أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - السيّدة الأولى تنصح سيادته















المزيد.....

السيّدة الأولى تنصح سيادته


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 23:15
المحور: كتابات ساخرة
    



ـ آه، يا أمي. انظري إلى هذه المجزرة الجديدة، المعروضة في الجزيرة.
° في الجزيرة..؟؟ هل أسّسَ الإرهابيون إمارة سلفية في محافظة الحسكة، أيضاً؟
ـ لا، أنا أعني علـــــى فضائية الجزيرة. وكنتُ أتكلم عن مجزرة جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق إخوتنا في الجولان، في ذكرى النكبة.
° " إخوتنا "، " احتلال "، " نكبة "؛ ما هذه المفردات الجديدة، الغربية، التي تحدثني بها لأول مرة؟ ثمّ منذ متى، وأنتَ بموقع المسؤولية الأولى، تتابع هكذا فضائية؟
ـ وأيّ فضائية عليّ أن أتابع برامجها؛ يا سيّدة البلد الأولى؟
° الفضائية السورية، بطبيعة الحال..
ـ وهل يوجد حمار واحد، في كل سورية، يتابع هذه الفضائية؟؟
° المفترض ذلك؛ وإلا لمَ اسمها " السورية "..؟
ـ يا أمي، الحبيبة. من المفترض، أيضاً، أنّ جيشنا اسمه " السوري "؛ ولكنه، مع ذلك، لا يهاجم العدوّ الإسرائيلي بل الشعب السوري.
° غريبة. أنت بنفسك، قبل قليل، أكدّتَ لي بأنه الجيش الإسرائيلي من ارتكب مجزرة بحق السوريين في الجولان هذا اليوم؟
ـ هل تعتقدين، بهذه الحالة، أنه يوجد تنسيق بين الجيشين؟؟
° والله، أنت القائد الأعلى للجيش وأدرى مني بحقيقة الوضع.
ـ إذا كانَ الأمرُ كذلك، وهوَ الأرجح، فإنني سأطالب السيّد نتنياهو باعتذار غير رسمي..
° اعتذار عن قتل جيشه للسوريين؟
ـ لا، أنا أتحدّث عن اعتذار غير رسمي. سأطالبه بأن يوضح لنا التصريحَ الذي أدلى به، هذا اليوم: عن اتهامه لي، شخصياً، بافتعال الزحف الفلسطيني على الجولان المحتل من اجل التغطية على زحف جيشنا على سورية المحتلة.. أعني، سورية المحتلة من قبل السلفيين.
° هل قلتَ، زحف فلسطيني على الجولان؟ ألم يكفهم، هؤلاء الفلسطينيون، الزحفَ على اللاذقية ودرعا؟؟
ـ يا أمي، ذاك حديث آخر.
° لم أفهم..؟
ـ مستشارتنا، كما تعلمين، كانت في بداية الأحداث عندنا هيَ من اتهمت الفلسطينيين بأنهم من كانوا وراء احتجاجات اللاذقية ودرعا. وهذا على أساس، أنه يوجد في كلا المدينتين مخيماً للاجئين الفلسطينيين. ولكننا، فيما بعد، تناسينا هذه الحكاية طالما أنّ الاحتجاجات انتقلت لمعظم مدن وبلدات البلد. فقام كتبَة السيناريو، في أجهزة الأمن، بتأليف حكاية أخرى، أكثر متعة؛ اسمها " الإمارة السلفية " و..
° وهل ستحوّل هذه الحكاية إلى مسلسل درامي، ليُعرض في شهر رمضان؟
ـ أعتقد ذلك. لأنّ نجدة خنزور، مخرج الأكشن، كان من أبرز الفنانين السوريين، المنددين بالمؤامرة المستهدفة قيادتنا الحكيمة.
° نعم، نعم. لقد أخرج مسلسلَ " البواسل "، مباشرة بعد استشهاد شقيقك، الباسل. رحمه الله، كان اسماً على مسمّى.
ـ معلوم. فلقد ماتَ وهو على صهوة حصانه وسيفه بيده..
° حسرتي عليه وعلى حصانه. إنّ أولئك المحتجين، الأوباش، قد حطموا تماثيله في معظم المحافظات.
ـ يا لها من بربرية، لم يقترفها حتى المغول والتتر. ولهذا السبب، تحديداً، قررنا، أنا وماهر، أن نعاقبَ كل محافظة مارقة أزيلت منها التماثيل؛ وأوّل بأوّل. فكلّ تمثال يسقط، تعاقب المحافظة بقطع الماء والطعام والكهرباء والاتصالات، ثمّ بهجوم الدبابات والمدرعات والمدفعية و..
° والطائرات؟؟ لم اشترينا الطائرات الحربية من روسيا بعشرات ملايين الدولارات، هه؟
ـ طبعاً، طبعاً. ولكن، في الوقت المناسب. حالياً، كما تؤكد غرفة العمليات بقيادة الأركان، فإنّ تعاون الشبيحة والأمن والجيش حقق نتائج طيبة.
° لن يُفرَغ غلي، أبداً، إلا بحماة جديدة في كل مدينة ثائرة..
ـ معك حق، ماما. ما دمنا نتحدث عن حكاية " الإمارة السلفية "، فيجب أن تكون حكاية مفتوحة؛ مثل حكايات ألف ليلة وليلة.
° نعم، ألف حماة وحماة..
ـ ولكنكِ " حماة "، أيضاً.
° ماذا تقصد..؟
ـ أعني، أنّ كنتكِ من حمص؛ وهي بالتالي ابنة مدينة ثائرة و..
° سحقا لها، أيضاً.
ـ من..؟؟
° الخانم تدعكَ وحدكَ في هذه الأوقات، العصيبة، وتسافر لعند أهلها في لندن.
ـ الحقيقة، أننا على الربيع كنا معتادين على قضاء العطلة في تركية. ولكن، كما تعرفين، العلاقات متوترة مع أردوغان بسبب ضلوعه في المؤامرة ضد سورية الأسد..
° وهل تحققتم، بالدلائل القاطعة، أنه متورط في المؤامرة؟
ـ سامحك الله، يا أمي الحبيبة. هل أردوغان هو سائق شاحنة بين درعا والرمثا، لكي تقبض عليه أجهزتنا الأمنية، فتقلع أظافره، وتهرس أرجله، وتسحب لسانه، وتحرق وجهه، لتجبره على الإعتراف بالعمل مع المتآمرين..؟
° والله، والله، إنه يستاهل أكثر من ذلك.
ـ أنا معك. ولكنه، مع الأسف، مواطن تركي؛ وفوق ذلك رئيس وزراء.
° ألا يمكننا جلبه، مثلاً، عن طريق مذكرة من قاضي الفرد العسكري تسلم لقاضي محكمة الجنايات الدولية؟
ـ آآآه، يا أمي. كيف السبيل لذاك، وأبنك نفسه هوَ من سيُطلبَ قريباً جداً لمحكمة الجنايات الدولية؟؟
° لا أعتقد ذلك. فأنت رئيس شاب، وكلّ العالم معجب بشفافية حكمك وسلاسته.
ـ هذا كان من زمان. وعلى كل حال، قبل وقوع هذه الأحداث الدموية.
° ولكنّ مستشارتك، على علمي، أكدّت لوسائل الإعلام العالمية مؤخراً أنك أصدرت أمراً قاطعاً للجيش والأمن بعدم فتح النار على المتظاهرين؟
ـ يا لها من حمارة. لقد فضحتني بهذا التصريح الغبي. لأنّ ذلك يعني، أنني أنا من كنت أعطي أوامر للجيش والأمن بقتل أولاد الناس..
° كان ناقصها تقول أيضاً، أنك أعطيت أوامر للشبيحة بعدم إطلاق النار على المتظاهرين و..
ـ وإذن، أعتقد أن مستشارتي هيَ الوحيدة، في سورية، من يتابع الفضائية السورية؟؟
° دَعنا منها. ها، لنعد إلى السيّدة حرمكم. قلتَ لي أنّ العطلة في تركية مستحيلة، هذا الربيع.. فلمَ لم تفكر هيَ بقضاء العطلة عند خالها، السيّد العطري، في حمص؟
ـ ما هذا القول، ماما؟ إنّ تلك العصابة، الإرهابية، موجودة في حمص كما تعلمين..
° على حدّ علمي، فإنّ العصابة موجودة كلها هنا؛ في قصر الشعب؟
ـ قصر الشعب؟؟ أوكي، مفهوم مفهوم. ولكن، والكلام سرّ بيننا، فإنّ أمّ أولادي تعتقد أنّ هجوم قواتنا على حمص تمّ بأمر منك؛ أنتِ حماتها و..
° إذا كانَ الأمرُ كذلك، فهذا معناه أنّ لك زوجة في كلّ مدينة وقرية في سورية وأنت لا تعلم؟
ـ ربما، ألا يقال أنّ الزوجَ هو آخرُ من يعلم..؟؟



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواطن سوري عادي، جداً
- خالي يا خالي
- المعارضحالجية
- حميرُ الإعلام وخنازير الفنّ
- أهم شخصية في سورية
- لا عزاء لأيتام بن لادن
- عن قائد جيش سوريائيل
- النظام السوري وتفجير مراكش
- أقدم زبون للمحكمة الدولية
- الرئيس القرد يحرر البلد
- آخر خطاب لمسيلمة الكذاب
- ....المقاومة الإسلامية
- ارحل يا حمّار
- يوم الأسير السوري
- سيادته يوجّه الإعلامَ للإصلاح
- سيادته يأمر الشبيحة بتطبيق الإصلاح
- الواد طالع لأبوه
- طير وفرقع يا بشار
- أنا والرئيس في باريس
- أسكي شام: استهلالٌ، أو اكتشافُ الأسلاف


المزيد.....




- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - دلور ميقري - السيّدة الأولى تنصح سيادته