أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يامنة كريمي - قداسة الفقهاء بين الحرمان والقهر وتضخم الآمال البعدية














المزيد.....

قداسة الفقهاء بين الحرمان والقهر وتضخم الآمال البعدية


يامنة كريمي
كاتبة وباحثة

(Yamna Karimi)


الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 21:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عديدة هي المرات التي تطرح فيها الأسئلة حول أسباب حشد الفكر السلفي لذلك العدد الهائل من الأتباع والمريدين في البلدان الإسلامية، على الرغم من كونه يقوم في معظمه على الخرافة والأسطورة. وعلى كونه يدعو للتمييز والعنف والإرهاب...في حين ينفر أغلبية المتدينين ومنهم المسلمين من الفكر التقدمي القائم على احترام حقوق الإنسان وما يتضمنه من مساواة وعدل وتنوير.. لكن الأجوبة تكون غير شافية فتستمر الحيرة و تبقى الأسئلة عالقة.
كيف يتنكر الإنسان الذي ميزه الله بالعقل لطه حسين وفرج فودة وعلي عبد الرازق ومحمود طه وخليل عبد الكريم وناصر حميد أبو زيد ونوال السعداوي ومحمد شحرور ومحمد أركون وآمال قرامي وألفة يوسف...؟ هذه النخبة من المفكرين التنويريين التي تعرف ب"Les penseurs Maudits de L’Islam" على الرغم من أنهم يرون في أي إنسان مواطنا كاملا وكرامته محفوظة وله مثل ما عليه. ويقدمون فكرا إسلاميا نقيا ومقبولا عقليا ومنطقيا، ومتماشيا مع روح العصر، وقابلا لاستيعاب حاجيات ومتطلبات الناس دون أي مس بقدسية الاعتقاد.
وكيف ذلك الإنسان نفسه يتهافت وينتحر من أجل من يضغضغون مشاعره بالأكاذيب والخرافات ويعطلون كل ما لديه من ملكات العقل والإدراك؟ ويرجعون به للعهود البدائية ويجعلون منه قطيعا من التابعين والخانعين (الراعي والرعية)، ليتم تحويله فيما بعد إلى قنبلة موقوتة تنفجر متى أعطى الأمير أو الداعية أو الفقيه أو المفتي أو الإمام الأمر بذلك؟ فيغيب الأمن والاستقرار ويتوقف التطور والنمو والإبداع. وتحل الفتنة والرعب والإرهاب والخراب والدمار، مما يزيد من عمق التخلف والجهل لدى تلك الشعوب. ألم يفهم يوما أن أولئك الذين نصبوا أنفسهم حراسا للدين وحماة لأبراج القداسة قد انتزعوا وينتزعون الإسلام من سياقه الأخلاقي والتعبدي ويستغلونه في الإديولوجية والسياسة وذلك للوصول للسلطة حتى وإن كان الثمن هو التنكر للحضارة والمدنية والمشي على الجثث والأشلاء؟
على الرغم من أن الإجابة عن هذه التساؤلات تأتي مختلفة ومتنوعة باختلاف مواقع ومنطلقات أصحابها، يمكن تقديم مقاربة نتوخى منها أن تشكل اللحمة والجمع بين مختلف الإجابات. وهذه المقاربة تقوم على أساس الرجوع لمفهوم الدين وأسباب ظهور التدين منذ البداية. فالدين هو من جهة، اعتقاد في قوة أو قوى خارقة ومن جهة أخرى، القيام بمجموعة من الشعائر الطقوس والممارسات من أجل إرضاء تلك القوى في حالة التعدد أو القوة في حالة التوحيد، لنيل رضاءها وبالتالي مساعدتها أو على الأقل إبعاد غضبها. ومن أهم أسباب ظهور التدين –حسب الدراسات التاريخية- هو ضعف الإنسان وعدم قدرته على تفسير عناصر الكون و مواجهة الكوارث الطبيعية والأوبئة والأمراض والحيوانات المفترسة...أي المصاعب، مما أرغمه على الاعتقاد في قوى غيبية تمتلك قدرات غير محدودة وسلطة شاملة ومطلقة يلجأ لها حالة العجز ويسهر على إرضائها والامتنان لها عن طريق مجموعة من الممارسات. ومنه يمكن أن نقول بأن تهافت معظم الناس على رجال الدين وجعلهم محط ثقة كما نلاحظه في المجتمعات الإسلامية أو غيرها، سببه ما تعانيه فئة عريضة من هذه المجتمعات من فقر وجهل وظلم وتهميش...تلك الفئة التي حرمت من كل سبل الحياة وإمكانياتها وفقدت الثقة في كل أصحاب الأمر والسلطة في الدنيا ولم يتبقى لها سوى التطلع إلى ما ليس للحكام عليه سلطة ألا وهو العالم الآخر. ذلك العالم الذي يبديه الفقه الإسلامي مليئا بالمغريات الذكورية التي يمكنها أن تعوض الفرد عن كل الحرمان الدنيوي وبشكل يفوق كل أحلام وآمال الذكر في تلك الفترة وذاك المجتمع. لكن ما هي العلاقة بين الحرمان والظلم في الدنيا ومغريات الآخرة من جهة ورجال الدين من أخرى؟ الجواب هو أن العامة من الناس وحتى النخب التي لا تتوفر على رصيد معرفي في مجال الدين أو الأديان، تعتقد بأن الفقهاء ورجال الدين هم الأعلم بالطرق المؤدية إلى الجنة ونعمها لذلك فهم الوسيطة بينهم وبين الفردوس. خاصة وأن رجال الدين يبينون على أن السبيل إلى الجنة عبارة عن متاهة لا يمكن عبوره بنجاح إلا عن طريقهم. مما أغدق عليهم هالة من التقديس استخدموها كأسلوب من الأساليب القديمة المعاصرة لاستغلال الناس واسترقاقهم.
وختامه هو أن الحرمان والقهر يجعل الناس تأجل آمالها وأحلامها لما بعد. ولتحقيق الآمال البعدية لا بد من التعلم عن الفقيه-الوسيط والامتثال له. وما دام الفقيه السلفي مهووس بالسلطة ومشحون بالأحقاد والعداوة للغير، سواء كان ذلك الغير دار حرب أو امرأة، فلا مفر من العنف والإرهاب.
وللإشارة فمبدأ النسبية محفوظ في كل ما نكتبه.



#يامنة_كريمي (هاشتاغ)       Yamna_Karimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المداخل الإسلامية لدسترة المساواة بين الذكر والأنثى
- لغز الاختمار في ضوء القراءة السياقية
- تهنئة بمناسبة فوز الحوار المتمدن بجائزة ابن رشد للفكر الحر و ...
- الساعات الإضافية بالمغرب وممارسة العنف
- تاريخ المرأة على مقاس الذكر
- إرث المرأة بين مقاصد الإسلام وغلو الفقهاء
- المؤسسة التربوية والسلوك المدني
- السيدة خديجة الإسوة الحسنة
- سيداو تاج على رأس المرأة مرصع بكل مبادئ الحرية والكرامة
- التراث الإسلا مي,اتساع دائرة التفديس و السقوط في المحذور


المزيد.....




- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يامنة كريمي - قداسة الفقهاء بين الحرمان والقهر وتضخم الآمال البعدية