أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الخرسان - عن خطاب اوباما المتوازن














المزيد.....

عن خطاب اوباما المتوازن


جمال الخرسان

الحوار المتمدن-العدد: 3370 - 2011 / 5 / 19 - 23:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مساء الخميس التاسع عشر من ايار الجاري القى الرئيس الامريكي باراك اوباما خطابا موجها لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا يوضح فيه وجهة نظر الولايات المتحدة الامريكية وسياساتها تجاه ما حصل ويحصل من متغيرات سياسية في المنطقة.
اوباما الواقعي المتوازن والمفوّه يعرف كيف يقدم رؤية الادارة الامريكية للعالم بخطاب متوازن عقلاني ولكنه في نفس الوقت لاينكر نرجسية امريكا في الحفاظ على مصالحها وهذا شيء لابد من التعاطي معه بايجابية، لان امريكا في نهاية المطاف ليست مؤسسة خيرية تتفرغ فقط لمساعدة الاخرين على حساب ما لها من مصالح في العالم.. لذلك بدأ الرئيس الامريكي خطابه بالاجابة على كل من تسائل عن ظاهرة الخطابات الاوباميّة التي توجه بين فترة واخرى لمنطقة الشرق الاوسط على وجه الخصوص، حيث قال اوباما: (الشرق الاوسط رغم انه بعيد عنا ولكن مستقبلنا مرتبط به من حيث الاقتصاد والامن). ومن هنا فأن الرئيس اوباما كان واضحا بان الحفاظ على امن امريكا واقتصادها يقتضي تعديل بعض مسارات السياسة الامريكية في المنطقة العربية وما حولها. اهمية ذلك التعديل انه يأتي بعد حصول متغيرين مهمين جدا، المتغير الاول هو الثورات العربية التي اسقطت على الاقل بن نظامي بن علي ومبارك وربما تسقط قريبا غيرهم، اما المتغير الثاني فهو مقتل بن لادن العدو الاول للولايات المتحدة الامريكية في العالم.
الرؤية الامريكية في خطاب اوباما تؤكد مرة اخرى بان امريكا لن تكرر تجربة العراق وتفرض التغيير بالقوة لما لذلك من انعكاسات سلبية. ولذلك على الشعوب ان لاتعوّل كثيرا على الجهد العسكري الدولي فالامريكان لايودّون مزيدا من الكراهية وما حصل في ليبيا جاء بطلب ملح من الثوار انفسهم كما ان فرنسا هي التي تصدرت الركب واخذت زمام المبادرة وليست امريكا.
تطرق اوباما باسهاب لجميع الثورات التي تحصل في الوطن العربي وكان واضحا وضوح الشمس في ابداء وجهة النظر الامريكية حول مختلف الثورات.. وكأنه يوجّه رسالة للشعوب والانظمة في آن واحد، من وجهة نظر اوباما على الشعوب ان تعرف بأن امريكا تسمع الجميع حتى اولئك الذين تختلف معهم ولكنها في نهاية المطاف لن تقف بجانب اي ثورة لاتعتمد هوية الدولة المدنية في اطار تحركاتها. ومن جهة اخرى فان اوباما ارسل رسالة ايضا للحكام والملوك خصوما كانوا او اصدقاء: لايمكن الاستمرار بممارسة العنف وان الحوار لايمكن ان يتم بين طرفين احدهما خلف القضبان! فالولايات المتحدة الامريكية لن تتخلى عن حلفائها على حد قول اوباما ولكنها ليست مضطرة للوقوف الى نهاية المطاف مع ما يمارسه الاصدقاء من تعسف واضرار بالاخرين. وعلى حد تعبير اوباما ( سنحمي شركائنا في المنطقة من اجل ضمان تدفق النفط .. لكن اصدقائنا مطالبون بالتغيير .. وهذا ينطبق على اليمن والبحرين .. لايمكن ان يحصل حوار في البحرين والطرف الاخر قابع خلف القضبان! ندرك ان ايران لديها مصلحة في البحرين ولكن ذلك لايبرر القمع، يجب ادخال اصلاحات سياسية). واضاف اوباما: ( يجب ان يتمتع الاقباط بالحرية كما يجب ان لاتهدّم مساجد الشيعة في البحرين ).
مرونة اوباما لاتمنع من تحذير شديد اللهجة الى بشار الاسد فامن اسرائيل الذي تلتزم به الولايات المتحدة الامريكية لا يسمح بمزيد من الفوضى ووجود دولة فاشلة الى جنب اسرائيل، فاما ان يحسم بشار الاسد ملف الثورة واما ان يرحل. التحذير الاخير لايقلل من اهمية الخطاب العقلاني والمتوازن للرئيس اوباما والسياسة الامريكية الجديدة في الشرق الاوسط .. وعلى العرب تحمل المسؤولية والتعامل مع امريكا او القوى الغربية بشكل عام بعيدا عن عقدة الاضطهاد التي تستحوذ الى حد كبير على خطاب العرب تجاه الغرب. كما ان المطالب العربية في معظم الاحيان تتصف بحالة من التناقض وعدم الواقعية بحيث يصعب تلبيتها، العرب يريدون من امريكا ان تحل جميع مشكلاتهم دون ان يتقدموا خطوة للامام، لديهم جامعة عربية متخصصة في بيانات الاستنكار حول تدخل الاخرين في الشؤون العربية، ولكنها غير مستعدة لتقديم الحلول ولا حتى مشاركة الاخرين فيما يفرض من خيارات دولية. امريكا غيرت نظاما ديكتاتوريا في العراق عبر التدخل العسكري فالصقت بها قائمة طويلة من الاتهامات من قبل الشعوب العربية او حتى الانظمة الرسمية ولكن ذات التدخل العسكري في ليبيا يلاقي الترحيب من الشعوب العربية نفسها! وهذه مثلا حالة من التناقضات اللامعقولة في مطالبات العرب. ولو اريد لنا ان نتعاطى مع السياسة بهذا المنطق فلن نجني شيئا وسوف نفشل ليس لأن الاخرين اكثر ذكاءا منا بل لأننا ننحاز كثيرا للعاطفة على حساب الحلول العقلانية الواقعية. ومن اجل الحصول على اي شيء كثيرا ما نخسر كل شيء!
جمال الخرسان
[email protected]



#جمال_الخرسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلس التعاون الملكي!
- صحة الدكتاتور مثيرة في جميع الاحوال!
- الجزيرة بلا رأي آخر!
- لقد قطع رأس الافعى !
- كاتلونيا ليست جزءا من اسبانيا!
- حديث في السياسة عن خليج النفط!
- زنكه والعلوج نهاية واحدة
- اعصار اليمين يضرب فنلندا!
- حب وزهور في متنزّه الزوراء
- قمة بغداد او محور دولي ثالث!
- حكام الخليج يقدمون المبادرات لغيرهم وازماتهم دون حلول!
- ثمانون عاما على رحيل جبران
- المالكي ملاكم بلاقفازات !
- مخطىء من يفرّط بامريكا بعد اليوم!
- الاعلام والطائفية وتكرار الوجوه !
- القرار 1973 انصاف للتجربة العراقية
- المرأة السعودية غير مستعدة للانتخابات!!
- اردوغان سلطان عثماني بحلة مختلفة!
- الشيوعي العراقي بعد 77 عاما
- هل يمتن العرب لليمين ؟!


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الخرسان - عن خطاب اوباما المتوازن