أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود جابر - السلفية المفترى عليها 1/1













المزيد.....

السلفية المفترى عليها 1/1


محمود جابر

الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 22:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حين اسمع عبارة المفترى عليه أو المفترى عليهم أتحسس رقبتي، فقد جرى ضمهم إلى مجموعات المفترى عليهم، من أول معاوية المفترى عليه، ويزيد المفترى عليه، والدولة الأموية المفترى عليها، وكذلك العثمانيون، وكل هؤلاء كانت أخطائهم أو خطاياهم قد بلغت حد يشيب منه هوله الولدان، ويكفى أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر أن يزيد هدم الكعبة بعد ضربها بالمجانيق، وأن دولة بنى أمية قتلت سعيد بن جبير وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وقلبهم الإمام الحسين بن على، وكذلك إباحة مدينة رسول الله لجند يزيد ثلاثة أيام استبيحت فيها الأعراض والدماء حتى أفضت هذه المصيبة إلى إفضاء بكارة ألف فتاة مسلمة من مسلمات المدينة هن بنات المهاجرين والأنصار، وكذلك ارتكبت الدولة العثمانية من الأخطاء والجرائم التي أدت بالعالم الإسلامي أن يكون فريسة للغرب المحتل بعد أن تم إفقار هذه الأقطار معرفيا ودينيا، ورغم كل هذا نجد هناك أصوات وكتابات تخرج بين الحين والآخر تقول " المفترى عليهم".
وهذه المرة خرجت عدة أصوات " إخوانية وسلفية وجماعاتية" تدافع وتنافح عن الجماعة السلفية، وأن اتهامهم فى كل كبيرة وصغيرة فى مصر يمثل نموذجا صارخا فى الافتراء، حيث أن الجماعة السلفية فى مصر تمثل نموذج الاعتدال والمنهجية والمحافظة على الإسلام، ولكن ينقص هؤلاء دفاعهم عن أنفسهم ضد الهجمة العلمانية الشرسة التى تتعرض لها مصر، فهل حقا هذا الكلام صدقا؟ وأن السلفية مفترى عليهم ؟
رغم العشرات والعشرات من القنوات الفضائية السلفية، ورغم المئات بل الآلاف من المواقع الالكترونية، هل ما يزال هناك فريق يملك التبجح فى القول ويقول إنهم لا يملكون منفذا إعلاميا، ويبنى كلامه على إنهم وحتى الآن لا يملكون صحيفة واحدة فى مصر!!
وحتى نتبع الموضوع تتبعا علميا ومنهجيا صحيحا لا بد أن نعرف من هم السلفية أولا ، وما هو منهجهم وما هى رموزهم .
السلفية : وفقا لما أورده الدكتور النفيس فى كتابه " نقض الوهابية"
يقول الكاتب السلفي محمود عبد الحميد العسقلاني: معنى كلمة السلفية: هي من كلمة سلف يُسلف بالضم سلفًا بفتحتين أي مضى والقوم السُّلاَّف المتقدمون. وسلف الرجل آباؤه المتقدمون.
والمراد بالمذهب السلفي ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين، وأتباعهم وأئمة الدين ممن شُهد له بالإمامة وعُرف عظم شأنه في الدين، وتلقي الناس كلامهم خلفًا عن سلف كالأئمة الأربعة وسفيان الثوري، والليث بن سعد وابن المبارك، والنخعي، والبخاري، ومسلم، وسائر أصحاب السنن دون من رُمي ببدعة أو اشْتُهِرَ بلقب غير مرضي مثل الخوارج والروافض والمرجئة والجبرية والجهمية والمعتزلة فكل من التزم بعقائد وفقه هؤلاء الأئمة كان منسوبًا إليهم، وإن باعدت بينه وبينهم الأماكن والأزمان وكل من خالفهم فليس منهم وإن عاش بين أظهرهم وجمع بينهم نفس الزمان والمكان.
فيكون المراد بالسلف الصحابة -رضي الله عنهم- وقد تُوسِّعَ في هذا المصطلح فشمل من تبعهم بإحسان من التابعين وتابعيهم من أئمة الدين ممن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، سواء كانوا من القرون الخيرية أو ممن جاء بعدهم .
أما الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق فيقول أن كلمة السلفية هي اختصار لتعريف مطول فالقول بأن فلانا سلفي يعني أنه ليس خارجياً مستحلاً دم المسلم بالمعصية، وليس رافضياً ممن يكفر الصحابة، وليس محرفاً متأولاً بالباطل ممن ينفي صفات الله ويحرف معانيها، وليس مشبهاً لله بخلقه وليس حلولياً أو اتحادياً ممن يقول بالوحدة أو الحلول، وليس صوفياً، وليس قبورياً ممن يعبد القبور لها ويقدم النذور، وليس مقلداً متعصباً ممن يلتزم قول إمام بعينه ولو علم أنه يخالف الآية والحديث.. فكلمة السلفي هي تعريف مختصر يختصر كل الاحترازات السابقة وليست السلفية بعد ذلك نسبة إلى إمام بعينه أو شيخ خاص، وإنما هي المنهج والطريق الذي سار فيه الصحابة والخلفاء الراشدون والأئمة المرضي عنهم والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما الشيخ صالح آل الشيخ فيقول:
المسلمون صنفان: سلفيون، وخلفيون. أما السلفيون: فهم أتباع السلف الصالح. والخلفيون: أتباع فهم الخلف، ويسمون بالمبتدعة إذ كل من لم يرتض طريقة السلف الصالح في العلم والعمل والفهم والفقه فهو خلفي مبتدع.
إذا السلفية كما يدعون ليست نسبة لإمام معين وهو كلام ينم عن استخفاف بعقول الناس إذ يكفي أن تقرأ أي كتاب من كتب القوم لترى أن أغلب ما يقولونه هو نقل عن ابن تيميه وابن القيم وابن عبد الوهاب وهم أئمتهم الذين (شُهد لهم وعُرف عنهم ولهم) والمعنى أن (المعروف فيهم ما عرفوا، والمنكر عندهم ما أنكروا، مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم، وتعويلهم في المهمات على آرائهم، كأن كل أمرئ منهم إمام نفسه، قد أخذ منها فيما يرى بعرىً ثقات، وأسباب محكمات).
أما الأطرف من كل هذا فهو تعريف السلفية عند الشيخ عبد الخالق الذي يقول أن هذا التعريف اختصار لتعريف مطول وعندما يكون التعريف مطولا يفقد أهم خصائص التعريف وهو الاختصار ويتحول إلى وصف وشتان ما بين الوصف والتعريف!!.
يمكن أن تصف شيئا هلاميا أسود اللون يرتفع عن سطح الأرض عدة أمتار أو عدة سنتيمترات من دون أن تعرف حقيقة هذا الشيء،وبالتالي فالوصف ليس تعريفا على الإطلاق!!.
يمكنني وصف السلفية من خلال وصف مظهر مدعي الانتماء للسلف الذين يرتدون الجلباب والطاقية ويطلقون لحاهم على عواهنها ويتأبطون كتابا أثناء سيرهم في الطرقات ويسقطون بسم الله الرحمن الرحيم من سورة الفاتحة بعد أن صدر قرار من أبي هريرة بحذفها من القرآن كما أنهم يتميزون بنظرات الاحتقار التي يوزعونها على كل من عداهم إضافة إلى قص ما يتراوح ما بين خمسة إلى عشرة سنتيمترات من السروال لزوم إظهار التواضع لله رب العالمين !!.
الشيء المؤكد أن هذا وصف لصورة قاتمة ولكنه ليس تعريفا بحال من الأحوال!!.
المفارقة الأخرى تكمن في تقسيم المسلمين إلى سلف صالح وخلف مبتدع في حين أن المناهج العقائدية والفقهية التي يتبعها القوم كلها من صياغة هذا الخلف المبتدع.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر فالعقيدة الواسطية التي يعتنقها القوم هي من وضع ابن تيميه الحراني وهو من أبناء القرن الثامن الهجري وكذا ما كتبه تلميذه ابن القيم, فكيف نقبل هذا التقسيم الذي يعتبره القوم أساسا لمعتقدهم؟!.
السلفية إذا لا تعدو كونها إطارا فضفاضا جرى من خلاله تمرير أفكار أغلبها من مبتدعات نجم أنجبه (وخلفه) لنا عصر المماليك, هو ابن تيميه وتابعه محمد ابن عبد الوهاب لا أكثر ولا أقل.
والحقيقة أن التسمية الواقعية للسلفية هى الوهابية ، فعيونهم التي يرون بها هى عين محمد بن عبد الوهاب واجتهاداتهم التي يروجون لها هى اجتهادات تلاميذه ومريديه، والشرطة الدينية التي تحرق الكنائس وتهاجم البيوت بحثا عن الفجور وتعترض طريق النساء غير المنتقبات هى صورة بالكربون من مطوعي السعودية، واغلبهم أصحاب سوابق، ثم خرجوا يفتشون فى ضمائر الناس عن الحلال والحرام.
وليست مصادفة أن نجد راية السعودية مرفوعة فى مظاهراتهم ، ومعلقة فى تجمعاتهم، ومرسومة على صدورهم، وليست مصادفة أن السعودية هى التى تمول نشاطهم، وأنفقت بسخاء على قنواتهم الإعلامية الفضائية، التي تحول فيها هؤلاء من حاملى الدبلوم الفني الصناعي والتربية الرياضية الى نجوم فضائيات .
إنها سلفية الأقمار الصناعية التي وصلت إلى الناس فى غرف نومهم، دون الحاجة الى الذهاب الى مساجدهم، وهو ما ضاعف من أعدادهم أضعافا مضاعفة.
وقد نجح هؤلاء الخبثاء فى الرياض بمعاونة مبارك وحكوماته المتعاقبة فى مخاطبة ود البسطاء فى مصر،عن طريق جمعية أنصار السنة الجمعية الشرعية، وكثير من المساجد السلفية التي تتلقى أموالا طائلة من أثرياء الخليج وحكومتها وفقا لما نشرته ويكليكس ...
والسؤال من هم الوهابية ولماذا تدفقت هذه الأموال إليهم فى مصر ؟



#محمود_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى : رجال الداخلية
- من سيدة البشارة إلى القديسين 2/2
- من سيدة البشارة إلى القديسين
- مسرحية المشاغبين .. عفوا ( الانتخابات المصرية)
- الغرباء فى الوجدان الشعبى المصرى
- مصر من فاطمة وماريكا وراشيل إلى حسن ومرقص
- المجتمع المغلق والمجتمع المفتوح
- معركة أمنا عائشة
- ظاظا رئيس جمهورية
- هل اكتمل الهلال الشيعي ؟!
- البخاري وحرب العراق وإعادة تقسيم الاقليم
- إلى فضيلة شيخ الازهر الشريف .. لسنا ملائكة ولستم شياطين
- القرضاوى أوف لاين
- المرأة بين الاختلاط والنقاب قراءة فى منهجين
- أخر نكته ....منظمة حقوق انسان قبطية
- علماء الأزهر معترضون 2/2
- علماء الازهر معترضين
- الاعياد الدينية فى العراق القديمة - ردا على ماذا تعرف عن عاش ...
- عاشوراء بابل وعاشوراء كربلاء .. ردا على ماذا تعرف عن عاشوراء
- ماذا تعرف عن عاشوراء


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود جابر - السلفية المفترى عليها 1/1