أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - إنسوا السين وسوف واذكروا قد














المزيد.....

إنسوا السين وسوف واذكروا قد


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3369 - 2011 / 5 / 18 - 14:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(السين) المفردة كـ (سوف) حرف يختص بالمضارع، ويخلصه للاستقبال. ومدة الاستقبال مع السين أضيق منها مع سوف.وقيل: إنها حرف تنفيس أي: حرف توسيع.وقيل: إنها حرف استقبال، وقد تأتي للاستمرار لا للاستقبال.أما (سوف) فهي حرف استقبال أطول زمانا من (السين) وأكثر ما تستعمل في الوعد. والمعربون يسمونها حرف تسويف.أما (قد) فقد تكون اسما وقد تكون حرفا. وبغض النظر عما يقوله المختصون في نحو اللغة العربية وقواعدها. فان ما عرفناه وما ذكرناه آنفا يوضح لنا بان حرف (السين) للتنفيس وحرف(سوف) للتسويف. وأن الحرف (قد) قبل الفعل الماضي للتحقيق والتوكيد وقبل الفعل المضارع للتقليل.ولن ندخل مع علماء اللغة وفقهائها مدخلا يخرجنا عما نريد قوله للسادة المسؤولين في عراقنا اليوم .فقد اتخمونا كسابقيهم بـ (السين) و(سوف)، وغدت كل خطبهم وكلماتهم في ندواتهم ومؤتمراتهم الصحفية وورش عملهم مملة بل مزعجة، لكثرة دخول هذين الحرفين على أفعالهم الماضية والحاضرة.فمنهم من قال: سوف نزرع العراق خيرا،وسنحصد الشر الذي به،وسوف نجعل الزراعة قبل النفط موردا من موارد الموازنة العامة للعراق لأننا سنفرض الضرائب على دخول الطماطة وأخواتها إلى العراق للحد من سيطرتها على مقدرات فلاحينا،لأن فوضى الاستيراد غير المرسم كمركيا هو الإقطاع الجديد الذي يحول دون ازدهار الزراعة في العراق،ونسوا بان فلاحنا قد نسي فنون الزراعة وأصولها بسببهم ،وان معظمهم أصبحوا موظفين في دوائر الدولة المدنية والعسكرية مما دفع معالي وزير زراعتنا للتفكير في استيراد العمالة من الخارج ناسيا بان أعلى نسبة من العاطلين عن العمل هم من خريجي كليات الزراعة ومعاهدها، وان من تم تعينه منهم في دوائر وزارته أصبح مجرد موظف- واغلبهم في غير اختصاصه- ينتظر نهاية الشهر ليقبض راتبه. ومنهم من قال: سوف نصنع الكهرباء،وسنصدر الفائض من المياه بعد أن ننقي حاجتنا منها ونوصلها صافية معقمة إلى كل بيت في كل مدينة و كل قرية.وسنصدر الحجر الخام لصناعته اسمنتا في الخارج، وسوف نقوم باستيراده منها بالعملة الصعبة،مثلما نستورد اليوم جميع المشتقات النفطية، فلا داعي لأن نلوث البيئة بالمصافي،وعلينا أن نحقق لوزارة البيئة خططها في المحافظة على البيئة من التلوث.فصناعة الأسمنت وصناعة الإطارات، وصناعة الزجاج وصناعة الأسمدة، وصناعة الورق وحتى معامل صناعة الأدوية تؤدي إلى تلوث البيئة من خلال انتشار الدخان المتصاعد من مداخنها ،فعلينا أن نبعد عن الشر وان نغنى له، وان لا نكون سببا في إفشال خطة وزارة البيئة.وألو الأمر بالعلم والثقافة والفنون قالوا لنا:سوف نبني المدارس،وسوف نرفع الحصران عن سقوف القديم منها، وسيجلس أبناؤنا الطلبة على مقاعد تليق بتضحيات أبائهم.وسوف نرفع العلم والمعرفة درجات ستتفوق بها على اعرق الكليات في العالمين الغربي والشرقي. وسوف نعز العلماء وسنقدر الأدباء وسوف نرفع الفنانين المتعبين درجة تليق بهم كبشر.وسنجعل العراق من شماله إلى جنوبه ساحات وملاعب خضراء، ولكنهم نسوا أو تناسوا بان المستوى العلمي في العراق وصل إلى أدنى مستوياته بسبب جهل القائمين على العملية التربوية والتعليمية بأمور مدارسهم وجامعاتهم، وبان العالم والأديب والفنان مجهول الهوية في بلد لا زال العالم ينظر إليه بأنه مهد الحضارات . ومن أولي الأمر منا من قال لنا: سوف نزيد الخير والبركة في البطاقة التموينية، وسوف نجعل الصحة تاجا فوق رؤوس الفقراء،وسيكون الدواء مجانا أو بأسعار رمزية،وسوف نعز آباء الشهداء وسنكرم أمهاتهم، وسنجعل الجنة تحت أقدامهم. وسوف نستر الأرملة، وسنشبع الجائع، وسوف لن ننهر السائل ولا المحروم، وسنرعى اليتيم وابن السبيل،و سوف نبر بشيوخنا وسنحفظ للمسنين هيبتهم وسنرعاهم.ولكنهم نسوا ملايين العراقيين الذين يلتحفون السماء، ومئات الآلاف من المتقاعدين المعوزين وهم ينتظرون ستين يوما لتحل عليهم بركة دوائر التقاعد،وان ما يتقاضوه لا يكفي ثمن الأدوية لأمراضهم المزمنة. كثيرة هي أفعال مسوؤلينا التي يسبقها (السين) وتتقدمها( سوف) ولكنها قليلة بل تكاد تكون معدومة هي أفعالهم التي يسبقها الحرف (قد) فما أجملها جملة يسبق فعلها الماضي هذا الحرف؟ الذي يعني توكيد الفعل ووقوعه فمن له أن يُكـذ بّ مسؤولاّ يقول: لقد بنينا المستشفيات، وقد عمرنا المدارس، وقد أنجزنا محطات التوليد ،وقد أكملنا الأعمال الخاصة بمشاريع الماء. وقد وزعنا اللحم والدجاج ضمن الحصة التموينية،وقد أنتجنا حنطة وشعيرا وطماطة وخضرا كثيرة أخرى وسنمنع استيراد الفسائل الإماراتية و التمور من السعودية. ومن منا يجروء أن يكذب وزيرا يعلنها صراحة ويقول:لقد قضينا على الفساد الإداري والمالي،وقد أحالت الوزارة عددا من الموظفين الفاسدين والمرتشين إلى القضاء، وانه أي :الوزير قد استغنى عن عدد من الموظفين لعدم الحاجة إلى خدماتهم،أو لعدم التزامهم بالدوام الرسمي،أو لفشلهم في أداء أعمالهم .كم هي جميلة لغة العرب ؟!وكم هو جميل أن يسبق فعلها هذا الحرف ليؤكده، ويجعله حقيقة واقعة؟ إننا نريد أن تكون أفعال مسوؤلينا و ساستنا اليوم مقرونة بـ (قد) المؤكدة لوقوع الفعل واقعا ملموسا يحسه المواطن وينعم بنتائجه،ولا نريد هذا الحرف أن يسبق أفعالهم في خطبهم وندواتهم ومؤتمراتهم التي يبررون فيها فشلهم حين يزينوها ببديع القول والمنطق الجميل وفي تقارير المتابعة الكاذبة لما نفذوه من مشاريع على الورق.أي أن (قد) هذه أكدت القول ولم تؤكد الفعل. نريدهم أن يعرفوا بان ابسط مواطن عراقي يستطيع أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في أقوالهم وأفعالهم. إننا نريد الـ(قد) حرفا يسبق أفعال السادة المسؤولين ابتداء من النواب ومعالي الوزراء ودولة رئيسهم وانتهاء بفخامة الرئيس. وأن يؤكدها واقعا لا شعارا يزين وعودهم. نريد من أولي الأمر منا أن يقللوا من استخدام السين وسوف، بل أن ينسوها وان يذكروا قد .



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلى الحبيبة
- هي
- هي
- أم عصام
- بكيت مع النواب
- الهوى عمري وعمرك
- انا وامي وعيد العمال
- خمسون مرت وانقضت
- رونق
- الأسف
- قرار الحب
- جامعة الانبار شكر، وتكريم
- يا رنا
- مقدمة في تاريخ القانون
- نور
- الى الذين في قلوبهم مرض
- مرة لا مرتين
- الأم آزو وبلقيس هيت
- مهرجان الحب والثقافة
- زينب


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قحطان محمد صالح الهيتي - إنسوا السين وسوف واذكروا قد