحاز للديكتاتورية، مثلما فعل اوباما الذي انتقد قرار عودة الرئيس الشرعي لبلاده، ولم ينتقد من استولوا على السلطة بالعنف، وارتكبوا جرائم ضد الإنسانية بقتل المحتجين بدم بارد، طالما ظلوا يدورون في فلك التبعية وقواعد السوق الرأسمالية المستغلة، ولو على حساب المصالح الوطنية.
وقد احسنت المخرجة في اختيار المشاركين من النشطاء الذين بعبارات موجزة، يكثفون الأفكار، ويحملونها بمشاعر متباينة ما بين الانزعاج و الحزن تارة أو الحماس والاصرار تارة أخرى، على نحو يكشف عن حالة تعاطف تنتقل من صانعة العمل إلى الجمهور، فيما المقتطفات التى تأتى بها من أحاديث تليفزيونية لمسئولي الحكم في هندوراس أو للرئيس الأمريكي تفضح حالة التناقض وازدواجية المعايير، بل والفساد السياسي، بشكل ينم عن ذكاء في الاختيارات، واقتراب من الحدث بتفهم، خاصة حين تربط بين الخطاب الرسمي الملئ بالأكاذيب، وبين تعليق لمناضل يمتلك الوعى والشجاعة، أو مشهد من مشاهد القمع الدموي، أو حتى الاشارات إلى التاريخ الأسود لهذا المسئول أو ذاك، ومسئوليته عن جريمة قتل أو تعذيب أو إختفاء قسري.
وتبدو إدانتها للنظام العسكري واضحة في رصد تجاوزه لكل الأعراف والمواثيق الحقوقية، التى تصل إلى حد اعتقال الأطفال، والضرب المبرح للنساء، وسحهلن في الشارع، أو مواجهة المظاهرات السلمية بالرصاص الحي.
في المقابل ترصد الروح النضالية الملهمة لدعاة الديمقراطية الذين لا يلبثون يودعون شهيدا من شهداء الحرية، حتى ينزلون للشارع مجددا، يغنون ويرقصون ويواجهون الدبابات والبنادق بصدور عارية وحناجر كالخناجر، رافضين سياسة الأمر الواقع، وخطاب الاستقرار الكاذب الذي يردده كل مسئول فاسد ومستبد في دول العالم الثالث.
ويمثل تتبع المخرجة لمحاولات الرئيس المخلوع ثلايا العودة أكثر من مرة لبلاده، والتجاوب الشعبي مع هذه المحاولات، أمر ذو دلالة، عبر عن نفسه بمشهد الاحتشاد الأخير لتوديع الرئيس وهو يرحل إلى منفاه، إذ يؤكد حالة الاصرار على مواصلة النضال، والولاء للقضية ذاتها أكثر من الشخص، حتى لو تحول"الرئيس" لرمز تلتف حوله الجماهير، خاصة بعد أن عرف هؤلاء طريقهم، ونظموا أنفسهم في اطار جامع يمثل بوصلة الكفاح السلمي"الجبهة الوطنية لمقاومة الانقلاب على الديمقراطية"، وهو الدرس الذي يجب أن يستوعبه كل شعب تواق لخوض غمار مقاومة الديكتاتورية.
وتبدو المهارة الفنية للمخرجة في اختزال عدة شهور من النضال في شريط مدته ساعة ونصف تقريبا، اتسم بالايقاع السريع والتصاعد التدريجي فى وتيرة الأحداث، وصولا إلى الذروة، التى تقربنا من النهاية المشبعة، كما لو كنا إزاء عمل درامي جيد البناء بلا ترهل، والأهم من ذلك حالة النضج الفكري والمعالجة الرصينة الجديرة بكل تقدير.
*كاتب صحفي وناقد مصري
Email:[email protected]



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجامعة العربية ورياح التغيير
- لوبي الديكتاتور مبارك وسيناريو هدم المعبد
- الحركات الاسلامية بين استغلال الديمقراطية ونسف الدولة المدني ...
- المثقف السوري واختبار ثورة الشعب
- اعادة سيناء الى حضن مصر الجديدة
- جمعة محاكمة المفسدين وسبت عقاب الثوار
- ثوار سوريا واليمن وليبيا والواجب الاخلاقي
- عودة الروح الثورية وفضيحة الاخوان السياسية
- جنرالات الاخوان والتآمر على الثورة
- ارفع رأسك... من ثورة يوليو الى ثورة يناير الشعبية
- جمع مليون توقيع لكتابة دستور مصري جديد لجمهورية برلمانية
- شعب التحرير وحرب نظام سقطت شرعيته
- صحوة مصر الشعبية وكلاب حراسة النظام
- حين تصنع الشعوب التاريخ وتُسقط الديكتاتورية
- فقه الاولويات الغائب عن النظام العربي
- حين تغيب الرؤية الناضجة ويحضر الارتباك والشخصنة
- فيلما -ابن بابل- و-المنطقة الخضراء-:رسالة مؤدلجة وابتزاز عاط ...
- القضية الفلسطينية بين أعداء السلام وأعداء أنفسهم
- عثرات واستعراض واختراق اسرائيلي في مهرجان القاهرة السينمائي
- حين يدافع الآخر عن قضايانا ونقف ضدها؟!


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الرحيم - عنف عسكر ووعي ثوري ونضال مفتوح