أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد عادل زكى - كيف يرى محمد دويدار عملية قتل إبن لادن؟ 3















المزيد.....

كيف يرى محمد دويدار عملية قتل إبن لادن؟ 3


محمد عادل زكى

الحوار المتمدن-العدد: 3371 - 2011 / 5 / 20 - 17:45
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


6- قوة الولايات المتحدة الأمريكية في المجتمع الدولي المعاصر: لا شك في أن الولايات المتحدة الأمريكية تمثل (إذا صرفنا النظر مؤقتاً عن تناقضاتها الداخلية والتناقضات بين رؤوس الأموال الدولية) الدولة الأقوى اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً في المجتمع الدولي حالياً (علماً بأن هذه القوة تنقص بقدر ما لدى الطرف الذي يواجهها من عزيمة وإصرار وقدرة على تعبئة إمكانياته التنظيمية والمعنوية والطرق التي يمكن أن يستخدمها الأقل قوة في مواجهة القوة الغاشمة). ولكن هل يعني ذلك أنها تتمتع بالقوة التي تمكنها من إخضاع العالم والسيطرة عليه دون منازع؟ نحن نميل إلى أن تكون الإجابة بالسلب.
تتمثل الفكرة المحورية في أن الولايات المتحدة الأمريكية تمثل قمة النظام الرأسمالي الدولي في لحظة تاريخية استفردت فيها الرأسمالية بالبشرية، فكان الأداء غير المقيد لقوانين حركتها، أداءً يبرز الحدود التاريخية لها بتعاظم الاستقطاب الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بين القلة في عالم رأس المال والغالبية المنتمية إلى عالم العمل مع الإزاحة المستمرة لما كان يمثل الطبقات المتوسطة في التركيبة الاجتماعية الرأسمالية. وقد تحقق كل هذا عبر التمركز المتزايد الحدة والسرعة لرأس المال الدولي عبر اندماجات الاحتكارات الدولية العملاقة إلى درجة تبرز الحدود التاريخية لكفاءة رأس المال في أدائه الاقتصادي والسياسي.
اقتصادياً يبرز الأداء أن 50% أو يزيد من حالات اندماج الاحتكارات الدولية ينتهي إلى الفشل لأسباب عدة أهمها "التناقض الاجتماعي/الثقافي بين من يحتويهم مشروع اقتصادي واحد أصبح أكبر من أن يدار بكفاءة، حتى من وجهة نظر الربح".( ) وأن الهوة في اتساع مستمر بين طرفي الهرم الاجتماعي (بين قمته وقاعدته) فيما يتعلق بتوزيع الثروة والدخول، ومن ثم مستويات الحياة، وما يمثله ذلك من استبعاد اقتصادي واجتماعي متزايد لمليارات البشر، استبعاد يتبلور يومياً في مزيد من الفقر والمرض والتشرد. وهو ما يعني وصول تناقضات لا تؤدي إلا إلى حد يبرز للغالبية من أفراد المجتمع الدولي أن الانجازات التكنولوجية الهائلة للنظام لا تؤدي إلا إلى المزيد من التعامل اللاإنساني مع القوى الاجتماعية الأخرى. ويكاد يقتصر الأداء الكفء، من وجهة نظر هذه الغالبية، في التطوير المتسارع لأجهزة الحرب وأدوات الدمار والتشريد( ).
وسياسياً، يدفع الجبروت الاقتصادي والعسكري للولايات المتحدة الأمريكية، وبجانبها بعض دول الغرب الرأسمالي، إلى نمط من التعامل السياسي مع بقية دول العالم يتحقق من خلال غطرسة القوة، والاستعلاء على الآخرين، وتعطيل آليات المؤسسات الدولية إلا إذا استخدمت لتحقيق أغراضها، والغرض السوقي لما يحقق مصالح رأس المال وخاصة كبرى الاحتكارات الدولية، وعدم الاكتراث بمشاكل الشعوب ولا بآلامها ولا بكرامتها. من هنا جاء التراكم الكمي "لعدم الترحيب" من جانب الغالبية من أفراد المجتمع الدولي بما يحدده رأس المال الأمريكي من دور للولايات المتحدة في الحياة الدولية. وفي العدد الأكبر من بلدان العالم يتطور عدم الترحيب إلى نوع من "الكراهية" الكامنة. كراهية تنجم في رأينا لا عن اختلاف في العقيدة أو الإثنية وإنما عن رفض ومعارضة لسياسات القهر الاستعماري بصوره المختلفة: الاقتصادية والثقافية والسياسية، تضمن الولايات المتحدة استمرارها بما لها من قواعد عسكرية برية وبحرية وعائمة وصاروخية في المناطق المختلفة من العالم. والولايات المتحدة تصر هنا، بغباء لا تحسد علية ، علي أسلوب أستفزازي من اساليب الأستعمار القديم ، وهو أسلوب الاحتفاظ بقواعد عسكرية علي أرض الشعوب الأخري.
وتجدد الولايات المتحدة بأن تفرض علي بعض أبناء هذة الشعوب" المناورات العسكرية المشتركة "..( تمارس حتي أوقات أشد عدوانياتها الشرسة علي هذه الشعوب). لهذا الرفض لسياسات القهر الأستعماري دوافع مختلفة في المناطق المختلفة من العالم ، أبرازها الأن في مناطق العالم العربي وجزء كبير من أسيا وأفريقيا، بل وأجزاء من أوربا، الدافع الديني. ونقول أبرزها ولا نقول أوحدها نظراً لتاريخ طويل من جهود بذلها الغرب الرأسمالي ، تسانده في كثير من الحالات الأنظمة السياسية المحلية ، في ضرب التيارات الفكرية الأخري . ويأتي هذا الرفض السياسي العارم، الساكت أحياناً والصارخ أحياناًًاخري، في خضم حدة تناقضات النظام الرأسمالي وماتفرزه أقتصادياً وأجتماعياً.
نحن نجد في هذا الرفض من جانب الغالبية المحدد الرئيسى لمحدودية قوة الولايات المتحدة في قدرتها علي السيطرة علي المجتمع العالمي دون منازع ، دون أن ننسي ما يمثله هذا الرفض من قوة لاجمة حتي للأنظمة السياسية التي تتحالف ( عشقا أو كرها ) مع الولايات المتحدة وبقية الغرب الرأسمالي. فاذا أضفنا إلي ذلك القوي الأجتماعية العريضة في مجتمعات الغرب الرأسمالي التي تبلور صراعها في السنوات الأخيرة ضد رأسمالية " العولمة أو ما يسمونها"عمولة الأحتكارات الرأسمالية الدولية"علي النحو الذي يفصح عن نفسه فى تحركات هذه القوي عند كل أجتماع لممثلى الأحتكارات الدولية ، وفي تحركاتها الأخيرة ضد الحرب التي تشنها الولايات المتحدة الأن في وسط أسيا بأسم مكافحة الإرهاب .
والواقع أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تستطع في العشر سنوات السابقة التالية علي أختفاء الأتحاد السوفيتي ان تخضع كل العام او حتي تهيمن عليه بمفردها . ويمكننا أن نتدبر الشواهد التالية علي ذلك :
ــ تراجع المركز الرئيسي السياسي للولايات المتحدة في أمر شن الحروب التي تري أشعالها محلياً في مناطق مختلفة من العالم: فقد قامت بحرب الخليج الثانية بغطاء دولي، وقامت بحرب البلقان بغطاء"حلف أطلسى"وتقوم بحرب وسط أسيا الان بدون غطاء دولي، وذلك رغم المساندة الفعلية لبعض دول الغرب والمترددة لبعض دول أخري ليست من الغرب والقسرية لدول أخري من الشرق، نقول رغم المساندة " لتحالف " تسعي الولايات المتحدة إلي فرضه علي عباد الله بأسم"تحالف العدالة المطلقة"الذي كان من اللازم تصحيحه،جل من لا يغفل، ليصبح تحالف الحرية إلي الأبد. وبقدر ما تتوجه"حرية "هذا التحالف"نحو"الأبد"هي تبتعد عن شعوب العالم .
ـــ محدودية كفاءة جبروت المؤسسة الأمريكية كما أظهرها الحدث في 11/9/2001 : فرغم ضخامة الحدث وجسامته ، كما رأينا ، غابت فعالية أجهزة المؤسسة ( العلنية والسرية ) أثناء التحضير له وأثناء تنفيذه ، وشلت الأجهزة عقب التنفيذ . وترنحنت وتخبطت في فترة ما بعد الشلل ترنحا جعل تصرف القيادة بعيداً عن عقلانية الانجاز العلمي للبشرية وأنسانية الانجاز الحضاري لها.اللهم إلا إذا تمثلت الحقيقة فى ضلوع بعض الأجهزة المحورية للمؤسسة الامريكية الحاكمة في التخطيط للحدث وتنفيذه . وعلينا ان ننتظر لبعض الوقت لمعرفة مدي ما ستوصل أليه " الكفاءة " العسكرية في الاحداث الدائرة الان في وسط أسيا .
ـــ مابرز ، عندما سارعت المؤسسة الحاكمة الأمريكية في عدم تحديد "العدو" وأعلان الحرب عليه ، من أحتياجها الموضوعي الشديد لأدخال دول " عربية " وأسلامية " في التحالف ضد الإرهاب نظراً لأحتياجها للأمكانيات المكانية والمادية لهذه الدول وحتي لا تفسر حربها ضد البلد " الأسلامي " أو " العربي " بانها حرب دينية تزيد من أشتعال غضب شعوب هذه البلدان، وهو غضب يعبر في الواقع ، كما رأينا ، عن رفض لسياسات الولايات المتحدة الاستعمارية .
ــ ماهو ثابت الأن بوضوح هائل يفضح عجز " جبروت " المؤسسة الأمريكية الحاكمة عن أعطاء المواطن الأمريكي ، بل مواطني كل بلدان الغرب الرأسمالي ، الأحساس بالأمن وبين عدوانية رأس المال الأمريكي تجاه الشعوب غير الغربية ومحدودية كفاءة أجهزته في داخل الولايات المتحدة يعولم رأس المال الأمريكي غياب الامان . ونصبح كلنا في الهم شرقاً وغرباً.
تتجه المؤسسة الحاكمة فى الولايات المتحدة نحو عولمة سياسة أمنية تسعي إلي أن تطول الجميع في كل أنحاء العالم، بصفة مباشرة وعبر اجهزة الدول الأخري: لتحد من الحريات سياسياً وقانونياص وتقيد حركات الأشخاص والأموال وتكون الحرب المعلنة أحد وسائل تحقيق هذه السياسة الأمنية بضرب البعض وترويع الأخرين، هنا كذلك تبرز جدلية الحركة،إذ تضرب اجراءات السياسة الأمنية في الصميم مستلزمات ما يسعي رأس المال الأمريكي إلي تحقيقه أقتصادياً عبر السياسة الليبرالية الجديدة لازالة العوائق امام حركته في سوق عالمية ، اللهم إلا إذا أنتهي الامر بسياسته " الأمنية " إلي فرض القيود علي حركات المستضعفين في الأرض وضمان الحركية لرأس المال الدولي .
إذا لم تكن قوة الولايات المتحدة الأمريكية بالقدر الذي يمكنها من السيطرة علي كل العالم والتحكم فيه فكيف أذن تتخذ قرارات المؤسسة الحاكمة بذاتية تجعلها تهدف إلي ذلك ؟
هوامش

( ) أنظر عرضاً لعدد من الدراسات والتقارير الخاصة بأهم حالات الاندماج الاقتصادي لكبرى الاحتكارات الدولية في ص 17 من: Blian du monde, 2000, Le monde Di plomatiques, Paris, 2000.
وأنظر عرضاًَ آخر مع تعداد لأهم حالات الفشل في السوق الدوية، ص 178 – 179 من Blian du monde, 2001, Le monde Di plomatiques, Paris, 2001.
( ) تشهد خريطة العالم اليوم صراعات مسلحة وبمستويات مختلفة لاستعمال السلاح: 20 حرباً أهلية، 12 صراعاً دولياً في مواقع محددة، 13 بؤرة لاضطرابات داخلية خطيرة و17 حركة انفصالية بوسائل غير سلمية. يضاف إليها الآن الحرب الإسرائيلية / الغربية الدائرة في فلسطين والحرب الأمريكية / الغربية الدائرة في وسط آسيا. وينتج عن هذه الحروب وبؤر الصراع إزاحة السكان وتحويلهم إلى لاجئين، أحدثهم ما تضيفه الحرب الدائرة الآن في أفغانستان إلى لاجئي الحروب التي كانت دائرة فيها منذ بداية الثمانينات.



#محمد_عادل_زكى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يرى دويدار عملية قتل إبن لادن؟ الجزء الثانى
- كيف يرى محمد دويدار عملية قتل إبن لادن؟
- الموجز فى التكوينات القبلية فى السودان
- هوجو تشافيز والنفط وأوبك
- فنزويلا: التاريخ والجغرافيا والإقتصاد
- الصراع العالمى على الزيت
- الموجز فى تاريخ السودان الحديث
- نقد موضوع الإقتصاد السياسى عند محمد دويدار
- إعادة طرح موضوع الإقتصاد السياسى كعلم إجتماعى
- التسرب فى دول النفط
- أزمة دارفور. كيف يراها رجال مؤسسة الحكم فى الخرطوم؟
- كارل ماركس (العظيم الآخير)
- لماذا إنفصل جنوب السودان؟
- الإقتصاد السياسى للمشروع الإستعمارى الإستيطانى الإسرائيلى
- المختصر فى العمل المأجور والرأسمال
- معالم الإقتصاد السياسى لدى روزا لوكسمبورج
- موجز نظرية القيمة لدى كارل ماركس
- ثم اما قبل!!
- مقدمة الطبعة الثانية من كتاب (الإقتصاد السياسى للتخلف)
- النيوكلاسيك


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد عادل زكى - كيف يرى محمد دويدار عملية قتل إبن لادن؟ 3