أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - مشهدان، وملاحظتان، وتعليق..!!














المزيد.....

مشهدان، وملاحظتان، وتعليق..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 3375 - 2011 / 5 / 24 - 13:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشهد أوّل: في يناير (كانون ثاني) 1848 انفجرت ثورة شعبية في صقلية. بعد أقل من شهر وصلت رياح الثورة إلى فرنسا، نـزل العمّال إلى الشوارع في الفترة ما بين الثاني والعشرين من فبراير (شباط) والرابع والعشرين منه، وسقطت أحياء باريس في ِأيديهم الواحد تلو الآخر.
بعد أقل من أسبوعين اندلعت الثورة في فيينا، يوم الثالث عشر من مارس (آذار) غطت متاريس الثوّار شوارع العاصمة الإمبراطورية. وبعد قليل التحقت بوادبست وبراغ بالثورة. بعد ثلاثة أيام انتصرت الثورة الشعبية في برلين، ومنها امتد الحريق الثوري إلى الإمارات الإيطالية، ووصل إلى أسبانيا وسويسرا وبلجيكا.
المشهد الثاني: في 18 ديسمبر (كانون أوّل) 2011 اندلعت مظاهرات في تونس، وفي 14 يناير (كانون ثاني) هرب بن علي، وحققت الثورة الشعبية انتصارها الأوّل في العالم العربي. وفي 25 يناير (كانون ثاني) بعد 11 يوماً وصلت ريح الثورة إلى مصر، وفي 11 فبراير (شباط) سقط مبارك.
بعد سقوط مبارك بأيام قليلة اندلعت الثورة في اليمن، وبعدها بأيام أقل اندلعت في ليبيا، وسيطر الثوار على ثاني كبرى المدن الليبية. بعد ثمانية وعشرين يوما بالتمام والكمال من ثورة 17 فبراير (شباط) الليبية، أي في 15 مارس (آذار)، انطلقت شرارة الثورة في سوريا. إضافة إلى هذا كله، شهدت بقية البلدان العربية خلال الفترة من يناير (كانون ثاني) 2011 وحتى يوم الناس هذا، حركات احتجاجية ومظاهرات، قُمع بعضها بقسوة كما حصل في البحرين.
تعليق: ما العلاقة بين المشهدين الأوّل والثاني؟
تتجلى العلاقة من خلال المقارنة بين حدثين تاريخيين من عيار ثقيل: ربيع الشعوب الأوروبية، في أواسط القرن التاسع عشر، وربيع الشعوب العربية في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. ومن هذه المقارنة نكتشف حقيقة السرعة الهائلة للموجة الثورية في الحالتين. خلال أشهر قليلة تغيّر وجه أوروبا. وخلال أشهر قليلة، أيضاً، تغيّر وجه العالم العربي. في أوروبا والعالم العربي ثار الناس من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. وهذا ما سيحدث في كل مكان من العالم، ودائماً.
ملاحظة أولى: بيد أن المفارقة، وهي من عيار ثقيل، أيضاً، هي وجه الشبه بين أوروبا ما قبل ثورات 1848، والعالم العربي ما قبل ثورات 2011. كيف؟
كانت الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر هي الحدث الذي قض مضاجع النخب الحاكمة في أوروبا. المهم أن الثورة مُنيت بالهزيمة. وللقضاء على فلولها وذيولها، الأيديولوجية قبل السياسية، نشأ حلف مقدس (بالمناسبة هكذا كانوا يسمونه) بين روسيا والنمسا وبروسيا في العام 1816.
المهم، أيضاً، أن سلاح الحلف المقدّس ضد الحرية، والإخاء، والمساواة، الشعار الأممي للثورة الفرنسية، تمثل في سلاحين هما القومية والدين. وقد ازداد المد الديني في أوروبا ما قبل ثورات العام 1848، وبعدها، بشكل غير مسبوق، وبطريقة تعيد التذكير بما عاشه ويعيشه العالم العربي منذ أواسط سبعينيات القرن العشرين.
كانت نتيجة ذلك المد تهشيم عقلانية وأنوار القرن الثامن عشر. لم تكن في أوروبا القرن التاسع عشر فضائيات يمولها النفط، بطبيعة الحال، لكن وسائل الإعلام والاتصال المتوفرة في ذلك الزمن، قامت بالدور على أكمل وجه.
والمهم، أيضاً، وأيضاً، أن الحلف المقدّس تمكّن من إلحاق الهزيمة بربيع الشعوب الأوروبية. والمفارقة، وهي هامة جداً، أن النخب الأوروبية الحاكمة المنضوية تحت لواء الحلف المقدس، الذي توسعت عضويته لتضم النخب الحاكمة في أوروبا كلها، استخدمت ضد الثوار في باريس، وفيينا، وبرلين، وبودابست، وبراغ، الذرائع نفسها، التي تستخدمها قوى الثورة المضادة في العالم العربي هذه الأيام: إما نحن أو الفوضى والطوفان، وإما الشرعية، والدين، والتقاليد، والتراث، والأمة، أو التسيّب، وسيادة الكفر، وفقدان الشرعية، والأصالة، والهوية، والتقاليد.
وهنا، أود الإشارة إلى الماركسي والمناضل الوطني المصري، أديب ديمتري، الذي نشر في العام 1993 كتاباً (طُبعت منه ألف نسخة، فقط لا غير) بعنوان "نفي العقل"، في محاولة منه لموضعة الصهيونية ضمن الأيديولوجيات التي أفرزها المد الديني والقومي في أوروبا القرن التاسع عشر، وألحقت الدمار بأوروبا القرن العشرين في حربين كونيتين، كما ألحقت الدمار بالشعب الفلسطيني. يستحق أديب ديمتري التحية والاحترام.
من السابق لأوانه القول إن ربيع الشعوب العربية مرشح لمصير يشبه مصير ربيع بعيد عاشته الشعوب الأوروبية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ولكن ليس من السابق لأوانه القول إن حلفاً مقدساً يتشكل أمام أعيننا في العالم العربي هذه الأيام.
ملاحظة ثانية: في العاصمة الأسبانية مدريد ساحة عامة اسمها بوابة الشمس، بورتا دل سول، وهي أكثر ساحات المدينة حركة وازدحاماً. في الخامس عشر من مايو (أيار) احتشد آلاف الشبّان في الساحة احتجاجاً على سياسة الحكومة، أطلقوا على أنفسهم تسمية "شباب 15 أيار" تيمناً بتسميات لتجمعات شبابية مصرية، وأطلقوا على الساحة اسم "ميدان التحرير" تيمناً بميدان التحرير في القاهرة.
قضية الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية واحدة. لا فرق بين شرق وغرب. اليوم يقدم العربُ للعالم نموذجاً يُحتذى. كنّا على مدار عقود طويلة مرضى، أما العافية ففي ميدان التحرير، وفي قوس قزح ترسمه كلمة الحرية، التي أصبحنا نعرف اسمها بالكردية، أيضاً، أزادي. نور على نور.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريو يوم القيامة في الجولان ولبنان..!!
- الصراع على هوية مصر..!!
- صورة جانبية لرجل اسمه حسني مُبارك..!!
- جول مير خميس: وقائع موت مُعلن..!!
- المخطوفان فلسطين والإسلام رهائن الثورة المضادة..!!
- دعوة للانخراط في المؤامرة ومبايعة للمتآمرين..!!
- كم من الكيلومترات يمشي نداء الحرية في اليوم..!!
- ربيع الشعوب العربية: 1- السنوات العجاف..!!
- ما الذي سيبقى من العقيد..!!
- الله، ومعمّر، وليبيا وبس..!!
- مصر قامت والقيامة الآن..!!
- عَمَارْ يا مصر..!!
- الشعب يريد إسقاط الرئيس..!!
- تحيا تونس..!!
- لا أحد يحب العرب هناك..!!
- إذا نجت مصر نجونا..!!
- مجرد سؤال في مشهد يطل على كارثة..!!
- نعم، الجواب: نعم..!!
- الفشل في استثمار الفوز..!!
- قبل تأشيرة الدخول إلى دبي وبعدها..!!


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - مشهدان، وملاحظتان، وتعليق..!!