أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - اللي ما بفهموش السؤال















المزيد.....

اللي ما بفهموش السؤال


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3374 - 2011 / 5 / 23 - 07:57
المحور: كتابات ساخرة
    


كنتُ وما زلتُ أتفاجأ حين أجد رجلا يخطأ بالإملاء أو في أبسط القواعد الإملائية وفوق ذلك يعمل أستاذا للأدب العربي الحديث , وزد على ذلك أنه يتبجح بكلمات ممجوجة على من هم أكثر منه علما وثقافة, وكنت وما زلتُ أتفاجأ حين أجد شبابا يعملون في أكثر من 12 مجلة ونشرة ثقافية ويكتبون في أكثر من 12 مجلة دورية وفصلية وشهرية قصصا تشبه كل شيء ما عدى أن تكون قصصا, طبعا هذا لا يحدث إلا في الأردن حين لا يحصل لا المواطن ولا الوطن على الاحترام والتقدير ويقالُ وكل ما يقال عن العرب صحيحا في هذا الموضوع بالضبط, وهو بأن عملية اختيار الجنود المقربين من نظام الحماية للملوك وللشيوخ العرب كان يتم على طريقة طرح هذا الاختبار بعد أن يكونوا قد وقفوا في وسط الميدان استعدادا للاختبار:

-يا شباب اللي بعرف يقرأ ويكتب يقف على اليمين واللي ما بعرفش يقرأ ويكتب يقف على اليسار.

فكانت تقف مجموعة على اليمين ومجموعة على اليسار وتبقى مجموعة ثالثة واقفة في النصف أي أنها تبقى مكانها لم تفهم طبيعة الاختبار أو لم تفهم السؤال من أصله, وهذه المجموعة الثالثة كانت تأخذ كلها بكاملها للتجنيد.

وهذا كان قبل نصف قرن تقريبا يحدث في أغلب الجيوش العربية, والأدهى والأمر من ذلك هو أن المجموعتين المتبقيتين كانتا تكتشفا بعد عدة سنين بأن الذين لم يفهموا طبيعة الاختبار هم الآن المتحكمون بثروات البلد الاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية والمدنية, وتُطمس آثار المتعلمين ويطمس تراثهم بالكامل وينسحب عن جانبهم كل الناس ليلتفوا حول قيادات لا تقرأ ولا تكتب ولا تفهم ما معنى أن تقرأ وأن تكتب, فلو كانت لا تقرأ ولا تكتب وتعي هذه الخطورة لكان الوضعُ مختلفا جدا ولكن الأدهى أنها لا تعرف بأن هنالك عِلم أو عالَم من القراءة والكتابة.

وبإمكان أي مواطن عربي أن يزور الأماكن الحساسة في أي دولة عربية ليلاحظ مثلا بأن متخصصي أجهزة الحاسوب يفهمون في كل شيء ما عدى الحاسوب نفسه ولا يعرفون بأنهم لا يفهمون, وبأن رؤساء الأندية الثقافية يفهمون في كل شيء ما عدى الثقافة نفسها وبأن رؤساء الأندية الرياضية من الممكن لهم أن يقودوا أي شيء ما عدى أن يقودوا فريقا رياضيا أو ناديا رياضيا إلى الخسارة ليس مرة واحدة بل مرتين وثلاث وأربع مرات, وبأن الصحفيين في أي صحيفة يشبهون أي قطعة أثاث داخل مكاتبهم ما عدى أن يشبهوا شكل الصحفي الحقيقي, وبأن الشعراء مبتذلون وكُتاب القصص القصيرة مبتذلون وبأن الموسيقيين يضعون رؤوسهم تحت أي حذاء مطاطي مقابل 1000دولار أمريكي, وبأن حياتنا كلها من أولها لآخرها يقودها بيروقراطيون أنذال أحساء ليس لهم علاقة بالإدارة لا من قريب ولا من بعيد وبإمكان فتاة متوسطة الجمال أن تحصل على شهادة ماجستير أو دكتوراه من أي جامعة أردنية إذا وافقت المشرف على رسالتها بأن يغلق عليها باب مكتبه عشرة دقائق في كل أسبوع مرة أو مرتين, لذلك الجامعات لا تفهم طبيعة التدريس, زد على ذلك بأن الدولة حين تسقط اجتماعيا وسياسيا تلجأ إلى نشر الجاسوسية بين أفراد الشعب فيتجسس الأخ على أخيه مقابل 50 دينار وغالبا بالمجان باسم الله والوطن والملك والتراب الغالي, ومن أجل رائحة التين والزيتون والزعتر يتجسس الابن على أبيه, وتعم الفوضى والفساد كل ذلك يتم من أجل أن يحتفظ نذل من الأنذال بمقعده وكرسيه ذلك أن الذين يفهمون والذين يفكرون يكونون بمثابة خطر على أنظمة الحكم, فدائما في أي مهنة وفي أي تخصص تجد المتنفذين به من غير ذوي الكفاءات على الإطلاق.

والموضوع لم ينته..تابع معنا:

وهل تعلموا بأن غالبية الكتاب في الصحف يتم اختيارهم من بين الكتاب الذين لا يملكون أسلوبا في التعبير, وأنا شاهدت ذات مرة رئيس تحرير صحيفة يقول لزميله: هذه القصة جيده احذفها, وتلك المقالة الرائعة أجلها للمرة القادمة, وحين سألته عن السبب قال: يا رجل أنا هنا في هذا العدد أنزلت لي قصة قصيرة كيف تريدني أن أجلب كاتبا قصصه أفضل من قصصي؟ فقلت: ولكن إذا نشرت اسمك معه فسيصبح إقبال على المجلة, فرد وهو ممتعض جدا وقال: يا رجل مش طابق أسلوبه.

حتى الكتب التي يتم دعمها من قبل وزارة الثقافة الأردنية هي الكتب التي لا تحصل على أي تقرير يفيد بأنها مهمة وتستحق الظهور, ويقال بأن كافة المقيمين في الأردن للكتاب وللبحث العلمي هم من المزاجيين أي يعتمدون على مزاجهم وليس على منهج علمي, وقيل لي بأن بعض المُقيمين يعطون المادة إلى أزواجهم من أجل إبداء الرأي فإذا وافقت الزوجة يتم بعون المولى دعم الكاتب للنشر, هذا طبعا في أسلوب الدعم والتقييم غير المحسوبية والشللية وهذا شمالي وذاك جنوبي وهذا فلسطيني وذاك أردني, وهذا يعني أن السوس قد أكل العصاة التي يتكأ عليها النظام الحاكم الأردني وستنكسر العصا وسيظهر النظام أو كل الأنظمة العربية على حقيقة ضعفها وهشاشتها.

لايوجد على وجه الأرض نظام سياسي وثقافي واجتماعي يفعل ما تفعله بنا الأنظمة العربية, ولا يوجد نظام يحترم نفسه يقوم بالتجسس على الشعب لصالح ضرب الشمالي بالجنوبي والجنوبي بالشمالي ليبقى هو سيد الموقف وليتربع على عرش التنين, ولا يوجد نظام سياسي لديه أدنى مشاعر الحس العاطفي يفعل بالمثقفين الحساسين جدا ما يفعله بي أنا النظام الأردني, ولا يوجد نظام يحترم أسياده دولة القانون والمؤسسات يفعل ما يفعله بنا النظام الأردني, ولا يوجد نظام يحترم المشاعر النبيلة يقف على الطرف الآخر وبيده بندقية يسلطها على رقاب الشعب, ولا توجد حكومة في العالم مثل حكوماتنا التي تسرق الخبز والماء والعشب الأخضر من أمام الناس إلا الأنظمة العربية, ولا يوجد مواطن في العالم كله يقبل بأن يعيش في الدول العربية غير الضعيف الإرادة والمسلوب القوة والإرادة الجمعية, ولا يوجد بيت أردني إلا ويشهد على آثار التجسس الأمني وبث الجاسوسية على أطرافه, ولا توجد حكومة أو نظام سياسي في العالم يهدف إلى التنكيد على المواطن داخل غرفة نومه إلا الأنظمة العربية وخصوصا النظام الأردني, ولا يمكن أن تمشي في الأردن في أي شارع إلا وتتعرض للأذى ولتلفيق القضايا ضدك, لذلك أنا أخاف من الخروج من باب داري لمعرفتي بأنني أعيش ضمن نظام سياسي يهدف إلى إذلالي.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو حسبناه صح
- آخر الدجالين
- رواية الغاب
- الأردني يدخل ويخرج من بيته كالحرامية
- لله يا محسنين لله
- أنظمة الصيانة
- ولادة كلماتي
- أنا مواطن خليجي
- الشعب الأردني المتخلف
- الفساد في عيد ميلادي
- العين الساهرة
- الغنج واللذة والصراخ
- يا من يحميني من نفسي
- أعطونا مزيدا من الوقت
- الذين تعلموا بي
- واحد أقوى من مليون
- مؤمن جدا فاسد جدا
- شيء في رأسي
- الشخصية النرجسية
- يا مسلم هذا يهودي يختبأ خلفي


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - اللي ما بفهموش السؤال