الإسلاميون و ثورات الشعوب العربية أخوة أعداء؟

عدلي جندي

الحوار المتمدن-العدد: 3372 - 2011 / 5 / 21 - 20:26
المحور: المجتمع المدني
    

بعدما ثارت الشعوب العربية الإسلامية ضد حكامها الطغاة وتمكنت الجموع من تنحية رئيسين_زين التونسي ومبارك المصري_ وفي طريقها إلي تنحية آخرين أظهرت الحركات الإسلامية حقيقة أهدافها السياسية وتمسكت بأن تمثل هي وجه التغيير ....!!!وأي تغيير يمكن لها أن تمثله نحو الأفضل وهي بجميع طوائفها قد وضعت المجتمع المصري علي حافة التفكك والطائفية وقامت بما لم تقوم به أي قوي أجنبية_ قوي كانت تحتل مصر أو حتي تدخلت في حكم مصر بطرق غير مباشرة كمساعدة وتأييد حكامها السابقيين _ في زرع الضغينة والإنقسام ما بين أفراد الشعب بمختلف أطيافه ومعتقداته من صوفية أو قبطية أو شيعية أو علمانية ليبرالية وفي خلال فترة زمنية وجيزة و قياسية من ناحية فرض سلبياتها علي الشارع المصري والذي يعد بكل المقاييس العالمية أسرع الطرق فاعلية في تدمير المجتمعات الحضارية والتاريخية مجتمعات لم تتأثر كثيرا بأعتي الإيدولوجيات الشمولية اليسارية أو حتي الرأسمالية الرجعية بل حافظت علي تماسك شعبها وتناغم طبقاته ومعايشة كل تلك التحولات بثبات وتلاحم عجيب ما بين غالبية طبقات الشعب وأما اليوم وفي سيطرة حركات الإسلام السياسي علي الساحة الشعبية رأينا الإنقسام والتمزق والإجرام بحق الآخر ولأسباب جد واهية_إمرأة تغير من عقيدتها أو مبني يتحول إلي كنيسة أو حديث لمتطرف ديني_ ولا تقاس بأي حال من الأحوال بأنها حوادث كارثية فالغوغاء أصبحت هي لغة تلك الجماعات الدينية ولم تعد لهم نظرة مستقبلية جدية لبناء الثقة أو حتي تجاوز المحن بل كل هموم تلك الجماعات هي في نظرية فرق تسد وأما مصر فلا تهمهم كثيرا لا إقتصادها الخرب ولا توقف عجلة الإنتاج بكل ما تحمله هذة الكلمة من معني للإنتاج الصناعي أو الزراعي أو السياحي أو حتي الثقافي والعلمي والتعليمي وعلي كل من يستهين بكل تلك العوامل الإنتاجية مجتمعة دون التهوين من عامل واحد إنتاجي كالسياحة مثلا_وهي صناعة مهددة بالتوقف نتيجة سيطرة جماعات الإسلام الساسي ونظرتهم المنغلقة إلي تلك الصناعة كنوع من الإثم _ أن يعرف تماما ان ضرب السياحة في مقتل لا يمثل فقط طبقة المنتفعين من رجال الأعمال لأن صناعة السياحة صناعة هائلة تشمل التسويق وتقوم بها شركات يعمل بها الآلاف و وتشمل أيضا وسائل النقل بعمالها وموظفيها ووسائل الترفيه ولا يجب علينا أيضا إغفال الساحة الثقافية والدينية وهكذا من مستلزمات صناعة السياحة والتي تعتبر من الصناعات قليلة التكلفة وسريعة الدوران ولكن عائده ضخم جدا قياسا بالمشاريع الصناعية الأخري طويلة المدي وتكاليفها فوق طاقة دول كالدولة المصرية في أحوالها الراهنة وعجزها المالي الرهيب وكل تلك السلبيات الناجمة عن سيطرة جماعات الإسلام السياسي يؤثر بالسلب علي أحوال مصر و تماسك شعبها وتآلف مكوناته من أجل خير ورخاء وسلامة مصر ولن أذكر الأمثلة لأن كل وسائل الإعلام المحلية والعالمية قد أذاعت تفاصيلها ووقائعها ولم تعد التاثيرات السلبية لتلك الحركات الدينية الإسلامية بمعزل عن الدراسات العالمية وكيفية مواجهة تداعيتها السلبية علي السلام الإجتماعي وحقوق الإنسان والمساواة و ليست فقط علي مجتمعات الغرب ولكن علي مجتمعاتها بإشعال نيران الطائفية وتمزيق المجتمعات وللأسف آخر تلك الحركات قامت في سوريا بإعلان إمارة إسلامية وكأن الشعب السوري قد قامت ثورته لا من أجل الحرية والديمقراطية ولكنه فقط يريد تغيير نظام الحكم من ديكتاتورية سياسية إلي أوتوقراطية دينية وعلي رأي المثل المصري وأبوسك منين يا بخرة فلا الشعب يمكنه حصاد نتائج ثورته بكل التضحيات والشهداء لأن الحركات الإسلامية ستقوم بالإستيلاء حتي علي دماء شهداء تلك الثورات من أجل الحرية والديمقراطية إلي شهادة في سبيل الله ولذا من حق تلك الجماعات الغير وطنية أن تحكم بالغدر وتفرض بالقهر كل ما تراه من وجهة نظر عقائدية دون الوضع في الإعتبار شركاء وطنهم من مختلف الديانات أو الطوائف الأخري ليظل الحكم في أيدي غير أمينة علي الديمقراطية ولا تعترف بالتبادل السلمي للسلطة لأن الحكم بأسم الله لا يجب أن يتنازل لمن يحكم بإسم قوانين العقل والحق والمساواة وعلينا جميعا مواجهة تلك العصابات بكل حزم وسرعة وجدية

#عدلي_جندي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات