أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية - نادية محمود - عالم و احد و طبقتان*















المزيد.....

عالم و احد و طبقتان*


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 11:43
المحور: ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية
    


لم يظهر الصراع الاقتصادي و يعبر عن نفسه بهذه الدرجة من الوضوح كما يجري التعبير عنه في الاحتجاجات الحالية و الثورتين المصرية و التونسية. يقول سامي زبيدة عن حق" ان الطبقات ليست قوى سياسية بحد ذاتها و لكنها تصبح كذلك في سياق و مسار سياسي معين". ليس هنالك مسار اخر افضل مما يجري الان في دول المنطقة لتتحول الطبقة العاملة فيها الى قوة سياسية. الا ان الطبقة العاملة حتى تتحول الى قوة سياسية و قوة سياسية مؤثرة تحتاج الى حزب سياسي تتشكل فيه، و تتمظهر فيه، و تعبر عن نفسها فيه.

الا ان هذا، و خاصة في اطار الثورة و مسار الحركة العمالية في تونس و مصر اصبح امرا يكاد يكون معروفا. فعدد الاحزاب التي تشكلت و تتشكل في هذين البلدين الان على سبيل المثال، تعكس حقيقة حجم الطبقة العاملة و خاصة في مصر، الذي يستدعي تمثيله في حزب سياسي مستقل.

الا ان باطلاعنا على بيانات اكثر من حزب متأسس او في طور التأسيس، يتضح انه في الوقت الذي تؤكد فيه هذه الاحزاب على يساريتها و شيوعيتها و اشتراكيتها الا انها و في اطار رؤيتها للوصول الى اشتراكياتها، ترفع شعارات الحركة القومية العربية، في حين ان شعارات و مطاليب الجماهير العمالية، شعارات طبقية واضحة بمواجهة الانظمة الحاكمة، من اجل فرص عمل، ضمان بطالة، خدمات، انهاء الفساد، و مطلبها الاساسي السياسي بازالة انظمة الحكم التي فرضت هذه الاوضاع.

لم ترفع الجماهير العمالية المحتجة في ميادين التحرير في العالم العربي شعارات " معاداة الامبريالية" "اسناد المقاومة" و " معاداة الاحتلال" لم ترفع الجماهير شعارات" التشكل النهائي للامة العربية" و" "مقاومة الاستعمار" " التحرر الوطني" .

ان الحركة القومية العربية فقدت ارضيتها في معركة النضال من اجل المطاليب الاقتصادية و السياسية للجماهير العمالية والكادحة. الا انها لما تزل و لم تكف عن السعي لحرف نضالات الجماهير العمالية من وجهتها المطلبية الاقتصادية الاساسية التي تمس امنها و حياتها، الى قضايا و شعارات لا ترتبط و مصالح الجماهير العمالية الكادحة بصلة. ان شعارات الحركة القومية العربية تعبر عن هويتها الطبقية الرأسمالية المحلية المناهضة للرأسمالية العالمية. تلك الحركات والحكومات التي اعتاشت لسنوات على الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي، لم تقدم حلا لهذا الصراع فحسب، بل ايضا، باسم هذا الصراع، لجمت و قمعت الجماهير تحت شعار" لا صوت يعلو على صوت المعركة". كيف يمكن لجماهير مقموعة ان تحرر شعب مضطهد؟ بامكان الحكومات القومية العربية فقط الاجابة على هذا اللغز.

لقد نجحت الحركات القومية على سبيل المثال في حرف نضال الجماهير الكادحة عن وجهة نضالها الحقيقي و الاصيل في مدينتي الموصل و الرمادي في العراق ، عن المطلب الاقتصادي الذي تطالب به الجماهير العمالية " فرص عمل، خدمات، و انهاء الفساد" الذي اخرج المتظاهرين الى الشارع بالدرجة الاولى، الى شعارات و تظاهرات "ضد الاحتلال"، مغيبة المطلب الجماهيري الاساسي لتلك التظاهرات. هذا حرف و تشويش تقوم به الحركات القومية العربية، راكبة موجة الاعتراضات الجماهيرية للعمال و الكادحين لتوجييها صوب اهدافها و شعاراتها لنصرة الرأسمالية المحلية بوجه الرأسمالية العالمية. ان خطر الحركات القومية العربية يحوم ليغير وجهة هذا النضال و بالتالي يحبطه في مسار توجيهه وجهة خدمة الحركات القومية العربية، على الجماهير ان تحتاط منه.
التيار الاسلامي شهد افوله في هذه الاحتجاجات. ليس هنالك وقت انحسر فيه هذا التيار في العقود الاخيرة، بقدر انحساره الان، على ارضية الصراع الطبقي و الحرب الطبقية الدائرة اليوم بين ملايين تريد فرص عمل و خدمات و امن و كرامة، و بين اقلية ضئيلة تسرق و تنهب و تمارس ابشع انواع العنف.

التيارات الاسلامية سعت الى ركوب موجة الاحتجاجات الجماهيرية التي رفضت سياسات الخصخصة و السياسات النيو ليبرالية التي شرعت في المنطقة منذ اوائل الثمانينات للقرن المنصرم، مع الازمة الرأسمالية العالمية التي اجتاحت العالم انذاك. لقد تمكنت حينها من توظيف طيف من الاحتجاجات المعترضة والمحتجة بوجه تلك السياسات تحت شعار "الاسلام هو الحل"، ها هي اليوم، و بعد تمتعها بفرصة تاريخية لتقديم " الحل" على امتداد 30 عاما، اثبتت انها ليست لا تملك حلا فحسب، بل انها جزءا لا يتجزء من المشكلة. انها جزء من النظام الرأسمالي العالمي الذي يستنجد بصندوق النقد الدولي ليقدم لها الاستشارات في كيفية خنق الجماهير اكثر، ايران و الجزائر والسودان و اخيرا في العراق، نماذج حية على فشل الاحزاب الاسلامية في تقديم اي حل، و هي متربعة على اعلى هرم في السلطة، و متحكمة بموارد النفط.

ان التيارين القومي و الاسلامي لا يقفان على ارضية واحدة و الجماهير في هذه الحرب الطبقية الدائرة بين العمال و الكادحين و دعاة الحرية و المساواة من جهة، و القوى الرأسمالية الرجعية من جهة اخرى. انهما يقفان على ارضية الخصم. انهما اعداء للجماهير العمالية، انهم مدافعون عن المصالح الطبقية الرأسمالية، مهما كانت شعاراتهم.

الجماهير العمالية و الكادحة و التحررية في حمية صراعها الحقيقي و الجاد في معترك دفاعها عن حياتها و معيشتها، لم ترفع اي من تلك الشعارات القومية، و بقيت في تركيز تام على مطاليبها الاقتصادية و السياسية،و لم تلتبس الامورعليها، لقد كانت واضحة و واضحة فيما تريد. لم يختلط لديها " مقاومة الاحتلال" و "معاداة الاستعمار" مع "الامة العربية الواحدة"، بمطاليبها الاقتصادية والسياسية.

بدأت الجماهير العمالية تعلن عن " رؤيتها" هي ايضا، و باشد ما يمكن من الوضوح و البسالة. ان " صراع الحضارات" ليست مشكلة الجماهير الكادحة، و ليس "الاحتلال" هو مشكلتها الاساسية، ان دولا ليست محتلة، تعاني الامرين حالها حال الدول المحتلة، و ان الرأسماليات المحلية ليست اكثر رحمة و اكثر رأفة بحال " مواطنيها" من " المستعمر الامريكي". انها طبقة واحدة و استغلال واحد، و سعيهم الى مص الدماء، و اكتناز الاموال و النهب و السلب امورا لا يختلفون عليها. ان الذين يسرقون و ينهبون الملايين من الدولارات من ثروات الجماهير من الحكام العرب، ليسوا اقل نهبا من الشركات الاجنبية لخيرات المجتمع. انهم كلهم لصوص. انهم طبقة واحدة.

يجب التركيز كل التركيز على هذه المهمة الان، على الحرب الطبقية الدائـرة، على التصدي لممثلي الطبقة الرأسمالية، بجيشها و برلمانها و بقراراتها و بقوانينها، و وضع الاستراتيجيات الواضحة لمسار و افق هذه المواجهة. التركيز كل التركيز يجب ان يتوجه اليوم الى اية استرايجيات واية تاكتيكات سننتهج في مصر و تونس، كي: اولا نديم و نواصل الثورة، ثانيا: ان نحبط الثورة المضادة، ثالثا: ان نحدث منعطفا تاريخيا من حيث تمثيل الجماهير في اعلى سدة الحكم، ان تكون الطبقة العاملة و ممثليها هم صناع القرار في شؤون حياتهم الاقتصادية والسياسية. ان هذه معركة عظيمة، بامكان انتصارها ان يغير وجه التاريخ القادم الى غير رجعة، ان انتصاره، سيكون له وقع كومونة باريس و ثورة اكتوبر، منتصرتين.

* من الملاحظات التي قدمت في مؤتمر مرسيليا الذي عقده الحزب الجديد المناهض للرأسمالية في مايو/ ايار 2011.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول ضرورة ألعمل المشترك لتقوية الاحتجاجات الجماهيرية في العر ...
- حركة طبقية جديدة تعلن عن ولادتها في تونس و مصر
- سياسة -اللاتسييس-... سياسة مغرضة!
- الهجوم على دولة الرفاه في اوربا و ضرورة تشكيل أحزاب شيوعية ع ...
- التحزب، ضرورة ملحة تطرح نفسها امام الطبقة العاملة في العراق!
- كيف جسدت منى علي( ليلى محمد) فحوى الشيوعية العمالية بالكلمة ...
- الى موون.. الحديث الاخير ...
- ما هي وظيفة منظمات المجتمع المدني في الوضع الراهن في العراق- ...
- أسترح ايها الرب، بامكاننا ان نقوم بعملك الان!
- النضال من اجل اعادة الخيار للانسان ...مهمة عاجلة!
- لن تبقى كردستان بعد مقتل سردشت ، كما كانت قبله!
- كلمة حول نداء منتسبي شركة مصافي الجنوب للحصول على مطالبهم..
- حول قرارات الحكومة الاخيرة حول المحارم و الفصل الجنسي
- اليكم جميعا ..ليكن عاما سعيد لكم.. عام لتحريك الجبال!
- الشيوعية العمالية و الانتخابات البرلمانية في العراق لعام 201 ...
- يكفي ما في قوانينكم من كوارث لتضيفوا له مآسي جديدة- حول قانو ...
- هل بحجب المواقع الالكترونية يتحقق الأمن و تحفظ الآداب؟
- منظمات جماهيرية ام منظمات مجتمع مدني؟
- منصور حكمت و السيناريو الاسود- السيناريو الابيض- حديث بمناسب ...
- هجمة جلال الدين الصغير على منظمات المجتمع المدني


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- في قلب حركة 20 فبراير لكن برؤية اشتراكية ثورية / التضامن من اجل بديل اشتراكي
- الثورة العربية- بيان التيار الماركسي الأممي، الجزء الثاني: ا ... / بيان الدفاع عن الماركسية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية - نادية محمود - عالم و احد و طبقتان*