ليل طويل في غابة النحل

زيتوني ع القادر

الحوار المتمدن-العدد: 3373 - 2011 / 5 / 22 - 16:00
المحور: الادب والفن
    

ليل طويل في غابة النحل
Longue nuit dans la foret des abeilles
Edna Marysca.Mery Apinda


يحدث احيانا.. ليلا... ان ينغمس القمر في الحزن لان النجوم ترفض اللمعان..فيقترب بهدوء وبصوت صاف,يطلب من البومة القابعة على غصن ان تحكي له حكاية وهنا تتقمص البومة دور الراوي وتحكي لصديقها القمر مثل حكاية هذه الليلة فاسمعوها:

منذ زمن قصير دخلت غابة النحل في ارتباك وخوف..فدعا القرد(كالي) الى اجتماع طاريء.
ونطق:
-ايتها القرود الصديقة ان الاعمار تنمحي وتفنى وقد كبرت لذا قررت التنازل عن العرش.
+اه؟؟
صاحت القردة: هل مر الوقت بهذه السرعة؟
-نعم اصدقائي لقد مرت سنون وانا اميركم واعتقد انه حان الوقت لاتقاعد قبل ان يبدا تفكيري يختلط.
صاحت القرود:
-اه هل انت متاكد من صحة قرارك؟
نحن نقدرك دائما يا كبيرنا ونعتقد انك لا تقودنا الا للخير.
-ايها الاصدقاء يجب ان نعرف كيف نتنحى بشرف .الا تريدون لي ذلك؟؟
+اه يا كبيرنا لقد فهمنا وقدرنا قرارك.
-اذن لقد جمعتكم لاعلن لكم انني اخترت من اقترحته لخلافتي.
+اذن من هو هذا المحظوظ ؟هل لنا ان نعرفه؟
-ان الامر يتعلق باحد اكن له كثيرا من التقدير والاعجاب.
+اه يا كبيرنا قل لنا الكل.
-ان الامر يتعلق ب (ليسي) الدودة.
+لا
ردد قرد في ركن : فعلا يحق القول بان (كالي) كبيرنا بدا يخرف.
وصاح اخرون:كيف؟؟ هل هذا ممكن؟؟ ان (ليسي) دودة؟؟
-ولكنها صديقتي وهي مخلوقة ذكية جدا.
+اه يا كبيرنا احفظ احترامنا ومن الاحسن ان ننصرف لننام.
ايده اخر:
اعتقد اننا كلنا في حاجة الى نوم واعتقد كما تعتقدون جميعا ان قائدنا المحترم تاثر بموت ابنته(لبنة)..ترحماتنا لها يا (كالي) لقد فقدناها كلنا..
انزل (كالي) دمعة لقد كانت (لبنة) ابنته الوحيدة.. لؤلؤة عينيه..شمسه وسكر موزه..كان يحبها كثيرا.. للاسف حدث ذات مساء ان هبت ريح قوية فشوهت وجهها الجميل فانطرحت ارضا واغمضت عينيها الى الابد...عشرون وقمر بعد ذهاب روحها بكت غابة النحل ولا تزال...
-اصدقائي ان قراري اتخذ عن روية لقد فكرت في ترك مكاني ل (ليسي) وغدا عند بزوغ الفجر ساذهب لاعلمها.
تدخل ( ايسوبي) القرد:
+اصدقائي امامنا الليل لنفكر في الامر وغدا سيكون في امكاننا فهم قرارات كبيرنا لنذهب الى النوم وموعدنا غدا هنا ....ليلة سعيدة
تفرق الجمع في سكون لجا (كالي) الى وكره وغنت النجوم مهدهد نوم القردة.
في الجمع كان هناك واحد لم ينم تلك الليلة انها (ولية) القردة الاكثر ذكاءا فمعها لا يمكن ان تنطلي مثل هذه الحيلة.. دودة تقود جمعا من القردة؟ لذا يجب عذرها في عدم نومها اللية.
صعب عليها النوم ولم تغمض لها عين:
سامشي على اطراف البركة في البحث عن هذه الدودة يجب ان تقنعني بذكائها لن انام مالم تفعمني....من غصن الى غصن وصلت الى اطراف الغاب في المكان الذي ترك السيل اثارمروره من الطين:
((ابحث عن الجميلة (ليسي) ابحث عن الكييرة (ليسي) لقد سمعت (كالي) يتكلم عنها انا هنا للقائها وتهنئتها هل تعرفون اين اجدها؟؟)).
توقفت (ولية) لتردد انفاسها ..كان عليها ان تخدع هذه المخلوقة لتظهر امامها..
اواه هل تعرفون اني مصرة على لقاء(ليسي)؟
الحت ولية.
-اسكتي واقتربي:
وشوش صوت ات من نبتة معطرة بروائح المساء.
توقفت لتسمع (ليلي)(التي اكدت لها ان (ليسي)- تختبيء.
-ان اخبار اجتماعكم انتشرت لتحذرنا ان حياة (ليسي)- في خطر.
وقفت ولية- مفجوعة:
كيف ...في خطر؟؟
-لقد اعلمنا بان كبيركم (كالي)- جعل من (ليسي)- خليفة له... قولي ما هو القرد -وانتم الحيوانات الذكية- يقبل ان يحكم من دودة؟؟قولي لي ؟؟
لقد علمت(ليسي)- ان الكثير منكم به رغبة لسحقها ولهذا قررت الاختفاء...لا استطيع ان اقول لك اكثر.
الى اللقاء.
+ليلة سعيدة : لقد وجدتك جميلة وتابعت ولية –طريقها..
وقادتها الاقدار الى لقاء( سكار)- الحلزون صديق(ليسي)-
-مساء الخير ايها القرد ما الذي قادك الى هنا الم يبق موز بمنطقتكم؟؟
+توقف عن هذيانك يا صديقي انا في مهمة خاصة.
سدد لها سكار—نظرة حذرة:
-ساميحيني لا اعتقد انني قادر على تقديم أي خدمة لك .
انا لا اعرف لا من قريب ولا من بعيد ليسي- الى اللقاء.
واندس الحلزون في قوقعته.
اقتربت ولية- من الحلزون ودحرجته قليلا:
-لا تختفي الكل يعرف انكما ابناء عمومة. اخرج ايها القذر.
+لقد صدقت ليسي- صديقتي واعرف انكم تريدون هلاكها وحتى لو تعرضت للتعذ يب لن اقول لك بانها تختفي تحت هذا الحجر الابيض؟؟
ضحكت ولية- وتركت الحلزون يرتعد خوفا..
اقتربت من الحجر الابيض مدركة ان ليسي- ستختبيء تحت ورقة ميتة .
نفخت على الورقة فطارت.
-والان يا (ليسي) ما عندك من خصوصيات حتى تجعلين كبيرنا صاحب العادات الجميلة يفكر في ان تكوني خليفته؟؟
دافعت (ليسي) عن نفسها وتعبت:
-لم اطلب شيئا دعيني انام دعيني استريح.
+اعتذر عن تصرفاتي ولكنني قررت ان اعرف سرك قبل طلوع النهار.
-عن أي سر تتحدثين؟
-لا بد انك تملكين سرا حتى يفقد(كالي) عقله ويقترحك لقيادة القردة
هي (ليسي) تكلمي انا في انتظارك.
-يا صديقتي القردة لقد جائني كبيركم منذ زمن بعيد واقترح علي هذا الامر لم اكن املك الشجاعة لرده غدا ساكون حاكمة عليكم يجب ان تقتنعي بهذا الامر ليلة سعيدة..
وقفت القردة مشدوهة بما سمعت ولكنها لم تقبل الهزيمة.
نفخت من جديد على الدودة سعلت هذه الاخيرة وصاحت:
-هل يمكنني النوم؟
+لا
ردت (ولية).
اعطيني سببا واحدا ليضع فيك (كالي) كل هذه الثقة؟
ضجرت الدودة ولم تتكلم.
اردفت (ولية)
انت لا تثيرين أي اعجاب بالنسبة لي.تكلمي او اكسرك.
-لا ..لا ..اعتقد ان قردا بجمالك يغامر بتلطيخ يديه بمياه دودة مثلي؟
ادركت (ولية) ان ليسي ذكية فهي على حق اذ لم تكن لها رغبة بهذه الفعلة .
سكتت مدة ثم نطقت:
-ابدا لن تحكمي القردة وانت تعرفين ذلك.... أي قرد يقبل ان يحكم من قبل حيوان بطيء زاحف مثلك؟؟
لم يثير هذا الكلام الدودة فقالت:
-صديقتي القردة انك مزعجة ليلة سعيدة.
+دودة صديقتي هل رميت (كالي) بشيء من افرازك؟؟
-لا تفكري في هذا انا لا استعمل هذه الاساليب.
+اذن افيديني.
الحت القردة.
سعلت الدودة وبدات:
لقد تراهنت مع كبيركم وهزمته وهو قرد يحترم كلمته لذا ترك لي كرسيه لانه يعرف بانني اذكى مما كان يعتقد؟
-ما هو هذا الرهان؟
-ان كبيركم سخر مني ذات يوم قلت له سابني منزلا .فرد بانني بطيئة لدرجة انني لن اتمكن من بناء منزل يوما.
-وبعد؟؟
-لقد اكدت له : ان من يذهب بطيئا يصل اكيدا.
وبنيت منزلي ولذا كان معجبا باصراري, صبري وقوة عزيمتي واعتقد انها خصال تنقصكم معشر القردة؟
-انت تهذين لم يعرف عن (كالي) احتقار الاخر وكان يحترم كل الحيوانات.
-ولكنه استهزا بي واحتقر قدرتي يوما ..... وغدا ساكون ملكتكم.
ليلة سعيدة.
لقد كانت تلك الليلة اطول ليلة في حياة (ولية).. في منامها كانت تسمع (ليسي) تضحك.. لقد تخيلتها تستهزا بهذه القردة الغبية التي تقبل ان تحكم من دودة... لقد كانت ضحكات (ليسي) خارقة عميقة لدرجة ان (ولية) كانت تصيح كمخبولة وبدون وعي:
لا ...لا...هذا مستحيل.
وبعد....
طلب القمر المتحفز لمعرفة نهاية الحكاية.
ضحكت البومة وادلت:
((ولية حلمت هذه الحكاية.. هي كوابسها... لم تتولى ابدا الدودة قيادة القردة ولكن القصة كانت درسا قيما لقردتنا.. فمنذ تلك الليلة تعلمت انه يجب احترام الاخرين مهما كان حجمهم.. وتاكدت بانه لا يجب ابدا استعمال (التحكيم) استنادا الى القوة.

#زيتوني_ع_القادر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات