أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نهاد شامايا - اياد علاوي...قصر نظر سياسي أم تبعية مطلقة














المزيد.....

اياد علاوي...قصر نظر سياسي أم تبعية مطلقة


نهاد شامايا

الحوار المتمدن-العدد: 1006 - 2004 / 11 / 3 - 07:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان يبدأ نظام سياسي في وضع أسس جديدة،متينة، لأنظمة سياسية مستقبلية مختلفة عما كان سائدا"لمئات السنين، شيئ حسن ولكن دون الوقوع في المثالية الطوباوية التي لاتؤدي الا الى امعان الانظمة والمنظمات الراديكالية في الحفاظ على كينونتها لحد المغامرة بكل شيئ.
فأذا كان اياد علاوي يطبق ستراتيجية" فأذا بدأت فابدأ بالكمال " فذلك لخطأ ستراتيجي فادح قد يجعل العراق باجمعه ضحية لقصر نظره السياسي.
لا شك في ان النظام الديمقراطي هو من افضل اساليب ادارة البلدان سياسيا" واجتماعيا" واقتصاديا"،ومن افضل اشكال الحكم التي ظهرت عبر التاريخ لما يتضمنه من قيمة للانسان وحقوقه ووجوده بأعتباره القيمة الاسمى في العالم،ولكن كيف السبيل الى ذلك؟هل تبنى الديمقراطيات بشهر او سنة او دورة انتخابية؟؟ ان العراق يواجه الآن معركة مصيريةفاصلة بين الحياة والموت ..بين شعب يريد ان يعيش وكائنات غريبة تريد ان تموت وتدمر كل ما حولها… كائنات وحشية مريضة تدفع بها طاقة شيطانية نحو اقصى درجات الخراب لتحقيق مشروعها العدمي وان تطلب ذلك تدمير بلد وشعب عانى مدة خمس وثلاثين سنة ويلات الشوفينية البعثية التي لازالت اذنابها وبقاياها ماضية في التخريب ،والسلاح المستخدم هوالدمار، فما الذي يفعله علاوي وما هو سلاحه؟ولماذا لايزال صدام حسين يشهق ويزفر انفاسه المسمومة التي ستبقى تحث خطى القتلة نحو الهاوية؟
ماهي الاجراءات الرادعة التي يتخذها بحق الوافدين المرتزقة من الخارج للحد من قدومهم وتسللهم؟أليس العراق في حالة حرب مصيرية ويفترض به اعلان حالة الطوارئ في كل ارجاء العراق والقضاء على بقايا البعث المتمرد والمرتزقة الارهابيين الذين اعلنوا الحرب على العراق والمتعاونين معهم؟
لكن علاوي لم يقم حتى بمحاكمة هؤلاء والاقتصاص منهم بطريقة تردع من يفكر ان يحذو حذوهم.
ان الشعوب الديمقراطية لم تصل الى ما وصلت اليه بين ليلة وضحاها بل استغرق بناء الديمقراطية فيها مئات السنين ،حيث لم تمنع افكار جان جاك روسو التنويرية ثوار الثورة الفرنسية من اللجوء الى مقاصل الاعدام في الطريق نحو الديمقراطية ،ودفع الامريكان دماء" غزيرة حتى ترسخت الديمقراطية في بلادهم،ومعظم الديمقراطيات العريقة في العالم ،فكيف الحال مع بلد مستشري فيه العنف منذ مئات السنين ولحد الآن.وعلى هذا الاساس فان الاتكاء على عكاز الديمقراطية في التعامل مع الاحداث لهو خطأ ستراتيجي قديدفع بالعراق نحو الهاوية.
اقول هذا وانا بين مصدق ومكذب ان يكون البعثي القديم الذي رضع ذات الحليب الذي رضعه صدام حسين، بهذه الشفافية والليونة في التعامل مع عدو بربري لا يفهم غير لغة الموت.اذن ما الذي ينتظره علاوي؟ هل ينتظر الانتخابات وتشكيل حكومة شرعية اقامها الشعب تبدأ بتنظيف العراق وتحريره من التيارات الهمجية التي تعصف به؟اذا كان ذلك فالمنطق يقول ان كل يوم يمر دون اجراءات حاسمة فانه يقوي هؤلاء الظلاميين ويزيد عددهم ويكثر الضحايا الابرياء الذين تزهق ارواحهم بالعشرات كل يوم على يد جيش منظم قد اعلن حربه منذ زمن ويعرف ما يريد وهو سائر في طريق تحقيق هدفه.
لا يوجد اي معنى للتلكؤ في مواجهة حقيقية ومؤثرة،غير ستراتيجية التلكؤ.
واذا ما اخذنا بهذا الرأي فان علاوي ينفذ سياسة امريكية خالصة كأي جندي من جنود الاحتلال الامريكي ،دون ان يكون له حق المبادرة أو حق ممارسة دوره كرئيس لمجلس وزراء عراقي ينظر الى الامور من زاوية عراقية وطنية غيورة على العراق وشعبه ومستقبله.
والسياسة الامريكية اذا كانت تاخذ بنظر اعتبارها مصلحة العراق عشرة بالمئة فأنها تاخذ مصلحة امريكا تسعين بالمئة وما تقوم به في العراق انما هو مشروعها الخاص الذي يصب في النهاية في ستراتيجية الهيمنة المطلقة على العالم،والذي اتفق تنفيذه مع مصلحة العراقيين في التخلص من الدكتاتورية، وبالتالي فان ما يناسب المشروع الامريكي هو الذي يحصل ،وذلك ما يبرر الفوضى العارمة للوضع في العراق.
لقد اعتادت امريكا على نقل معاركها السياسية والعسكرية الى الخارج،والحرب التي اعلنتها على الارهاب بعد احداث 11 سبتمبر كان مخططا لها ان تكون خارج امريكا وبالتحديد في العراق ،قلب الشرق الاوسط.وبطبيعة الحال عندما تخطط دولة بحجم امريكا لمشروع ما فسيكون تخطيطها دقيقا" لا يحتمل الاخطاء الكبيرة وكل ما حصل ويحصل لحد لآن هو ضمن ما خطط له. كان على امريكا بعد 11 سبتمبر ان تختار لحربها جبهة مؤيدة نوعا ما لسياستها وذات موارد يمكن ان تساعد في تمويل العمليات العسكرية وذات جغرافية يمكن ان تحتوي كل قوى التطرف الاسلامي الارهابية التي اعلنت بدورها حربها على امريكا وفي الوقت نفسه تبسط هيمنتها العسكرية على كل الشرق الاوسط.
فحل الجيش العراقي لم يكن خطأ"ستراتيجيا" كما ادعت بعض الاصوات الامريكية والحدود السائبة كذلك،فكيف يمكن تجميع الارهابيين في العراق اذا كانت الحدود آمنة ومحمية ومن ثم القضاء عليهم بأيادي عراقية ودماء عراقية مع طوابير من الضحايا الآمنين
،مقابل دعم لوجستي امريكي وجيش محصن تحصينا" فائقا".
المشروع الامريكي في العراق سيطول حتى بعد نجاح الانتخابات في العراق،وفي كل يوم يمر سنجد ضحايا جدد يخسرون فرصة الحياة التي لا تتكرر وسيبقى العراق على كف عفريت ما لم ينظر الى الامور بعيون عراقية خالصة تنهض بالعراق الى الديمقراطية وبأقل الخسائر.



#نهاد_شامايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نهاد شامايا - اياد علاوي...قصر نظر سياسي أم تبعية مطلقة