أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - *الروح العسكرية والجذور الفكرية للمحافظين الجدد















المزيد.....

*الروح العسكرية والجذور الفكرية للمحافظين الجدد


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 1006 - 2004 / 11 / 3 - 11:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


من المعروف أن قانون الاستقطاب الرأسمالي بصفته القانون الآرس في الطور الجديد من التوسع الرأسمالي يشترط تقسيم العالم سياسيا" وجغرافيا" بين التكتلات الاقتصادية الكبرى حيث تشكل اعادة التقسيم السمة الحوهرية للمرحلة المعاصرة من التشكيلة الرأسمالية المعولمة.
ــ بهذا المنحى تعمل الاحتكارات الدولية على اقامة أشكال جديدة من الترابط والتشابك مع الدول الوطنية خاصة في مجال الهيمنة على الثروات الوطنية بما يكفل حرية حركة رأس المال المدول وفرص استثماره وصولا" الى بناء أسواق إقليمية تابعة.
ــ بهذا الإطار تسعى الليبرالية الأمريكية المفروضة بالقوة الاقتصادية / العسكرية الى إحداث تغيرات هيكلية في مواقع القطاعات الاقتصادية الوطنية لغرض تسريع عملية الحراك الاجتماعي لصالح القوى الطبقية الناهضة في هذه البلدان والمتشابكة مصالحها مع مصالح الشركات الاحتكارية.
ــ رغم الخطوط العامة لمسار الحركة التاريخية المعاصرة لتوجهات رأس المال المعولم إلا أن المراكز الرأسمالية تسعى الى حيازة مواقع قيادية في الاقتصاد العالمي بمستوياته الثلاث الوطنية الإقليمية الدولية.
ــ انطلاقا" من تلك الموضوعات يمكن قراءة الاستراتيجية الأمريكية المرتكزة على الضربة الاستباقية بمنظار أشمل من ذرائع الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل .
قبل التعرض الى أهداف الاستراتيجية الأمريكية المسماة ( استراتيجية الأمن القومي ) دعونا نلقي الضوء على عناصرها التي أشار ا ليها رامسفيلد قبل إقرارها من قبل الكونغرس الأمريكي.في مقالته الموسومة ( ما بعد هذه الحرب ضد الإرهاب ) والتي لخصها بالتالي : ــ
ــ تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية للحلفاء والأصدقاء على الوفاء بالتزاماتها الأمنية.
ــ حمل الخصوم المحتملين على التخلي عن تبني برامج أو عمليات قد تهدد المصالح الأمريكية ومصالح حلفائها وأصدقائها.
ــ ردع العدوان والقهر بواسطة المضي قدما"في تطوير قدراتنا المتعلقة بالتصدي الحازم للهجمات وبفرض عقوبات شديدة على المعتدين.
ــ إلحاق الهزيمة الحاسمة بأي خصم إذا لم تنفع الخطوات السابقة.
وأخيرا" يشير رامسفيلد الى أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب المحافظة على التفوق العسكري.( 1).

بعد استعراضنا لعناصر الاستراتيجية الأمريكية يواجهنا السؤال التالي: ما هي الأهداف الحقيقية الكامنة وراء عقيدة الضربة الوقائية ؟ للإجابة على التساؤل المذكور لابد من الإشارة الى أن معاهد البحوث الإستراتجية الأمريكية واستنادا" الى التغيرات الدولية تحاول وبمساعدة الضربة الاستباقية تحقيق الأهداف التالية: ــ
ــ إجهاض مستلزمات ظهور مراكز رأسمالية جديدة فاعلة على صعيد السياسة الدولية الإقليمية. بمعنى إعاقة حرية الدول الناهضة من بناء علاقاتها الاقتصادية واختيار تحالفانها السياسية.
ــ حصر النزاعات بين المراكز الرأسمالية من جهة, وبين الدول الوطنية من جهة أخرى لغرض اعادة تكييف اقتصاديات دول الجنوب المتخلف بما يتوافق ومصالح رأس المال المعولم.
ــ هيكلة اقتصاديات الدول الوطنية الداخلة في المجالات ( الحيوية ) للأمن الأمريكي وربطها بأسواق إقليمية تابعة للاحتكارات الأمريكية.بعد المشاركة في ثرواتها الوطنية.
إن الضربة الاستباقية والأهداف الاقتصادية / السياسية التي تسعى الإدارة الأمريكية الى تحقيقها يجري تنفيذها في العراق بعد غزوه واحتلاله باعتبار أن ذلك التطبيق يعد تمرينا" فعليا" لاختبار صلاحية الاستراتيجية الأمريكية في الظروف التاريخية المعاصرة.
لقد شكل العراق في حقبته الديكتاتورية نموذجا" مشجعا" لتنفيذ الضربة الاستباقية و حقلا" خصبا" لتعزيز التوجهات الأيديولوجية اليمينية المتطرفة في الإدارة الأمريكية انطلاقا" من عدة مواصفات منها: ــ
ــ النزعات التوسعية للديكتاتورية ونبرتها القومية المتطرفة التي تمثلت بالحروب المتواصلة مع دول الجوار وما حمله ذلك من تهديد كامن على مصادر الطاقة في مناطق حيوية للاستراتيجية الأمريكية.
ــ تحول الدولة العراقية وسلطتها السياسية الى دولة بوليسية تتلون في ممارستها السياسية نزعتي التنكيل والإرهاب ضد مكونات تشكيلتها الوطنية القومية / الدينية/ السياسية الأمر الذي جعل الديمقراطية السياسية مطلبا" وطنيا" عراقيا" يتماثل والدعوة الأمريكية الى الديمقراطية وحقوق الإنسان..
ــ الثروات النفطية والمواقع الإستراتجية التي تتمتع بها بلاد الرافدين حيث تمثل السيطرة على العراق منطلقا" لإعادة رسم الخارطة السياسية / الاقتصادية لمنطقة الشرق بما يضمن هيمنة الاحتكارات الأمريكية على الثروات البترولية واستبعاد المنافسة الدولية.
ــ شكل احتلال العراق منطلقا" لمحاصرة المراكز الإقليمية الناهضة ـ إيران, السعودية, سوريا, مصر ـ بما يضمن إجهاض تحالفانها السياسية الاقتصادية الإقليمية والدولية ( 2 ).
إن مواصفات العراق النموذجية وتشابكها مع المصالح الاستراتيجية هي التي أغرت الولايات المتحدة الأمريكية على تطبيق الضربة الاستباقية فارضة بذلك عقيدتها التوسعية الرافضة لقوانين الشرعية الدولية.
إن الضربة الاستباقية التي جرى اختبارها في العراق تتلازم وسمات أيديولوجية أخرى نحاول رصدها واستنباط ملامحها من الإجراءات السياسية الاجتماعية التي قامت بها سلطة الاحتلال في العراق.
من الوقائع الثابتة أن الفكر اليميني السائد في الإدارة الأمريكية تتجاذبه أفكار ليبرالية, تصورات دينية, وموضوعات راديكالية (3). بكلام آخر لقد نتج هذا الخليط المشوه لفكر القيادة الأمريكية انطلاقا"من تزاوج الإرث النظري السياسي التي حمله الطاقم القيادي المهيمن في الإدارة الأمريكية مع النزعة العسكرية المناهضة للإرهاب في الظروف التاريخية المعاصرة.
لغرض إكساء الموضوعة المشار إليها ملموسية أكبر لابد من التوقف عند المصادر الفكرية / السياسية للفكر اليميني المهيمن في القيادة الأمريكية والتي يمكن تحديدها بــ: ــ
أولا" ــ الفكر اليميني الليكودي المتمحور حول نزعات التوسع , إدامة التفوق العسكري , والضربة الاجهاضية . وفي هذا السياق لابد من التذكير إن مفهوم الضربة الاستباقية كانت ولازالت تشكل المرتكز الأساس في العقيدة الهجومية الإسرائيلية.حيث جرى استخدامها في الحروب الإسرائيلية ـ العربية (مهاجمة
إسرائيل للقواعد العسكرية المصرية في حرب الأيام الستة عام )1967 وكذلك تدمير المفاعل النووي العراقي السلمي عام 1980 ( خشية تحول العراق الى دولة نووية ).
.ثانيا": ــ يكمن مضمون الضربة الاستباقية الفكري في كونها تصديرا" للثورة على النطاق الدولي بهدف اعادة صياغة الأنظمة السياسية للدول الوطنية بما يتلائم ومرحلة التكتلات الاقتصادية الدولية بكلام آخر تماثل الضربة الاجهاضية باعتبارها سلسلة من الأعمال العسكرية السياسية الاقتصادية الهادفة الى توطيد الهيمنة
الأمريكية وموضوعة الثورة الدائمة التروتسكية (4 )
ثالثهما: ــ الأخذ بأفكار ماركسية حول الدولة والثورة التي اعتمدتها الحركة الشيوعية في كفاحها من أجل الوصول الى السلطة السياسية. حيث أعاد الفكر اليميني المهين في الإدارة الأمريكية تطبيق هذه الموضوعة الماركسية بهدف السيطرة على العراق استنادا" الى الإجراءات المتمثلة بــ:
1 : ــ تحطيم آلة الدولة الديكتاتورية ــ المؤسسة العسكرية , الأجهزة الأمنية والمخابراتية , الجهاز البيروقراطي للدولة العراقية ــ
2: ــ نزع ملكية القوى الطبقية المهيمنة على السلطة الديكتاتورية وإعادة صياغة ملكية الدولة لصالح القوى الطبقية الجديدة.
3: ــ ظهور قوى ومصالح طبقية جديدة خارجية / داخلية مسيطرة على السلطة السياسية والحياة الاقتصادية.
خلاصة القول أن الإجراءات الاقتصادية السياسية الاقتصادية التي اتخذتها سلطة الاحتلال في العراق يمكن توصيفها ب- ( ثورة ) وفق المفاهيم الماركسية على الرغم من أن تلك ( الثورة ) جاءت بقوة عسكرية خارجية.

الهوامش


1 ــ دونالد رامسفيلد ـ ما بعد هذه الحرب ضد الإرهاب ـ الشرق الأوسط 3 تشرين الثاني 2001.وبذات السياق يشير هنري كيسنجر الى أن ) العمل الوقائي حتى العسكري جزء من تعريف التحدي ( الشرق الأوسط 7 أيلول 2002 ).
ــ أما جورج شولتز وزير خارجية أمريكا في أعوام 82 ـ 89 فيؤكد على ( أن الدفاع عن النفس أساس فعال للعمل الوقائي ) ــ نفس المصدر
ــ ملاحظة جرى إقرار استراتيجية الأمن القومي في أيلول عام 2002
2: ــ وجه الرئيس الأمريكي في 6 تشرين الثاني 2003 نداء" الى الشرق الأوسط لتسريع الإصلاحات الديمقراطية ومن الجدير ذكره أن هذا النداء جاء مكملا"لمبادرات أخرى منها مبادرة ( الشراكة الأمريكية ) ومبادرة إنشاء منطقة تجارة حرة خلال عشرة سنوات الأمر الذي يعني أن التوجهات الأساسية للإدارة الأمريكية تسعى الى تغيير الأنظمة السياسية و(الشراكة) في الثروات الوطنية.
3 ـ تعتبر كوندا لبزا رايس مسئولة عن دائرة ( الاتحاد السوفيتي) في عهد جورج بوش الأب وقد اطلعت على الفكر الماركسي بسبب إتقانها اللغة الروسية, وكذلك يعتبر بول وولفوتز احد اليساريين في عقد الستينات أما ريتشارد بيرل كبير مستشاري وزارة الدفاع الأمريكية المستقيل فيمثل النزعة الصهيونية المتطرفة في الإدارة
الأمريكية.
4ــ مايكل ليند ـ كيف اكتسح المحافظون الجدد واشنطن ـ الثقافة الجديدة عدد 309 ـ لسنة 2003.

* المقالة جزء من بحث بعنوان التكتلات الاقتصادية وتطور العلاقات الدولية



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ـ التحالف الكبيرـ بديلاً عن الهيمنة والتفرد
- الليبرالية الجديدة ( شعارات إنسانية ) وسياسة بربرية
- النهضة الصينية وأثرها على تطور السياسة الدولية
- تدويل الوظائف الهجومية لجيوش المراكز الرأسمالية
- الرأسمالية وفعالية اليسار العربي
- الاصلاحات العربية وحرب الافكار
- اليسار الديمقراطي ومهام المرحلة الانتقالية
- العولمة الرأسمالية وتدويل الوظيفة الأمنيه
- إنحسار الفكر الاشتراكي والمنظومة السياسية لليسار الديمقراطي
- النزعة الإرهابية وسماتها التاريخية
- الإرهاب وتغيرات السياسة الأمريكية
- انتقال السلطة وازدواجية الهيمنة في العراق
- أفكار حول انتقال السطة ومهام اليسار الديمقراطي
- الليبرالية وتجلياتها في لغة اليسار السياسية
- المرحلة الانتقالية وبناء شكل الدولة العراقية
- رؤية مكثفة لقضايا شائكة
- موضوعات عامه حول الاسلام السياسي في العراق
- مكافحة الارهاب واصلاح السلطة الفلسطينية
- الشرعية الدوليه واختلال مبدأ السيادة الوطنيه


المزيد.....




- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...
- كيف اتفق صقور اليسار واليمين الأميركي على رفض دعم إسرائيل؟


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - *الروح العسكرية والجذور الفكرية للمحافظين الجدد