أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد احمد العلاونه - المواطن الاردني في غرفة الانعاش














المزيد.....

المواطن الاردني في غرفة الانعاش


خالد احمد العلاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 15:31
المحور: كتابات ساخرة
    


حقيقة ... ان ما يزيد على ثلثي الشعب الاردني يعاني من حالة مرضية مزمنة ومتكرره، ليست هذه نتيجة دراسة علمية محكمه ، او احصائية رسمية موثقه ، انما هي حقيقة تقرأها في وجه الاردنيين كلما نظرت اليهم فهم يمضون حياتهم في غرفة الانعاش وبأوقات متفاوته ، فعامل الوطن مثلاً يدخل الى غرفة الانعاش بعد اليوم الخامس من الشهر ، والمتقاعد ربما يتأ خر عن ذلك يوما او يومين وكذلك معلم المدرسه والموظف العادي الصغير ، وفي افضل الحالات فان الموظفين المتوسطي الدرجه فانهم يدخلون الى غرفة الانعاش بعد اليوم العاشر من الشهر ، أما السبب لهذه الحالات المرضيه المزمنه هو النزيف الحاد الذي تصاب به جيوب هؤلاء ورواتبهم ، والناتج عن التزاماتهم ومتطلباتهم الاساسيه والتي يؤدي تزايدها وتراكمها الى حدوث النزيف الذي لا يمكن تفاديه ، ويؤدي بالمحصله الى حدوث هبوط حاد في المدخرات ان كانت موجوده ، ويظل المواطن يعاني من هذه الحالة لايام طويلة ، ويتم ادخاله الى غرفة الانعاش للتعرف على حالته بشكل دقيق ، فيكتشف الاطباء ان هناك الكثير من الخاوات التي يدفعها هذا المواطن بدون مبرر تساهم في تفاقم حالته ، كما ان هناك مئات الضرائب التي يدفعها لدعم خزينة مخزوقه دون ان يكون له ذنب في خزقها وضياع محتوياتها ، كما ان غلاء الاسعار المجنون له دور في حدوث هذا النزيف ، فبعد ان يتم رفع الاسعار بحجة ارتفاعها عالميًا ، يبدأ النزيف ، والغريب انه حتى لو عادت تلك المواد لتكون مجانية عالميا فانها تبقى على ارتفاعها لدينا ، فلا يجوز تخفيض ما ارتفع ، وهذا يؤدي الى ارتفاع حدة النزيف لدى المواطن ، ومن الاسباب الاخرى ايضا لهذه الحاله هو تلك الرسوم التي يدفعها المواطن الاردني فلا توجد معاملة الا ويدفع عليها ، حتى في الرسوم الجامعيه في جامعة اليرموك ، هناك خاوات يدفعها الطالب ، مثل رسوم الهويه الجامعيه التي يدفعها في كل فصل ، وان اضاع هويته واراد استخراج هوية جديده يدفع غرامة ماليه ، كما ان هناك رسوم اتلاف يدفعها الطالب في كل فصل في اليرموك ، ولا ندري اتلاف ماذا ، واذا تسبب احد الطلاب باتلاف اي مادة في الجامعه يتم تغريمه اياها ، حتى اوراق الامتحان يدفع الطالب ثمنها ، ناهيك عن رسوم امتحانات المستوى للطلبه الجدد ، وغيرها الكثير من الخاوات التي يدفعها الطالب الجامعي ، كما ان هناك خاوات يدفعها المواطن لدوائر ومؤسسات الدوله مقابل اي وثيقة يستخرجها ، واذا اراد تصديق صورة عنها فعليه ان يدفع خاوة اخرى ، كما ان هناك خاوة يدفعها المواطن على مضض ، وهي فاتورة الهاتف ، فمن لديه هاتف ارضي يدفع خمسة دنانير شهريا حتى لو لم يرفع السماعة مرة واحده في الشهر ، تقرأ الفاتوره فتجد قيمة المكالمات لا تتجاوز الستين قرشا ، الا ان قيمة الفاتوره قد تكون ستتة دنانير .
هذا في الظروف الطبيعيه ، اما اذا صادف وجود مناسبتين او ثلآثه في الشهر لدى المواطن فان حدة النزيف تزداد وتشتد ، فاذا تزوج لديك صديق او قريب فلا بد من نقوط يتفاوت في قيمته حسب الشخص ومعزته او درجة قرابته ، واذا مرض آخر فعليك ان تحسب حساب هديه ، واذا وضعت زوجة جارك مولودا فعليك تحضير نقوط يتناسب مع جنس المولود فليس الذكر كالانثى ، واذا تخرج ابن فلان ، واذا سكن فلان في بيته الجديد ، واذا نجح ابن فلان في التوجيهي ، واذا ... واذا ...
وتستمر الحاله هكذا حتى اليوم الثالث والعشرين من الشهر ، حيث يبدأ اقتراب يوم استلام الراتب ، الذي يشعر فيه المواطن بالانتعاش ليومين او ثلآثه ، فيخرج من غرفة الانعاش الى غرفة عاديه تكون دليلاً على توقف النزيف ، ولكن ما هي الا ايام حتى ينتكس المواطن الاردني وتبدأ حالته بالسوء ويبدأ النزيف يتدفق عندما يبدأ بدفع الخاوات ، والرسوم ، والضرائب ،وحينما تبدأ طلبات الاسره تنهال عليه من كل جانب ، فهذا يريد حذاءاً ، وتلك تريد مريولا، وآخر يريد ان يتذوق الكنافه ، وطفلة هناك تطلب تفاحا او بطيخاً ، فيعود الى غرفة الانعاش من جديد وتبدأ رحلة العذاب الشهريه من جديد ، ولا وجود لحل او علاج او دواء لهذه الحاله المستعصيه ، وحتى كل محاولات الحكومه الوصول الى حل تذهب ادراج الرياح لان حلولها تأتي ليستفيد منها اصحاب الكروش والارصده ، القطط السمينه والكلاب المسعوره ـ التي تظل تلهث وراء المواطن حتى تغتصب كل ما لديه ، فما ان يتم زيادة رواتب الموظفين حتى تنقض عليها بالغلاء والاحتكار ، ورفع الاسعار ، فيظل الحال كما هو ، ويظل المواطن الاردني في غرف الانعاش يعاني من ويلات الرسوم والخاوات ، والاسعار ، والفواتير



#خالد_احمد_العلاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يصبح الاردني خليجي
- اصلاح .... حوار
- بين منير وخالد شاهين
- مدسوسين .. بلطجيه
- مطلوب زبالين
- التعايش الديني (بالعاميه)
- اتفاقية وادي عربه والقرد
- بدي سايق محترم
- خيمة ابو معن
- اصلاح شامل
- اتجاوز ،،، لا تتجاوز


المزيد.....




- الفنانة يسرا: فرحانة إني عملت -شقو- ودوري مليان شر (فيديو)
- حوار قديم مع الراحل صلاح السعدني يكشف عن حبه لرئيس مصري ساب ...
- تجربة الروائي الراحل إلياس فركوح.. السرد والسيرة والانعتاق م ...
- قصة علم النَّحو.. نشأته وأعلامه ومدارسه وتطوّره
- قريبه يكشف.. كيف دخل صلاح السعدني عالم التمثيل؟
- بالأرقام.. 4 أفلام مصرية تنافس من حيث الإيرادات في موسم عيد ...
- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خالد احمد العلاونه - المواطن الاردني في غرفة الانعاش