أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايليا أرومي كوكو - جبال النوبة تنشد السلام و الاستقرار في السودان















المزيد.....



جبال النوبة تنشد السلام و الاستقرار في السودان


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 3374 - 2011 / 5 / 23 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



جبال النوبة تنشد السلام و الاستقرار في السودان

الفهرس
1/ ( جبال النوبة ) في اتفاقية نيفاشا للسلام في السودان
2/ هل حقاً أدار الجنوبين ظهرهم لرفاقهم النوبة .. ؟
3 / جنوب كردفان و غياب الارادة السياسية
4 / جبال النوبة بين مد الحكومة و جزر الحركة الشعبية
5 / جبال النوبة و التعايش في ظل الحرية و الحق و السلام
6/ جنوب كردفان و المهددات الامنية
7/ جبال النوبة في محور عبد الرحيم حمدي دنقلا سنار كردفان
8 / جنوب كردفان ( جبال النوبة ) و مؤتمر المانحين للتنمية و الامن و السلام
9/ المشورة الشعبية و ما ادراك بالمشورة الشعبية
10 / جبال النوبة : اعادة انتشار الجيوش و توجس من اعادة التوطين
11 / الاب فيليب غبوش :زعيم ثورة المهمشين
12 / القائد يوسف كوة : الضوء في نفق جبال النوبة
ملحق
13 / اتفاقية وقف إطلاق النار في جبال النوبة




المقدمة :
أن مؤشرت بودار و نذر الحرب في جنوب كردفان وجبال النوبة في هذه الايام تقف عند أعلي درجات و مستويات المراحل الخطرة . فشبه الحرب في جنوب كردفان الان يقف عند الخطوط الحمراء و لا يراوحهها . . التوترات و الهواجس و التهديد بالحروب في مرحلتها الاعلامية الباردة منها و الحارة .. الملاسنات و التحرشات ترهيباً و ترويعاً علي اشده ..
جنوب كردفان و جبال النوبة علي فوهة بركان بعد ان حشد كل طرف ما يلزمه من أدات اشعال هذا البركان الذي يشبه في سكونه الهدوء الذي يسبق العاصفة الهوجاء ..
فمنذ خطاب الرئيس عمر حسن احمد البشير في المجلد قبيل سباق الانتخابات التكميلة في جنوب كردفان لمنصب الوالي والمجلس التشريعي .
في خطاب المجلد الناري الذي تم بثه و نقله علي الهواء مباشرة لكل . و فى رصد للمجتمع الدولى قيل :بان ما ذهب اليه البشير هو خطابات حرب و تزوير و تحريض ابناء الاقليم للحرب بالوكالة و خاصة فيما ذكره بانهم مستعدين لصناديق الاقتراع بالفوز او صناديق الذخيرة بالحرب، و انهم سيطاردون الحركة الشعبية بالحصين (الجنجويد) جبل جبل. و انهم مستعدين لخوض حرب فى ابيي. و فى تحريض لخم و زج الشباب للموت ذكر البشير ان ( الموت السعيد هو موت الشهيد موته تعجب البنات و الحكامات و ترفع الرأس .
و تلت خطاب الرئيس العملية الانتخابية في جنوب كردفان و في اجواء مشحونه بالتداعيات واللغلط الذي شابه الولاية و لم تزل جنوب كردفان فوق صفيح ساخن .و الله وحده هو العليم بالغيوب يعرف ما ستؤول اليه الاوضاع في جنوب كردفان في الفترة القادمة قبيل الاعلان الرسمي لانفصال دولة جنوب السودان في التاسع من يوليو 2011م ..
بين يدي الان بعض الموضوعات و هي مقالات متفرقة كتبتها في اوقات مختلفة في متابعة و رصد شخصي لمجريات الاحداث في جبال النوبة و جنوب كردفان .. بعض المقالات كتبتها منذ الفجر الباكر لاتفاقية وقف إطلاق النار في جبال النوبة الذي تم في سويسر نهاية العام 2001م و قد نشر بعض من هذه في بعض الصحف السودانية و المواقع الاسفيرية مثل سودانيز اون لاين و منبر السودان الجديد وموقع الحوار المتمدن وفي الفيس بوك .. هذا و قد قمت بأعادة صياغة بعض المقالات بحسب مقتضيات الاحداث و تطوراتها دون الاخلال بالقصد و المعني او الهدف الرئيسي للمقال ..
اتفاقية وقف إطلاق النار في جبال النوبة
في توقيع اتفاقية جبال النوبة كان للامريكي دانفورث الدور الكبير والقدح المعلي في تثبت اتفاقية جبال النوبة من خلال اتفاقية جبال النوبة تم تخطيط رسم خارطة طريق للسلام في السودان كانت نيفاشا المدخلل الرئيسي لهذه الخارطة .. واتفاقية نيفاشا تصل الي نهاياتها هذه الايام فالجميع مشدود متوتر الاعصاب و هو يتابع ويشاهد مجريات احداث والفصل الاخيرة من نيفاشا .
و النوبة في جنوب كردفان و الانقسنا في النيل الازرق هم الاكثر حرصاً علي المتابعة اللصيقة لمجريات كل احاث في الساحة السودانية جنوب و شمالاً ..
فيا تري ما الذي يخبئه الغيب لسكان جبال النوبة علي ضوء التطورات و المؤشرات الغير سارة هذه لمواطني هذه الولاية ..؟
و نسبة لأهمية و استراتيجية جبال النوبة و جنوب كردفان بالنسبة للسودان في السلم و الحرب معاً . ذلك لكون منطقة جنوب كردفان منطقة هامة و استراتيجية للسودان في شتي المجال . و لا يكمن استراتيجيته فقط كونها بئر و مستودع للنفط و الموارد البشرية و الاقتصادية . هذا هو بكل أسف مصدر قلق القادة السودانيين السياسين و المتنفذينو همموغلون في قصر النظر و البصر و ايضاص البصيرة . فمنطقة جنوب كردفان وجبال النوبة هي حجر الزاوية لكل السودان الجنوب و الشمال معاً سلماً و حرباً. لان الرابط الحقيقي للسودان و الضامن لاستقرارة بع التاسع من يوليو 2011م .. و لا يمكن ابداً لأي طرف رفض هذا الحجرالاساس و ركله دون ان يتأثر كل البناء او ينهار المنزل علي كل ساكنيه ..

*ملحوظة
نسبة لآهمية (اتفاقية وقف إطلاق النار في جبال النوبة)
و دور هذه الاتفاقية الرائد في أرساء دعائم الامن و السلامو الاستقرار في كل السودان طيلة الاعوام الماضية خاصة في الشمال و الجنوب فأنني أحرص علي ورود نص الاتفاقية في نها ية هذا الكتاب للأطلاع لمن يهمه و يعنية الاستقرار و الامن و السلام لجبال النوبة و جنوب كردفان و كل السودان و الله وراء القصد ..

( جبال النوبة )
في اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل في السودان

بحسب نصوص و جداول اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل في السودان .. فقد بات السوان اليوم علي بعد مسافة اقل من عامين حتي يذهب سكان جنوب السودان الي صناديق التصويت لتقرير مصيرهم و مصير السودان كله .. سيقرر أهل الجنوب في العام 2011م مصير السودان وحدة او انفصالاً ..
في هذه الايام يعم سائرمدن السودان احتفالات بأعياد السلام الذي تحقق في العام 2005م .. و بفضل اتفاقية نيفاشا تحقق السلام الشامل للسودان .. اذ تمكن و توصل طرفي النزاع السوداني طويل الامد بين الشمال و الجنوب الي وقف الحرب بين الشمال و الجنوب .. و يعد هذه الخطوة تقدماً كبيراً و انجازاً جباراً في حل المشكلة و الصراع التاريخي بين الشمال و الجنوب .
لاشك فقد تحقق للجنوب كل ما كان يتمني و يطلب و يريد كما تحقق لباقي للسودانيين طيء ملف ما يسمي بالصراع الجنوبي الشمالي الي الابد . أعطت نيفاشا لجنوب السودان بأن يختار من افضل الخيارات ما يناسبه.. فله حق اختيار البقاء في وحدة جاذبة بين الشمال و الجنوب او تحقيق و تقرير المصيرو الانفصال و تكوين دولة جنوب السودان قادرة علي العيش في سلام جنباً الي جنب دولة شمال السودان ..
نيفاشا التي أعطت جنوب السودان باليمين كيلاً محزوزاً ملبداً .. لكنها أي نيفاشا في نفس الوقت اخرجت النوبة في جنوب كردفان من مولدها بلا حمص و بالاحري صفر اليدين ..
جنوب كردفان
حارب و نضال و كافح اهل جنوب كردفان جنباً لجنب و كتفاً لكتف مع أخوتهم الجنوبين .. و تحقق للجنوبيين بغيتهم ونالوا مرادهم بينما أهالي جنوب كردفان من النوبة و سائر القبائل التي تقطن جنوب كرفان فمصيرهم لا يزال يكتنفه الضبابية و الغموض ..
الراهن في جنوب كردفان لا ينبيء بخير ابداً .. فالشراكة التي تضم حزبي المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية لتحرير السودان صارت الي حالة من التشاكس المستمر .. فالمرء تنتابة احساس قوي جداً بأن حالة العداء السابق بين الشمال الجنوب يتجلي اليوم بوضوح علي مسرح الاحداث في ولاية جنوب كردفان ..
فالخصمين السابقين الذين يفترض انهم شركاء يحاولان تصفية حساباتها السابقة في ولاية جنوب كردفان ..
انقضي جل الفترة الاولي من تقاسم السلطة في جنوب كردفان في خلافات بين الوالي خميس جلاب و نائبة عيسي بشري حول لمن تأول رئاسة المجلس التشريعي في جنوب كردفان ..
ها هي الفترة الثانية و الاخيرة من عمر الشراكة في جنوب كردفان تشهد نفس السيناريو و لو بحيثيات مختلفة بين الوالي عمر سليمان و نائبة دانيال كودي حول وزير المالية .. كل المراقبين يدعون الشركين في جنوب كردفان الي نزع فتيل التوتر في جميع الصعد .. فهم يقرأون حالة الشد و الجذب في جنوب كردفان بقلق و تشاءم كبيرين ..
الشركاء الفرقاء في جنوب كردفان يعملان خلف الستار كل ضد الاخر .. و ما لم تدخل جهة ما محايدة لفض و اغمادة حالة العداء السافر المستتر بين الشريكين .. ما لم يتم حسم و حل المشاكل و القضايا العالقة في جنوب كردفان بصورة واضحة فالوضع المأزوم هناك لايكمن التنبوء بخواتمه و نهاياته التي نخشي ان تجر الولاية الي ويلات و حروب جديدة .. علي الشركاء في جنوب كردفان حل قضاياهم بروح المسئولية وعدم التزرع و تعليق مشاكلهم علي شماعة حركة العدل الدارفورية .. فالمسئولون في جنوب كردفان هم من ا يعطي مجالاً نافذة لحركات دارفور للولوج الي ولايتهم .. فلا يمكن تبرير اعادة التسليح في هذا الجانب او في الجهة الاخري بهذه الحجج الغير مقنعة ..
فهل كان نيفاشا خصماً علي ولايتي جنوب و غرب كردفان ؟
قبل نيفاشا كانت جنوب كردفان الحالية تضم ولايتي جنوب و غرب كردفان .
قصمت نيفاشا ظهر ولاية غرب كرفان و جزأتها بين ولايتي شمال وجنوب كردفان لحكمة يعلمه المفاوضين في نيفاشا وحدهم .. فلا أظنهم شاوروا أهل هذه الولايات بأمر الفض و الاضافة و التذويب .
أغرت نيفاشا ولاية جنوب كردفان بشكله الجديد بعد ان يذوب فيه جزء كبير من غرب كردفان .. اغرتهم بنسبة 4% من عائدات البترول المنتجة بالولاية و التي تعبر أراضيها بحسب نسب برتوكول تقسيم السلطة و الثروة .. كان الجانب الظاهر من العرض مغرياً جداً أسال لعاب المفاوضون الذذين ينوبون عن ولايتي جنوب و غرب كردفان .. غض الجميع الطرف عن الجوانب السلبية للعرض و تنازلوا لبعضهم عن أسقف المطالب ..
لكنهم اليوم يعضون بنان الندم بحسرة و دموع .. فأهل غرب كرفان المذاب يندبون حظهم و يلعنون ليل نهار من كان سبباً في اذابة ولايتهم .. انهم يتباكون علي النفط و البترول المستخرج من أرضيهم و نسبة ال 2% التي لا تنعكس ايجاباً في تنمية مناطقهم او توظيف اولادهم لكنها تساهم بسلبية واضحة في خراب بيئتهم ..
النوبة هم أهل جنوب كردفان السابق يستشعرون بالظلم و الغبن البين الذي لحق بهم من نيفاشا التي بخرت كل سنين حربهم الطويل بدون مكتسبات حقيقة علي أرض الواقع .. فقد كانوا ينادون بأقليم او ولاية جبال النوبة ويطالبون بتقرير المصير للنوبة شأنهم شأن جنوب السودان .. وعدوا في وقت ما خلال المفاوضات بحكم ذاتي او بأدارة ذاتية و انتهوا الي ما يسمي بالمشورة الشعبية .. و ها هم المحاربين من ابناء جبال النوبة يقيمون ما وراء حدود 1956م في انتظار المجهول .. المجهول الذي ينتظره النوبة و اولادهم القابعين في المجهول هو ما ستسفر عنه نتائج الاستفتاء الخاصة بوحدة السودان او انفصال الجنوب ..
10 / 1 / 2000م

هل حقاً أدار الجنوبين ظهرهم
لرفاقهم النوبة .. ؟
*****

في العام الماضي احتفلت الحركة الشعبية بالذكري الاولي لرحيل رجل السودان العظيم وقائدها الدكتور جون قرنق ديميبيور . تحت شعار( شموع المحبة )
فأضاء المحتفلين الالف الشموع أحالت ليالي استاد المريخ الي نهار .. و في هذا العام تم الاحتفال بالذكري الثانية تحت شعار ( جون قرنق عامان من الحضور ) . و بين الرحيل و الذكري الاولي و الثانية عبرت مياه كثيرة تحت وفوق الجسر .. كما ان رياحاً و عواصف و بل اعاصير عاتية وقاسية هبت علي الشموع بلا رحمة و لا شفقة وقد انطفئ الكثير من الوهج و البريق و النور. فجاءت الذكري الثانية شعاراً يكاد ان يكون بلا مضمون او بالاحري أفرغت الذكري الثانية عمداً و عن قصد من محتواها تماماً .. و قد غاب تخلف الكثيرين عن الذهاب و المشاركة في ذكري العام الثاني ….
كان الجميع بلا أستثناء عند الرحيل حضوراً .. و كانوا هناك بمستوي الحدث و كانت وقتها الحركة الشعبية لتحرير السودان قبلة الجميع كما ارد لها قائدها .. كما كان لشعار الحركة الذي ينادي بالسودان الجديد الموحد جاذبيته.. السودان الذي راود الكثيري نبأن يتم بنائه بأسس جديدة تقوم علي أرضية صلبة و قاعدة متينة ترفع عليها و تسمو قيم العدل و المساواة و التنمية المتوازنة في كل ربوع السودان ..و قد بكي السودانيين جميعاً من صدمة الرحيل المفاجيئ بكاءاً مراً ..
نحن هنا لسنا بصدد الحديث عن الذكري الثانية الذي جاء تحت شعار عامان من الحضور رغم غياب الكثيرين و تراجع البعض. لان ذكري هذا القائد العظيم سيبقي حضوراً دائماً في أفئدة و قلوب من عمل لاجلهم كفاحاً و نضالاً حتي الرمق الاخير شهادة . هذه الذكري ستظل منقوشة علي صحائف الصدور الوفية الامينة و ستبقي ذكري خالدة ..
عاماً من الحضور فماذا تبقي فيها من ألق السودان الجديد و قد تشتت سامر الرفاق و تفرق شملهم ليذهب كل في كل في سبيله .. عاماً من الحضور لم نشهد فيه أي تغيير يذكر بأتجاه السودان الجديد الا بتغيير العملة من الدينار الي الجنيه .. عامان من الحضور بدون تغيير يذكر في حياة السودانيين الذين كانوا يحلمون و يتطلعون الي السودان الجديد الذي كان في فكر القائد الكبير... فهل رحل القائد أخذاً معه كل شيئ .. فحتي الاحلام و الاماني و التطلعات .. تبددت و انداحت و هي تعد نفسها للرحيل لتلحق به ...
يكاد الجميع ان يكون قد زهد او تخلي عن فكرة السودان الجديد .. و من الشواهد التي امامي المقالات الصحفية التي كتبها العميد/ تلفون كوكو ابو جلحه بجريدة رأي الشعب .. تم تجميع هذه المقالات في كتاب بعنوان ( المؤتمر الوطني و الحركة العشعبية وجهان لعملة واحدة ) . و يعد العميد تلفون كوكو واحد من ابرز قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان بجبال النوبة .. بل هو من المؤسسين لها علي الاطلاق كما جاء في مقالاته و من ثم كتابه .. تلك المقالات حملت في طيأتها شكاوي كثيرة و انات و صرخات داوية تحس في كلماتها حرارة الدموع النابعة من العيون باكية حسرة .. كما تلمس في معانيها الام الجروح نازفة غبناً مكبوتً . و هي تعبر عن مدي الغضب و الغبن الذي اصاب كبد هذا القائد من رفاقه .. و تلفون كوكو يكاد يشكو لطوب الارض من ظلم رفاق الامس من زاملهم في ساحات الحرب و قلاع النضال بجبال النوبة و الانقسنا و ادغال جنوب السودان الوعرة .. و كيف تحول الرفاق عن شعارات الامس القريب مئة و ثمانون درجة ..وهذا هو من ظلم أهل القربي الاليم الذي يشكو منه العميد/ تلفون كوكو ابوجلحه .. و قد رمي تلفون كوكو بسهامه الغاضبة في كل الاتجاهات .. حتي كادت لا تستثني احداً او تفرق بين بين رفيق و حبيب او خصم و عدو و ناكر جميل 0 و أظنها اصابت حتي هؤلاء الذين يجب ان ينذكر محاسنهم حسناتهم في غيابهم الابدي . لم يستثتي سهام تلفون قادة الحركة و رموزها من الذين غيبتهم الموت كالقائد / يوسف كوه مكي و القائد جون قرنق دعك من الاحياء منهم و بالاخص الذي غيرته المراكز و المناصب او غرتهم المكاسب و المغانم ..
و نحن هنا لسنا بصدد تقيم مدي و مقدار الظلم الذي حاق بالعميد تلفون كوكو من اصحابه و رفاقه فقد اوضح كل شيئ جلياً و بدون لبس. قد نتفق مع الرجل او نختلف معه في بعض الامور الا ان الذي يهمنا في هذا المقال هو عنوانه (هل حقاً أدار الجنوبين ظهرهم لرفاقهم النوبة ) فقدكان للنوبة القدح المعلي في النصر الذي تحقق للجنوب و المكاسب التي يتنعم بها القادة الجنوبين اليوم . كما كان للنوبة اليد الطويلة في في تقدم القضية و تطورها كقضية قومية تهم كل السودانين . قدم النوبة و باقي السودانيين من المهمشين انفسهم وقوداً في حرب العشرين عام بكل شجاعة و استبسال و تضحيات نادرة . و جاحد من ينكر دور النوبة الكبير العظيم في ترجيح كفة النصر في احايين كثيرة ليس لصالح قضية الجنوب بل لصالح السودان الجديد .. فالحرب الاخيرة لم تكن بين الشمال و الجنوب . بل كانت حرب ضد الظلم و التهميش وضد الاستعلاء الديني و العرقي و الثقافي . كانت الحرب لاجل السودان الجديد الواحدالمتحد بقواعد جديدة .. كانت حرب علي ظلم و طغيان المركز .. كانت حرب كل الاطراف المنسية في السودان في سبيل تحقيق ذاتها.. فهل أغفل المفاوض الجنوبي الكبير سهواً او عمداً حقوق باقي الاطراف السودانية و من ضمنهم النوبة .. و هل كانت نيفاشا بالنسبة الي أهل جبال النوبة و كل المهمشين كذبة كبري ابتدأت اوراقها في التساقط مباشرة بعد رحيل الدكتور جون قرنق لينكشف العورة تماماً بعد عامين من الحضور الغياب ...
هل تنكر النائب الاول لرئيس السودان الفريق سلفا كير ميارديت للنوبة و ادار ظهره لهم بمجرد استلامه لزمام الامور في الحركة الشعبية لتحرير السودان . و الا فأين المواقف التي تدحض تلك الافتراءات ان جاز ان نسميها افتراءات .. ها قد مر علي رحيل القائد جون قرنق اكثر من عامين بالتمام و الكمال دون ان يقوم النائب الاول لرئيس السودان تسجيل بزيارة واحدة لرفاق الامس بجبال النوبة و لو علي سبيل التحية و المجاملة .. و كم كان الرفاق بجنوب كرفان تواقين لزيارتة وهم في أوج الاختلاف علي كل صغيرة و كبيره ….قد تأخر جراء ذلك الدستور في جنوب كردفان ليتأخر معه تشكيل الحكومة و لتتأخر التنمية… و قد انتهي فترة حكومة الحركة الشعبية في جنوب كردفان دون تحقيق أي مكسب او مغنم لأهل جنوب كردفان كلهم مؤتمر وطني و حركه شعبيه .. انتهي و انقضي عامان للحركة الشعبية و هي تدير دفة السلطة في جنوب كردفان و الولاية تغلي بالاحداث و المشاكل و التجاوزات .. كل ذلك لم يحرك ساكنا للنائب الاول لرئيس السودان . قد لا نخطيئ ان سمينا الذين يطالبون بادوار في حكومة جنوب السودان او بجزء من اموال التنمية المرصودة للجنوب لاجل التنمية في جبال النوبة بالمتفاعلين اكثر من اللازم .
و مع كله هذا لا نستطيع ان نقول بأن الجنوبين اداروا ظهرهم لرفاقهم في جبال النوبة .. و قد نظلم النائب الاول لرئيس الجمهورية ان قلنا بأغفاله لجبال النوبة و جنوب كردفان . و هو الذي يمسك بيد كل مشاكل السودان جنوباً و شمالاً شرقاً وغرباً . و ليس بعيد عنا ملف مشكلة دارفور الساخن الذي يوليه النائبالاول أهمية كبري ..و هي مشكلة يتمني كل السودانيين حلها اليوم قبل الغد . فقط نأمل ان يضع النائب الاول رفاق الامس ضمن اجندته و اهتماماته و يتذكرهم ضمن مشغولياته قدر المستطاع ... لأن ذلك سيزل بعض الغضب و الكثير الغبن من الغالق في صدور الرفاق في جبال النوبة و سائر المناطق الاخري التي لا نعرفها و هو يعلمها جيداً ..و الجايات اكثر من الريحات ...

11 / 8 / 2007

جنوب كردفان : غياب الارادة السياسية

لقد كتبت الموضوع ادناه قبل ما يقارب الخمسة اعوم أي بعد اكثر من ستة اشهر من توقيع اتفاقية وقف الاطلاق النار في جبال النوبة بتاريخ 19 / 1 / 2002 م . تلك الاتفاقية التي صارت فتحاً مبيناً لسلام السودان بتوقيع اتفافية نيفاشا . و نيفاشا هذه ينظر اليها أهل جبال النوبة بمختلف خلقياتهم بأنها اخرجتهم من عيدها بلا حمص ... و في ظل الوضع الراهن بجنوب كردفان و هو الوضع الذي يصح ان نقول فيه بأنه وضع يراوح مكانه . حيث ان الشريكين في جنوب كردفان المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية لتحرير السودان ظلا عاجزين تماماً علي نخطي صعاب الماضي و القفز الي المستقبل . فحصيلةالعامين الماضيين من عمر الشراكة في جنوب كردفان كاننت صفراً كبيراً في الجوانب من تنمية و اذدهار و سلام و استقرار و اطمئنان .. لقد اعاد الشركين في جنوب كردفان الاجواء الي سابق عهدها قبيل 19 / 1 / 2002 م اجواء الحرب و ظروفها . كما ان وجود الامم المتحدة هناك في جنوب كردفان هو وجود يكاد ان اقرب الي الوجود السالب منه وجوداً ايجابياً . وهذا ما يجعل المواطنين في جنوب كردفان يحنون الي فترة وقف اطلاق النار اكثر من فترة السلام الراهن ..
و كم حاولت ان اجد ما استطيع اكتبه عن ما تحقق في العامين الماضين دون جدوي و هذا ما جعلني اعود الي التنقيب أرشيفي لاجد فيه ما يمكن ان يقال في الظرف الراهن في جنوب كردفان و دارفور و السودان فقد نجد في دروس و عبر الماضي ما يساعد في تخطي الحاضر نحو المستقبل بعزم وارادة أقوي ..كتب هذا الموضوع بتاريخ 13/12/ 2002م و قد نشر بجريدة الصحافة الغراء..

17 / 8 / 2007م


جبال النوبة بين
مد الحكومة و جزر الحركة الشعبية

و منذ أن تم وقف اطلاق النار في منطقة جبال النوبة بتاريخ 19 / 1 / 2002 م ...
هذه الاتفاقية التي أحدثت صخب و ضجة كبري .. اذ صاحبت توقيع هذه الاتفاقية محاولات كثيرة هدفت للنيل منها و عملت للتقليل من شأنها .. بل و عمل البعض للتحريض ضد هذه الاتفاقية و سعي بعضهم لاختراقها بواسطة ابناء النوبة انفسهم ، قالوا ان هنالك أجندة خفية تقف وراء هذه الاتفاقية و قد خيب ابناء النوبة الحريصيين علي السلام ظن تجار الحروب في السودان ...
و بحمد الله العلي القدير و بعزم و بعون الرجال الخيرين الحادبين علي حياة الانسان في جبال النوبة اجتازت الاتفاقية فترة الستة شهور الاولي و ها هي تصمد و تتقدم بعزم وثبات لتجتاز مرحلتها الثانية ايضاً و التي نأمل صادقين ان تتوج بالسلام الكامل في كل السودان ....
أن وقف أطلاق النار في جبال النوبة أدهش المراقبين الدوليين و اعادت الثقة الي نفوس المواطنين و ملأت قلوبهم بالطمأنينة .ان تجاوز الاتفاقية للستة شهور الاولي و الثانية لهو برهان أكيد و دليل قاطع بأن الجميع و بنفس واحدة قد سئموا الحرب ، بل هو قول صريح و بليغ يثبت تطلع الانسان في جبال النوبة خاصة و السودان عامة الي حياة السلم و الاستقرار و التنمية و الاذدهار .. و من خلال تجربة جبال النوبة يستطيع المرء أن يري شعاع نور في نهاية نفق المشكلة السودانية أن جاز التعبير.. كما يستطيع المرء ايضاُ ان يتفاءل بالحل السلمي في السودان متي سلمت النيات و توحدت الرؤي و تكاتفت الايدي . أو قل أن الحل السلمي ممكن متي وجد الرجال الجادين الشجعان القادرين علي تحمل المسئوليات الكبيرة بروح وطنية خالصة ..
فسلام السودان يحتاج الي حب هذا الوطن كما يحتاج الي الاعتراف بالاخر و قبوله بغض النظر عن الانتماءات و الخلفيات و الجهويات بحسب الجغرافيا و التاريخ و الانسان و الارض .. يحتاج السودان الي رجال ينظرون الي الامور بعمق و تدقيق و فحص و تحليل و يتفهمون القضايا بحكمة و حنكة و تجرد من الاغراض الذانية الانية قصيرة الامد ... يحناج السودان الي السياسين الذين يلعبون ادوارهم اللعبة النظيفة ..
لقد تحمس الجميع بنجاح اتفاقية وقف اطلاق النار في جبال النوبة .. وصارت هذه الاتفاقية بوابة الدخول لحل جميع قضايا السودان التاريخية العالقة .. فتح اتفاقية جبال النوبة الباب علي مصراعيه فدخل الناس الي مشاكوس الاولي .. وبروح نجاح اتفاقية جبال النوبة ، تم التوقيع علي الاتفاق الاطاري في مشاكوس الشيئ الذي أدخل المسرة في قلوب جميع السودانيين المكتويين بنيران الحرب الاهلية طويلة الامد ..فرح بالاتفاق كل طالب للسلام العادل لكل السودانين .. و بتوقيع الاتفاق الاطاري في مشاكوس صار السودان قاب قوسين او ادني من السلام .. و قد قيل وقتها و الفرح العارم يملاء القلوب أن الشيطان يسكن في التفاصيل ... الا انني أجزم القول بأن الانسان في احيان كثيرة يصير شيطاناً و غول يدمر و يهدم ، يعربد و يخرب كل ما بذله من جهد و عمل و بناء و ما تحصل عليه من ثمار و حصاد ليعود من جديد يندب حظه السيئ ، يعود يبحث عن شماعة الاسباب و المبررات ... يبحث عت العلل يقنع به ذاته و الاخرين عن اخفاقات الطرف الاخر ... وهذا ما حدث في مشاكوس الثانية تهدم البناء من قاعدته عدنا و عادت مفاوضات السلام الي المربع الاول بل تراجعت أماني الحالمين بالسلام الي ما هو ابعد من المربع الاول ..
و في لقاء كمبالا الشهير الذي جمع بين الفرقاء في السودان لقاء البشير و قرنق التاريخي توقع الجميع بأن يتم تتويج اللقاء بأتفاق كامل لوقف اطلاق النار في كل بقاع السودان و هذا أدني شيئ يتوقعه كل انسان في لقاء الزعيمين ، و قد خاب ظن السودانيين كما خاب ظن المراقبين للاوضاع في السودان ...
في بداية مشاكوس الثانية أحتل الجيش الشعبي لتحرير السودان مدينة توريت و في خطوة متسارعة انسحب وفد الحكومة من المفاوضات و لتدق طبول الحرب من جديد .. استرد الحكومة توريت و استولي الجيش الشعبي علي همشكوريب .. كاد انفاس الجميع ان تتقطع من جراء تسارع الاحداث و مجرياتها في السودان و انحدارها نحو الاعماق المظلمة السحيقة .. و يكاد دقات قلب المرء المتابع لاوضاع السودان ان يتوقف و يكاد الانسان السوداني المهموم بهم السلام أن يفقد الأمل في سلام السودان ...
في مشاكوس الثانية برزت علي السطح مشكلة جبال النوبة و النيل الازرق و أبيي ... تجاذبت الحكومة و الحركة أطراف هذه المناطق حتي كادوا أن يقطعوا أوصالها ... فبين شد الحكومة و الشد المضاد للحركة الشعبية صارت هذه المناطق تسبح في بحر تتلاطم امواجه في مد وجزر ... لقد انفض سامر المتفاوضين في نيروبي و علقت المفاوضات حتي يناير كانون الاخر .. ليبقي موضوع و ملف جبال النوبة ساخناً .
فمنذ اجتماع السفير البريطاني ألن قولتي بالثمانية من قادة ابناء جبال النوبة ... ثارث ثأرة الخرطوم من وقتها و لم تهدأ ، و حسب البعض هذا الاجتماع خروج من بيت الطاعة و حسبه البعض الاخر تطاول من النوبة يستوجب الحسم و البت و الا انفلتت الامور ... حدث هذا لان في عرف و فكر بعض السودانيين ان النوبة اتباع يتوجب عليهم الطاعة العمياء و الخضوع الكامل و تنفيذ الاوامر بغباء و علي النوبة ان يبقوا كذلك الي ان يرث الله الارض و من عليها .. ليس للنوبة قول او فصل حتي في امورهم الخاصة جداً .. ليس للنوبة ان يعبروا عن ارائهم ... فمساحة حقوق النوبة في السودان لا تتعدي ان يكونوا اتباع لغيرهم يدورون في فلك اصحاب السيادة في السودان ، و علي النوبة أن يظلوا أدوات تستخدم و تستعمل و آلات تدار لتنج وتحصد ..
و ليعرف الجميع في السودان أن النوبة بشر كسائر الناس و هم شعب و أمة و لهم تطلعاتهم و طموحهم و احلام و اماني و أمال ..و ليس من حق أي انسان كائن كان أن يقيد حق النوبة في ان يكونوا بشراً مثلهم مثل كل السودانيين .. فمن حق كل انسان ان يتطلع و يحلم و يتمني فهذه أمور اولية و غرائز اساسية في الانسان يولد بها و تنمو فيه و تتأصل و من حق كل انسان في كل مكان في العالم الواسع و علي وجه الكورة الارضية أن يعمل و يأمل و يتطلع الي الاحسن و الافضل ، و هذ ليست ببدعة او جريمة و جناية او خطيئة و أثم ... و احلام النوبة و أمالهم و تطلعاتهم هي نفس الامال و الامنيات التي ينادي بها كل السودانيين من نمولي الي حلفا و من الجنينه حتي خشم القربه .. كل السودانين يتطلعون أن يكون لهم نصيب في ثروة السودانبالقسمة العادل و المتوازنة . وكل السودانيين يأملون في حكم السودان دون حجر او احتكار لقبيلة دون سواها ... وكل السودانيين يتمنون وحدة أرض و تراب هذا الوطن ... و لايحق لفئة ما أن تدعي الاحقية لنفسها و الوصاية علي غيرها و ليس لآي جهة او لآي بشر من الناس في السودان ان تدعي بأنها صاحبة القرار الاول و الاخير سيد الحل و العقد دون الاخرين ..
و ليفهم او ليتفهم الماسكين بزمام الامور في السودان حقوق شعبهم بأختلافاتهم و ليعدلوا في سلطانهم لآجل وحدة هذا السودان المبني علي العدل و ليس بالقهر و الظلم .... وحدة السودان القائم علي المساواة و ليس علي التميز و التفريف ... و عليهم أن يعملوا لوحدة السودان الذي يسنده الحق و ليست تلك الوحدة التي تحرسها القوة و القمع و الجبروت ... و ألا فلتسألوا التاريخ عن أمبراطوريات روما و اثينا و نينوي .......
17/ 8/ 2007
أما عن مشكلة دارفور فأنا أقتبس من المقال السابق الاتي :-
( يحتاج تحقيق السلام في دارفور الي رجال ينظرون الي الامور بعمق و تدقيق و فحص و تحليل و يتفهمون القضايا بحكمة و حنكة و تجرد من الاغراض الذانية الانية قصيرة الامد ... يحناج دارفور الي السياسين من الجانبين الذين يلعبون ادوارهم اللعبة النظيفة ..
و قد نحتاج في حل مشكلة دارفور الي زعيم اخر في قامة الدكتور / جون قرنق و ارادة صلبة كأرادة الاستاذ علي عثمان محمد طه ) .

جبال النوبة و التعايش في ظل
الحرية و الحق و السلام

تجاوباً و فرحاً بوقف اطلاق النار في جبال النوبة و تفاعلاً بهذا الحدث العظيم جداً 00 الحدث الذي صار سبقاً عالمياً و تناولته جميع الاجهزة العالمية و الاقليمية و المحلية من صحف و مجلات وراديو و تلفاز ... الفضائيات العربية و الافريقية و الاجنبية و القناة السودانية ... الشبكة العنكبوتية او الانترنيت اي ايضاً افردت حيزاً مقدراً لوقف اطلاق النار بجبال النوبة 00
و في السودان اختلف الناس كثيراً و لا زالوا مختلفين و سيظلوا لزمن طويل هكذا غير متفقين … فأتفاق اطلاق النار في جبال النوبة قوبل بمعارضة شديدة من الكثيرينكما أيده البعض الاخربحماسة منقطعة النظير و بعضهم أيد بأستحياء و خجل … أما نحن أهل جبال النوبة من المكنويين بنيران الحرب .. نحن ابناء النوبة الواضعين أرجلنا علي النار ( فقد صرنا كالحالمين ، حينئذ أمتلأت افواهنا ضحكاً و ألسنتنا ترنماً لان الرب قد عظم العمل معنا )
نعم افتقدنا الله أخيراً و بعد ان يئسنا أعطانا الله سلاماً من عنده ، أعطانا الله سلامه الذي يفوق كل عقل .. و هبنا الله السلام الذي لم يخطر علي بالنا … فعندما أحتقرنا اخوتنا الاخرين في وطننا السودان تذكرنا الله اذ رأي مذلتنا فأحبنا .. سمع الله صوت صراخنا الصامت … رأي الله سيول دمائنا المهدرة و موعنا المتدفق … أبقي الله أروحنا التي أزهقت بلا رحمه و ابقي حياتنا ووجودنا الذي ابيح .. وضع الله القدير نهاية لجثث أمواتنا التي تقززت منها الجوارح من صقور و تسور و تقيأها وحوش الغابة من ذئاب و نمور وأسود ..
أن هذا السودان هو وطننا و سيبقي كل أهل السودان أهلنا بالرغم من ما أصابنا من بعضهم .. سيظل السودان و كل شبر فيه من أقصي الشمال الي ابعد مكان في الجنوب عبوراً بالشرق و الوسط الي الغرب سيظل وطناً واحدً … في هذا الوطن الكبير بخيراته الكثيرة الوفيرة بوسعنا جميعاً أن نعيش في سلام و أمان و رخاء و اذدهار متي توفر العدل و المساواة و احترام الاخر مهما أختلف عنا ، لان اختلاف الرأي لا يفسد العيش المشترك بين الجميع ..
,, و علي الجبال السلام ،، قد تكون خاطرة عن السلام حلم الانسان في كل مكان هو تعبير صادق و انفعالات عفوية عن لحظات الفرح و قد تكون تنفس للصعداء بعد سنين الاحباط و ليالي اليأس الذي عشناه و لازمنا طويلاً … و قد تكون تطلع لغد أفضل و مستقبل أكثر أشراقاً ..
و علي الارض السلام هو احساس نابع من قلب أبيض يكن لكل أهل السودان بالحب بلا تميز لثقافة او قبيلة او دين و لون لا ن قلوبنا صافية لبن ….
أن المرارات التي تذوقناها و الضربات التي تحملناها و الجراحات التي أصابتنا و الاسهم التي طعنتنا في الصميم لن تعيد عقارب السلام الي الوراء لان بندول ساعتنا لا يعرف الا الدوران بأتجاه المستقبل .. كما ان عيوننا دائما ستظل تنظر الي الامام دون أي التفات الي الوراء لا جل سودان أفضل بدون عداوات و خصومات … سودان بلا حروب و دماء و دموع … سودان السلام الذي ينعم فيه كل الناس باللام و الحرية و الوحدة و الديقراطية
الانسان و الحرية و السلام :-
و في البدء كانت الكلمة ، و الكلمة كانت هي الحرية و كانت الحرية عطية من عطايا الله للانسان ... في البدء خلق الله الانسان حراً اذ اوجده في جنة عدن أرض الحرية الاولي ... و بالحرية ذاتها اختار الانسان الارض وطناً ليعيش فية بمحض ارادته .. و قد احترم الله حرية اختيار الانسان رغم مخالفته لارادة الله و فكره عند الخلق ... لذلك سيظل الانسان كأنناً حراً يسعي دائماً الي الحرية التي يعشقها لانها هي الفطرة التي وجد فيها لآنها أي الحرية هي قوة خفية في كيان الانسان يشتاق اليها متي فقدها او سلبت منه لسبب او لاخر .. لان في النزعة البشرية قوة تدفعها الي الحرية ....
الحرية ميزة أختص بها الله الانسان دون غيره من سائر الخليقة ، و هي قيمة عظمي تسمو بهذا الانسان خليفة الله في الارض درجات من السمو و الرقي ، و ترتفعه بحسب حسن استخدام الانسات لها ... و درجات الحرية العالية تنحدر كما ان قيمة الانسان و انسانية الراقية تهبط بفعل الكبت و الحرمان و الاستعباد .. فالقهر يذل الانسان و يستبد به فتنحط قدرة الانسان و انسانيته بالتسلط و الهيمنة و الاستغلال . لان الحياة الانسانية تختنق و تموت في غياب الحرية و انعدامها كما تختنق الاسماك و تموت و هي خارج المياه .. فبحر الانسان هو الحرية .. أن طاقات البشر و مواهبها و امكانياتها جميعها تتلاشي و تفني بعيداً عن الحرية لان الحرية هي روح العطاء و الابداع ..
و لان الانسان هو صورة الله من حيث العقل و الفكر و الحرية ، فهو يبقي كذلك بعقله الحر و فكره الغير مقيد و روحه المنطلق ينمو و يتقدم و يتطور و يزدهر ... و من قلبه ينبض حباً لنفسه و لله و الناس أجمعين .... يبدع الانسان خيراً للاخرين و العالم عندما يعرف ان الاخرين يقدرونه و يحترمونه و يهتمون به .. و هذا الانسان نفسه يستطيع ان ينفجر شراً مستطيراً ، فيدمر حياة الناس و يحلل دماء البشر من حوله عندما يحس ان حريته مسلوبة و ان انسانيته محتقره و ان قيمته الانسانية لا تجد القبول لدي الاخرين من الذين يختلفون عنه 00
أن أرادة الله للانسان هو الحرية الشخصية في ظل مراعاة الحرية العامة أو احترام حريات الاخرين ..و الانسان في احيان كثيرة في حبه لنفسه و انانيته لا يهمه الاخرين ، فتتخذ الحرية عنده صورة الطغيان و التسلط و الاستعباد .. يميل البشر دائماً الي التميز و التفريق و التفضيل و الانحياز كما يجنحون الي الانا الضعيفة و الذات الضيقة ، و في ضيق ذات الانسان يضيق عليه الدنيا كلها فلا يقبل بالاخر .. فكيف قتل قاين اخيه الشفيق الوحيد هابيل و الكون في بداية عهده الاول و بني ادم لم يتعدي عددهم الاربعة اشخاص هم افراد اسرة واحد ابينا أدم و امنا حواء ..و العالم اليوم يكاد ان لا يسع الناس بالوان طيفهم الكثيرة الابيض و الاصفر و الاسود و الاحمر .. عالمنا الحاضر و البشر اجناس و اديان و قوميات و امم و قبائل و عشائر ... هذا العصر عصر النظامي العالمي الجديد هو نفس ذلك العصر القديم عصر الانسان الاول من حيث غرائز البشر و ميولها الي الشر و حبها للعداوة ..
أن عصر العولمة و الانترنيت و غزو الفضاء و الاستنساخ يبقي هو ذلك الزمان الذي نسميه اليوم بالعصور الحجرية .. فالانسان يبقي هو الانسان علي مرور الازمان و العصور و اختلاف العهود و الاوقات .. فالرجل الابيض يستعبد الاسود و يستكبر علي الاحمر و الملون و الاصفر ... و القوميات تتنازع بين عرب و افارقة صرب البان .. و عندما يعلو اصواتهم بحوار الاديان و الثقافات فتأكد بأنهم يقصدون تصادمها .. و في سبيل ذلك فهم يحشدون الجيوش و يرسلون البوارج و يوجهون رؤوس الصواريخ عبارة القارات ..
أن نظام عالمنا الجديد يموت فيه الاطفال في قارة أفريقيا في الصومال و اثيوبيا و جنوب السودان و رواندا .. كما يموت فيه الناس الابرياء في فلسطين و افغانستان و الجزائر .. كل ذلك يحدث لان المظام العالمي الجديد يستطيع أن يدفع كل ما يملك ليصنع القنابل و المتفجرات التي تقتل في لحظات من طرف عين الالاف من البشر . وهذا النظام العالمي ذي المقدرة العالية لا يبالي بدفع القليل لزراعة القمح و الارز لسد حاجة ملايين الجياع في ارجاء الكون 00 و في ظل هيمنة الدكتاتوريات في العالم تتراجع الحريات العامة و الخاصة و تتسع مساحات الظلم و الظلام بين بني البشر ...
أن الاديان في جملتها و كثرتها السماوية منها و الطبيعية و المادية و الوثنية و الاخلاقية كلها تعبر عن حاجة الانسان هذا الكائن الضعيف و شوقه الي الكائن العظيم القوي القدير الذي يتصف بالكمال و الجمال و الخير و المحبة و الحرية و السلام ..كل الاديان بلا استثناء تنادي بالقيم الجميلة و تدعو الي الفضيلة و الطهارة و القداسة و الرحمة و التسامح بين الناس جميعاً ...و الاديان السماوية علي وجه الخصوص تدعو الانسان و تبشره بالحياة و الجنة و الفردوس و الخلود بعد الموت أن تمسك بالدين و الايمان و عمل الخير و الرحمة لاخيه الانسان ، لان في هذا طاعة لله و محبة الرب و تطبيق للشرائع و السنن و الاوامر و الوصايا التي تنادي بها الاديان ..
و الدين او الاديان كلها تحرض اتباعها الي السمو بالنفس و الروح و الجسد لنوال رضي الله العلي القدير الرحمن الرحيم القدوس رب السموات و الارض .. و الي الله يلجأ كل البشر و يركضون عند الشدائد و الضيقات و في أزمنة الازمات .. في اوقات الحروب و انتشار الاوبئة و الكوارث الطبيعية يلجأ الناس الي الخالق عز و جل .. و الله و من خلال جميع الاديان يستجيب دعاء الداعين بالصدف و الايمان ... يحمي الله البلاد و الاوطان من الاعداء كما يرفع الداء يمنع انتشار الوباء عن العباد .. و الله يرسل الغيث و المطر المبكر عند الاستغاثة فيروي الزرع و المرعي و يمتل الضرع .. هذا هو الله رب كل العالمين , عنده كل البشر متساون .. و الله في حريته المطلقة أعطي الناس أن يكونوا احراراً كما يريدون علي ان تدور محور الحرية في فلك الله و علي ان لا تتعدي حرية الانسان حريات الاخرين و ان لاتمسها بشر بل عليها ان تحترمها و تعمل لأجلها .. و الحرية كالمحبة لا تسقط ابداً ....
كما ان الحرية ضرورية للانسان كذلك السلام .. فالسلام هو الوجه الاخر للحرية ، فحيث تكون الحرية هنالك تجدون السلام لا ن السلام ثمرة من ثمار شجرية الحرية و دوحتها الوارفة الظلال ... السلام كل لا يتجزاء و لا يقبل القسمة و لو علي نفسه .. فالسلام يبدأ من نقطة مركزية هي ذات الانسان و يتسع من محور هذا الذات و نقطها المركزية دائرة كاملة هي علاقة الانسان بالاخرين من حوله .. فالسلام الفردي مهم حداً لضمان سلام الجماعة ... و الذي لا يملك سلام الذات لا يستطيع يعطي سلاماً للمحيط الذي يعيش فيه ...أن السلام مثلث الاضلاع و حتي يدوم هذا السلام لابد للاضلاع الثلاثه أن تكون في اتصال و اتفاق و رباط .. الله هو محور سلام هذا العالم و هو نبع السلام و مصدره و سلام الله سلام يفوق كل عقل و تصور .. فطوبي للذين ينتهلون من السلام الحي لانهم يروون و لا يعطشون ايضاً ...و الانسان ضلع مهم في مثلث السلام ، يقيم السلام الداخلي في مع ذاته و صلته او اتصاله بالله و علاقته بالاخري من حوله .. فلا تطلبوا سلام الله و انتم في خصام مع ذواتكم ... و لا تطرقوا أبواب الاخرين طمعا في السلام و باب الله مغلق دونكم لانكم غرباء في علاقكم مع الله ... فالله لا يعطي سلاماً لاناس يفتقدونها في انفسهم و في ذواتهم و الله لا يهب سلاماً لقوم لا يحبونه لغيرهم ...
فدع السلام ان يسكن قلبك اولاً ، لان النفس البشرية التي لا مكان لسلام الله فيها تقتل ذاتها بذاتها بصراعها الداخلي الذي يتأجج فيها يوماً بعد يوم بنيران وقودها الحقد و الطمع و الانانية و الغيرة و الحسد و حب الذات .. و سلام القلب لا يقيم حيث الحسد و البغض و حب الانتقام ( فمن أين الحروبات و الخصومات بينكم ، ألست من هنا من لذانكم المحاربة في أعضائكم ) ..
انظر الي الفضائيات لتري بأم عينيك صور الخراب و الدمار و القتل و انهار الدماء في نختلف بقاع الارض ... صور الدموع و الجوع و البؤس ... أو افتح المذياع يا أيها العزيز لتسمع بأذنك اخبار الجريمة من سرقه و خطف و طعن وذبح ... و لماذا تذهب بعيداً فالشارع القريب من دارك يغنيك من كل شي فستقف بذاتك علي حقيقة انعدام السلام بين الناس في بيوتهم و مدنهم و بلادهم ...
ان السلام كالحرية ، بدونها يموت الانسان كل يوم بالخوف و الاضطراب و القلق النفسي .... فلماذا لا نعمل معاً لآجل السلام لننعم به نحن و يسعد به الاخرين ايضاً .... سوف لن تنعم بالسلام في هذا العالم و غيرك يموت بالحروب و ان بعدت عن دائرة الحروب ملايين من السنين الضوئية ... فالظلم يولد البغض و الكراهية , الكراهية تنشر الرعب و الارهاب و حب الانتقام ... و لا يمكن للسلام ان يتحقق في ظل الظلم المستمر ابداً .. و النوبة قوم كرام شرفاء و احرار يحبون الحرية لانفسهم و لغيرهم .. كما ان النوبة شعب مسالم متصالح مع نفسه ويحب السلاو لغيره كما انهم ابطال اشاوس لا يرضون بالظلم و الضيم و الحقاره ....
22 / 2 / 2002 م


جنوب كردفان و المهددات الامنية


المواجهات الاخيرة التي شهدتها ولاية جنوب كردفان بين بعض قبائل المسيرية و بعض قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان .. هذه المواجهات الدامية تعيد المنطقة برمتها الي واجهة الاحداث الساخنة في السودان .. فقد ارتفعت وتيرة التوترات و المناوشات و الاقتتال خلال العام 2007م في جنوب كردفان بصورة غير عادية ..هذا المشاكل في غالبها الاعم تحدث بين الرعاة و المزارعين بسبب الموارد الطبيعية .. هذه الموارد التي يتقاسمها الاهالي بتلك المناطق في الماضي لم تكن موضوع للنزاعات او الصراعات التي تشبه الحروب الاهلية .. و لسنا ببعدين عن الحرب في دارفور التي توصف في غالب الاحيان بأنها حرب علي الموارد .. الا ان هذا الوصف ليس بصحيح مئه بالمئه دائماً .. ذلك لان التعايش السلمي الذي كان سائداً وسط هذه المجتمعات يكذب هذه الادعاءات تماماً ..
فها هي بوادر ألسنة ولهيب النيران التي مازالت تحرق أرض دارفور تمد ألسنتها الحارقة الي جنوب كردفان .. فماذا تعلم القائمين علي أمر السودان من عبر و دروس الحرب التي لا تزال مستمرة في دارفور حتي يتفادوا حرباً جديداً في جنوب كردفان .. فالحرب في جنوب كردفان لا قدر الله ستكون صورة طبق الاصل من حرب دارفور .. و المرء المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين . فهل يتعظ حكام السودان حتي يتفادوا دارفور جديدة هم بغني عنها .. الا ان قدر السودان دائماً هو ان يلدغ مرات و مرات من ذات الجحر .. فعلي عاتق حكومة الوحدة الوطنية تقع مسئولية كبيرة تطلب منها السرعة والعجلة لاغماض تلك الشرارات الكبيرة جداً في جنوب كردفان .. نأمل ان تسرع حكومة الوحدة الوطنية الي اغماد النيران الصغيرة المنتشرة هنا و هناك في جنوب كردفان .. أن جنوب كردفان مهدد في نسيجه الاجتماعي و الاقتصادي كما هو مهدد بالدرجة الاولي في سلامه الهش اصلاً .. أن المهددات الامنية في جنوب كردفان تحتاج حكمة من جميع القبائل التي تقطن في جنوب كردفان .. تحتاج حكمة من جميع النوبة بمختلف قبائلهم كما من جميع قبائل البقاره من مسيريه و حوازمه بالاضافة الي القبائل الاخري التي تقطن في جنوب كردفان او جبال النوبة .. هذه المهددات الامنية التي تنذر بالحرب في جنوب كردفان تحتاج الي حكومة مركزية قوية قادرة علي بسط سلطانها علي الجميع بحيادية كاملة .. كما يحتاج الي حكومة ولائية حكيمة تستطيع بسط نفوذها علي الجميع بدون انحياز او تفرقة و تميز ...
جنوب كردفان بحاجة الي خارطة طريق جديد للسلام و السلم الاجتماعي ... كما ان غياب التنمية الحقيقة التي استبشر بها الجميع بعد اتفاقية السلام هو من الامور المحبطة للهمم التي تبعث اليأس في النفوس .. فهل يتدارك الجميع نقاط الضعف في جنوب كردفان و يعملون علي معالجتها و تلافيها أم ان جنوب كردفان سيشهد دورة جديدة من دورات الحروب في السودان المتكرره...


جبال النوبة
في محور عبد الرحيم حمدي دنقلا سنار كردفان

بعد التوافق الاخير بين المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية لتحريرالسودان و عودة وزراء الحركة الشعبية الي مزاولة مهاتمهم في حكومة الوحدة الوطنية .. و بعد ان اكتمل انسحاب الجيوش شمالاً و جنوبا الي الخط الفاصل بين الجنوب و الشمال الشهير بحدود 1 / 1 / 56. بهذه الانسحابات تكون الجزء الخاص بالترتيبات الامنية قد انجز بالصورة التي جاءت به في الاتفاقية .. أن مخاض ولادة الترتيبات الامنية كان عسيراً جدا و لكنه تم بولادة قيصرية و تدخل اختصاصين اجانب ..
ان المرحلة القادمة من عمر الشراكة بين المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية هي بكل تأكيد مرحلة جديدة .. المرحلة القادمة هي مرحلة الاعداد للانتخابات العامة في السودان .. و قد بدأ المؤتمر الوطني في الاعداد لهذه الانتخابات مبكراً بأقامة مؤتمراته العامة و العمل في وسط القواعد و تهيئتها لكسب اصواتها لاحقاً .. و لكن ما هي استرتيجية المؤتمر الوطني للفوز في الانتخابات القادمة .. لتوضيح رؤية المؤتمر الوطني و استراتيجيته لخوض الانتخابات القادمة أعيد ما كتبته في العام 2005 كتعقيب علي ورقة الدكتورعبد الرحيم حمدي بعنوان ( الاستثمار الاقتصادي في السودان ) كما يلي :-
لقد كشف كتاب الكتاب الاسود المجهول الكاتب عن العمق الجهوي العنصري في السودان ما بعد ثورة الانقاذ الوطني .. فقد غذت الانقاذ هذه الابعاد و عملت علي غرسها و تنميتها .. و ها هي الانقاذ اليوم تحصد ثمار ما زرعت بيديها .. ان ثمار الجهوية البغيضة التي سقتها الانقاذ و رعتها و اولتها كل اهتمامها و عناياتها قد كبرت و تبلورت و نضجت و هان قطافها .. ( ها هو الوطن السودان يتمزق الي اشلاء و طلاب السلطة و الثروة ينهشون فيه بلا رحمة او شفقة ) .. و رغم اختلاف الكثيرين مع ما جاء به الكتاب الاسود من الحقائق و الدلائل و المؤشرات التي تقول بأن التنمية و تقسيم السلطة و الثروة في السودان غير متوازن .. وهذه حقائق واقعية لا تحتاج الي الي كتاب اسود او اصفر او ابيض .. و قد تكون لصاحب الكتاب الاسود فضل تدوين هذه الحقائق و اظهارها للعامة بالتفاصيل و الارقام .. ولكن تبقي الحقائق التي اوردت في الكتاب الاسود هو الحق الذي اريد به الباطل .. ذلك لان الذي أخفي نفسه بين سطور الكتاب الاسود كان في الاساس ركناً من اركان الانقاذ أن لم نقل بأنه كان حجر زاويتها .. وقف الذين كتبوا الكتاب الاسود ان كانوا جماعة ردهاً من الزمان مع الانقاذ و كانواً جزءاً اصيلاً من هفواتها و ساهموا في ارتكاب أخطائها عندما كانوا يشكلون الاعمدة الاساسية للانقاذ و دعاماتها في السلطة و قوة جبروتها .. كان بأيديهم أدوات الحل و العقد .. و عندما انفلت زمام الامور من بين ايديهم تباكوا و سالت دموعهم حبراً اسود خطوا به مرثية أسموه بالكتاب الاسود.. و قد فتحت هذه المرثية جرحاً عميقاً في خاصرة الوطن السودان ( دارفور ).. فالسودان الذي بدأ لتوه يشق طريقه الي التعافي و الشفاء وصولاً الي اندمال الجروح و استرداد العافية الكاملة بعد توقيع اتفاقية نيفاشا للسلام بين الشمال و الجنوب ...
كيف يكتب للسودان سلاماً حقيقياً و بعض السودانيين يطرحون الرؤي الظلامية الظالمة من شاكلة دعاة منبر السلام العادل .. فهذا المنبر ظل ينادي بالحرب و الظلم و يطرح نفسه بأسم السلام و العدل و هو فعلياً يجاهر بالحرب و يدو الي الظلم .. و قد يختلف نهج أهل منبر السلام العادل عنى اسلوب أهل الكتاب الاسود و لكن كليهما وجهاً لذات العملة .. فهذه طره و تلك كتاب ..
أما رؤية الاستاذ الخبير الاقتصادي الشهير عبد الرحيم حمدي .. و الدكتور حمدي هو مبتكر سياسة السوق او الاقتصاد الحر في السودان .. هذه السياسة الاقتصادية الظالمة هي أس المصائب التي تفجرت لاحقاً في السودان .. فقد ظل الشعب السوداني المغلوب علي أمره يكتوي بنيران افكار السيد حمدي الاقتصادية كما صار هذا الشعب اسير لقيود و سلال تلك السياسة العمياء .. قسمت نظرية حمدي الاقتصادية الشعب السوداني الي شطرين غير متعادلين و لا ثالث لهما .. اذ هيئت نظرية حمدي الاقتصاد السوداني لقلة من المتنفذين في السلطة و مفاصل المال ، و فصلت مداخيل الاموال و مخارجها علي مقاساتهم.. و بذلك صعد بعض الطفيليين بسرعة مميزين انفسهم كنخبة مترفة و صفوه ثرية متخمة تتمتع بكل خيرات السودان .. و أهمل حمدي عن قصد السواد الاعظم من الشعب السوداني و هي الغالبية العظمي من الجنود و العمال و الزراع ز الرعاة و ارتال من جيوش الشباب العاطلين عن العمل .. و هؤلاء قدرت نسبتهم ب 96 % من الشعب السوداني حسب اخر تقرير رسمي اصدرته جهة حكومية رسمية .. هذه النسبة المختلة تعكس نسبة الغني و الفقر في السودان ...
هذه هي نتائج نظرية حمدي الاقتصادية اما أثارها السالبة علي الشعب السوداني فهي لا تحتاج الي أي جهات رسمية لاحصاءها فالواقع الذي يرزح فيه الشارع السوداني العريض هوغير شاهد لسلبية هذه النظرية الاقتصادية العرجاء .. ان الحكومة و السلطة السودانية لا تهمها من قريب او بعيد أمر الفقر المدقع الملقاة علي عاتق هذا الشعب .. الحكومة السودانية بعيد كل البعد عن الذي يصيب هذا الشعب من عوز و جوع و عطش و مرض و جهل و بؤس و شقاء .. لا نها تؤمن بالمثل الذي يقول جوع كلبك يتبعك .. أولوية الحكومة السودانية هو ضمان و دوام قبضتها الحديدية علي ادوات حكم السودان .. ان تستمر في سدة الحكم و لو انكمش مساحة هذا الحكم و تناقص بل و تراجع الي محور الاستاذ الخبير الاقتصادي الضيلع عبد الرحيم حمدي ( و قد سخر احد قادة المؤتمرالشعبي من أخوته في المؤتمر الوطني قائلاً ( هناك بعض من المؤتمر مستعدين لحكم السودان و لو تبقي من مساحته جزيرة توتي فقط ) ...
و محور عبد الرحيم حمد الذي يطلق عليه اسم المحور العربي الاسلامي .. محور الدكتور حمدي يشمل ( دنقلا سنار و كردفان ) .. اما كردفان حمدي فهي الاخري تحتاج الي خارطة طريق يعرفها جغرافياً .. ذلك لان كردفان السيد حمدي هي غير كردفان المعروفة لدي الجميع جغرافياً فهو يصفها بالعربي الاسلامي ..
لقد أثارالاقتصادي عبد الرحيم حمدي في ورقته (الاستثمارالاقتصادي في السودان ) و هي الورقة التي شارك بها في مؤتمر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان في العام 2005 م .. أثارت هذه الورقة جدلاً و ردود افعال واسعة في كل الاوساط السودانية .. فتناولتها كل الصحف السودانية بالنقد و التحليل .. ذلك ليس لانها كما يتبادرالي الذهن كونها الورقة الوحيدة المتميزة من بين كل أوراق المؤتمر الذي يجهل الجميع من خارج المؤتمر الوطني ما جاء فيها بالتفصيل .. و لكن مكمن الاثارة التي أصاب بها حمدي الجميع تكمن في ان الحكومة السودانية ستعمل حرفاً بكل جاء به حمدي في ورقته و بضبانتها .. فقد عملت السودانية من قبل علي انزال البرنامج الذي قدمه عرابها الاقتصادي في الفترة الانتقالية .. فلا تنسوا بأن الواقع الاقتصادي المر الذي يعيشه الشعب السوداني اليوم كان في يوم من الايام ورقة قدمت ضمن اوراق كثيرة طرحت في المؤتمر الاقتصادي الاول لثورة الانقاذ الوطني .. و هي لم تزل في بداية مشوارها الطويل في حكم السودان .. و قد أثمر المؤتمر الاقتصادي الاول بعد عقد من الزمان عن نتائج تقول بأن كفة ميزان الاقتصاد السوداني قد ثقل فيها موازين 4% من السودانيين اما ال 96% فقد زرت رياح حمدي الاقتصادية التراب في عيونهم ...
اما ورقة حمدي الاقتصادية التي وصفت بأنها أصغر ورقة ناقشها المؤتمرون في مؤتمرهم .. فقد استثنت ورقة حمدي الاستثمارية جنوب السودان لانه سينفصل و سيكون له دولته عند حدود 1 / 1/ 1956 .. تلك الحدود التي رسمها الانجليز قبيل رحيلهم من السودان واضعين في اعتبارهم كل الاحتمالات و الخيارات .. و حدود 56 هي الحدود التي ستبداء منها دولة الشمال التي ينادي بها منبر السلام العادل مستعجلين خطي الانفصال .. لست أدري كيف تواضعت احلام الانقاذ التي نادت بمشروع الدوله الاسلامية الحضارية .. تلك الدولة التي تغنوا بها ملء سمع و بصر العالم بدنو عذاب الشرق و الغرب معاً .. كيف تراجع دولة النظام الاسلامي الحضاري الي حدود دولة محورها دنقلا سنار و كردفان الصغري ...
أن ورقة حمدي تقفز بالسودان الي الهاوية بدون سلالم .. ورقة حمدي تكرس لعهد جديد من الظلم و الاستبداد ، انها تنادي بفصل أخر من فصول الهيمنة الاقتصادية و التهميش الاجتماعي في السودان .. فهو ينادي بأنشاء هوامش جديدة للسودان .. ينادي حمدي جهراً بمضاعفة التهميش علي المهمشين السابقين في جبال النوبة و الانقسنا و دار فور .. أن حمدي يرسم خارطته الاقتصادية بعناية فائقة جداً متناسياً و متجاهلاً اسباب الحروب السودانية منذ فجر الاستقلال .. الا ان دقة حمدي في بلورة الاستثمار الاقتصادي للسودان في الفترة الانتقالية لدولته التي يسميها بالدولة القادرة علي الحياة .. ان حمدي يتغافل عمداً عن الكثير من أسس بناء الدول الناجحة القادرة علي الحياة كما يقول في ورقته الظالمة الغاشمة .. و قد يدري حمدي او لا يدري بأن اسباب اندلاع النيران في دارفور اليومو مسبباتها الاساسية هو سياسة التحرير الاقتصادي الذي يكيل بمكيالين تنقصهما العدالة .. .. سياسة التحرير الاقتصادي الغير متكافيئ بل الظالم لا يمكن ان تصنع دولة قوية و قادرة علي الحياة ابداً ..
أن ما يقوله السيد حمدي بصراحتة المعهودة و لايخشي فيها لومة لائم هي السياسة المطبقة الان في السودان .. انها الافكار التي تقوم عليها استراتيجية الانقاذ و تبني عليها برامجها التنموية و الخدمية .... و لا يستطيع السيد حمدي ان ينفي عن نفسه تهمة العنصرية و الجهوية .. ان محور حمدي هو محور جهوي و عنصري .. فهو يبني برنامجه الانتخابي علي اساس دعاية تنموي و استثماري اقتصادي يخص به فئات من المجتمع السوداني دون غيرها .. فكيف يمكن بناء دولة قادرة علي الحياة فقط علي الدعاية الانتخابية الانية بطريقة عنصرية سافرة .. ان طموحات الانقاذ تضاءلت و تراجعت فأين هي مسئولية الدولة تجاه مواطنيها غض النظر عن انتماءاتهم المختلفة .. و اين هي مبادي الحكم الرشيد التي ينادي بها لمزيد من الشفافية و العدل و التنمية المتوازنة ..
ألم يتعلم أهلالانقاذ او المؤتمر الوطني و لو حرفاً واحداً من دروس الستة عشر عاماً من الحكم ... فهذه السنوات لوحدها هي كتاب مفتوح لمن يريد ان يعرف الي أي مدي وصل حد الظلم و الفقر بالشعب السوداني .. أن فلم احداث يوم الاثنين الدامي و حريق الخرطوم الذي عقب حادثة رحيل الدكتور جون قرنق أتيم لست ببعيدة عن مخيلة السيد حمدي .. فتلك الاحداث تعود بالدرجة الاولي الي السياسات الاقتصادية الظالمة التي أرهقت كاهل الشعب السوداني فجعل بعضه يحقد الاخر ..
ان الدعاية الانتخابية التي يعد لها حزب المؤتمر الوطني مبكراً من خلال مؤتمراته التي تنتظم بعض المحاور و القطاعات .. هذه الدعاية لها اساليب و برامج و طرق تتبع و تطبق .. فهي تقسم السودان الي محاور انتخابية بحسب الاستاذ عبدالرحيم حمدي.. فمحور دنقلا سنار كردفان هو محور الارتكاز بالنسبة الي المؤتمر الوطني حيث سيركز الحملة الانتخابية بالدعم المادي و التنموي و الاقتصادي ... عليه فأن ثمن الاصوات المدفوعة القيمة مقدماً لسكان هذا المحور هو اغراءهم بجلب الاستثمارات العربية و الاسلامية و تركيزها في محور دنقلا سنار كردفان .. اما المحاور الاخري كمحور جبال النوبة التي لاتقع في كردفان محور السيد حمدي و محور النيل الازرق و الانقسنا و غيرها فهي متروكة للمنانحين الغربين و ما جادت به ايديهم السخية الكريمة في مؤتمر المانحين بأسلو – النرويج في مايو 2005 ..
دور السيد حمدي في الفترة الانتقالية سيرتكز علي جبل الاستثمار العربي و الاسلامي و تركيزه في دنقلا سنار كردفان .. فقد البعض مازحين بأن حدود محور كردفان السيد حمدي لا تتعدي الاطراف الجنوبية لمدينة الابيض ... الا ان المتفائلين منهم ذهبوا ابعد من ذلك قليلاً بأن محور كردفان الذي يقصده حمدي هو كردفان الكبري بأستثناء جبال النوبة التي تقع في محور الشر بحسب حمدي .. و قد قطع السيد عبدالرحيم الشك باليقين في الجزء الثاني من الحوار الجريء الذي اجرته معه الاستاذه / سميه سيد – الصحفية المقتدرة الجريئة بصحيفة الرأي العام بتاريخ 23 / 10 / 2005م ..
و قد أوضح حمدي في ذلك الحوار الامور جلياً .. حيث قال ان عبء العمل الاستثماري الاقتصادي هو ممسئوليته الشخصية .. و ان هنالك ادوار سياسية تقع علي عاتق رجال اخرين في المؤتمر الوطني و عليهم لعبها جيداً لكسب الاصوات في محاور جبال النوبة و الانقسنا و دارفور .. و هذه المحاور لا تحتاج الي أي نوع من استثمارات اموال الصناديق العربية و الاسلامية .. هذه المحاور يجب ان لا تكلف خزانة الدولة السودانية اموالاً او تنمية او حتي تقديم ابسط انواع الخدمات مهما تواضعت .. المطلوب فقط في هذه المحاور هو العبء السياسي من الدرجة الاولي .. هذا العبء السياسي هو كلام في كلام طق حنك و منطق قوي و عضلات تبش بحسب فهم و فكر حمدي .. الاصوات في هذه المحاور هي اصوات مقابل السلام .. و السيد حمدي واثق جداً من كسب الاصوات في جبال النوبه .. و للدقة سأنقل هذا الجزء الصغير من الحوار نصاً من صحيفة الرأي العام الصادر بالتاريخ أنف الذكر فالي مضابط هذه الجزئية ..
* عبد الرحيم حمدي :- ممكن مثلاً أذهب الي جبال النوبة و أقول ليهم نحن جبنا ليكم السلام هل هذا استثمار .
سميه سيد :- يعني كلام ؟
عبدالرحيم حمدي :- نعم كلام .
سميه سيد :- يعني دون ان تصرف مالاً هناك ؟
عبدالرحيم حمدي :- نعم انا كلفت كيف نستغل الاستثمار لنخوض بها الحملة الانتخابية و شخص اخر كيف يستغل السياسة لخدمة هذه الحملة فهذا الشخص سيركز فقط علي انجاز السلام و هذه استراتيجية .
أن أقل ما يمكن أن نكافيء به السيد / عبدالرحيم حمدي هو الاشادة بشخصيته الشجاعة الصريحة جداً و الطريقة الواضحة التي يعبر بها عن افكاره و اطروحاته و ثقته الزائد بنفسه و اسلوبه طرحه رضي الاخرين بفكره او رفضوه ..
عليه فقد بات واضحاً بحسب ورقة الاستاذ عبدالرحيم حمدي و هي ورقة المؤتمر الوطني .. استبان الامر جلياً بأن لا نصيب في الاستثمار الاقتصادي العربي و الاسلامي الذي سيجلبه السيد حمد لمحاور جبال النوبة و النيل الازرق و دارفور دعك من جنوب السودان .. فعلي سكان هذه المحاور انتظار أسلو و المانحين الغربيين ..!!

24/ 10/ 2005م

جنوب كردفان ( جبال النوبة ) و مؤتمر المانحين للتنمية و الامن و السلام

تعد ولاية جنوب كردفان و منطقة جبال النوبة واحدة من المناطق السودانية المتخلفة والمجهولة و المنسية بتعمد و اصرار من جميع الحكومات السودانية منذ الاستقلال .. فهذه الرقعة السودانية الغنية بأنسانها ومواردها من الثروات الطبيعية المتنوعة المنتشرة علي سطح الارض و في باطنها لا تزال طي النسيان و الاهمال الرسمي .. عاشت عاشتجنوب كردفان و جبال النوبة دورات و حقب تاريخية متعاقبة من التخلف و الجهل الموجه من المركز .. و ظل انسانها اسيراً سجيناً مقيداً مكبلاً بحبال لعنة ثالوث طاعون العصر الهالك ( الجهل و الفقر و الحرب ) .
كتب للانسان في جبال النوبة ان يظل جاهلاً الي ما شاء الله .. و هذه ليست ادعاءات و اكاذيب و افتراءات كما سيتبادر الي اذهان الكثيرين لكنه الواقع علي الارض تؤكدة مسيرة التعليم و الصحة و التنمية في جبال النوبة . فمنذ الاستقلال حتي يومنا المؤسسات الخدمية من تعليم و صحة و مياه تراوح مكانها .. المؤسسات التعليمية تقذف و تلفظ الاطفال الي الشوراع باستمرار اذا تعد جبال النوبة أكبر بؤأر انتاج الفاقد التربوي في مراحل التعليم الاسياسية في السودان .. و تشهد ساحاتها ندرة و انعدام في فرص التعليم العالي وبالاحري استحالة الالتحاق بها والاستمرار فيها لاسباب كثيرة يصعب سردها و ذكرها لكنها معلومة و معروفة للجميع ..
الفقر وجه من اوجه الجهل فهو اشارة للتخلف في كل العالم و اسبابه قد لا تحتاج الي شروح و تفاسير .. لكن يبقي ان الفقر في جبال النوبة هو فقر بفعل فاعل لاسيما ، ذكرنا لغني المنطقة بالموارد البشرية و الطبيعة .. و ترجيح كفة ميزان افقار الانسان في جنوب كردفان ( جبال النوبة ) مقابل غني الطبيعة بالموارد له مدلولات كثيرة اجملها في استمرار سياسة الانظمة الحاكمة في السودان في رفع شعار ( جوع كلبك يتعبك ).
الحرب في جنوب كردفان هي أس كل البلاءات و مع انها وضعت أوزارها منذ العام 2001م . لكنك عندما تطأ قدمك في جبال النوبة لن تساورك الظنون او الشكوك ابداً بأن المنطقة لا تزال في أوج لعنة ايام حروبها في تسعينيات القرن الماضي .. فاتفاقية سلام جبال النوبة الذي وقع في سويسرا و بموجبها اسكتت دوي السلاح لها فضل وقف حرباً كان مستعراً من جانب . لكن من جانب اخر لم تأت هذه الاتفاقية بأمن مستدام لجبال النوبة و لم يتمخض عنها تنمية حقيقة او عمران ظاهر و استقرار كامل واضح للعيان .. و مع ان الاتفاقية الان تقارب عمرها عقد من الزمان لكنها مواجهة بكثير من المخاطر و المهددات و الخروقات هنا و هنالك ..
و تعد المشورة الشعبية لجبال النوبة الكذبة الكبري بالنسبة للنوبة .. معالم هذه الكذبة بدأت تتبين شيئاً فشيئاً و سيفاجئ النوبة بخدعتها الحقيقة مباشرة عقب التاسع من يناير 2011م .
سوف لن تتحقق طموحات اهالي جبال النوبة في العاجل المنظور فالجنوب سيذهب الي حال سبيله لتوفيق اوضاع دولته الوليدة .. و أخشي ما أخشي ان يكشر الشمال انيابه للنوبة فأرهاصات تحركات الجيوش و اعادة انتشارها خير مؤشر لسوء النية و بدء تكشير عن الانياب ، اللهم نسألك اللطف و رد القضاء ..
المجتمع الدولي بكامل هيئته يقف الان مشمراً ساعد الجد مؤازراً مسانداً لدولة الجنوب معنوياً و مادياً و تنموياً .. قضية و أزمة دارفور بدأت اكثر نضجاً تخطو في مسارها بوضح بعض الشي الي غاياتها.. و قد وعت الحكومة السودانية شيي من العبر و الدورس و باتت الحركات الدافورية اكثر تقارب من بعضها مما يساعد و يساهم في التعجيل بالحلول ..
مشكلة شرق السودان تفتح ابوابها المغلقة من خلال دولة الكويت الشقيقة .. فالكويت عملت علي وفتحت مفذاً و اوجدت طاولة تحشد حولها مانحين لأدارة مشكلة الشرق التنموية البحته ..
اما اليتيمة جبال النوبة فنسأل الله ان يكون سنداً و عوناً لشعبها المغلوب علي امره المقهور من انظمة دولته. كما نأمل ان يجد مشكلة جنوب كردفان (جبال النوبة ) منبراً جاداً لمناقشة قضاياها و مشاكلها الكثيرة .. قضايا الظلم و التهميش و انعدم أي شكل من اشكال التنمية الحقيقة . وان يجد ابناء النوبة طريقاً لحشد المانحين و تبصيرهم و تنويرهم بقضايا جبال النوبة الحقيقة و حاجتهم الماسة الي التنمية و العمران و الامن و السلام الاستقرار و غد و مستقبل أفضل لجميع طيف و لاية جنوب كردفان...

المشورة الشعبية و ما ادراك بالمشورة الشعبية


كما لو ان التعب و الاعياء و السأم قد بلغ اقصي مداه
في نفوس المفاوضين في نيفاشا الكينية ..
فقد تمكن المفاوضين بشق الانفس و بعد سباق مارثوني محموم تمكنوا من و اجتياز العقبات و القفز علي جبال الصعاب و استطاعوا من و انجاز المهام و الكبري في تفاوضهم . أعطت نيفاشا بيدها اليمني للجنوب كل ما كان يتمني ويريد او يشتهي و يبغي ..
و عندما هم الجميع علي الانصراف و فض سامرهم تذكروا فجأةً قضايا شعب جبال النوبة و النيل الازرق بين ملفات ما يسمي بالمناطق الثلاثه .. و علي عجل من أمرهم تم البت في بروتكول جبال النوبة و النيل الازرق حفاظاً لماء وجهوهم و ارضاءاً لابناء هاتين المنطقتين و تقديراً لدورهما الكبير في النضال .. وفي غمرة سكرة الفرح العارم بأتفاقية نيفاشا للسلام الشامل لم يفطن ابناء النيل الازرق و جبال النوبة جيداً الي الجزئية التي تخصهم و مناطقهم و تهم بالدرجة الاولي مواطنيهم ..
في الاونة الاخيرة و بلادنا السودان يقف عند مفترق الطرق و بالاحري قل و السودان علي شفا التجزئته و التقسيم و الانزلق الي هاوية الانهيار .. فصوت الانفصال يتصاعد و يعلو و يطغي علي كل ما عداه من الاصوات .. في برلمان الجنوب يعلنون امكانية الانفصال من جانب واحد قبيل الفترة المحددة لتقرير المصير .. و في الشمال ايضاً تتعالي اصوات تنادي بأنفصال الشمال عن الجنوب و تجد هذه الاصوات
اذاناً صاغية و نفوس راضية في دهاليز السلطة الحاكمة .. و بين هذه و تلك استدرك القوم في جبال النوبة و النيل الازرق كم المخاطر التي تنتظرهم في المستقبل القريب اذا ما انتهت الامور علي ما عليها دون حدوث تغيير في الموافق السياسية هنا و هنالك .. دبت ارهاصات الخوف بين سكان هاتين المنطقتين من مصير مجهول يقف امامهم .. فالتفتوا في يأس و بؤس ينفضون الغبار عن البروتكول خاصتهم عساهم يجدون من بين متون سطوره ما يبث أمل ما في نفوسهم .. و لكن هيهات هيهات فقد زاد البرتوكول من هاجس مخاوفهم و رفع من وتيرة شكوكهم و ارهاصاتهم ..
فدعنا نصغي السمع الي ما يقوله بعض من السياسين بشأن بروتكول جبال النوبة و النيل الازرق :
المشورة الشعبية..الصراع المؤجل في جبال النوبة والنيل الأزرق

يبدو أن مصطلح المشورة الشعبية الخاصة بوضعية مناطق جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق الاتفاقية لم تحدد دلالات واضحة المعاني له، لذلك اعتبره الكثيرون مصطلحا غامضا اكتنفته الرمادية ولحق به شؤم العبارة التي ذكرها الراحل د.جون قرنق (شيطان التفاصيل) هل هو حق تقرير المصير لتلك المناطق أم استطلاع رأي غير ملزم للحركة الشعبية لتفسر المشورة الشعبية بانها تعبير مرادف لحق تقرير المصير في حين يعتبر المؤتمر الوطني المشورة استطلاع رأي غير ملزم وهذا الرأي قيل من جانبهم في مناسبات كثيرة كما هو معلوم حسب حدود 1/1/1956م بان المناطق تابعة للشمال بالتالي انضمامها إلى الجنوب غير وارد .
المفهوم والجدوى وضرورة وضع العربة خلف الحصان

مكـي علــي بلايـل
ما فتئت عبارة المشورة الشعبية التي وردت في برتكول حل النزاع بجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق تثير الجدل منذ توقيع إتفاقية السلام الشامل C.P.A والتي يعتبر البرتكول المشار إليه أحد مكونات حزمتها. وقد ذهب المهتمون مذاهب شتى في تفسير مضمون هذه العبارة بين من يماهيها بتقرير المصير ومن يعتبر بنودها مجرد ألفاظ إنشائية بلا محتوى يعتد به .
غموض وتباين مفاهيم ونتائج غير مأمونة العواقب!!!
دخلت المشورة الشعبية لجنوب كردفان والنيل الأزرق مؤخرا ضمن القضايا الملتهبة في الساحة السياسية، ومن ما أثارته كتلة الحركة داخل البرلمان، وهددت بالانسحاب إن لم يُجز قانونها، وتبدو القضية وكأنها معركة "صغيرة" مؤجلة بتواطؤ الشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، وأولى قرائن التواطؤ الحوار الدائر بشأنها هذه الأيام وكأن القضية تطرح لأول مرة، وكأن المشورة الشعبية لم تكن من ضمن اتفاق السلام الذي جلس له الطرفان طويلا وبحث كل ما ورد فيه, بحيث لا يسمح بمثل هذا الغموض وتضارب المفاهيم ...
علي عثمان طه: المشورة الشعبية استطلاع لرأي المواطنين
عندما سئل نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه عن المشورة الشعبية- وهو من عارفي نيفاشا- في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق أكد أن المشورة أصلا لمعرفة آراء مواطني الولايتين في سير تنفيذ الاتفاق وما إذا كان ما جرى يرضي طموحهم أم لا, وقال طه (المشورة الشعبية بغرض استطلاع آراء المواطنين وملاحظاتهم ومقترحاتهم حول تنفيذ الترتيبات التي تضمنتها الاتفاقية وكيفية تحسينها وتطويرها
. جميس واني
نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان
الحركة.. تروج للمشورة على أساس أنها تقرير مصير
أكد نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان جميس واني إغا في تصريحات صحفية في مدينة الكرمك إبان حملة الحركة للانتخابات في الشمال, أكد أن المشورة الشعبية لمنطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق
تمنح الحق للمنطقتين بتقرير مصيرهما بعدة خيارات بما فيها خيار الانضمام إلى جنوب السودان في حال انفصاله.
السودان: أي مستقبل ينتظر جبال النوبة؟
ويقول كمال النور، أحد قادة المتمردين السابقين من أبناء النوبة وحاكم محلي في احدى المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية، "نحن لسنا جزءا من الاستفتاء الذي سيجريه الجنوب، وبدلا عن ذلك ستجري جبال النوبة مشورة شعبية لتحديد مستقبلها".
لقد بثت المسيرة السلمية في يوم الاثنين الموافق 7 / 12 / 2009م
دماء جديدة في بدن السياسة السودانية الهامد مما دفع ببعض القوانين لان تجد طريقها الي قبة برلمان السودان بعد تماطل و تسويف من المؤتمر الموطني .. و بالكاد كتب للمشورة الشعبية لجبال النوبة و النيل الازرق حياة من بعد نحر و قتل .. نعم فالمشورة الشعبية ستوضع علي طاولة البرلمان لتخضع لعملية التشريح و اعادة الروح ..
نأمل بان يخرج المشورة الشعبية من البرلمان و هو يحمل في طيأته اماني و طموحات و تطلعات سكان جبال النوبة و النيل الازرق ...

جبال النوبة : اعادة انتشار الجيوش و توجس من اعادة التوطين

لا احد يدري حتي الان ما هي المفاجأت التي تخبئها مقبل الايام بين طيأتها لمنطقة جبال النوبة ( ولاية جنوب كردفان ) . الا ان الواقع علي الارض وحده هو الذي يكذب و يدحض بما لا يضع مكاناً للشك كل ادعاء فارغ يقول بأن الامور في جنوب كردفان و جبال النوبة تسير علي ما يرام و في الطريق الصحيح . لا شيئ يدعو او يبعث علي الاطمئنان ابداً . فقد تابع الجميع في الفترة السابقة الحرب الاعلامية الشرسة بين طرفي الحكم في السودان المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية لتحرير السودان . سمع الجميع تلك الملاسنات الحادة و قنابل الكلمات المفخخة التي صدرت من الخرطوم بأتجاه جوبا . فالملاسنات التي وصلت حد التصريح الرسمي بحرمان الجنوبيين من حق العلاج في الخرطوم و الشهيرة( بحقنة كمال عبيد ) . هذا و قد تلي تصريحات عبيد ، من اعلان يقول بالاستعداد للحرب علي لسان مستشار رئيس الجمهورية ووزير الظل في وزارة الخارجية السودانية .اعلان المستشار و دعوته للشباب و الطلاب ان يستعدوا ليهبوا الي ساحات الفداء و تلبية نداء الحرب .
و كما يقولون الحرب اوله كلام فقد عقب الكلمات و التصريحات النارية تحركات فعليه علي الارض بأعادة الانتشار في صفوف الجيوش المجهزة عدة و عتاداً بالاسلحة الثقيلة شمالاً و جنوباً اظهاراً للقوة .. و أرض الانتشار هذه المرة و مسرح الجيوش هو كل ولاية جنوب كردفان و منطقة جبال النوبة و لا سيما خطوط التماس بين الجنوب و الشمال.
هب لقادة الجنوب مسرعين الي طلب النجدة و الحماية الدولية ، من مجلس الامن و امريكيا مطالبين بنشرقوات في الحدود بين الشمال و الجنوب .. لم تتواني امريكا و مجلس الامن كثيراً ازاء تلبية النداء الجنوبي من الخطر الشمالي المتوقع .
اذاً فالجنوب محمي و محروس امنياً من قبل المجتمع الدولي و امريكا سواءاً بوجودهم فعلياً ممثلين في قوات الحماية و حفظ السلام الدولية . او موجودهم معنويا من خلال الضغط الهائل و التهديد المستمر بالعصا المرفوع علي الخرطوم ..
و جبال النوبة التي أضحت ساحة مفتوحة لكل الاحتمالات الغير مطمئنه لا تدري مصير ها.. فكل بوصلات الحرب القادمة لا قدر الله تشير وبكل تأكيد الي ان جبال النوبة ستكون أرض و مسرح تلك الحرب . و لا تنسوا ان ان القنبلة الموقوة المسماة بأبيي .. انها جغرافياً موجودة في جنوب كردفان . و هي أي أبيي مرشحة لآنطلاقة الشرارة الاولي و بالاحري انطلاق رصاصة الحرب القادمة التي يقولون عنها بأنها سوف لن تبقي و لا تذر .
جبال النوبة حقيقة تخشي و تتوجس خوفاً من المجهول . فتجربة الحرب المريرة في دارفور و ما خلفته من نزوح غير مسبوق للمواطنين الاصليين من ديارهم الي المعسكرات طلباً للامن و السلام . ففي دارفور تم اعادة توطين لوافدين جدد في مكان السكان الاصليين الشي بات يعرف بالحواكيرو ما تم فيها من احلال و استبدال و بكاء و عويل لأقوم فقدو ديارهم بفعل فاعل قاصد و متعمد..
فيا تري ما سيحدث في جبال النوبة و ما مصير ولاية جنوب كردفان كلها حال قيام الحرب بين الجنوب و الشمال ؟

الاب فيليب غبوش : زعيم ثورة المهمشين في السودان

طوبي لك يا حجر السلطان

لانك ولدت رجلاً هو نبيلاً هو من اعظم النبلاء
و طوباك يا مندي

لان ابنك كان شريفاً و من اشرف شرفاء السودان

فلا تبكوا و لا تحزنوا يا أهل جبال النوبة

لانكم قدمت للسودان رمزاً وطنياً يحتذي به و يفاخر

فاليوم أنتم أهلاً بالفخر به كما كان جريئاً في الدفاع عن قضاياكم

****
كان نمراً من أعتي نمور الغابات و الجبال

ففي عيونه العسلية سكن الصدق و المهابة

وفي شواربه وجهة المستدير توهج معاني الرجولة و البسالة

لبس علي رأسه تاجاً من الهموم ترأي في بياض شعره الناصع

و كان أميراً لكل المقهورين المسحوقين و كان ملكاً بلا قصور

لم يمقم في أي قصر و لو من الطين في الاطراف البعيدة

فقد اختار طوعاً السكن في قلوب من أحبهم في تلك المنافي النائة

****
هو صاحب اليد البيضاء الطاهرة النقية

في زمان تلوثت فيه كل الايدي بأموال الفقراء بلا استثناء

و هو لسان كلمة الحق الصريح المصادم

الذي لا يهاب و لا يخشي في قول الحق شي

و بسلاح الكلمة الحرة حارب الظلم و الظالمين

و بقوة قول كلمة الحق ناضل و كافح لاجل المحرومين

لم يتردد او تيراجع و لم يخجل و لا تخاذل

****
كان ثائراً قومياً مسالماً كما كان صنديدا عنيداً ً ذو شكيمة

و في الثورة كان أخاً لمارتن لوثر

و في عناد الصمود كان نداً لنلسون مانديلا

و كان في السلم تلميذاً تدرب علي نهج المهاتما غاندي

فأنحني للعواصف و الرياح العاتية لكنة لم ينكسر

اذ قاوم بمثابرة و ثبات و شموخ وعزة النفس الابية

التي لا تعرف الصلف و الغرور و لا الكبرياء ولاذدراء

****
هو من نادي في الناس بأن الدين لله و أن الوطن للجميع

كان السودان في فكره وطناً يسع كل السودانيين باطيافهم

بلا تفريق لجنس او لون و لا تميز لدين او طائفه وقبيله

كان فليب عباس غبوش مدرسة وطنية مفتوحة لكل أهل السودان

و كان كتاباً مفتوحاً لعلوم الوطنية الحقيقة الخالصة

كان نهجاً بسيطاً سهلاً و مفهوماً لدورس معاني الوحدة السودانية الجاذبة

و قد تخرجة من مدرسته أجيال ستكتب للسودان غده المشرق

****
هو تمساح الجبال و الكهوف و قد لا تعرفوه جيداً

لم يكن في يوم من الايام منافقاً و مطبلا او خوافاً جباناً ً

فلتماسيح البحار دموعها الشهيرة بالخدعة و المكر

اما دموع تمساح جبال النوبة فهي دموع الانحاء للعواصف

فعلي الذين حسبوه في من الايام جباناً و عار قرأتها من جديد

علي أولئك الشامتين الذين في نفوسهم بغض غرض

عليهم انصاف الرجل فهو لكل أهل السودان أب و قلب محب

****
كأن اسداً شجاعاً و حارساً أميناً لعرين المهمشين في السودان

حمل علي منكبيه كل هموم بني وطنه مناضلاً

و ظل وفياً منادياً بغد افضل لجميع السودانيين

كان نصيراً شديداً للضعفاء و حليفاً قوياً للبوساء

فكل المنابر تشهد بوطنيته و كل المجالس تخبر عن وفائه

رفض الذل و الاهانة بكل اشكاله و الوانه و اوصافه

فحرض السودانيين المغلوبين علي السمو بكرامتهم الانسانية

****
نعته الظالمين الكاذبين مرات و مرات زوراً و بهتاناً و افكا

وصفوه بالعنصرية وهي سمة من السماتهم المتأصل فيهم

قالوا عنه كل قبيح الكلام وذميم الحديث

جروه بايديهم الاثمة الي الزنازين و السجون الاسر

اما هو و بعفة عضمة لسانك لم يرد علي اقوالهم بالمثل

و بيديه الشريفتين لم يمسهم بسوء

فنال أستحقاق الاحترام من الجميع حتي الذين عادوه

****
سنتذكر مأثرك و أفضالك و نبلك و نضالاتك

و في اليوم الثالث من فبراير شباط من كل عام

و ستكون الذكري ناقوس لنهضة الاوطان

سنخبر بنينا عن قصة الرجل الحكيم و اولاده السبعة

و عن العيدان السبعة التي لا تتكسر ان اجتمعت

و ان تفرقنا تكسرت وحداناً

سيقص بنينا لابنائهم و ابنائهم الي بني بنيهم الي الجيل العاشر

****
ستبقي خالداً أيها الاب فيليب في وجدان كل السودانيين الاوفياء

ستقبي رمزاً حياً للكفاح الحر ضد الخضوع و الخنوع و الانكسار

ستبقي منارة للشموخ و للاباء و الكرامة و النبل و النقاء و العفة

سيهتدي بهديك جموع المسحوقين المهمشين في كل مكان

ليس لثأر او انتقام و لكن لنيل حقوقهم و تحقيق العدل و المساواة

ذلك لان البشر يتساون في الظلم و في القهر و الاضطهاد

فليس للظلم دين و ليس للقهر و الاضطهاد و الاستبداد جنس

****

11

لم تمت أيها الاب العظيم لانك سطرت للاجيال طريقاً للانتصار

فأنت باق في كلماتك الحية و أقوالك المأثورة

أنت خالد في الصفحات البيضاء التي تحوي في طيأتها سجل العظماء

وكل الثورات القادمة في شتي الارجاء ستتبع نهجك لنيل

فأنت حيا في القلوب التي أحبتك لانك أحببتهم اولاً
******
فطوباكي يا حجر السلطان وطوباكي يا مندي يا أم الثوار الاحرار

لانك من الان ستدخلين التاريخ السوداني من اوسع الابواب

و طوبي لك ايها السلطان عجبنا و الميراوي يا أباء الثورات

لانكم أبقيتم للسودان رحماً ولوداً للثوار

أثبتم عكس ما كان في الظن بأن النار تلد ناراً

و لجبال النوبة الحق في ان تفتخر بأبنها بطلا من ابطال السودان الشرفاء

سيتذكر الجميع اسم الاب فيليب عباس غبوش عند كل ذكر السودان المناضلين
15 / 2 /2008م


القائد يوسف كوة : الضوء في نفق جبال النوبة

ان الفراغ الذي خلفه و تركه الشهيد يوسف كوه مكي بعد رحيله كان فراغاً كبيراًَ جداً .. و قد أثر هذا الرحيل تأثيراً مباشراً في المحصلة و النتيجة النهائية التي خرج بها النوبة و قضيتهم التي ناضلوا لاجلها و هي المحصلة التي جاءت دون طموحهم .. لا بل أقل كثيراً من الجهد الذي بذلوه و التضحيات التي قدموها ... و لا شك في ان غياب زعيم وقائد قضية جبال النوبة الاول قد خلف تداعيات سلبية تماثل تماماً تلك التداعيات التي احدثتها غياب الدكتور جون قرنق بالنسبة لمجمل المشكلة السودانية جنوباً و شمالاً غربا و شرقاً وقضايا سائر المهمشين في السودان ....
ان النوبة اليوم يشكون من الظلم الذي لحق بهم و بقضيتهم في نيفاشا ... و شكوي النوبة ليس محصور ضد شخص بعينة او ضد جهة محددة بذاتها .. لان كل هؤلاء الذي يشتكون اليوم كانوا في يوم من الايام او في وقت من الاوقات جزء من القصور او التقصير الذي حدث لمشكلة النوبة في المفاوضات و اثنائها ... او كانوا سبب من اسباب ضعف المحصلة النهائية لاتفاقية نيفاشا او بالاحري بروتكول المناطق الثلاثة ( جبال النوبة و النيل الازرق و ابيي ) فبروتكول المناطق الثلاث قسم المشكلة السودانية الي مشكلة الشمال و الجنوب .. و بالتالي وضع منطقتي جبال النوبة و النيل الازرق في شمال السوداني و ضمن حدود السودان المعروفة بحدود 1956م .. هذا هو واحد من الاسباب التي اضعفت المفاوض الكبير الذي سلمه الحزب القومي السوداني المتحد ملف جبال النوبة برمتها بتفويض كامل من الحزب القومي ليفاوض بدلاً عنهم ... سلم رئيس الحزب القومي السوداني المتحد بزعامة الاب فيليب غبوش ملف جبال النوبة الي يد الدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان .. و لان المشكلة السودانية جزئت الي شمال و جنوب فقد وجد الزعيم الدكتور جون قرنق نفسه في موقف حرج جداً و امكانية التوفيق بين حل مشكلة جنوب السودان و التزامه الثوري نحو مشكلتي جبال النوبة و الانقسنا و ابيي هذا من جهة و من الجهة الاخري الالتزام بوحدة السودان ككل .. فهناك مشكلة شرق السودان مع لانها لم تكم مدرجة ضمن مفاوضات نيفاشا الا انها كانت تلقي بظلالها عليه و ما سينتج منها ... و قد رأينا القلق الجنوبي المستعجل لحل مشكلة الجنوب و توقيع السلام بأسرع ما يمكن ... فقد كان جل الاخوة الجنوبين تواقين الي توقيع السلام مع الطرف الشمالي بعد ان اتضح لهم الرؤية الخاصة بقسمة السلطة و الثروة بين الشمال و الجنوب .. فقد اعطت نيفاشا الجنوبين نسبة 50% من عائدات البترول المنتج في جنوب السودان و هذا ما أسال لعاب الكثيرين منهم .. و ايضاً عندما عرفوا حقهم في تقرير المصير لجنوب السودان في الاستفتاء الذي سيتم بعد انقضاء ستة اعوام من توقيع السلام حيث ان الجنوبيين وحدم هم الذين سيحق لهم الذهاب الي الصناديق و الادلاء بالاصوات و تقرير مصير السودان وحدة و انفصالاً ..
تململ بعض الاخوة في جنوب السودان عندما طال التفاوض الخاص بالمناطق الثلاثة .. بل علا اصوات البعض منهم بالقول بان الجنوبين ظلوا يحاربون منذ العام 1947 لاجل اخذ حقوقهم و ها هي الاتفاقية تعطيهم كل ما كانوا يطالبون به اذاً لا داعي من غلط اوراق مشكلة الجنوب بأوراق جبال النوبة و النيل الازرق او الانقسنا .. كان البعض منهم يطالب بتسريع التوقيع و فصل امر التفاوض الخاص بالمناطق الثلاث و قد سمعنا من يقول بأن الجنوبين لم يحاربوا لاكثر من خمسون عاماً لاجل المناطق الثلاث أي لاجل قضايا النوبة و الانقسنا ... و قد شكلت هذه الاصوات و التململات ضغطاً اضافياً علي مفاوض الحركة الشعبية لتحرير السودان و بالتالي كانت محصلة النوبة دون الطموح و اقل كثيراً من ما بذل لاجله طيلة فترة الحرب ...
و علي عاتق النوبة جميعاً تقع المسئولية الكبري قي ضعف بروتكول جبال النوبة لاسباب عديدة نجملها في القول الذي قاله لازروس سمبويا وهو الوسيط الكيني الذي رشحته دول الايقاد لتسهيل التفاوض بين الفرقاء في السودان .. فقد قال هذا الوسيط في مرة من المرات بأن عجز في تحديد ما يريده النوبة بالضبط .. او قل بأن النوبة عجزوا عن تحديد مشكلتهم و توضيحها له .. و بوضوح اكثر كان النوبة مختلفين في رؤيتهم لمشكلتهم و غير متحدين توحيد اجندتهم او مطالبهم .. فقد كان النوبة منقسمين علي انفسهم الي اطراف عدة كل طرف يري مشكلة جبال النوبة من الزاوية التي هو موجود فيها الان و علي هذا الاساس ينطلق ... فالنوبة الاعضاء في المؤتمر الوطني او المنتفعين منها يرون انفسهم شماليين و يدعون بأن القواسم المشتركة بينهم و الشمال كثيرة بل يذهبون اكثر من ذلك بقولهم بعدم وجود أي قواسم مشتركة بينهم و الجنوبيين ... اما النوبة من حلفاء الحركة الشعبية من الثوار الذين خاضوا الحرب جنباً الي جنب مع باقي القبائل الجنوبية و باقي قبائل السودان الشمالية في شرق السودان ودارفور فهم يرون في الجنوب ما لا يمكن ان يجدوه في الشمال برغم الجغرافية التي تضعهم ضمن حدود شمال السودان و بحسب حدود 1 / /1 / 1956م . اما المنطقة الوسطي التي تشمل باقي النوبة من الذين لا ينتمون الي المؤتمر الوطني او الي الحركة الشعبية فهؤلاء هم الفئة الثالثة التي لا صوت لها .. او بالاحري لا احد يريد ان يسمع صوتها لان الصوت المسموع هو صوت ازيز السلاح و طلقات الرصاص... و قد خرجت جبال النوبة من نيفاشا ببروتكول ضعيف نسبة لانقسام النوبة علي انفسهم بين المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية لتحرير السودان ... و بأنقسام النوبة الي مؤتمر وطني و حركة شعبية انقسم نصيبهم .. و قد نكون محقين و صادقين ان قلنا بأن الحركة الشعبية أعطت النوبة 45% من السلطة بدون ثروة بينما المؤتمر الوطني أعطت النوبة صفر كبير في السلطة و الثروة معاً .... لم تنصف المؤتمر الوطني الموالين لها من النوبة ابداً بل انها أمعنت في الحاق الظلم و الاذي بهم .... يحدث ذلك رغم علم المؤتمر الوطني بمدي اخلاص النوبة الموالين لها و صدق في الولاء لها ليس لأقل من غيرهم من الذين تكن لهم الاحترام و تغدقهم بألاموال و مشاريع التنمية .. و لكنها سياسة المؤتمر الوطني فهي توالي من يعاديها و تخطب ودهم بينما تسفه الذين يخلصون لها الولاء .... و هذا سبب اخر من اسباب ضعف بروتكول جبال النوبة ..
ان المطلوب من النوبة اليوم قبل الغد هو توحيد صفهم المنقسم ليس ضد احد و لكن لاجل نقائهم كقبيلة اصيلة من قبائل السودان .. علي النوبة توحيد كلمتهم حتي يتمكنوا من اعلاء صوتهم و نيل حقوقهم الشرعية في السودان .. و علي النوبة الالتفات الي حضارتهم من ثقافتهم و تراثهم و تقاليدهم السمحة و التمسك بها .. فبينما كل يسعي جاهداً لاظهار ثقافته و تراث و تقاليده تجد البعض من النوبة يحاولون جاهدين الي طمس هوياتهم و التملص منها و هذه هي واحدة صور انهزام النوبة و ضعفهم ... انعدام الثقة بالنفس و صغرها لدي الكثيرين من النوبة امام الاخر و هذه المعضلة تحتاج الي مراجعة شجاعة و من ثم المعالجة و التصحيح ...
و الضوء الذي اراه في نهاية النفق هي تلك الاصوات التي بدأت تعلو من هنا و هناك الي جمع صف النوبة و توحيد كلمتهم .. ان المنادة فقط ليست كافية فالمطلوب هو التحرك الجاد لادراك ما يمكن ادراكه لان الزمن ليس بصالح النوبة و قضيتهم في ظل الوضع الرهن في السودان كله .. فالتراجع المريع الذي يشهده السودان كدولة قومية يستدعي عدم الغفلة من الجميع بما فيهم النوبة .. و في ظل تقدم القبيلة علي الدولة مطلوب من الكل تحسس قبيلته ... و هذا ليس بدعوة الي القبلية و الجهوية و العنصرية كما سيفسر عند البعض كالعاده بل هي دعوة الي عدم اهمال الاصل و الانتماء .. هي دعوة الي البحث عن الذات التي يحاول البعض سحقها و النيل منها و التقليل من شأنها او اخراجها من الوجود ان استطاعوا الي ذلك سبيلاً .. و هذه ليست ببدعة يبتدعها النوبة و لكنها طريق لنيل الحقوق المسلوبة و تحقيق المكاسب المهضومة ... و علي النوبة دائماً ان لا يكونوا ادوات في ايدي غيرهم و ضد انفسهم و ضد بعضهم البعض ....

14 / 9 / 2007م

اتفاقية وقف إطلاق النار في جبال النوبة

تمهيد
نحن أطراف هذه الاتفاقية، حكومة جمهورية السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان/النوبة؛
اعتمادا على الاتفاقية التي وقعت بين ممثلينا خلال الاجتماعات في السودان في الفترة من 6-13 ديسمبر 2001 والتي نصت على الوقف الفوري للعمليات العسكرية ومن ثم تطبيقها على جبال النوبة لتسهيل المفاوضات لوقف إطلاق النار تسهيلا لعمليات الإغاثة وبرنامج إعادة التعمير؛
نؤكد عزمنا على التفاوض للوصول لوقف إطلاق النار عبر مراقبة دولية في جبال النوبة تحت إشراف هيئة عسكرية مشتركة Joint Military Commission (JMC) بمشاركة طرف ثالث؛
إدراكا منا للحاجة الماسة لإيجاد تسوية لهذا الصراع والذي استمر لعدة سنوات وتحقيقا للسلام في جبال النوبة؛
تلبية للدعوة من قبل حكومة سويسرا الكونفدرالية وحكومة الولايات المتحدة الأمريكية في بيرنقستوك بسويسرا في الفترة من 13-19 يناير 2002 لنتفق على نصوص وقف إطلاق النار؛

لذلك اتفقنا على الآتي:
الفصل الأول
وقف إطلاق النار
يتفق الطرفان على وقف إطلاق النار بين قواتهما في جبال النوبة تحت مراقبة دولية قابلة للتجديد كل ستة اشهر لأجل أهداف واسعة لتحقيق سلام عادل وتسوية شاملة للصراع.
الفصل الثاني
أسس وقف إطلاق النار
يشتمل وقف إطلاق النار على إنهاء حالة العداء بين الطرفين في جبال النوبة خلال 72 ساعة من توقيع الاتفاقية.
1. إن وقف إطلاق النار يعني ضمان حرية الحركة للمدنيين والسلع بما فيها المساعدات الإنسانية في جبال النوبة.
2. وقف إطلاق النار، على وجه الخصوص يستلزم إنهاء الآتي:
أ. التحرشات، التحركات العسكرية بما فيها الاستطلاع والتعزيزات العسكرية والأفعال العدائية؛
ب. كل الهجمات الجوية والبرية وكذلك عمليات التخريب وزراعة الألغام؛
ج. المحاولات التي تهدف لاحتلال مواقع جديدة وتحريك القوات والموارد من موقع لآخر باستثناء الإمدادات الغذائية والدوائية والملابس للقوات العسكرية في الموقع؛
د. كل عمليات العنف وسوء استغلال المدنيين مثل الإعدام بدون محاكمة، عمليات التعذيب، التحرش، والاعتقال دون قيد زمني وترويع المدنيين على أساس العرق والأصل والدين أو الانتماء السياسي والتحريض على الضغائن العرقية وتسليح المدنيين وتجنيد الأطفال، و العنف الجنسي وتدريب الإرهابيين، و الإبادة الجماعية وقصف المدنيين؛
هـ. إمداد المواقع بالذخيرة والأسلحة والمعدات ذات الطابع الحربي؛
و‌. الدعاية العدائية بين الطرفين والتي تتضمن القذف ، الكذب، والتصريحات الاستفزازية من داخل أو خارج القطر.
3. ولهذه الأغراض فان جبال النوبة يقصد بها كل جنوب كردفان وكذلك محافظة لقاوة بغرب كردفان.
4. يجب على الطرفين السيطرة والتحكم في المجموعات المسلحة خلا قواتهما في المناطق التي تقع تحت سيطرة كل طرف. كما عليهما العمل على ترقية ثقافة السلام واحترام الحقوق المدنية و السياسية والحريات في مناطق سيطرتهما.
5. على الطرفين وقف حالة العداء من خلال قنوات الطرفين وتوصيل ذلك للمدنيين من خلال أجهزة الاتصال المطبوعة والمنقولة.
6. وقف حالة العداء تنظم و تراقب بواسطة الهيئة العسكرية المشتركة Joint Military Commission (JMC) حسبما ورد في الفصل السابع.
الفصل الثالث
أسس الاتفاقية
1. فض الاشتباك بين المقاتلين فورا في مناطق المواجهة المباشرة.
2. إعادة انتشار مقاتلي الطرفين في جبال النوبة إلى مواقع دفاعية على أن يتم ذلك وفق التقويم في الملحق (أ) وجدول الملحق (ب) من هذه الاتفاقية واللذان يمكن تعديلهما بإجماع من قبل الهيئة العسكرية المشتركة
Joint Military Commission (JMC)
3. على الطرفين التأكد على أن المجموعات المسلحة التي تعمل بجانب قواتهم أو تعمل في المناطق الخاضعة لكل طرف، التقيد بالإجراءات التي تفضي إلى تفكيك هذه المجموعات. وعلى الخصوص أن يتخذ الطرفان خطوات جادة وفورية لتقييد حركة السلاح الغير مرخص وتسلل المجموعات المسلحة.
4. تحظر زراعة الألغام من كل الأنواع.
5. على الطرفين تحديد ووضع علامات في كل المناطق الخطرة وتحديدها للهيئة العسكرية المشتركة
The Joint Military Commission (JMC).
6. على الطرفين تسهيل عملية صيانة وإعادة فتح الطرق ونزع الألغام في كل المناطق التي تشملها هذه الاتفاقية.
7. علي الطرفين تسهيل انسياب عمليات المساعدات الإنسانية من خلال فتح ممرات العمل الإنساني وخلق مناخ عمل لتوصيل المساعدات الإنسانية العاجلة للنازحين والمتأثرين الآخرين.
8. يسمح الطرفان فورا للجنة الصليب الأحمر الدولية بحرية الوصول للأشخاص المحتجزين بسبب هذا الصراع للتيقن من انهم في وضع حسن ولائق.
9. يلتزم الطرفان بتقديم معلومات صحيحة عن وقف إطلاق النار من خلال الصحف و أجهزة الإعلام بصورة منتظمة ولا يعترض أي طرف في عملية نشر المعلومات من قبل الطرف الآخر.
10. يمكن تعديل الاتفاقية بموافقة الطرفين ورضاء الهيئة العسكرية المشتركة
The Joint Military Commission (JMC) بعد إعلان الدول التي شاركت ورتبت لهذه الاتفاقية.
11. يمكن للطرفين أن يجددا هذه الاتفاقية لمدة 6 اشهر إضافية في مدة لا تقل عن ثلاثين يوما من انقضاء اجل الاتفاقية، أي طرف يمكن أن يخطر الهيئة العسكرية المشتركة المركزية JMC Central أنه مستعد للموافقة على هذا التجديد. في حالة قبول الطرفين، تمدد الاتفاقية لمدة 6 شهور إضافية. وبالتالي، يمكن تمديد هذه الاتفاقية لاحقا لفترات زمنية إضافية وفق نفس وسائل الإجراء.
الفصل الرابع
إنهاء حالة العداء
1. يجب على الطرفين إنهاء حالة العداء بينهما خلال 72 ساعة من توقيع هذه الاتفاقية. يجب على الطرفين إعلان إنهاء العداء من خلال القنوات القيادية لكل طرف، كما يجب توصيل ذلك للمدنيين من خلال الإعلام المطبوع والمنقول.
2. يقوم الطرفان بإنهاء بالإشراف على وتنظيم وقف العداء بينهما من خلال الهيئة العسكرية المشتركة
The Joint Military Commission (JMC) إلى حين نشر مراقبين دوليين. عند نشر وحدة المراقبة الدولية
The International Monitoring Unit (IMU) تتولى هذه الوحدة إرسال تقاريرها بخصوص تقصي وإدارة و إشراف ووقف حالة العداء وفك الاشتباك إلى الهيئة العسكرية المشتركة The Joint Military Commission (JMC).
3. في حالة بدء سريان وقف إطلاق النار لا يسمح لأي من الطرفين أن يدخل في عملية تحريك أو إعادة انتشار لقواته من اجل مكسب تكتيكي أو استراتيجي.
4. أي خرق لإنهاء حالة العداء وأي أحداث لاحقة يتم رفع تقرير عنها للهيئة العسكرية المشتركة
The Joint Military Commission (JMC) بواسطة التسلسل القيادي المعتمد للتحقق فيها.
الفصل الخامس
الفصل بين القوات

1. الفصل الفوري بين جميع قوات المقاتلين كما ورد في الفصل الثالث، فقرة 1 ينحصر على الأسلحة ذات المدى الفعال المباشر. سحب هذه الأسلحة إلى خارج مداها يتم بواسطة الهيئة العسكرية المشتركة
The Joint Military Commission (JMC).
2. في حالة تعذر الفصل الفوري حسب توجيه الهيئة العسكرية المشتركة The Joint Military Commission (JMC) ، يتم اتخاذ خطوات متتالية يتم الاتفاق عليها بواسطة الطرفين من خلال الهيئة العسكرية المشتركة
The Joint Military Commission (JMC).
3. كل المدفعية و أنظمة الأسلحة النارية الغير مباشرة المؤثرة على جبال النوبة يتم تأمينها بالكيفية التي تحددها الهيئة العسكرية المشتركة The Joint Military Commission (JMC).
الفصل السادس
التحرك إلى مواقع دفاعية
1. وفقا لما نصت عليه شروط الفصل الخامس بشان الفصل بين القوات، على كل المقاتلين إعادة نشر قواتهم من مواقع قتالية إلى مواقع دفاعية حسبما ورد في الملحق (ب).
2. بعد إعادة النشر للمواقع الدفاعية، يقوم كل المقاتلين بإعطاء معلومات للهيئة العسكرية المشتركة.
The Joint Military Commission (JMC) تختص بقوتهم العسكرية، التسليح والأسلحة التي يحملونها في كل موقع.
3. تقوم الهيئة العسكرية المشتركة The Joint Military Commission (JMC) بالتحقق من المعلومات المضمنة في التقارير. كل المقاتلين تحدد مواقعهم حسب المواقع المعلنة والمسجلة و لا تتم التحركات إلا بإذن من الهيئة العسكرية المشتركة The Joint Military Commission (JMC).
4. كل التسهيلات والتي عادة ما تكون متاحة للجنود، ولكن يصعب توفيرها في مناطق دفاعية مثل المستشفيات ووحدات الإمداد و مستلزمات التدريب، يتم الإشراف عليها بواسطة الهيئة العسكرية المشتركة
The Joint Military Commission (JMC).
الفصل السابع
الهيئة العسكرية المشتركة The Joint Military Commission (JMC)
1. يتم تأسيس الهيئة العسكرية المشتركة The Joint Military Commission (JMC) للمساعدة على الفصل بين القوات وإعادة انتشار المقاتلين و المحافظة على وقف إطلاق النار وفق شروط هذه الاتفاقية. الهيكل التنظيمي للهيئة العسكرية المشتركة The Joint Military Commission (JMC) موضح بالملحق ج.
2. الوظائف المحددة للهيئة تتضمن:
أ‌. تحديد مواقع المقاتلين من تاريخ سريان هذه الاتفاقية؛
ب‌. التحقق من الفصل بين القوات؛
ج. المراقبة على وإعداد تقارير عن إعادة انتشار قوات المقاتلين من مواقع قتالية إلى مواقع دفاعية؛
د. المراقبة على وإعداد تقارير عن تخزين الأسلحة و الذخائر والآليات؛
هـ. الإشراف على خرط و نزع الألغام (يمكن أن يتم هذا على مراحل مع الأخذ في الاعتبار متطلبات المساعدات الإنسانية)؛
و. تفتيش إمدادات كل من الطرفين؛
ز. التصديق على كل الرحلات المتجهة إلى جبال النوبة والتأكد من إخطار الطرفين بذلك؛
ح.تنسيق كل التحركات العسكرية في جبال النوبة؛
ط. معالجة كل الخلافات الخاصة بتطبيق هذه الاتفاقية بما في ذلك التحقق من أي خرق مزعوم لأسس الاتفاقية؛
ك. تسهيل التواصل بين الطرفين لأغراض هذه الاتفاقية.
4. تتكون الهيئة العسكرية المشتركة The Joint Military Commission (JMC) من ثلاثة ممثلين من كل طرف ورئيس محايد ونائبين للرئيس. يتم اختيار الرئيس ونائبيه من قبل الدول المشاركة بالتشاور مع الطرفين.
4. يخول للهيئة العسكرية المشتركة The Joint Military Commission (JMC) الحق في التعاقد مع مقاولين وتعيين عاملين ومراقبين والحصول على إمدادات وآليات تمكنها من القيام بمسئولياتها. يوافق الطرفان على تسهيل استيراد الإمدادات والآليات الضرورية التي تحتاجها أنشطة الهيئة العسكرية المشتركة
The Joint Military Commission (JMC).
5. يتم التوصل – و لاقصى درجة ممكنة - لقرارات الهيئة العسكرية المشتركة
The Joint Military Commission (JMC) عن طريق الإجماع. وفي حالة الوصول إلى طريق مسدود يكون للرئيس الصوت الراجح.
7. يقوم الرئيس بإرسال تقارير منتظمة عن أنشطة الهيئة العسكرية المشتركة The Joint Military Commission (JMC) لممثلي الطرفين والدول المشاركة.
8. يتعهد الطرفان فورا بمد الهيئة العسكرية المشتركة The Joint Military Commission (JMC) عند طلب المعلومات الضرورية والمتعلقة بتنفيذ هذه الاتفاقية بما في ذلك التنظيم، والآليات ومواقع قوات الطرفين على أن تحفظ هذه المعلومات بسرية تامة.
9. يتعهد الطرفان بمنح الهيئة العسكرية المشتركة The Joint Military Commission (JMC) ومستخدميها التسهيلات والامتيازات والحصانات الضرورية لأداء مهمتها.
10. على الهيئة العسكرية المشتركة The Joint Military Commission (JMC) تحديد موقع محايد لرئاسة الهيئة العسكرية المشتركة المركزيةCentral JMC Theمتى ما كان ذلك عمليا.
الفصل الثامن
المراقبون الدوليون
1. يتم تأسيس وحدة مراقبة دولية International Monitoring Unit (IMU) لمساعدة الطرفين في تطبيق هذه الاتفاقية و المحافظة على وقف إطلاق النار. سوف تعمل وحدة المراقبة الدولية International Monitoring Unit (IMU) بالتعاون مع الهيئة العسكرية المشتركة The Joint Military Commission (JMC) الموضحة في الفصل السابع.
2. يتضمن تكليف وحدة المراقبة الدولية International Monitoring Unit (IMU) على الآتي:
أ‌. تراقب وتشرف على وقف حالة العداء؛
ب.تراقب الفصل بين القوات وإعادة انتشارها إلى مواقع دفاعية حسبما نصت عليه الاتفاقية؛
ج. تحقق في المعلومات والبيانات والأنشطة المتعلقة بالقوات العسكرية وأنشطة الطرفين في جبال النوبة؛
د. تساعد الطرفين في خلق بيئة عمل ملائمة لتحقيق وقف إطلاق النار؛
هـ. تنسق بين منظمات العمل الإنساني بغرض المساعدة في عمليات الإغاثة؛
و. تتحرى عن الخروقات المزعومة للاتفاقية في حالة تقدم أي من الطرفين بطلب بذلك كما عليها أن توصي باتخاذ إجراءات للتأكد من الالتزام بالاتفاقية.
3. تتكون وحدة المراقبة الدولية International Monitoring Unit (IMU) مبدئيا من وحدات تتراوح بين 10_15 مستخدمين عسكريين ومدنيين يتم اختيارهم من دول مقبولة للطرفين ويتم انتشارهم كمراقبين في جبال النوبة.
4. تخطر وحدة المراقبة الدولية International Monitoring Unit (IMU) طرفي الاتفاقية عن ملاحظاتها و عمليات الإشراف.
5. تكون لوحدة المراقبة الدولية International Monitoring Unit (IMU) حرية الدخول و الحركة داخل جبال النوبة.
6. يمكن تعديل حجم وحدة المراقبة الدولية International Monitoring Unit (IMU) بموافقة الطرفين متى ما كان ذلك ضروريا لتنفيذ أهداف هذه الاتفاقية.
تمت في بيرنقينستوك (ن و)، الكونفدرالية السويسرية، في 19 يناير 2002
عن جمهورية السودان عن الحركة الشعبية لتحرير السودان
د. مطرف صديق علي القائد عبد العزيز آدم الحلو
الشهود:
عن الكونفدرالية السويسرية
السفير جوزيف بوشر
عن الولايات المتحدة الأمريكية
العقيد سيسل دينيس جيدينز



#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام من ذكري انتقال الوالد : أرومي كوكو انجلو الي الامجاد الس ...
- في ذكري التأسيس ال 28 : جون قرنق رؤية لا تموت ( 2 )
- في ذكر التأسيس ال 28 : جون قرنق رؤية لا تموت ( 1 )
- اخيراً المشورة الشعبية بين كفي عفريت ..!
- ما بين الرئيس عمر حسن احمد البشير وشعب جبال النوبة ؟!!!
- نضوب البحر اى جواز سيحمل عبد الفضيل الماظ
- تعلم أن تقول لا وأعرف متي تقول نعم ..!
- الطلاسم : قرأة حيري في طلاسم انتخابات جنوب كردفان
- المأزق الراهن في جنوب كرفان و خارطة طريق للسلام
- جنوب كردفان ( جبال النوبة ) و مؤتمر المانحين للتنمية و الامن ...
- العقل و العاطفة
- جنوب كردفان في الصباح الجديد
- إلى نهر الديانات القديمة ..
- انتهاء مارثون انتخابات جنوب كردفان الحموم بسلام
- البشير والدعوة الى الحريق .. في المكان والزمان الخطأ..!
- هل ستكون عودة ولاية غرب كردفان تعويض لهزيمة احمد هرون؟
- في يوم تطويب البابا يوحنا بولس الثاني : رجل لبمحبة و السلام ...
- الرئيس يعلن الحرب في جنوب كردفان، والمسيرية قادتها ووقودها ! ...
- من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتص
- البرنامج الإنتخابي للحركة الشعبية لتحرير السودان ولاية جنوب ...


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايليا أرومي كوكو - جبال النوبة تنشد السلام و الاستقرار في السودان