أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية حسن عبدالله - الدولة المشخصنة















المزيد.....

الدولة المشخصنة


نادية حسن عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3373 - 2011 / 5 / 22 - 21:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يركز مفهوم شخصنة الدولة، على أن تنتقل الدولة من كونها تعبيرا عن جماعة وأداة للحكم بين الناس إلى التمركز حول شخص الحاكم، والتعبير عن مصالح نخبة ضيقة من بطانته، دونما اعتبار للناس ومصالح المواطنين.

وتعني شخصنه الدولة أن يتحول نظام الدولة من نظام قانوني ومؤسساتي إلى نظام خاضع للإرادة الشخصية للحاكم على قمة هرم الدولة.

ويتعين في هذا السياق التعريف بماهية الدولة المشخصنة، حيث تصبح آلة الحكم وأجهزته كلها تحت سيطرت الحاكم، حيث يقوم الحاكم بشخصنة الفئة المحيطة به من العاملين معه بإبقائهم في وظائفهم أطول مدة ممكنة، بحيث تحل العلاقات الشخصية محل علاقات العمل الموضوعية.

ومن ثم فلا تقوم في النظام المشخصن أية قدرة ولا إمكانية للإصلاح أو التغيير أو محاربة الفساد، إنما يشكل فقط حالة من حالات الاستبقاء، بأي ثمن وبأي مقابل. وإن واحدا من أسباب الشخصنة هو طول مكث الشخص في قمة العمل العام بذات سلطاته وصلاحياته وبغير تحد يلقاه .

ومثال على السلطة المشخصنة واليات عملهاً، ما قاله ملك فرنسا لويس الخامس عشر في الثالث من مارس 1716م أمام برلمان باريس ً"في شخصي وحده تجتمع السلطة, ولي وحدي تعود السلطة التشريعية دون منازع أو حسيب. النظام العام بمجمله, يستمد وجوده من وجودي, و أنا حاميه الأول. شعبي وأنا واحد. حقوق و مصالح الأمة, التي يجرؤون على جعلها جسماً منفصلاً عن الملك, هي, بالضرورة, متحدة بحقوقي و مصالحي أنا, و لا ترتاح إلا بين يدي".

وفي تحليل غسان المفلح لخطاب لويس الخامس عشر، الذي يوضح اللوحة الديكتاتورية المشخصنة, ويوضح لنا الفرق بين السلطة المشخصنة وبين الدولة كمؤسسة اعتبارية، والمفصل الذي تتحرك عليه الأنظمة الشخصانية من أجل تعبئة الرأي العام, أنها هي الدولة والدولة هي. بذلك تصبح السيادة للشخص وليس للدولة وقوانينها .

أما أفلاطون يصف الحاكم المستبد وطريقة حكمه المشخصن فيقول: "الحاكم المستبد يستولي على السلطة بالقوة، ويمارسها بالعنف، يسعى أولاً للتخلص من أخطر خصومه، ويُكثر من الوعود، وهو ما ينفك يفتعل حروباً ليظل الشعب بحاجة دائمة إلى قائد، وهذه الحروب تنهك كاهل المواطنين من خلال ما يدفعونه من ضرائب باهظة فيضطرون إلى زيادة ساعات العمل، مما لا يُبقي لهم وقتاً للتآمر على الحاكم المستبد، والحرب تساعده على التخلص من معارضي سياسته، حيث يُقدمهم إلى الصفوف الأولى في المعركة، وذلك كله يدعوا إلى استياء الجماهير، حتى أعوانه الذين دفعوه إلى السلطة، وهنا لا يجد أمامه إلاٌ القضاء على المعارضة بما يملكه من وسائل العنف والقوة، فيزيد من تسلحه ومن حرسه الخاص ومن المرتزقة مما يتطلب نفقات طائلة، فيلجأ الحاكم المستبد إلى المزيد من نهب خزائن الشعب الذي يدرك بعد فوات الأوان انه وُضع في حالة استعباد مُسيس"
.
في الواقع لن نكون مبالغين إذا قلنا أن أفلاطون نجح في وصف واقعنا المعاصر بحذافيره بالرغم من أنه يتحدث عن مجتمعه ـ المحكوم بظروفه الزمانية والمكانية ـ والذي تفصلنا عنه مسافة ألفين وأربعمائة من السنين.

ولكي نتعرف على الدولة المشخصنه وبعض خصائص الحكم الفردي المستبد وطبائعه وأدواته في السيطرة والتحكم برقاب الناس ومصائرهم يجدر بنا أن نصغي بانتباه لأحد أعظم فلاسفة العالم القديم (أرسطو) وهو يصف لنا بدقة متناهية أساليب الطغاة والمستبدين في احتكار السلطة والاستفراد بها لضمان عدم خروجها من قبضتهم فيقول " إن الغاية النهائية للطاغية كي يحتفظ بعرشه هي تدمير روح المواطنين وجعلهم عاجزين عن فعل أي شيء إيجابي، وفي سبيل تحقيق ذلك فهو يلجأ إلى القضاء ـ بوسائل مختلفة ـ على الطبقة المثقفة التي قد تشكل خطراً على حكمه، كما يلجأ إلى منع الاجتماعات ويعمل ما في وسعه لعزل كل من يساهم في تعليم الناس وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، كما يعمل على تنمية روح الاغتراب لدى المواطن العادي ومحاولة قطع الصلة بينه ووطنه، كما أنه كثيراً ما يلجأ إلى تقييد حرية المواطنين وعدم السماح لهم بتجاوز أبواب مدينتهم، ويعمل على بث جواسيسه في كل مكان ليكون على إطلاع دائم ومستمر بكل ما يقوله ويفعله رعاياه"

أما الكواكبي يصف صورة الحاكم المستبد وحقيقة طباعه حيث يقول: "المستبد يتحكم في شؤون الناس بإرادته لا بإرادتهم، ويحاكمهم بهواه لا بشريعتهم" . وحول الموضوع نفسه يقول "ما أشبه الحاكم المستبد في نسبته إلى رعيته بالوصي الخائن على أيتام يتصرف بأموالهم كما يهوى ماداموا قاصرين، فكما أنه ليس من مصلحة الوصي أن يبلغ الأيتام رشدهم كذلك ليس من مصلحة المستبد أن تتنور الرعية بالعلم والمعرفة، فطالما هو جاهل بحقوقه فلن يطالب بها، وسسيقى الحاكم متسلطا أمرا ناهيا بدون أي مساءلة".
.
وفي واقعنا العربي حيث تنتشر ثقافة الخوف، يُذعن الناس للسلطة ليس لأنهم مطبوعون على الخضوع والذل ولكن بسبب التسلط والقمع الذي تمارسه الأجهزة الأمنية وتماديها في أساليب القهر والإذلال وإرهابها للناس وتهديدها مصادر رزقهم.

وفي هذا السياق فإن الأنظمة العربية اليوم وفي سبيل المحافظة على مصالحها الخاصة تتبع وسائل عديدة للتعامل مع مواطنيها وتأهيلهم لتقبل سياسة الحكم المشخصن، من ذلك أسلوب الإلهاء عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة من خلال البرامج التي تركز على منجزات القائد الوهمية، وتفانيه في خدمة الوطن، بالإضافة إلى تشجيع النشاطات والبرامج التافهة التي تُبعد الشباب عن التفكير بمصلحة الوطن، وهناك أيضا أسلوب التنفيس الذي يعمل على تسريب الطاقة المحتقنة عبر تمكين الصحافة من التعبير عن شيء من آرائها ولكن بشكل مدروس شريطة عدم الدخول في التفاصيل إلا ما يناسب منها مصلحة النظام، مثل أن يُسمح بتناول قضايا الفساد الرسمي لا ليتم محاربته ومحاصرته ومحاكمة مرتكبيه ولكن ليصبح شيئاً عادياً ومألوفاً.

ويقول عبد الرحمن الكواكبي أيضا "إن تقديس الحكام واعتبار كل رقابة شعبية للسلطة أو كل معارضة لها ضرباً من الخروج علي نظام الحكم يبرر الإجهاز عليه.. هو ما يفضي إلي الاستبداد. وتكون الحكومة مستبدة حين تصبح مطلقة العنان، تتصرف في شئون الرعية كما تشاء بغير مراعاة لأحد أو خشية من أحد." ويري الكواكبي "أن أشد مراتب هذا الاستبداد.. حكومة الفرد المطلق" وفي شرحه لأسلوب عمل المستبد وشخصيته، يقول الكواكبي:" المستبد يتحكم في شئون الناس بإرادته.. لا بإرادتهم، ويحكم بهواه.. لا بشريعتهم، ويعلم من نفسه أنه الغاصب المعتدي، فيضع كعب رجله علي أفواه الملايين من الناس، لمنعها من النطق.. كما أن المستبد يود أن تكون رعيته كالغنم دراً وطاعة وكالكلاب تذيلاً وتملقاً"

وتوضح التجارب أن الحكم المشخصن يشغل الشعب عن سوء حالته بتوافه الأمور، ويعمل علي إثارة غرائز وعواطف غير صحية، ويخمد النشاط الفكري ويتحكم في مناهج التعليم وكتبه.. فلا يلقن النشء إلا ما يريد تلقينه بحيث يتربي علي تمجيد الزعيم والقائد كما يحرص علي الحيلولة دون تنمية عقولهم وإبراز شخصياتهم وإنما الإذعان لما يتم تلقينهم به وصبهم في قالب واحد، وقتل أي استعداد لديهم لبناء عقلية نقدية..

ومنذ عشرات السنين، كان الدكتور طه حسين يحذرنا من أن البلد الذي يحكمه الفرد.. ليس من الديمقراطية في شيء، لأن الشعب في هذه الحالة.. لا سلطان له ومن الطبيعي ـ في ظل غياب تداول السلطة ـ أن المجموعة الحاكمة التي تستمر لعقود طويلة تكون طرفاً في الاقتران بين السلطة والثروة.

وبعد كل التجارب التي مرت بها بلادنا، لا يوجد أي ضمان لإحداث تغيير حقيقي بدون إنهاء نظام الحكم المشخصن، وإنهاء السلطات المطلقة للرئيس، وتغيير نظام الحزب الواحد مما يتطلب طي صفحة الحزب الحاكم الذي تأسس من موقع السلطة، ووضع الأسس والقواعد لقيام برلمان حقيقي يمثل الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة.. ويتمتع بكل سلطات البرلمانات في الدول الديمقراطية وتكافؤ الفرص بين الأحزاب السياسية وتغيير نظام الانتخابات وتفعيل مبدأ المواطنة، واتخاذ كل الخطوات التي تكفل إقامة الدولة المدنية الحديثة التي تحترم حقوق الإنسان وتنهي وجود الدولة الامنية التي تهيمن علي كل مناحي الحياة.

إن الثورات العربية عندما تطالب وتنادي "الشعب يريد إسقاط النظام" فهي تعني إسقاط نظام الدولة المشخصنة والدولة الأمنية، ويطالب الثوار بدولة حديثة تقوم على مبادئ المساواة وترعى الحقوق، وتنطلق من قيم أخلاقية في الحكم والسيادة.. مع وجود قضاء يطبق هذه القوانين بإرساء مبادئ العدل. فمن الشروط الأساسية في قيام الدولة المدنية ألا يخضع أي فرد فيها لانتهاك حقوقه من قبل فرد آخر أو طرف آخر. فثمة دائما سلطة عليا ـ هي سلطة الدولة ـ يلجأ إليها الأفراد عندما تنتهك حقوقهم أو تهدد بالانتهاك.

إن الثورات العربية تطالب بدولة الحق والقانون، الدولة الديمقراطية التي تمنع من أن تؤخذ الدولة غصبا من خلال فرد أو نخبة أو عائلة أو نزعة أيديولوجية. إن الديمقراطية هي وسيلة الدولة المدنية لتحقيق الاتفاق العام والصالح العام للمجتمع كما أنها وسيلتها للحكم العقلاني الرشيد وتفويض السلطة وانتقالها. إن الديمقراطية تتيح الفرصة للتنافس الحر الخلاق بين الأفكار السياسية المختلفة، وما ينبثق عنها من برامج وسياسات. ويكون الهدف النهائى للتنافس تحقيق المصلحة العليا للمجتمع (إدارة المجتمع والسياسات العامة بأقصى درجات الدقة والإحكام والشفافية والأداء الإدارى المتميز النزيه) والحكم النهائي في هذا التنافس هو الشعب الذي يشارك في انتخابات عامة لاختيار القيادات ونواب الشعب، لا بصفتهم الشخصية وإنما بحكم ما يطرحونه من برامج وسياسات.

إن الديمقراطية هي الوسيلة التي تلتئم من خلالها الأفكار المختلفة والتوجهات السياسية المختلفة، للارتقاء الدائم بالمجتمع وتحسين ظروف المعيشة فيه، بمعنى مختصر إنها الطريق نحو التقدم الدائم طريق المساواة والعدالة الاجتماعية التي يطالب بها شبابنا في الثورات العربية.



#نادية_حسن_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تحولت ثقافة الفساد إلى ثقافة للإفساد؟
- الآثار النفسية والسلوكية والتعليمية والاجتماعية لممارسات الأ ...
- اليوم العالمي لحرية الصحافة -آفاق جديدة حواجز جديدة-
- سورية يا حبيبتي…
- دور الأحزاب السياسية العربية في المرحلة المقبلة
- الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم العدوان انتهاك لميث ...
- ننتمي كلنا الى وطن واحد سورية
- عيد الجلاء في سورية: الشعب يطالب بالحرية واحترام الكرامة الا ...
- العصابات المسلحة في الدول العربية: الرأي العام محصن من هذه ا ...
- ثورات شبابنا العربي .. عززت روح المواطنة في المنطقة العربية
- كيف سنكافح الفساد في سورية؟
- الفساد في سورية
- يتهمون شبابنا الذي يشارك في الثورة بأنه غير وطني... بل وصل ب ...
- الاعلام العربي والثورات العربية
- استخدام اللغة الخشبية للتعامل مع شبابنا العربي
- ثورات شبابنا العربي تطالب بالاصلاح السياسي
- الفوضى الخلاقة وثورة الشباب العربي
- ثورات الشباب العربي لاسقاط الدولة الأمنية - التحرر من الخوف
- ثورة الشباب في وطننا العربي ... تطالب بمكافحة الفساد..
- ليبيا تتعرض لخطر الانقسام، خطر الحرب الاهلية، وخطر التدخل ال ...


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية حسن عبدالله - الدولة المشخصنة