أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قبور.. قصص قصيرة جداً














المزيد.....

قبور.. قصص قصيرة جداً


نهار حسب الله

الحوار المتمدن-العدد: 3373 - 2011 / 5 / 22 - 13:44
المحور: الادب والفن
    


1.
بعد أن غادرتُ الانفاس الاخيرة رغماً عن شبابي وابتسامتي التي رسمتُ لها الأزل..
جاء موتي بعد تأثري برصاصة لم تكن في خدمة احد إلا الموت نفسه..
صارت جثتي بضاعة مكدسة بطريقة عشوائية حد التلف في ثلاجات الطب العدلي، بضاعة غاب اسمها وتاريخها بين ذلك الكم الهائل من البضائع المُخزنة.
نقل جثماني الى مقبرة التالفين.. مقبرة الشهداء الخالدين، حيث جثمان جيوش من الشباب الطيبين، كنت محظوظاً من بين كل الحاضرين لاني وجدت مكاناً للتخزين في قلب تلك المقبرة التي استحدثوها لاستقبال أمثالي.
إلا ان قبري لم يكن يحمل اسمي.. لعل قطعة المرمر كانت متثاقلةً من اسمي بعض الشيء.. حاولت إخراج يدي بتكلف معقد ومتعب بغية كتابة اسمي على وجه السرعة، لأكون تذكاراً عن ايامي التي لا أود ان تندثر في غيابي.
غير اني فوجئت بان يدي دفنت في قبر آخر مع اشلاء متفحمة.

2.
لسمعتي الطيبة في الحياة.. وابتسامتي التي باتت خالدة تأبى الغياب عن ذاكرة المحبين، تمكنت جثتي من المحافظة على ذلك الحب حتى بعد تفسخها مع مرور الزمن، بوصفها لم تأخذ حيزاً من المقبرة وإنما اكتفت بمساحة بسيطة جداً فضلاً عن قلة زواري من الاحباء مما حافظ على سكون المقبرة... وهو الامر الذي رشحني لانتخابات رئاسة مقبرة المهمشين.
ويوم تقرر تدقيق ملفي الخاص الذي احتفظ به حفار القبور.. تم اقصائي من الانتخابات لأن سيرتي الذاتية كان قد كُتب عليها (مجهول الهوية).

3.
بعد موتي بأيام قليلة.. تنبهت لكل من حولي من الأموات.. واستمعت لموضوعاتهم الساخنة التي كانت تشغل أفكارهم وتثير مخاوفهم منذ زمن طويل.
سمعت احدهم يقول:
-سمعنا ان في الصين تحرق الجثث وتحول الى رماد ثم توضع داخل علب صغيرة جداً وترسل إلى ذوي الجثة.
وهذا ما كان يخيفني جداً.. لأن اهلي كلهم دفنوا جواري.
وقال آخر:
-وقيل أيضاً ان الهند تبيع جثث موتاها للدول المتقدمة وذلك للخلاص منها والعمل على اجراء الدراسات الطبية وعلوم الابحاث والترشيح للمناصب العليا.
وأضاف ثالث:
-ألم تسمعوا عن دفن جثث في قاع البحر..؟
هذا الامر يخيفني حد الرعب كوني لا اجيد السباحة.
قاطعت كلام الجميع بصورة فضولية:
-مما تخشون أيها الاصدقاء.. فينا من دفنوا اشلاء، وغيرنا من ماتوا حرقاً، فضلاَ عن الاغلبية التي مزقتها رصاصات مجهولة، الى جانب الجثث التي مُثل فيها بابشع الوسائل.
ومع ان وطننا يحترم وجودنا.. ويقدس موتنا إلا اننا لا ننفع إلا لئن نكون تاريخاً للموت الجماعي، او مصدراُ نفطياً ينتظر من يسرقه ولو بعد حين، ومن الممكن ان نشكل إعلاناً انتخابياً غير مكلف لاي مسؤول حكومي..
أرجوكم التزموا الهدوء حتى لا تكونوا مشاغبين.



#نهار_حسب_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاء وردة..قصة قصيرة
- قصص (أمل والشيطان لغة الحوار زهرة قلب)
- دورس شكسبير.. قصتان قصيرتان
- كلمات قصصية قصيرة جداً
- دروس برنارد شو.. قصتان قصيرتان
- موسيقى السلاح وانسانية القلم.. قصتان قصيرتان
- التفاؤل في زمن مشؤوم.. قصص قصيرة جداً
- التعبير الصامت.. قصتان قصيرتان
- منجز وطني.. قصة قصيرة
- عصفورة في ميدان الحرب والقلم.. قصتان قصيرتان
- صور..قصص قصيرة جداً
- الباحثات عن الحب.. قصص قصيرة جداً
- دماء كنيسة سيدة النجاة بريشة فنانة عراقية
- ستة قصص قصيرة جداً
- الالوان.. قصص قصيرة جداً
- قصص خبرية ساخرة
- كلب الملك وحكمة دجلة.. قصتان قصيرتان
- عذراً ياسيدي ابليس وثوب الزفاف.. قصتان قصيرتان
- صلاة الميت.. قصة قصيرة
- ألم أم وغائبون.. قصتان قصيرتان


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهار حسب الله - قبور.. قصص قصيرة جداً