مصطفى راشد
الحوار المتمدن-العدد: 3367 - 2011 / 5 / 16 - 16:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عندما تم سؤالنا عن الفترة الَّتي شرعها الله للحجِّ أي الفترة الَّتي يتوجَّب أداء فريضة الحجِّ فيها هل هي عدَّة أشهر وهي بالتَّالي ثلاثة أو أكثرأم عشرة أيام كما هو معمول به ، فنقول يمكن للمسلم أن يختار الوقت الَّذي يريد أن يحجَّ به في هذه الأشهر متى يشاء، كما يقول القرآن الكريم في هذا الشأن:
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ {197}البقرة
وتقرِّر الآية السَّابقة بشكلٍ قاطع أنَّ الحجَّ هو عدَّة أشهر وليس فقط العشرة الأولى من ذي الحجَّة كما جرت العادة في هذه الأيام، وكما قلنا سابقاً فإن الحجَّ سنَّة إبراهيميَّة وليس سنَّة محمديَّة وقد كان وقته معلوماً لدى عموم النَّاس المحيطين بالمسجد الحرام وليس مجرَّد حديث ينقله فلان عن فلان ولقد ذكر القرآن الكريم تفصيلات كثيرة تؤكِّد حدوث الحجَّ على حياة نبيِّنا محمَّد ( ص )، ما يجعل الأمور المتعلِّقة به تأخذ صفة الشُّيوع ويُستحصلُ عليها من العموم قبل أن يستحصلَ عليها من كتب الحديث.
بالنِّسبة لنا فإنَّنا ندعوا إلى أداء الفريضة كما نُقلت عن العموم ، غير أننا عندما يقول الله تعالى أنَّ الحج أشهر معلومات فسنميلُ إلى ما يؤيد ذلك مما نقل عن عموم الفقهاء ..
فماذا نقل عن عموم الفقهاء ؟
يجب أن نعلم أن جميع المذاهب الإسلاميَّة ـ باستثناء الَّتي لا تقيم فريضة الحجِّ من أساسها ـ نقلت برواياتها أنَّ أشهر الحجِّ هي شوال وذو القعدة والعشرة الأولى من ذي الحجة.
وبالتالي فإنَّ ما يقوله القرآن الكريم وتقوله كتب جميع المذاهب متوافق في هذه النقطة من أن الحج أشهر معلومات وليس العشرة الأولى من ذي الحجَّة،
الشيخ د - مصطفى راشد استاذ شريعة وعضو اتحاد الكتاب الافريقى الاسيوى
[email protected]
#مصطفى_راشد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟