أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد نفاع - ذكرى النكبة















المزيد.....

ذكرى النكبة


محمد نفاع

الحوار المتمدن-العدد: 3374 - 2011 / 5 / 23 - 10:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم تشهد العقود الماضية تحرّكا شعبيا في ذكرى النكبة كهذا العام ، لقد اعتمدت الشعوب العربية على ملوك ورؤساء تميّزوا بمهارة إطلاق الشعارات وحتى توزيع الالقاب بما يخدم الخارطة السياسية والعلاقات بين هذه النظم مثل رئيس لجنة تحرير القدس، ولجان مقاطعة اسرائيل وغير ذلك من البهلوانيات والفقاعات الجوفاء، لتزجية الوقت لدى هذه النظم ، وهم يعرفون ان شيئا لا يتحقق بهذه الاساليب، لأنهم لا يصرون على ذلك، او لا يريدون ، فليس هذا في سُلم الافضليات، لذلك يمر العام تلو العام، والعقد بعد العقد بهذا الركود الروتيني الممل، والمتاجرة بالقضية الفلسطينية من اجل ان تكون أطنابا لخيمات حكمهم، مستهبلين شعوبهم، ويحكمون بالحديد والنار، وجيش عرمرم من قوات الامن لحماية النظام من أي اهتزاز ويقدمون كل العون لخانقهم ، خانق شعوبهم واوطانهم، والمتمثل تاريخيا بالاستعمار. قلما تجد رجعية في العالم ارخص واغبى من الرجعية العربية.
الى أن وقعت الواقعة وبدأت الشعوب تنتفض على العفن والفساد والاستبداد والتوريث والافقار، والفخامات تنعم بما تسرقه من عرق الجماهير وخيرات الاوطان، وتود هذه النظم بكل ما اوتيت من قوة ان يبقى الوضع هادئا مستكينا، حتى أمام الاجرام الاسرائيلي، فالملوك والرؤساء في قيلولة، بلا دوخة ولا وجعة رأس.
سيكون لهذا التحرك نتائج مذهلة في المستقبل، مع ان ما تحقق حتى الآن لا يستهان به.
لم تعد هذه الشعوب تقنع بالشعارات الفارغة ، ولا الاتجار بقضاياها، ولا اختلاق أعداء بديلين لاسرائيل واحتلالها، ولا هذا بُعد النظر الفظيع عن الاخطار المستقبلية ان كانت بالأصل مثل ايران، وتجنب مواجهة الخطر القائم المتمثل بالاحتلال والعدوان الاسرائيلي. مضى حتى زمن التطرف الكلامي ليحل محله الاعتدال، أي عمليا الاستسلام بامر وايعاز من السيد الامريكي، فكل مقاوم هو متطرف، اما هم فمعتدلون، من اجل كسب الرأي العام الذي يعرف مدى قدرة هؤلاء الحكام على تحمل المهانة والاذلال وبحماية امريكية التي تحمي عروش الاستكانة والعمالة، وبين حين وآخر تقدم كلمات اشبه بالتنقيط لتمسك هذه الامبريالية بالسلام، فلماذا لم يتم، ما المانع، من يمنع، من يستعمل حق النقض الفيتو!! مع ان في ايدي هذه النظم اوراقا رابحة هي قرارات الامم المتحدة، يكفي ان يضغطوا من اجل تنفيذها، وكم صدق المتنبي وهو يقول: ما الجرح بميت إيلام، هؤلاء الحكام اموات عن قضايا شعوبهم العادلة، وعن قضية فلسطين اكثر قضية عادلة وواضحة ومعروفة، وجرى الانتقال المهين من التشدق والتطرف الدون كيشوتي الى الاستسلام والتطبيع، والالتقاء في محاربة الارهاب، محاربة المقاومة، احد الرؤساء ظهر انه عميل للمخابرات الامريكية، عميل معتق، وآخر اخذ على عاتقه الضغط على الضحية، على الجانب الفلسطيني وليس على المحتل الاسرائيلي المجرم، حتى عندما حوصر عرفات في المقاطعة، اداروا له ظهر المجن لئلا يغضب السادة. واصبحت مؤتمرات القمة واجتماعات الجامعة العربية علكة في اذهان الشعوب العربية. لاول مرة تبدأ الشعوب بوضع ثقلها في الميدان، وهذه ايام سيكون لها ما بعدها، وكل انسان يعرف ان امريكا واسرائيل ارتفع عندهما الضغط الى درجة كبيرة، لم يتوقع احد ذلك وبهذا الحجم، وبهذا التغيير الذي حصل ، وهذا التغيير الآتي على الطريق. باستطاعة اسرائيل ان تتغلب على جيوش عربية، وباستطاعتها تحقيق نصر عسكري مؤقت بمساعدة حلفائها، مساعدة سياسية وعسكرية واقتصادية، لكن من المستحيل ان تتغلب على شعب، وإرادة شعب وحق شعب ، ومقاومة شعب ، بالرغم من كل المجازر والجرائم، هذا أثبت في فلسطين، وفي لبنان، وفي الجولان السوري المحتل، وهذا أثبت هنا من قبل الاقلية القومية العربية التي تعيش في وطنها، متصدية لسياسة الخنق والاضهاد، والعنصرية والفاشية. ولعل المكسب الهائل الذي تحقق لغاية الآن – والحبل على الجرّار – هو ان الشعوب وضعت ثقلها في المعركة، ولأول مرة بهذه الشمولية، متحدية القتل والتضليل، ومقدمة العديد من شهداء الحرية والكرامة الوطنية، ومن المستحيل العودة الى الوراء ، حتى وان اصطدمت هذه الهبّات بالعديد من العوائق والصعوبات وضعف التجانس بين مركباتها، لكن لا عودة الى الوراء، الى الوضع الذي كان سائدا.
امريكا تكذب وهي تتظاهر بتأييد مطالب الشعب ، لماذا سكتت طيلة عشرات السنين، بل تحمي بالسلاح والقواعد العسكرية النظم الفاسدة البائدة. وهذا ما أغضب حسني مبارك، خاب امله في الصديق الامريكي بعد فوات الاوان، والذي فوّت هذا الاوان هو شعب مصر العظيم، ولذلك هي تحاول الركوب على الموجة، وهذا الخطر قائم، وكذلك اسرائيل في ورطة، تماما كالولايات المتحدة، كهذه الام البشعة في سياستها، ومثلها هذه الابنة البشعة، طبق الاصل. واسرائيل تكذب ايضا، لا يمكن ان يهون عليها ذهاب حسني مبارك وعمر سليمان وبقية الشلة، وقد تدبر جرائم جديدة، وحتى حروبا عدوانية، ولكن ما فات مات وكل ما هو آتٍ آت كما قال قس بن ساعدة الايادي . قتلت في مارون الراس اللبنانية، وقد خلقت ثأرا جديدا يتنامى باستمرار، وقتلت في الجولان، ودهشت من اهالي الجولان، واضطرت الى إرجاع العائدين. هذه هو الرد على قانون منع استعمال النكبة، هذا هو الرد على نظم العمالة، هذا هو الرد على تحنيط عشرات القرارات الدولية والعربية فيما يتعلق بحق الشعب العربي الفلسطيني.
ويقترب شهر ايلول، شهر تجديد الاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود الـ 67 ، فحتى لو تحقق ذلك تخرج اسرائيل مع مكاسب، فالبديل هو قرار التقسيم. امريكا تعارض طرح الموضوع في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ولا مجال لديها لاستعمال حق النقض، وكل الطروحات بالاعتراف بدولة فلسطينية - مع بقاء الاستيطان - يجب ان يكون مرفوضا وحتى لو تحقق ذلك، تبقى القضية الجوهرية، حق عودة الاجئين العرب الفلسطينيين الى وطنهم .
إن لم يكن غدا فبعد غد، فما العمل مع 11 مليون فلسطيني، وكلهم متمسكون بحق العودة. واذا كانت امريكا واسرائيل في ورطة فهذا امر ايجابي رائع، المهم كيف تجري الرياح، والشعوب لا يمكن ان تتنازل عن حقها المشروع، والممهور بالتضحيات، والمدعوم من قبل شعوب العالم، وعدد كبير من دول العالم. هذا هو الواقع اليوم، والغد افضل من اليوم، تماما كما ان اليوم افضل من الامس في هذا المجال بالذات.



#محمد_نفاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مقالي المتواضع عن سوريا - الرفيقة العزيزة دنيا عباس
- سوريا .. -إذا صاحت الدجاجة كالديك فالوضع لا يبشر بالخير-
- مستوى التنظيم في حزبنا الشيوعي اليوم - الحلقة الثانية
- واقع التنظيم في حزبنا الشيوعي اليوم (1)
- مقاومة الاحتلال هي الاساس المتين للوحدة الفلسطينية
- بين التسلّح بالفكر الشيوعي وخرق التنظيم الحزبي
- يجب الانتقال حالا من مقولة ان 99% من الاوراق في يد امريكا، ا ...
- المقياس الأساسي
- رياح ثورية تهبّ على العالم العربي
- الجواب عند الشعوب
- وسط خنوع عربي ذليل: أمريكا تقسّم السودان
- النضال ضد الصهيونية جزء من النضال ضد الاستعمار
- يهودية الدولة - بين عنصرية النظام والحقيقة الغامرة
- في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا
- ألموقف من هذه المفاوضات المباشرة
- دفاعًا عن الأرض والانتماء
- وجهة نظر حول تهمة -عرقلة عمل شرطي-
- لبنان بالسير الجدي لوحدته، وصمود المقاومة يعطي المثل المطلوب
- شطارة فائقة في تزييف التاريخ وإنكار دور الشيوعيين
- بين الشعب والسلطة في فلسطين


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد نفاع - ذكرى النكبة