أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - جوليتا والأرواح 1965:عندما تخون الأحلام فليني














المزيد.....

جوليتا والأرواح 1965:عندما تخون الأحلام فليني


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3367 - 2011 / 5 / 16 - 22:40
المحور: الادب والفن
    


جوليتا والأرواح 1965:عندما تخون الأحلام فليني
يتحدث فيلم جوليتا والأرواح عن فكرة بسيطة وساذجة فهو عن امرأة لا تستطيع أن تتقبل فكرة خيانة زوجها لها،فتهرب إلى عالمها الخاص وهذا العالم الخاص هو حكاية فليني في كل أفلامه.
ولكن هذا الفيلم هو فيلم خاص في مسيرة فليني لأنه الفيلم الملون الأول له،لا لأنه شكل بداية انحدار المستوى الفني لهذا المخرج ومع روعة (ساتيركورن فليني 1970) وجمال السيرة الذاتية في (أمار كورد 1972) فالأفلام التي صنعها فليني مع جوليتا والأرواح وما بعدها لا يمكن أن تكون أبدا مشابهة لما قبلها.
إذا الفيلم هو خاص في مسيرة فليني الفنية ربما لأنه تحدث فيه عن امرأة ضمن منظورها هي وليس ضمن معالجته أو رؤيته هو للمرأة التي تشكل عنصرا حاسما وغنيا في أفلامه ويكفي أن مشهد العاهرة الممتلئة في فيلم روما اختصر اسم المدينة بل أصبحت كرمز لها في أحد ملصقات الفيلم؟
فجوليتا هي امرأة تعيش حياة باذخة والشخصيات المحيطة بها عبارة عن شخصيات نسائية ساذجة والتي تدفع بجوليتا نحو جلسات استحضار الأرواح وكل الفيلم يبدو بأنه يعيش في الخيال وهناك الأحلام الكثيرة المتداخلة بشدة في الفيلم لدرجة أن الفيلم في الكلية يبدو بأنه ينقصه الترتيب والترابط فالأحلام تتعلق بذكريات جوليتا وطفولتها خاصة فيما يتعلق براقصة سيرك قامت بدورها (Sandra Milo ) قام جدها بالهرب معها...وهناك الإسقاطات لشخصيات حقيقية في حياتها تديرها هي كما ترغب وفقا للظروف،فهي تستطيع أن تخلق عالما كاملا من الشخصيات الغريبة منها حقيقي ولكن بتصرف نابع من مخيلة غنية هي مخيلة فليني أولا وأخيرا.
وهناك جارتها اللعوب قامت بدورها أيضا (ساندرا ميلو) التي تعيش في بيت أقرب إلى الماخور وهي تشكل (أي ساندرا ميلو تحديدا) أنا الرغبات المنفصم أو الداخلي لجوليتا وهذا عيب الفيلم الكبير.
التأملات والتخيلات عن العالم الآخر موجودة أيضا وعن وجود الله وعن وضعها الخاص في ذلك العالم وكل تلك التأملات تتعلق بالطفولة حيث غالبا ما كانت تنكص إلى عصر الطفولة عندما تخوض في عالم الذكريات.
وتظهر الأنوات العديدة لشخصيتها،فالأنا الرافض أو غير المقتنع يأخذ صورة جدها وهناك شخص صارم يتمثل لها دوما يلعب دور الأنا الآمرة التي تظن بأنه يأمرها للذهاب إلى الطريق الصحيح.
فيلم جوليتا والأرواح هو فيلم عن الأحلام والسيرك والشخصيات الغريبة وعن التخيلات الفنتازية..التخيلات التي تتعلق بالماضي وبالحاضر وربما بأشياء لا نفهمها وهذه كلها باختصار عناصر (الفلينية) وحتى موسيقى (Nino Rota) تجعلك تشعر بأنك ضمن عوالم فليني.
ولكن هذه الأحلام غير مرتبة لدرجة الضعف وعدم التوافق الغائي لها بل تبدو بأنها عبثية وبحد ذاتها صيغة مبالغة والغرائبية خالية من المضمون لصانع الأحلام الذي استخدم الأحلام لصناعة أجمل فيلم في تاريخ السينما...لقد خانت الأحلام هذه المرة فليني.
وضمن هذه الفوضى الحلمية والأشكال الغريبة غير المقنعة والتي بدلا من أن تضيء دربا-أي درب للتفسير-للوصول إلى الغاية منها تسقط في عتمة اللعبة السريالية غير المفهومة وغير المقنعة من شخص شكلت الأحلام بالنسبة إليه غاية الإبداع الفني....هناك فشل واضح من فليني في التعبير وضمن رؤيته الخاصة عن حالة زوجته التائهة غير القادرة على تحمل عالم الزوجية المخادع.
هذا الفيلم صنع في فترة حرجة من علاقة فليني بزوجته (جوليتا ماسينا وهي التي قامت بلعب دور جوليتا في الفيلم) والسبب هو تحول فليني إلى نجم كبير وتشتت فليني وعدم تركيزه جعلته يستخدم عناصره التي برع فيها بشكل عبثي لا يعرف ما الذي يريد أن يقوله...لذلك الفيلم لم يحقق النجاح المطلوب و الغرائبية في الفيلم لم تكن أكثر من عنصر يجلب الملل في هذا الفيلم الطويل نسبيا( 137 دقيقة) بدلا من أن تكون عنصرا مهما للتشويق ولكن على الأقل وعلى الرغم من ضعف الفيلم فهو لم يأتي كنقطة ضد فليني ولم يكن سيئا إلى درجة أن يحسب ضده.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم الحمقى1998 :فكرة غير واضحة لدوغما ماتت قبل أن تولد
- آلام جان دارك لكارل دراير 1928:التحفة الأبرز في مجال السينما ...
- فيلم غريزة أساسية 1992: عناصر ناجحة لفيلم ناجح على شباك التذ ...
- فيلم الطريق 1954 لفليني:الفيلم الذي قاد فليني إلى التحف
- فيلم (Bocaccio 70)رسالة حب موجهة للمرأة
- الحالمون2004:أين كنا عام 1968
- راقص في الظلام:رؤية تشاؤمية للأخلاق البشرية:لارسن فون تراير ...
- التانغو الأخير بباريس:الحواس كتعبير عن اليأس الروحي:برتولوتش ...
- أضواء المنوعات 1950 استعراض لحياة فليني القادمة من خلال قصة ...
- مدينة النساء1980(فدريكو فليني):صورة لمجتمع نسائي منفصل عن ال ...
- مدينة الملائكة(1998): فانتازيا رومانسية تعالج مسألة الحب وال ...
- لارسن فون تراير وتأسيس سينما الدوغما
- حب في المدينة -1953- لقاء العمالقة في نقطة لن تتكرر أبداً
- بروفة اوركسترا لفليني 1978قصة تحذيرية عن خطر الفوضوية
- أغيرا: غضب الرب 1972 فيلم عن الشخصية بامتياز
- (Little Chilren2006) أطفال صغار نظرة طبيعية لمجتمع مستقر أو ...
- ليلة القديس لورنزو(ليلة تساقط النجوم)1982
- ثلاثية صمت الله لبيرغمان:(من خلال زجاج معتم-ضوء الشتاء-الصمت ...
- ساتيركورن فليني 1970: رؤية لفليني عن أسطورة غير منتهية
- روما فليني 1972:روما بعيون فليني


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - جوليتا والأرواح 1965:عندما تخون الأحلام فليني