أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجد الشيخ - ربيعنا الديمقراطي وحلم النهضة المؤجل














المزيد.....

ربيعنا الديمقراطي وحلم النهضة المؤجل


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 23:54
المحور: المجتمع المدني
    


هناك في الواقع السياسي، وفي واقع الفكر والثقافة السياسية ما يتغير، تماما مثلما هنالك في واقع الحراك المجتمعي ما يدفع نحو التغيير؛ ليس فيما يتعلق ببنية العقل العربي، او ما يمكن تسميته بالبنية الفوقية، وإنما كذلك فيما يتعلق بالبنى التحتية. وهذا ما يرتب عليه اليوم وفي المستقبل تغييرا حراكيا في كامل بنى المجتمعات العربية، وحراكا تغييريا في كامل بنى السياسة والمؤسسات والهياكل السياسية، وكل تخلف عن هذا الحراك أو التغيير الموازي أو المواكب، لا يمكنه أن ينتمي إلى عالم الحداثة بما هي عالم المستقبل.

نعم هناك استحالة في العودة إلى الوراء، فما يحدث يتجاوز في طبيعته الهبة أو الانتفاضة، نحو كونه ثورة تغييرية، تؤسس لنظام سياسي ومجتمعي جديد؛ لا يكتمل دفعة واحدة. ومن طبيعة الثورات التغييرية أن لا تحدث تأثيراتها أو تحولاتها مرة واحدة وبالضربة القاضية؛ هي جولات من التغيير المتواصل التدرجي الذي يتم تحت تأثير الضغوط الشعبية وتواصلها.

إن إعادة تعريف السياسة، والثقافة السياسية هي المهمة الأبرز اليوم، لمجتمعات تتحول بإيقاعات سريعة نحو الحرية، حرية شعوب هذه المجتمعات في مواجهة أنظمة قمع استبدادية تقليدية ومحدّثة، رزحت طويلا دون أن يسائلها أحد عما فعلت أو تفعل. وبانضباط قلّ نظيره اتجهت وتتجه هذه المجتمعات نحو المطالبة بدولة قانون تسودها الديمقراطية، ونحو بناء وتخلّق مسار ديمقراطي جديد وقواعد ديمقراطية متجددة، في مجتمعات تتجدد على وقع مطالبها الطبيعية وأهدافها الثورية، حتى وهي تنادي بالإصلاح كفعل خلاق، يجري إنجازه على وقع ضغوط الجموع الشعبية التي كسرت حواجز الخوف والصمت، وأقلعت بحراكها المجتمعي والسياسي بهدف تفكيك النظام القديم، وإهالة التراب على سلطة بوليسية أمنية معادية لشعبها ومجتمعها.

لقد أثبتت وقائع ومعطيات الحياة السلطوية في بلادنا، أن ليس هناك من حزب حاكم أو قائد، لقد كانت الأحزاب المعنية مجرد أقنعة، تحجب واقع سلطات هي بديل تلك الأحزاب، سلطات منعت السياسة وتحكّمت هي بكل مفاصلها، وصنعت أمنا وأجهزة أمنية على مقاس احتياجاتها التسلطية، فلم يكن هناك مؤسسات؛ كما لم يكن هناك أو لم يعد هناك مؤسسين. وما يسمى بالاستقرار لم يكن أكثر من هاجس أول للسلطة، فكان الجمود والثبات على الهيمنة السلطوية ألف باء العمل السياسي بمفهومه السلطوي، والمآلات الأخيرة لبنية نظام لم يعد قادرا على تحمّل كلفة الإصلاح والتغيير، أو التأقلم مع واقع حركة شعبية شبت عن الطوق، ولم يعد بإمكانها التراجع إلى الخلف، أو التوقف من دون تحقيق مطالبها وأهدافها، بينما يعجز النظام عن سحب حجر واحد من مداميكه المهددة بالانهيار والتفكك، وتغيير أنماط العيش في أروقة ديكتاتورية الفرد الواحد، أو ديكتاتورية طغمة نجحت في ابتناء ديكتاتورية سلطوية أمنية، غالبا ما نجح النظام بالدفاع عن ذاته بصفته تلك، وبوصفه كذلك؛ أي نظام سلطة بوليسية، له ما يوازيه من سلطة نخبة تغوّلت في تسلطها على السياسة، فامتهنتها وأهانتها وسجنتها في أقبيتها وحجبتها عن الناس.

وإذا كانت الدولة الدينية كما تدعو إليها قوى "الإسلام السياسي" دولة استبدادية بامتياز، بما هي دولة ملل ونحل، تحاول التماهي عبرها بدولة حزب العدالة والتنمية التركي، وهي الأبعد عن نمط التراث الثقافوي الإسلاموي السائد لدينا، أو دولة ولاية الفقيه الإيرانية، وهي الأقرب إلى نمط الاستبداد الشرقي الآسيوي عندنا، أو تضاهي عبرها دولة الاستبداد العلمانوي القوموية، كما خبرناها تتمظهر في أروقة بعض السلطويات الحاكمة في بلادنا، فإن الحاجة إلى منطلقات الدولة الوطنية كدولة مدنية حديثة، دولة مواطنة ديمقراطية، تتطلب عقدا إجتماعيا جديدا، تراعى فيه وبشكل أساس؛ موضوعة تداول السلطة من دون إكراه، ومن دون إكراه كذلك ينبغي العمل على أن لا تكون الديمقراطية مسارا يقود إلى تصنيع، أو تفريخ أنظمة إستبدادية بديلة لتلك الأنظمة التي عهدناها تتمظهر بيروقراطيا عسكريا أو أمنيا، أو حتى بمظهر مدني علمانوي أشد بوليسية في تركيبها الداخلي، حيث ملكت من المؤسسات ما لم تملكه أنظمة استبدادية أخرى، غطّت العديد من الممارسات والمسلكيات الاستبدادية من دون أن تحجبها تماما.

وإذ يؤكد النهوض العربي الجديد للثورات الديمقراطية الجارية اليوم، على حلم النهضويين العرب الذي تأجل طويلا، وأحقية زرعهم في أن يثمر ويزهر ربيعا ديمقراطيا واتجاهات ليبرالية، تعيد الاعتبار لدولة المواطنة المدنية الحديثة وعلمانيتها المرجوة، على حساب هذا البوار في زرع السلفيات – على اختلافها – وهي تحاول استعادة أنفاسها لإنعاش أهدافها في الحط من ربيع الشعوب، ومحاولة سرقة إنجازاتها، للعودة إلى محاولة "إثمار" دويلاتها المتمذهبة، مرورا بمعابر و"مطهر" الحروب الأهلية وشقاقاتها وانشقاقاتها، بيد أن شعوبنا كذلك، وقد بلغت من العمر عتيا، بما ملكت من الخبرات، وبما أضحى يؤهلها لمواجهة أنظمة استبداد سلطوية، في مواجهتها ملكت من الحكمة للاحتكام إلى وطنيتها الموحدة، نبراسا يهديها سبل الخروج من ظلمات الاستبداد نحو أنوار الحرية، هي الأقدر على ابتناء دولة قانون ومواطنة، مدنية ديمقراطية هي لكل الشعب، لا لفئة من فئاته، أو نخبة من نخبه، أو طغمة من طغم تزاوج المال والسلطة..



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية لا يصنعها الطغاة
- اي مصالحة في ظل نظام إشكالي؟
- سلطويات مانعة للمواطنة
- الإصلاح الشامل كمسألة وجودية
- سلطويات الذات الاغترابية ونزعتها النيرونية
- آلام التغيير وثقل الستاتيك الفلسطيني
- فجر ليبيا وغروب الأوديسة
- في تعددية ولا معيارية الثورات الديمقراطية
- ليبيا الحرة دولة مدنية حديثة
- دولة الحل المرحلي: دويلة منزوعة السيادة
- روح التغيير وبدء الإنفراج التاريخي
- محفزات احتضان السياسة.. وصناعتها
- فات أوان الإصلاح.. هبت رياح التغيير
- في التغوّل السلطوي اللاغي للتعددية
- الدمقرطة العربية: إعادة تفكير أم اتجاه نحو ثورات التغيير؟
- في التحاكم التبادلي تعاقديا
- أحرار الميادين وعبيد النظام والمال الحرام
- بين الحقيقة الضائعة والتدليس في وثائق -الجزيرة- وويكيليكس!
- حين ينهض فينيق حلم التغيير والثورات الشعبية
- عقل سياسي مغيّب ومجتمعات مأزومة تنفجر


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ماجد الشيخ - ربيعنا الديمقراطي وحلم النهضة المؤجل