أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - الشيوعية كعلم- RCP,SA















المزيد.....



الشيوعية كعلم- RCP,SA


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3371 - 2011 / 5 / 20 - 10:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الشيوعية كعلم- RCP,USA
==================
من كتاب: المعرفة الأساسية لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية

فهرس الكتاب
1- تقديم.
2- الثورة التى نحتاج و القيادة التى لدينا.
3- الشيوعية : بداية مرحلة جديدة .
4- القانون الأساسي للحزب الشيوعي الثوري ،الولايات المتحدة الأمريكية.
5- من أجل تحرير النساء و تحرير الإنسانية جمعاء.
6- ملاحق :
أ- رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين الثوريين و كلّ شخص يفكّر جدّيا فى الثورة بصدد دور بوب آفاكيان و اهمّيته.
ب- ما هي الخلاصة الجديدة لبوب آفاكيان؟
ت- حول القادة و القيادة.
ث- لمزيد فهم خطّ الحزب الشيوعي الثوري ،الولايات المتحدة الأمريكية : من أهمّ المواقع على النات.

الشيوعية كعلم( ملحق القانون الأساسي للحزب الشيوعي الثوري،الولايات المتحدة الأمريكية).
الشيوعية فى آن معا علم و حركة سياسية ثورية. ليست هدفا مثاليا بل هدفا تحرّريا تقع قاعدته الممكنة ضمن وضع يواجه الإنسانية ، وضع حيث قفزة نحو عالم مختلف راديكاليا و أفضل بكثير ممكنة التحقّق.
لفهم العالم وتغييره فى مصلحة الإنسانية ، يحتاج الناس إلى نظرية علمية. و العلم ليس مجموعة من القوانين الغامضة "يملكها العلماء" . العلم ، كلّ علم حقيقي، نشاط إنساني حيوي يهدف إلى معرفة أسباب الظاهرة ، لماذا تحدث الأشياء و كيف تتطوّر و يبحث عن هذه الأسباب فى العالم المادي الذى يشمل المجتمع الإنساني. و النظرة العلمية لا تبحث عن " تفسيرات" ماورائية و لا تقبل بأي تفسيرات لا يمكن إختبارها و التحقّق منها أو تفنيدها فى العالم المادي الحقيقي، لكن بدلا من ذلك يطوّر نظرية أولية مستندة على دليل من العالم و إختبارات خارج النظرية فى الممارسة العملية و ضد النتائج المحققة و من خلال هذه السيرورة يتوصّل إلى فهم معمّق لما هو الحقيقة. و هذا الفهم يجب أن يطبّق مجدّدا على الواقع.
تمثّل الشيوعية قطيعة راديكالية مع كافة النظرات الدينية. و قد بيّنت طريق القضاء على العبودية الروحية التى كبّلت الطبقات المضطهَدة عبر التاريخ. و من المهمّ معرفة ما هو حقيقي . فلا حاجة لإختراع آلهة من المفترض أنها تتحكّم فى العالم الطبيعي و مصير الإنسانية. دون نظرة علمية يُحرم الناس من فهم وسائل و ديناميكية التغيير و دورهم المحتمل فى إحداث التغيير و بهجة و عظمة الإكتشاف.
وفضلا عن القطيعة مع الدين التقليدي ، لا يمكن للنظرة العلمية و الثورية حقّا ( و لا يجب أن تتضمّن أي عنصر من ) "بعث " فكر ديني بأشكال جديدة. الشيوعية ليست دوغما أو مجموعة كتب مقدّسة. و مثلما ليس هناك إلاه فى الجنّة ، ليست هناك نسخة مثالية من "الطبيعة" أو "التاريخ" تعملان بإتجاه هدف الشيوعية "الحتمي". و الميول نحو مثل هذا التفكير التى وجدت فى تاريخ الحركة الشيوعية ينبغى القطع معها. نحتاج إلى العلم، نحتاج إلى نظرة علمية لكلّ شيئ . و المنهج و النظرة الشيوعيين يوفّران هذه المقاربة .
تهمة كلاسيكية توجه للشيوعيين هي أنهم إبتدعوا رؤية "عالم مثالي" و بعد ذلك يحاولون فرض هذه الرؤية الطوباوية المثالية على الجميع. هذا ما يسمى الإدعاء "المعادي للشمولية " بأن للشيوعيين أحلام و مخططات طوباوية يمكن أن تبدو جيدة لكن ليس لها أساس أو قاعدة فى الواقع لذا
( يُواصل الإتهام ) يضطرّ الشيوعيون على نحو متزايد لإستعمال القسر ضد الناس ذاتهم الذين بإسمهم يُعلنون هذه المثل الطوباوية و ينتهون إلى إستعمال أشنع الوسائل لفرضها. الأمر ليس كذلك. فالشوعية تفحص بطريقة حيّة التيارات و الديناميكية الحقيقيين للمجتمع و تشير إلى الإتجاه الذى إليه تقود التناقضات الكامنة. إن منهج ماركس و المنهج الشيوعي كما تطوّر منذ زمن ماركس ليس بتاتا نظرة ميتافيزيقية تنطلق من مبادئ و مفاهيم مجرّدة و تبحث عن تركيبها على الحقيقة.
ينبغى على الشيوعيين أن يشتغلوا على الحقيقة ، على قاعدة ذات أكبر قدر ممكن من العلمية فى أي وقت كان. و فى هذه العملية ، يتفاعل الشيوعيون مع الآخرين الذين يطبّقون وجهات نظر و مقاربات مغايرة ذات أهداف مختلفة. تفكيرهم و أهدافهم و ميولاتهم و أفكارهم ( البعض منها يمكن أن تعكس بصفة أفضل الواقع من فهمنا أحيانا لبعض الظواهر) جزء من الواقع الموضوعي الأوسع الذى على الشيوعيين الإشتغال عليه. و من الضروري إمتلاك نظرة علمية لذلك كذلك. ووجهة النظر الشيوعية توفّر بصورة منظّمة و ثابتة و شاملة وسائل علمية للقيام بذلك ، إذا كان ذلك ما ينهض به و يطبقه فعلا الشيوعيون ، و لا يفسدونه بمثل دينية أو مفاهيم و نظرات فلسفية مثالية و ميتافيزيقية.
يجب أن تفهم الشيوعية كعلم حيّ و متطوّر بإستمرار. لقد وضع ماركس أسسها الجوهرية . وإستمرّت النظرية الشيوعية فى التطوّر منذ زمن ماركس لمزيد فهم الواقع المتغيّر و للتعلّم نقديا من التجربة التاريخية للحركة الشيوعية العالمية و للتعلّم من أوسع مجالات الفكر و التجربة الإنسانيين و كلّ هذا لمواجهة و تلبية حاجيات القيام بالثورة فى عالم متغيّر. النظرية الشيوعية ( على الأقلّ النظرية الشيوعيةالحقيقية) نظرة شاملة و منهج علمي يمكن و يجب أن يطبّقا فى كافة مجالات الحياة و الواقع و فى سيرورة متطوّرة أكثر فأكثر.
إختراق ماركس:
كان ماركس وهو يعمل مع إنجلز، أوّل من صاغ و نظّم الأساس النظري و المنهجي للشيوعية ، المادية الجدلية و المادية التاريخية ( مطبّقا المادية الجدلية على المجتمع الإنساني و تطوّره).
و توفّر المادية الجدلية قاعدة نظرة علمية منظّمة و شاملة و متسقة كمادية تعكس حقيقة كون كافة الواقع يتشكّل كلّيا من مادة متحرّكة و لا شيء آخر. ليس هناك شيء أبديّ ، ثابت، لا يتغيّر إلخ و ليس هناك أي روح أو وعي مطلقان عن أشكال معينة من المادة المتحرّكة. و تعكس المادية الجدلية كون لكلّ شيء تناقضا و حركة داخليين و يتفاعل كلّ شيء مع الأشكال الأخرى من المادة المتحرّكة. و فى ظروف معيّنة، تشهد المادة تغيّرا نوعيا، طفرات و إنقطاعات ، منها تظهر أشياء جديدة.
على طول فترة أكثر من 150 سنة منذ زمن صياغة ماركس و إنجلز لأوّل مرّة الشيوعية كنظرية علمية ، وجد كذلك إثراء مستمرّ لفهم المادية الجدلية ذاتها ، على أساس التعلّم من الإكتشافات المتواصلة فى علم الطبيعة و علم الإجتماع و التاريخ و حقول أخرى. ليست المسألة أنّ هذه الإكتشافات و التطوّرات لم تبيّن فقط ، مع ذلك ، أن الواقع لا يتكوّن فحسب من مادّة فى حركة بل كذلك أنها عمّقت فهمنا لما يعنيه ذلك و فى نفس الوقت وضعت تحدّيات جديدة فى فهم أشكال معيّنة من المادة و مظاهر معيّنة من قوانين حركة المادّة.
مثّل تطبيق ماركس للمادية الجدلية على المجتمع الإنساني و تطوّره حقّا ثورة فى الفكر الإنساني ، ممهّدا الطريق للثورة عمليا. وضع هذا الإختراق ، المادية التاريخية ، فهم المجتمع الإنساني و قواه المحرّكة على قواعد علمية للمرّة الأولى فى التاريخ.
وأحدث هذا الفهم المادي التاريخي الجديد ثقبا فى التشويش والأساطير المضلّلة بأن التاريخ نتاج قوى ماورائية مثل "الآلهة" أو هو محدّد بإرادة و عمل "رجال عظماء" و بفعل "طبيعة بشرية" ثابتة. بالأحرى ،يحدث التطوّر فى الطبيعة عبر التفاعل الجدلي بين الضرورة و الصدفة ( السببية و الصدفة) وفى حال التاريخ الإنساني بين القوى المادية التحتية و النشاط الواعي و نضال الناس. و لكن هذا لا يعنى أن التاريخ كلّه صُدفة أو أن التاريخ ما نصنعه. و من هنا تتاتى أهمية رؤية حاسمة أخرى لماركس ألا وهي أن الناس يصنعون التاريخ لكن ليس على النحو الذى يتمنونه، يقومون بذلك على أساس مادي مؤكد، مستقلّ عن إرادتهم. يمكن للناس أن يغيّروا راديكاليا الواقع وفق مصالحهم الجوهرية ، لكن يمكنهم القيام بذلك فقط على أساس الواقع المادي القائم فعلا. و بقدر ما يفهم الناس بصورة صحيحة الواقع و كيف صار على هذا النحو و كيف يتحرّك و يتغيّر بإستمرار ، بقدر ما سيقدر الناس على معرفة التغييرات الراديكالية و العمل على التأثير في هذه التغييرات الراديكالية التى هي فى الأخير وجوهريا فى مصلحة الإنسانية. و بينما لا يتطوّر تاريخ الإنسانية وفق أي " إرادة عليا " أو غاية ( وليس له هدف محدّد) هناك كما أشار إلى ذلك ماركس ، تماسك مؤكد فى التاريخ الإنساني. وذلك التماسك متجذّر فى حقيقة أن كلّ جيل يرث القوى المنتجة ( الأرض و التقنية و المصانع و المعرفة و مهارات الناس إلخ) من الأجيال السابقة و عموما يُطوّرها أكثر و ينقلها إلى الجيل التالي.
و تبيّن المادية التاريخية أن ّ القاعدة الأساسية لأي مجتمع هي نظامه الإقتصادي ، نظام إنتاجه و إعادة إنتاجه لمتطلبات الحياة. لكن الناس لا ينتجون فقط بالطرق القديمة ، إنهم يدخلون فى علاقات إنتاج إجتماعية خاصة سماّها ماركس " القاعدة الإقتصادية " للمجتمع. و فى المجتمع الطبقي كلّ هذا تسيطر عليه الطبقة الحاكمة التى تنظّم الإنتاج و تخلق و تهيمن على الهياكل السياسية الحاكمة و التى تهيمن كذلك على أفكار و ثقافة إلخ ذلك المجتمع. و يستمرّ هذا حتى مزيد تطوّر قوى الإنتاج إلى نزاع جوهري مع علاقات الإنتاج الموجودة. ثمّ يجب أن تحدث ثورة فى البنية الفوقية السياسية خلالها تطيح الطبقة الصاعدة بالطبقة الحاكمة القديمة لتولد علاقات إنتاج جديدة تتناسب مع قوى الإنتاج الجديدة... و تصعد طبقة جديدة إلى السلطة.
لم يكن ماركس السبّاق فى تحليل وجود و مميّزات الطبقات و الصراع الطبقي بينها .غير أنه جذّر كلّ هذا فى الفهم المادي التاريخي بأن وجود الطبقات و الصراع بين الطبقات يرتبط بمراحل خاصّة من التطوّر التاريخي للإنتاج.
و بالطبع لم يقف ماركس عند هذا الحدّ. فقد بيّنت النظرية الشيوعية أساس و مهّدت الطريق لنوع من الثورة فى التاريخ الإنساني جديد كلّيا : الثورة البروليتارية. و ظهرت طبقة ، البروليتاريا التى لا تملك شيئا سوى قدرتها على العمل ، تشتغل بصورة مشتركة فى شبكات الإنتاج على وسائل الإنتاج الواسعة والإجتماعية ( و المعولمة على نحو متزايد) التى أوجدتها الرأسمالية. و البروليتاريا و هذا الإنتاج الإجتماعي فى نزاع جوهري مع الملكية الخاصة الرأسمالية للثروة المنتجة إجتماعيا ، فى شكل رأسمال خاص، و طبيعته الداخلية هي الإستغلال و التنافس على نطاق متسع ، مع ما يحمله من نتائج مدمّرة بالنسبة للإنسانية. و تتوسّع أعداد البروليتاريا بشكل متصاعد وهي فى موقع إستراتيجي و طبقة عالمية. لكن ما هو أهمّ هو أن هذه الطبقة تمثّل إمكانية علاقات إنتاج إشتراكية و هكذا طريقة جديدة إشتراكية للإستعمال الجماعي لقوى الإنتاج كملكية عامة للإنسانية، دون إستغلال و دون إنقسامات طبقية.
لهذا السبب الأساسي ، البروليتاريا هي الطبقة الأولى فى التاريخ التى يتطلّب تحريرها نوعا من الثورة سيقضى على كافة ، ليس بعض بل كافة، العلاقات الإستغلالية و الإضطهادية و الهياكل السياسية و طرق التفكير الناجمة عنها و التى تعزّز هذه العلاقات . و تؤدّى الثورة البروليتارية إلى تركيز دكتاتورية البروليتاريا ، دولة مختلفة راديكاليا عن كافة أشكال الدول السابقة التى كانت كلّها دكتاتوريات طبقية تخدم الطبقات المستغِلّة و هيمنتها السياسية. و هذه الدولة الجديدة يجب أن تكون هي ذاتها دولة إنتقالية إلى المجتمع الشيوعي، ملغِية كلّ الإختلافات الطبقية و الدولة نفسها. بإختصار، لتحقيق تحرّرها ، يتعيّن على البروليتاريا أن تقود ، بطريقة عميقة حقّا ، ثورة كمحرّرة للإنسانية.
وقد طوّرت النظرية الشيوعية التى أسسها ماركس هذا الفهم و أرسته على قاعدة علمية لم يسبق لها مثيل ، مثلما فعل داروين فى العلوم الطبيعية. هنا، الإطار لا يسمح بالإشارة إلى عديد العناصر المتنوعة للنظرية الشيوعية التى طوّرها ماركس ...و حتى إلى عدد أقلّ من التطوّرات الهامة للنظرية منذ أسسها ماركس فالمسألة ليست هي جوهر الموضوع هنا. بالأحرى جوهر المسألة هو لفت النظر لسبب قولنا إن الشيوعية ينبغى أن تفهم و تدرك و تطبّق و تطوّر كعلم و عرض سريع لذلك من خلال الإشارة إلى سيرورة تطوّرها.
ما طوّره ماركس كان و ما زال أساسا ، و فى نفس الوقت كما نستشف من كونه أساس كان البداية. و العلم يجب أن يتطوّر و إلاّ ليس علما. و لكلّ علم عناصر ناقصة و خاطئة فى الفهم ، يجب أن يتساءل حول مفاهيمه الخاصّة مرارا و تكرارا ، فاحصا النقد . الذى ينجزه آخرون و مصحّحا ما تبيّن أنه خاطئ ، ملخّصا نتائج الممارسة. و أبعد من ذلك، العالم الذى يراد فهمه متغيّر بإستمرا ر و النظرية الشيوعية تطوّرت و يجب أن تواصل التطوّر لتلبية هذه الحاجيات الكبرى.
فهم علمي للإمبريالية و مزيد تطوير الثورة البروليتارية :
مع نهاية القرن التاسع عشر ، إثر وفاة ماركس، شهدت الرأسمالية تطوّرا نوعيا. فى أوروبا و أمريكا الشمالية و اليابان ، برزت إحتكارات عملاقة ، وحدات كبيرة مركّزة و قويّة للغاية تحت ملكية و سيطرة رأسماليين. و إلى جانب هذا ، وسعت القوى الرأسمالية هيمنتها وإستغلالها البشع على نحو رئيسي إلى كافة أنحاء العالم. بهذا و بتغييرات أخرى ذات العلاقة، تطوّرت الرأسمالية و تحوّلت إلى رأسمالية إمبريالية. كان هذا ظاهرة جديدة واجهت الثوريين و شعوب العالم بضرورة جديدة كبرى، ظروف جديدة وجب فهمها علميا ، واقع جديد وجب تغييره لإنجاز الثورة.
مطبّقا النظرة و المنهج الشيوعيين ، حلّل لينين الميزات الجوهرية و الديناميكية اللصوصية للتطوّر الجديد للرأسمالية إلى إمبريالية، العاملة الآن على نطاق عالمي، و من هنا تعمّق تطوّر علم الشيوعية.
حلّل عمل لينين كيف و ما هي إنعكاسات نموّ إنقسام عميق بين الأمم الإمبريالية و الغالبية الساحقة من الإنسانية التى تعيش ضمن الأمم التى تضطهدها الإمبريالية و كيف أن ذلك الإنقسام هو فعلا علاقة إنتاج عالمية إستغلالية توجدها الإمبريالية فى قلب طريقة عمل الرأسمالية فى هذا العصر. و هذه السيرورة المستمرّة للمراكمة تشمل الآن إستخراج " أرباح هائلة " من الأمم المضطهَدة. و بيّن تحليل لينين تأثيرات "طفيلية " الإمبريالية فى "البلدان الأم" الإمبريالية ذاتها ما يشمل إنتشار جزء من الغنائم إلى شرائح معينة داخل البلدان الإمبريالية، بما فى ذلك "رشوة " قسم من الطبقة العاملة. و نجم عن هذا وضع جديد نسبة لما أرتآه ماركس الذى توقّع حدوث الثورة البروليتارية أوّلا فى أوروبا حيث الرأسمالية تطوّرت أوّلا ، و حيث ولّد تطوّرها تفقيرا جماهيريا وإستغلالا للبروليتاريين. لكن مثلما حلّل لينين ، بهذه الإنقسامات الجديدة فى العالم، بينما توسّعت فعلا قاعدة الثورة البروليتارية و تعمّقت عالميا، مؤقتا تراجعت نوعا ما فى أوروبا. لذا كان هذا أمرا جديدا فى الشيوعية. تحديدا كعلم ، تطوّرت الشيوعية نابذة و معدّلة بعض العناصر بينما حافظت على و طوّرت لبّها الأساسي . و بعيدا عن تفنيدها ، دلّل هذا و طوّر الطابع العلمي الحي للفهم الشيوعي.
و تطلّبت كذلك التغييرات التى أحدثها الإستغلال و النهب الإمبرياليين الشاملين تغييرات أخرى فى النظرية الشيوعية والإستراتيجيا الثورية. وعلى سبيل المثال ، مع التغييرات التى أحدثتها الإمبريالية ل "بلدانها الأم" بما فى ذلك عنصر الطفيلية الموصوف أعلاه، شدّد لينين على دلالة "الإنشقاق" الناجم عن ذلك ضمن الطبقة العاملة هناك ( بين الأقسام الأكثر رشوة و"برجزة") و حاجة للثورة البروليتارية لأكثر قاعدتها جوهرية أوطأ و أعمق ضمن البروليتاريا ، ضمن أقسامها الأفقر و الأكثر إستغلالا.
وهذا أيضا عصر حيث التنافس و الحرب بين مختلف الدول –الأمم شأن تقسيم و إعادة تقسيم العالم تجسّد فى نداءات قومية متنوّعة : " الدفاع عن بلادنا " إلى جانب "صيانة الديمقراطية " إلخ. كما طوّرها لينين ، حلّلت الشيوعية الأساس الرجعي للغاية لهذه النداءات القومية الإمبريالية، إنها تعبير عن إنتشار الإمبريالية فى جميع أنحاء الكرة الأرضية ، و مدّ أصابع الأخطبوط العالمية الإستغلالية و النزاع القومي لتنافس الدول الإمبريالية. و منطلقا من هذا ، و مطبّقا و مطوّرا، فى الظروف الجديدة شعار " بيان الحزب الشيوعي" " ليس للعماّل وطن" ، طوّر و شحذ أكثر الفهم الشيوعي للأممية البروليتارية. و فى نفس الوقت، أخذ يطوّر النظرية الشيوعية لتشمل الدور الثوري الكبير الممكن ، فى عصر الإمبريالية ، للنضال من أجل التحرّر الوطني فى الأمم المضطهَدة، و لفهم حاجة و قاعدة هذه النضالات من أجل التحرّر الوطني لقيادة البروليتاريا ، كجزء من الثورة العالمية وهدفها النهائي، الشيوعية.
بهذه و غيرها من التطوّرات ، كانت النظرية الشيوعية قادرة على توليف/تلخيص فهم منهجي لكيف أن الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية و أرست قاعدة حتى أعمق و أكثر عالمية للثورة البروليتارية يجب أن تضع حدّا للنظام الرأسمالي الإمبريالي.
فى الجزء الأول من القرن العشرين، أنجزت الحركة الشيوعية قفزات جديدة ووجدت كمّية واسعة من التجربة الجديدة المكدّسة فى القيام بالثورة البروليتارية و فى التركيز الفعلي لسلطة الدولة الثورية ، دكتاتورية البروليتاريا، فى الإتحاد السوفياتي. و مثّل هذا قفزة غير مسبوقة ، بداية تجربة جديدة تماما بالنسبة للإنسانية. و يمكن رؤية هذه التجربة التحرّرية جوهريا كمراكمة لقدر هائل من "المادة الخام" لمزيد الفهم العلمي و مزيد القدرة على التقدّم. و فى الواقع ، شهدت النظرية الشيوعية مزيد التطويرات بما فيها تطويرات فى الحاجة إلى حزب طليعي و فى طبيعة الدولة الثورية.
و مثلما شرح لينين السبب الرئيسي للحاجة و لدور الحزب كطليعة للثورة الشيوعية هو إدراك أنّ هذه الثورة تتطلّب قيادة و نظرة علمية لإحداث تغيير راديكالي للمجتمع. إعتبارا للتناقضات ذاتها التى تجعل الثورة ضرورية ، بما فى ذلك كون غالبية الجماهير تهمّش بصفة واسعة عن التدريب الفكري و "العمل الفكري" فإن تحريرها لنفسها يستدعى قيادة ، قيادة علمية. و بالفعل، هذا النوع من القيادة هو أفضل أداة لإطلاق العنان للفهم و المبادرة الواعيين للجماهير وهو بالضبط هدف و موضوع مؤلف لينين حول مسألة الحزب. و فهم لينين كذلك أنّ الحزب الطليعي فى حاجة إلى أن يكون عالي التنظيم. و الحزب ينظّم نفسه بغاية تجميع قوّة معرفته الجماعية و لإستعمال هذا الفهم بأقوى طريقة فى القيام بالثورة. و يجب أن ينظّم نفسه ضد محاولات قمعه و إبادته. يتعيّن أن يقود الجماهير الشعبية فى نضال جماهيري ثوري لتغيير العالم و لتغيير ذاته فى خضمّ العملية.
و ترتبط الحاجة إلى حزب طليعي بكون النضال العفوي للجماهير لوحده لن ينجز ثورة. فالتأثير العفوي للإيديولوجيا البرجوازية التى تهيمن على المجتمع و تتخلله سيدفع على الدوام إلى خفض فهم و أهداف النضال و جعلها فى النهاية إصلاحية. و هذا النضال العفوي يجب أن يتغيّر بفضل قيادة شيوعية علمية. و هذا الموقف من نوع الطليعة يتناقض بالضبط مع "نخبة تعوّض الجماهير". بالأحرى ،المسألة هي تمكين قطاعات واسعة من الجماهير من الفهم العلمي لأهداف و طرق التحرّر الثوري ، فى كلّ من النظرية و التحليل المستمرّ للأحداث من كافة النواحي فى المجتمع و العالم قاطبة. و مثلما صرنا ندرك بشكل أعمق ، يعنى هذا أيضا إطلاق سيرورة خلالها الجماهير ذاتها تساهم بصورة متزايدة فى الخوض فى وحلّ أهمّ قضايا الثورة. و كلّ هذا جوهري فى آن معا فى المرحلة السابقة على إفتكاك السلطة و مرحلة ما بعد إفتكاك السلطة، فى التقدّم بالنضال فى المجتمع الإشتراكي، و هدفه النهائي، الشيوعية عبر العالم.
كجزء لا يتجزأ من هذه التجربة الرائدة فى الإعداد ثمّ فى قيادة الثورة الروسية لإفتكاك السلطة و تعزيز السلطة الجديدة من خلال حرب أهلية
(فيها شاركت القوات المسلّحة الإمبريالية و الدول الرجعية بنشاط إلى جانب الثورة المضادة) و بعد ذلك الشروع فى التحويل الإشتراكي للمجتمع ، طوّر أكثر لينين النظرة الشيوعية للدولة. بناءا على التلخيص الأوّلي ، و إن كان بعيد النظر، الذى أنجزه ماركس للتجربة الثورية لكمونة باريس 1871 التى لم تعمّر طويلا ، عمّق لينين الإختراق و طبّق النظرية الشيوعية التى بيّنت أن الثورة البروليتارية ليس بوسعها ببساطة مسك آلة الدولة القائمة بعدُ التى وجدت داخل المجتمع القديم و خدمته ، بل عليها أن تحطّم جهاز الدولة و تنشأ بدلا عنه دكتاتورية البروليتاريا. و هذه نوع جديد راديكاليا من الدول فى آن معا تعنى قيادة الحزب و التشريك المتزايد للجماهير فى تسيير المجتمع، منجزة تغييرات ثورية بإتجاه الشيوعية و القضاء فى النهاية على كلّ من الحزب و الدولة ذاتهما.
الثورة فى الأمم المضطهَدة ... و مواصلة الثورة فى ظلّ الإشتراكية :
تبنّى ماو تسى تونغ النظرية الشيوعية عندما تردّدت رسالتها بقوّة عبر الكوكب فى أعقاب إنتصار الثورة فى الإتحاد السوفياتي . لكن النظرية الشيوعية كانت إلى حدّ بعيد متخلّفة فى علاقة بالميزات الخاصّة و بسيرورة الثورة فى المناطق الشاسعة من العالم التى تهيمن عليها الإمبريالية و التى تعانى من الظروف شبه الإقطاعية و الإستعمارية أو شبه الإستعمارية. فى تفنيد حيّ لفكرة أنّ الشيوعية كانت إيديولوجيا لا يمكن تطبيقها إلاّ فى أوروبا ، تبنّى ماو تسى تونغ النظرة و المنهج و المبادئ الشيوعية العلمية و طبّقها على الوضع ، محلّلا المجتمع الصيني وإقتصاده و علاقاته الإجتماعية . و إستمرّ ماو فى إنجاز تحليل جديد للطبقات و لعلاقات الإنتاج و لتجربة المقاومة و الثورة ، بما فى ذلك النكسات و الهزائم اللتان منيوا بها فى المراحل الأولى من الثورة فى الصين، و التى كانت تعزى ، فى جانب منها، لمحاولات الإتباع الدغمائي و الميكانيكي للتجربة و "النماذج" الثورية السابقة و بالخصوص تلك فى الإتحاد السوفياتي ، بدلا من تطبيق النظرة و المنهج الشيوعيين العلميين بطريقة حيّة.
من أعمال ماو و من المراوحة بين النظرية و الممارسة ، تطوّر مفهوم الثورة "الديمقراطية الجديدة " فى البلدان شبه المستعمرة شبه الإقطاعية و الإمبريالية و تركيز سلطة دولة جديدة ، شكلا جديدا من دكتاتورية البروليتاريا بينما لا يكون مباشرة إشتراكي ، يفتح الباب للإنتقال الإشتراكي إلى الشيوعية. و طوّر ماو كذلك نظرية و ممارسة حرب الشعب طويلة الأمد كوسيلة مركزية لإنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة. و هذا التقدّم فى النظرية الشيوعية لا يزال يزوّدنا بتوجه و قاعدة أساسيين للثورة فى ذلك النوع من البلدان، حتى بينما ثمّة كذلك تحدّى ملحّ لأن نأخذ بعين الإعتبار التغييرات الكبرى فى العالم مذّاك و أن نطوّر أكثر إستراتيجيا الثورة للنضال و تحقيق الإنتصار فى هذه الظروف المتغيّرة.
ثمّ بعد إفتكاك السلطة و الإنطلاق على طريق الإنتقال الإشتراكي فى الصين ،واجهت الثورة الشيوعية تطوّرا آخر لم يسبق له مثيل إلى حينها. فى أواخر الخمسينات حدث إنقلاب على الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي و أعيد تركيز الرأسمالية، تحت قناع إشتراكي. و لم يكن إنقلابا جاء من الخارج و إنما من الداخل و بقيادة زعماء "شيوعيين" من الإتحاد السوفياتي ذاته. لم يتمّ التعرّف على ذلك حينذاك و كان شيئا جديدا تماما و فى الحقيقة لم يكن متوقّعا بصورة كبيرة فى النظرية كما تطوّرت إلى تلك النقطة. و كذلك لم يفهم بوضوح حينذاك ، وجود قوى مماثلة كانت تعمل فى الصين مشكّلة خطر إنقلاب على الشيوعية هناك ، أيضا.
ردّا على ذلك ،و من خلال الجهود المستمرّة التى دامت عقدين تقريبا ، إلى وفاته فى 1976 ، إشتغل ماو تسى تونغ و طوّر كلّ من نظرية و ممارسة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاري. بهذا ، إقتحم ماو أرضا جديدة فى النظرية الشيوعية ، بما فى ذلك فى كلا مجالي السياسة و الفلسفة. مطوّرا أكثر فهم المجتمع الإشتراكي كمرحلة إنتقالية نحو الشيوعية، صاغ ماو فهما أعمق للنضال الطويل الأمد و الحاد فى أغلب الأحيان لتجاوز " بقايا " المجتمع القديم داخل المجتمع الجديد، إلى جانب فهم قاعدة تواصل ولادة تعبيرات المجتمع القديم هذه داخل المجتمع الإشتراكي، إقتصاديا و سياسيا و إيديولوجيا. و مؤسسا على مساهمات لينين فى فهم أهمّية البناء الفوقي و الوعي لدى الشعب فى إنجاز الثورة الإشتراكية ، شدّد ماو تشديدا كبيرا على إطلاق العنان و قيادة الدور الواعي للجماهير فى خوض الصراع الطبقي ضد الخطوط و السياسات الإيديولوجية والسياسية التى تبحث عن توسيع ، لا تحديد " الحق البرجوازي" ( الطريقة التى وفقها العلاقات السلعية الموجودة و اللامساواة الباقية من الرأسمالية ،بالضبط صلب المجتمع الإشتراكي ، تعزّز بعضها البعض بصورة متبادلة و تنعكس فى البنية الفوقية ، المؤسسات السياسية و طرق التفكير و الثقافة و ما إلى ذلك، و كيف أن كلّ هذا يشكّل حواجزا أمام مواصلة التقدّم الثوري فى ظلّ الإشتراكية و يجب تحديده و فى النهاية تجاوزه كجزء حاسم من النضال لمنع إعادة تركيز الرأسمالية و بلوغ الهدف النهائي ،الشيوعية).
فى حين وجدت أخطار جسيمة و ضغوط من كلّ الأنواع ( عسكرية وإقتصادية و غيرها) من خارج الصين ، رأى ماو أنّ لبّ خطر إعادة تركيز الرأسمالية مصدره موجود داخل الحزب الشيوعي ذاته. لكن فهمه كان فهما ماديا و علميا و ليس سطحيا و شعبويا . مطبّقا و مطوّرا المادية الشيوعية ، على نقيض "الحكمة الشعبية" لم ينظر ماو لجوهر المسألة على أنه مشكل بيروقراطية أو " فساد قادة ". بالأحرى ، جوهر التحدّى هو أنه عندما يتم الإستيلاء على السلطة و تركيز الملكية الإشتراكية ، فإن السيطرة على وسائل الإنتاج و العلاقات الإقتصادية تتركّز فى القيادة السياسية. و على وجه الخصوص ، تجد تعبيرتها السياسية و كذلك الإيديولوجية ، فى الخطّ و التوجّه، أي إذا كان الخطّ يقود نحو مزيد تثوير هذه العلاقات أو نحو تعزيز و إعادة إنتاج العلاقات القديمة ، معيدا الرأسمالية. و مثلما وضع ذلك ماو و رفاقه " أتباع الطريق الرأسمالي يمثلون علاقات الإنتاج الرأسمالية ".
عملياّ، بلغ النضال لمنع إعادة تركيز الرأسمالية قمّته طوال عقد "الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى" فى الصين و نجح لعشر سنوات ، إلى إنقلاب أتباع الطريق الرأسمالي بعيد وفاة ماو، فى 1976 ، و ما نجم عنه من سرعة إستقطاب إجتماعي عميق و الفظائع التامة للرأسمالية التى نراها فى الصين اليوم. هذه هي بالضبط النتيجة التى حذّر منها ماو و رفاقه و ناضلوا ضدّها. و قد تجهّزوا بإختراقات أخرى فى الفهم العلمي الذى صاغه ماو ، إستطاعوا فهم هذا الخطر و مصادره الأساسية و تعبئة الملايين فى محاولة لصدّه و التقدّم بالثورة. مقارنة بالتجربة السابقة لإعادة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي ، التى تعزّزت هناك مع أواخر الخمسينات دون معركة عظيمة مماثلة ضد ذلك ، تقف الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى على النقيض تماما. و تعدّ العناصر الجديدة الهامّة فى الفهم العلمي للتقدّم بالثورة فى ظلّ الإشتراكية ، التى طوّرها ماو و رفاقه الثوريين ، عناصرا هامة كقاعدة إنطلاق منها ينجز مزيد التقدّم فى النظرية و الممارسة الشيوعية الثورية.
نهاية مرحلة ... بداية مرحلة جديدة :
مع الإنقلاب على الإشتراكية فى الصين ، فى 1976 والذى حدث بعد عقدين من ذلك الذى جدّ فى الإتحاد السوفياتي فى الخمسينات، إنتهت الموجة الأولى من الثورات الإشتراكية و اليوم ، لا توجد أية دولة إشتراكية فى العالم. إزاء هذا ، و فى وسط إفتراءات غير مبدئية و مقبولة دون نقد فى أغلب الأحيان أيضا ، من الضروري إنجاز توليف/تلخيص علمي حقا لهذه التجربة التاريخية لأجل تحقيق تقدّم عظيم جديد.
وفى نفس الوقت، هناك تغييرات كبرى فى العالم ، تسارعت كثيرا بعد إنحلال الإتحاد السوفياتي الذى صار بعدُ رأسماليا – إمبرياليا، فى بداية التسعينات و بقاء الولايات المتحدة القوّة العظمى " الوحيدة القائمة " فى العالم. وإنتشرت عبر الكوكب موجة عملاقة من "العولمة " الإمبريالية معجّلة التوغّل والإدماج الرأسمالي الأعمق والأوسع لعديد أجزاء العالم و منتجة عديد الفظائع الجديدة ، بما فى ذلك الدمار البيئي المهدّد للكوكب. وجاء هذا مترافقا مع إنعكاسات تفكيكية و زعزعة و تدمير لأقسام كبيرة من البشرية ، لا سيما و ليس فقط ، فى الأمم المضطهَدة و حدثت هجرة كبرى ، هجرة عالمية و داخل البلدان المضطهَدة حيث إنتقلت أعداد كبيرة من السكان من المناطق الريفية إلى المدن بما تسبّب فى إنتشار مدن الصفيح. و خلقت هذه التطوّرات و التغيّرات البالغة الأثر فى الظروف تحدّيات جديدة للإستراتيجيا الثورية و النضال الثوري عبر العالم.
كلّ هذا يطرح ، من جديد، الحاجة العظيمة للشيوعية. فبينما لا توجد ولو دولة إشتراكية واحدة فى العالم ، توجد تجربة الثورات الإشتراكية
و توجد جملة أعمال ثرية للنظرية العلمية الثورية التى تطوّرت خلال الموجة الأولى من الثورات الإشتراكية علينا إعتمادها قاعدة لتشييد صرح جديد. بيد أن نظرية و ممارسة الثورة الشيوعية تتطلبان تقدّما لمواجهة تحدّيات هذا الوضع ، التناول العلمي وإستخلاص الدروس الضرورية من التجربة الشاملة للموجة الأولى من الثورة الإشتراكية و ما يترتب إستراتيجيا عن التغييرات الواسعة التى تجدّ فى العالم.
تولّى بوب آفاكيان هذه المسؤولية و طوّر جملة من الأعمال و المنهج و النظرة الشيوعيين تجيب عن هذه الحاجات و التحديات العظيمة.
لقد أنجز توليفا/تلخيصا علميا للموجة الأولى من الثورات الإشتراكية فى الإتحاد السوفياتي و فى الصين. و كنقطة إنطلاق دحض فكرة "موت الشيوعية"، مدافعا عن الإنجازات العظيمة لهذه الثورات. و طوّر أكثر تحليلا للمشاكل الحقيقية التى واجهتها فى المجتمعات التى "ورثتها" ، و فى إتخاذ الخطوات الأولى للتحويل الإشتراكي فى إطار عالم تهيمن عليه الإمبريالية. وهو يدافع بعمق عن السمة الرئيسية لهذه الثورات ، حلّل آفاكيان أيضا السمات السلبية فى هذه التجربة. و تضمّن هذا فحص كلّ من المفاهيم السياسية و الفلسفية التى قادت الموجة الأولى من الثورة الإشتراكية.
و تطلّب التوليف/ التلخيص العلمي لهذه التجربة ونقدها إعادة النظر و إعادة التركيب على أساس نظرة و منهج ماديين جدليين ، إنسجاما مع الحاجة لمواصلة الثورة و التقدّم نحو الشيوعية.
من هذا العمل ، طوّر آفاكيان توليفا/تلخيصا جديدا له عديد الأبعاد تشمل الفلسفة و السياسة والإستراتيجيا. فى مفهومه للمجتمع الإشتراكي ، يعتمد هذا التوليف/التلخيص الجديد بصلابة على تقدير تام للحاجة الجوهرية للبروليتاريا ، و على نحو مركّز عبر حزبها الطليعي، لقيادة سلطة الدولة و التمسّك بها بقوّة، ودون ذلك ستضيع كافة مكاسب الثورة و ستعود كافة فظائع الرأسمالية و بصفة ثأرية. و لكنه أيضا يتضمّن مفاهيما جديدة لكيفية
ممارسة القيادة الشيوعية و سلطة الدولة الثورية ليعبّرا تمام التعبير على الإمكانية التحرّرية للمجتمع الإشتراكي و ليتقدّم إلى أقصى حدّ ممكن ، فى كلّ لحظة، فى التحويلات صوب الشيوعية. و يتصوّر هذا أنه إلى جانب البناء على الأشكال الإشتراكية السابقة لتشريك الجماهير فى تسيير المجتمع الإشتراكي و فى ممارسة السلطة ، يجب أن يتسم المجتمع الإشتراكي بأكبر قدر من الخميرة و المعارضة من ذى قبل، و ليس فقط لأنه من المهمّ لأن يكون حيويّا حقيقة لكن خدمة لسيرورة تشريك أوسع الجماهير فى الجدال الممكن الأعمق للقضايا، لكي تتوصّل إلى الحقيقة على وجه أكمل و ليرفع وعيها و مشاركتها فى جميع مجالات المجتمع و تغييرها. و بينما لن يُسمح للرأسماليين المستغِلين السابقين للمجتمع بحقّ التنظّم ليعودوا إلى السلطة، فإن المعارضة بين صفوف الجماهير العريضة لمختلف السياسات و حتى للإشتراكية ذاتها لن تقمع بل سيجرى نقاشها و خوض الصراع معها طالما أن هذه المعارضة لا تتخذ شكل محاولات منظّمة للإطاحة بالدولة الإشتراكية.
و ينطوى هذا التوليف/التلخيص الجديد كذلك على تقدير أعظم للدور الهام للمثقفين و الفنانين خلال ( كامل السيرورة فى كلّ من متابعة آراءهم الخاصة و مساهمة أفكارهم فى الخميرة الأوسع- و كلّ هذا مجدّدا ضروري للحصول على سيرورة أغنى. و الدولة الإشتراكية بما فى ذلك الجيش و المحاكم يجب أن تكون مسؤولة أمام الحزب لكن أيضا عليها أن تكون مسؤولة أمام الدستور الإشتراكي الذى لا ينبغى للحزب أن يبحث عن
" تجاوزه " و الذى ينبغى أن يضمن حقوقا أساسية و إجراءات قانونية ، إلى جانب تحديد الأشكال الأساسية للدولة الإشتراكية وللإقتصاد فى مرحلة معيّنة من الثورة. و الغاية هي توفير إطار قانوني لمرحلة معطاة من التحويلات الثورية الجارية فى ظلّ الإشتراكية و للناس بضبط واضح و مؤسساتيّا للقوانين و الحقوق و لتوفير حيوية فكرية سويّة مع بعض " الهوامش ".
بإختصار ، فى التوليف/التلخيص الجديد كما طوّره بوب آفاكيان ، يتعيّن أن يوجد لبّ صلب و كثير من المرونة. و هذا ، قبل كلّ شيئ ،منهج
و نظرة تنطبق على نحو واسع جداّ. إنه قائم على فهم علمي بأن الواقع هو بالفعل ، حقيقة - وهو متكوّن من أشكال معيّنة من المادة فى حركة ، و لكلّ منها هويّة معيّنة- لكن فى نفس الوقت كلّ شيئ معيّن فى حركة و يتغيّر و يتفاعل مع الأشياء الأخرى فى مستويات مختلفة. وإستيعاب واضح لكلا المظهرين و تفاعلهما ، ضروري لفهم الواقع و تغييره، فى كافة المجالات وهو حاسم فى إنجاز التغييرات الثورية فى المجتمع الإشتراكي.
و هذا المنهج و هذه النظرة يقدّران الحاجة إلى قيادة بضمن ذلك تمييز الأوقات و الظروف التى يمكن و يجب فيها بوضوح وصلابة إستخلاص الدروس و تقديم القيادة مباشرة و بشكل حاسم جدّا. و يعنى هذا أيضا تحديد الأوقات و الظروف التى لا تستطيع و/ أو لا يجب أن تقوم فيها بذلك. وهذه النظرة إلى القيادة تقدّر أن هناك العديد من الظروف كذلك التى فيها درجة أكبر بكثير من "المرونة " ليست ممكنة بل ضرورية للغاية، قيادة تقدّر الحاجة للمبادرة و الإبداع و صراع وجهات النظر و الخميرة الواسعتين و تشجعهما. و لا وجود للبّ صلب دون مرونة أو مرونة دون لبّ صلب. فى ممارسة القيادة الثورية ، من الضروري التعلّم بينما نقود و نقود بينما نتعلّم. و من اللازم كلّ من العمل على توسيع لبّ صلب ( وهو نفسه يشهد تغييرات مستمرّة) و العمل على تشجيع المرونة لأكبر درجة ممكنة فى وقت معيّن بينما نبقى "مراقبة الثمن" بوضوح على الثورة و الشيوعية عبر كلّ هذا.
مطبّقة على المجتمع الإشتراكي ، هذه النظرة للبّ الصلب و المرونة الكبيرة تشمل الحاجة إلى لبّ قيادي متوسّع له وضوح بصدد الحاجة إلى دكتاتورية البروليتاريا و هدف مواصلة الثورة الإشتراكية كجزء من الصراع العالمي من أجل الشيوعية ، و مصمّم على مواصلة التقدّم بهذا الصراع خلال كافة الإلتواءات و المنعرجات. وفى نفس الوقت ، سيوجد بالضرورة العديد من الناس و التيارات المختلفة فى المجتمع الإشتراكي تدفع فى إتجاهات مختلفة و كلّ هذا سيساهم فى النهاية فى عملية التوصّل للحقيقة و بلوغ الشيوعية. و سيكون هذا أحيانا حادّا و ستكون صعوبة الإلمام بكلّ هذا ، فى أثناء مواصلة قيادة كلّ هذه السيرورة بإتجاه الشيوعية، كما وضع ذلك آفاكيان، تشبه التفكيك و التركيب مرارا و تكرارا. وكلّ هذا عسير لكنه ضروري وهو سيرورة مرحّب بها. إنه السبيل الوحيد للوصول إلى هناك، السبيل الوحيد لبلوغ الشيوعية. و مثلما لخّص ذلك آفاكيان نفسه :
" يتضمّن هذا التوليف/ التلخيص إعادة تفكيك و إعادة تركيب المظاهر الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن، بينما يتمّ التعلّم من المظاهر السلبية لهذه التجربة ، فى الفلسفة و الإيديولوجيا إضافة للأبعاد السياسية لكي نحصل على توجّه و منهج و نظرة علميين أعمق و أكثر تجذّرا ♦ بشأن ليس فحسب القيام بالثورة وإفتكاك السلطة لكن أيضا ،نعم، لتلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، على نحو متزايد ، فى المجتمع الإشتراكي، متجاوزين الندوب العميقة للماضى و مواصلين التحويل الثوري للمجتمع و فى نفس الوقت مساندين بنشاط الصراع الثوري العالمي و متصرّفين وفق الإعتراف بأن المجال العالمي و الصراع العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بصورة عامّة ، سويّة مع فتح مجال أفسح نوعيا للتعبير أمام الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس، مفهومة بمعنى شامل،ممكّنين من إيجاد سيرورة أكثر تنوّعا و أغنى من الإستكشاف و التجربة فى حقول الحياة العلمية و الثقافية و الفكرية عامة ، زيادة على توسيع المجال أمام تنافس الأفكار و مدارس الفكر المتنوعة
و أمام المبادرات والإبداع الفرديين و حماية الحقوق الفردية بما فى ذلك مجال تفاعل الأفراد مع " المجتمع المدني" بإستقلال عن الدولة ،و كلّ هذا فى إطار تعاوني و جماعي مع الإبقاء فى نفس الوقت على سلطة الدولة و تطويرها كسلطة دولة ثورية فى خدمة مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن و عالميا وهذه الدولة تقود وهي العنصر المحوري فى الإقتصاد و فى التوجّه الشامل للمجتمع، بينما الدولة ذاتها تتغيّر بإستمرار إلى شيئ مختلف جوهريا عن كافة الدول السابقة ، كجزء من التقدّم الحاسم بإتجاه القضاء النهائي على الدولة مع بلوغ الشيوعية على النطاق العالمي"
( "القيام بالثورة و تحرير الإنسانية" الجزء الأول).
فى تناغم مع هذا التوليف/التلخيص الجديد و فى إرتباط به ، طوّر بوب آفاكيان ووسّع مبدأ قدّمه ماو تسى تونغ : الماركسية تشمل لا تعوّض ، شتى مجالات العلم و الفنّ ، فضلا عن مجالات أخرى من النشاط الإنساني ، فالشيوعية هي النظرة العلمية الأكثر نظامية والأشمل لكن هذا لا يعنى أن إمتلاك الماركسية و المنهج يساوى تماما إمتلاك الحقيقة بشأن أي شيئ معيّن. الشيوعية ليست دوغما. و النظرة و المنهج الشيوعيين ينبغى تطبيقهما على الأشياء المعيّنة ، على مختلف الحقول، على الواقع المتغيّر أبدا. و غير الشيوعيين ، بضمنهم معارضى الشيوعية ، سيكتشفون حقائقا معينة هامة لم يكتشفها الشيوعيون . لذا يجب على الشيوعية أن تشمل كافة الواقع و ليس فقط جزءا منه و عليها القيام بذلك بطريقة مفتوحة و علمية. يجب أن تتصل و تتفاعل مع مدارس التفكير الأخرى. و من خلال هذا النوع من الإلتزام – على إفتراض أن الشيوعيين يقاربونها كشيوعيين ، يمكن التوصّل بإستمرار إلى حقائق جيدة و الشيوعية ذاتها يمكن و يجب أن تثرى و تتعزّز.
بتوافق مع كلّ هذا ، ناضل بوب آفاكيان بثبات من أجل أن تفهم الشيوعية و تطبّق كعلم حيّ.
الشيوعية : توليف/ تلخيص حيّ :
مثلما عبّر عن ذلك بوب آفاكيان ، الشيوعية فلسفة و نظرية سياسية كاملين و فى نفس الوقت هي حيّة ، نقدية و علم مستمرّ التطوّر. ليس إضافة كمّية لأفكار أفراد لعبوا دورا قياديا فى تطويرها ( و لا يعنى أن كلّ فكرة و سياسة و تكتيك معيّنين إتبعوهما كانا خاليان من الخطإ). الإيديولوجيا الشيوعية توليف/تلخيص لتطوّر و بالخصوص للإختراقات النوعية التى أنجزتها النظرية الشيوعية منذ تأسيسها على أيدى ماركس إلى يومنا هذا.
و بما أن الشيوعية ، نظرية و حركة ثورية ، تنهض و تتقدّم لمواجهة التحدّيات التى يفرضها الواقع الراهن ، فإن حزبنا ، الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية يتمسّك تمام التمسّك بالتالى من كتاب بوب آفاكيان " من أجل حصار التنانين" :
" فى آخر التحليل ، كما عبّر عن ذلك إنجلز مرّة ، يجب على البروليتاريا أن تكسب تحرّرها فى ساحة المعركة. لكن ليس هناك فقط مسألة الكسب بهذا المعنى ، بل مسألة كيف نكسب بالمعنى الأشمل. واحدة من الطرق الهامّة و ربّما غير الملحوظة أو فى الأغلب لا تلاحظ إلا إلى حدود ،من خلالها يبحث العدوّ حتى عند الهزيمة ، عن الإنتقام من الثورة هي زرع بذور فشلها المستقبلي ما يجبر الثوريين على أن يصبحوا لأجل إلحاق الهزيمة به. يتلخّص الأمر فى ما يلى ، علينا أن نواجهه فى الخنادق و أن نهزمه وسط دمار فظيع لكن لا ينبغى علينا فى السيرورة أن نقضي على الإختلاف الجوهري بيننا و بين العدوّ. و هنا ينهض مثال ماركس بمثابة منارة لنا حيث قاتل مرارا و تكرارا و عن قرب إيديولوجيو البرجوازية
و مادحوها لكن أبدا لم يقاتلهم على طريقتهم أو بوجهة نظرهم، طريقة ماركس مبهجة مثلما هو ملهم هدفه. يجب أن نقدر على المحافظة على صلابتنا على المبادئ لكن فى نفس الوقت على مرونتنا ، على ما ديتنا و على جدليتنا ، على واقعيتنا و على رومنسيتنا ، على إحساسنا الجدّي بالهدف و إحساسنا بالمرح ".
-------------------------------
♦ كتب آفاكيان بعمق عن أهمّية " توجه و منهج و نظرة علميين أعمق و أكثر تجذّرا " [ أنظروا "القيام بالثورة و تحرير الإنسانية"]و عن " أهمّية الوحدة بين إستيعاب الماركسية و تطبيقها لتناول كافة الواقع ، من جهة و تطبيقها الخاص على قضايا القيام بالثورة ، من جهة أخرى" [ أنظروا "نظرة علمية للماوية ، نظرة علمية للعلم" ضمن كتاب "ملاحظات حول الفنّ و الثقافة، العلم و الفلسفة" " ص 89]
متحدّثا عن أهمّية التوليف/التلخيص الجديد على هذا الضوء ، شدّد آفاكيان على :
" غاية فى الأهمية هو عدم التقليل من أهمية التوليف/التلخيص وقوّته الإيجابية الكامنة : نقد أخطاء ونواقص هامة و القطع معها بينما نقدّم ونعيد بريق ما كان إيجابيا فى التجربة التاريخية للحركات الشيوعية العالمية و البلدان الإشتراكية التى وجدت إلى الآن، وبمعنى حقيقي نعيد إحياء – على قاعدة جديدة وأكثر تقدّما – قابلية نجاح ونعم الرغبة فى عالم جديد ومختلف جذريا ،و إقامة هذا على أساس أصلب من المادية الجدلية. إن
هذاالتوليف/التلخيص الجديد وثيق الإرتباط و متداخل مع القطيعة الرئيسية فى حقل الإبستيمولوجيا ، قطيعة مع الذرائعية و الماقبلية و الدغمائية
] POSITIVISME و التفكير الديني و الفلسفة الواقعية[
و التجريبية و البراغماتية وكذلك مع القومية فى مجال كيفية نظرنا لكافة سيرورة التقدّم صوب الشيوعية" [ " القيام بالثورة و تحرير الإنسانية" الجزء الأول].



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول القادة و القيادة RCP,SA
- القانون الأساسي للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأم ...
- من أجل تحرير النساء و تحرير الإنسانية جمعاءRCP ,SA
- الثورة التى نحتاج ...و القيادة التى لدينا – رسالة و نداء من ...
- الشيوعية : بداية مرحلة جديدة بيان الحزب الشيوعي الثوري ، الو ...
- الماوية : نظرية و ممارسة - 9 -المعرفة الأساسية لخطّ الحزب ال ...
- غيفارا ، دوبريه و التحريفية المسلّحة_ ليني وولف
- الإمبريالية و السيدا / الأيدز فى أفريقيا( مقتطف من كتاب - عا ...
- بيع النساء : تجارة البشر العالمية ( مقتطف من كتاب - عالم آخر ...
- من تجارب دكتاتورية البروليتاريا بصدد تحرير المرأة (التجربة ا ...
- هدف الماركسية هو الشيوعية ( مقتطف من كتاب - عالم آخر، أفضل ض ...
- الرأسمالية ، البيئة و حماية البيئة فى ظل الإشتراكية ( مقتطف ...
- حقيقة الحرس الأحمر( مقتطف من كتاب- الثورة الماوية فى الصين: ...
- شهادات حيّة عن الحياة فى ظلّ صين ماو الإشتراكية (الفصل الثان ...
- حقيقة التيبت : من الدالاي لاما إلى الثورة ( مقتطف من كتاب- ا ...
- الوجه الحقيقي لل-معجزة الصينية - (مقتطف من كتاب- الثورة الما ...
- حول تلخيص الحركة الشيوعية النيبالية ( مقتطف من كتاب – لندرس ...
- الحركة الشيوعية العالمية و دروسها التاريخية( مقتطف من كتاب- ...
- ما هي الشيوعية ؟ ما هو تاريخها الحقيقي؟ ما هي علاقتها بعالم ...
- أساس الاقتصاد السياسي لحرب الشعب فى النيبال( من كتاب – لندرس ...


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - الشيوعية كعلم- RCP,SA