أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد الحمداني - دراسة حول القضية الفلسطينية / الحلقة الثانية















المزيد.....

دراسة حول القضية الفلسطينية / الحلقة الثانية


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3367 - 2011 / 5 / 16 - 22:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بمناسبة ذكرى النكبة
دراسة حول القضية الفلسطينية
الحلقة الثانية

ثانياً:إعلان قيام دولة إسرائيل،ودخول الجيوش العربية فلسطين:
في الرابع عشر من أيار 1948، أعلنت بريطانيا إكمال انسحابها من فلسطين، وإنهاء الانتداب البريطاني عليها، وفي نفس اليوم أعلنت المنظمات الصهيونية قيام دولة إسرائيل، وبعد عشرين دقيقة من إعلان قيامها أعلنت الولايات المتحدة اعترافها بالدولة العبرية، وتبعتها بعد ذلك بريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتي واعترفوا بها.

وكان ذلك قد شكل أكبر تحدي لمشاعر الملايين من الجماهير العربية في مشرق العالم العربي ومغربه، وضربة قاصمة وجهتها الإمبريالية للعرب.
بدأت العصابات الصهيونية أشنع حملة لتهجير السكان العرب من مدنهم وقراهم، فأقاموا المجازر البشعة ضدهم، مستخدمين كل أنواع الأسلحة، وقُتل من قُتل من النساء والأطفال والشيوخ، وترك ما يزيد على المليون وربع المليون من الفلسطينيين ديارهم هرباً من بطش الصهاينة، تاركين وراءهم كل ما يملكون من مساكن وأثاث وأموال ومصالح، وأصبحوا لاجئين في البلدان العربية المجاورة، يعيشون تحت الخيام، بانتظار مساندة ودعم الحكام العرب لعودتهم إلى ديارهم !!.

واضطر الحكام العرب تحت ضغط شعوبهم إلى دفع جيوشهم إلى فلسطين، واستبشر الشعب العربي عامة والفلسطيني خاصة بتحرك الجيوش العربية، لكن ظهر فيما بعد أن تلك الحرب لم تكن سوى مسرحية أخرجها الإمبرياليون، ونفذها الحكام العرب، لا لتحرير فلسطين، بل لتثبيت الدولة العبرية الجديدة.

دخلت القوات العربية إلى فلسطين ساعيةً إلى الحرب بدون حسام، فلقد جُهز الجيش المصري بعتاد فاسد، مما أوقع خسائر فادحة في صفوفه.
أما القوات العراقية فقد كانت أربعة أفواج مجهزة بأسلحة خفيفة لا تفي بالغرض، وحتى القوة الآلية للجيش العراقي فقد كان الجنود غير مدربين على استخدام تلك الآليات، فقد ذكر قائد القوات العراقية في فلسطين، اللواء الركن [ نور الدين محمود ] في تقريره إلى رئاسة أركان الجيش، في حزيران 1948 ما يلي :
{ خلال مدة بقائي في المفرق، فتشت القوة الآلية فوجدت معظم جنود الفوج الآلي غير مدربين، حتى أن القسم الأعظم لم يرموا بأسلحتهم الخاصة بهم، وبالإضافة إلى ذلك علمت أن الفوج المذكور استلم مدافع الهاون في يوم حركته من بغداد ولا يعلم أحد بالفوج، ولا بالقوة الآلية كلها كيفية استخدام هذا المدفع، وقد تركت في السيارات بانتظار إرسال الجنود المدربين على استخدامها من بغداد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى وجدت أن جنود المدرعات لم يدربوا بأسلحتهم مطلقاً فاضطررت إلى الإبراق إلى وزارة الدفاع للموافقة على تدريبهم على إطلاق بضعة إطلاقات بصورة مستعجلة، لكي يعرفوا خصائص أسلحتهم على الأقل، وعند الاستفسار عن كميات العتاد المتوفرة ظهر لي أن القنابل من عيار 2 رطل كان محدوداً جداً، كما أن الوحدات اسطحبت عتاد الخط الأول فقط، ولم يؤسس خط للمواصلات بعد، وكانت الوحدات تستهلك الأرزاق التي جلبتها من بغداد، وكانت بقية أمور التموين والإعاشة في دور التأسيس.

وهكذا كانت الحالة للقوة الآلية المرسلة إلى فلسطين، والمزمع إشراكها في القتال دون التهيئة، وأن وضعية كهذه جعلتني في حالة استغراب من إرسال قوات وزجها في القتال بهذا الوضع الناقص}.

ومع ذلك فقد أبدا الجنود العراقيين بسالة منقطعة النظير، واستطاعوا التقدم واحتلال العديد من المواقع الصهيونية، مما أزعج الإمبرياليين البريطانيين الذين مارسوا الضغط على الحكومة العراقية لمنع تقدم قواتها.

وهكذا قُيدت حركة القوات العراقية، وظهرت تلك الأيام حكاية تداولها الشعب العراقي بتهكم شديد، وهي عبارة [ ماكو أوامر ]. أي أن الجيش ليس لديه أوامر للتحرك. لقد كانت تلك الحرب مخططة مسبقاً، ونتائجها مرسومة، وهي تقتضي قيام دولة إسرائيل، وخذلان الجيوش العربية .

أما الملك عبد الله ـ ملك شرق الأردن ـ فقد أصّر على أن تكون قيادة القوات العربية له، وقد عارضت بعض الدول العربية ذلك، حيث أن الجيش الأردني يقوده الجنرال البريطاني[كلوب باشا] وبريطانيا هي التي سلمت فلسطين للصهاينة، فلا يعقل أن تسلم قيادة الجيوش العربية لكلوب باشا.
لكن حكام الدول العربية تراجعوا عن معارضتهم بضغط من بريطانيا، وتسلم كلوب باشا القيادة الفعلية للجيوش العربية !!.
كان الملك عبد الله يغتنم كل فرصة لكي يؤمن لنفسه الاستفادة مما ستؤول إليه الأمور، وكان يجري باستمرار اتصالاته السرية مع [ وايزمان ] و[ بن غوريون] وسلم الملك عبد لله مدينتي [ اللد] و[الرملة] للصهاينة دون قتال، بعد أن كانت القوات العربية قد سيطرت عليها.

لقد نال الملك عبد الله ثقة الصهاينة، بعد أن أمر القوات العربية التي وصلت إلى أبواب [تل أبيب] بالتقهقر إلى الوراء، والعودة إلى مراكزها السابقة، متيحاً الفرصة للصهاينة لتنظيم صفوفهم، وجلب الأسلحة والمعدات والقوات، للوقوف بوجه القوات العربية.

ورغم خيانة الحكام العرب، ليس لفلسطين وحسب، بل لجيوشهم التي زجوا بها في المعركة دون استعداد ، ودون سلاح ، وتزويدها بالعتاد الفاسد، كما جرى للجيش المصري ، إلا أن القوات العربية المؤمنة بقضية العرب الرئيسية فلسطين أبلوا في الحرب بلاءً قلّ نظيره، وكادت تلك القوات، برغم الظروف السيئة تلك أن تقضي على القوات الصهيونية التي أصابها الإعياء، ونفذ عتادها، مما اضطر زعماء الصهيونية إلى الطلب من الولايات المتحدة العمل على وقف القتال، وقيام هدنة بين الطرفين لاستعادة الأنفاس والتهيئة لجولة جديدة.

ثالثاً : إعلان الهدنة الأولى في فلسطين :
سارعت الولايات المتحدة إلى دعوة مجلس الأمن الدولي إلى الاجتماع، بدعوى أن الوضع في الشرق الأوسط يهدد الأمن والسلام الدوليين، واستطاعت استصدار قرار من المجلس يقضي بوقف القتال بين الطرفين، وإرسال الوسيط الدولي السويدي [ الكونت برنادوت ] الذي قتله الصهاينة فيما بعد، ليلة 22 / 23 أيار، بعد 39 ساعة من بدء القتال.

سارع الحكام العرب إلى قبول وقف القتال، بعد اجتماع عاصف بين ممثلي الحكومات العربية، فقد هدد رئيس الوزراء المصري [ محمود فهمي النقراشي] بأن مصر سوف تعقد هدنة مع الصهاينة لوحدها إذا لم توافق بقية الدول العربية على ذلك.
أما الملك عبد الله فقد أصرّ على قبول الهدنة، وهدد بقطع التموين عن الجيش العراقي إذا أصرّ العراق على عدم قبولها.
أما الملك عبد العزيز آل سعود، فقد رفض قطع النفط عن الولايات المتحدة، بناء على طلب الجامعة العربية، وكان ذلك كفيلاً بأن يشكل اكبر ضغط عليها.

كانت مواقف الحكومة السورية أكثر جرأة واندفاعاً، ولذلك وجدنا القوات الصهيونية ركز هجماتها على القوات السورية .
بدأت القوات الصهيونية تستعيد أنفاسها، وبدأت الأسلحة تنهال عليها من كل جانب، وجرى تنظيم، وإعداد تلك القوات لجولة جديدة مع القوات العربية، وكان قبول الحكام العرب يمثل خيانة كبرى لمصالح الأمة العربية، ولقضية فلسطين، كما كان قرار مجلس الأمن أهم امتحان لمصداقية المهيمنين على مجلس الأمن، والذين تنكروا للميثاق الذي وضعوه هم أنفسهم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

لقد كان العراق يملك من القوات والأسلحة ما يكفيه وحده لتحطيم القوات الصهيونية، لكن الحكام المؤتمرون بأوامر الإمبريالية لم يكونوا جادين في حربهم، أما الملك عبد الله فخيانته للقضية الفلسطينية لا تحتاج إلى دليل، فقد كان يقدم للصهاينة النفط الذي كان يمر عبر أنبوب النفط العراقي إلى [حيفا] والتي وقعت بأيدي الصهاينة، حيث استمر بالتدفق ليستخدموا البترول في تسيير آلياتهم العسكرية، فقد وصف المؤرخ الأردني المعروف [ سليمان موسى ] موقف الملك عبد الله قائلاً :
{ كان الأردن حتى أوائل شهر أيار 1948 يحصل على ما يحتاج إليه من مشتقات النفط من مصفاة شركة بترول العراق في حيفا، وعندما سلمت بريطانيا، مدينة حيفا للصهاينة أصبحت المصفاة بأيديهم فأخذوا يستغلونها لسد حاجاتهم، ولذلك لم يكن الصهاينة بحاجة، أو أزمة فيما يختص الوقود بأنواعه، أما الأردن فقد استطاع الحصول على ما يحتاج من وقود من محطتي H3وH5، حيث ضخت الشركة 12 مليون غالون من كركوك إلى خزاناتها في المحطتين، ومنها أخذ الأردن حاجته من الوقود}. وهكذا اشتركت الحكومتان العراقية والأردنية في تزويد الصهاينة بالنفط الضروري لحركة آلياتهم العسكرية.
انتهت الحلقة الثانية وتليها الحلقة الثالثة
www.Hamid-Alhamdany.blogspot.com



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة ذكرى النكبة - دراسة حول القضية الفلسطينية / الحلقة ا ...
- واقع الطبقة العاملة في عصر العولمة، وآفاق المستقبل
- الشعوب العربية تقارع انظمة الطغاة
- خياران أمام نظام البعث في سوريا لا ثالث لهما!
- حكومة المالكي، ومأزق الصدريين، ومحنة الشعب العراقي!
- مسؤولية النظام السعودي والإدارة الأمريكية في استمرار المجزرة ...
- انتفاضة الشعب اليمني وحقيقة الموقف الأمريكي والسعودي!
- نظام البعث في قلب العاصفة، والشعب السوري يطالب بالحرية
- وثيقة تدين الطالباني والبارزاني بخدمة المصالح الأمريكية، واب ...
- لماذا يتلكأ المجتمع الدولي بإنقاذ الشعب الليبي من بطش القذاف ...
- زيف الديمقراطية في العراق الجديد!
- بمناسبة عيد المرأة: لترتفع راية النضال من أجل تحرر المرأة وم ...
- النهوض الثوري للشعوب العربية يتطلب قيام جامعة عربية تمثل إرا ...
- غداً يقول الشعب العراقي كلمته الفاصلة
- النصر والظفر لثورة الشعب الليبي الجسور ضد نظام الطاغية المجن ...
- أنتم مدعون للنهوض يا شباب العراق، والمستقبل لكم قطعاً
- مقدمة كتاب :صدام والفخ الأمريكي
- ثورة شباب مصرالشجعان تزازل عروش الطغاة في العالم العربي
- فاقد الشئ لا يعطيه
- لتتعزز ثورة الشعب التونسي من أجل الحرية والديمقراطية والعدال ...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حامد الحمداني - دراسة حول القضية الفلسطينية / الحلقة الثانية