أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل قبلان - للاخلاص وجهان فأيهما الاجمل؟















المزيد.....

للاخلاص وجهان فأيهما الاجمل؟


سهيل قبلان

الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 13:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاخلاص كلمة تأخذ للوهلة الاولى المعنى الايجابي، ولكن بالتعمق في تحليل المواقف ولمن يكون الاخلاص، فيكون معناها آخر. فالاخلاص للقيم الانسانية الجميلة وأولها الصدق، والالتزام بجمالية مكارم الاخلاق ، اخلاص لنزعة انسانية جميلة يقود صاحبه الى القيام بأعمال جميلة مفيدة، على قدر امكانياته وبقدر تراكماتها واتساع وزيادة عدد منفذيها تكون نتائجها أجمل وأطيب، وعندما تطير، على سبيل المثال الحمامة مرفرفة بجناحيها حاملة قصفة زيتون او قصفة من وردة او قصفة من سنبلة او ورقة من غصن او غذاء ما فانها تبشر وتضمن من خلال اطعام فراخها في العش الدافئ الذي تحتضنه أغصان وأوراق شجرة ما، استمرارية حياة جميلة لفراخ سيكبرون ويهدلون ويطيرون في اجواء الحرية ومعانقة ضوء الشمس والالتزام باخلاصهم الجميل لاسماع الكائنات وأولها البشر الالحان العذبة، فلولا اجنحتها لما طارت. وللروح الانسانية اجنحتها واولها الحب الجميل للانسان وجماليته انسانيته ومشاعرها ونواياها واهدافها الاجمل والاخلاص الاروع والارقى، الاخلاص للقيم الاجمل والوفاء لها والالتزام بها والشوق والمبادرة والسعي للقيام بأعمال عظيمة تفيد الناس، وبذلك يكون الاخلاص للقيم الجميلة جميلا ورائعا ويمهد السبيل دائما لما هو أجمل وأروع وأفيد. والاخلاص عند الانسان للعمل الدائم على رفع المستوى الاخلاقي الجميل للناس هو من الصالحات ولا بد أن تكون نتائجه حسنة وجميلة، على الاقل للمحيط الذي يعيش فيه. وهكذا فان الجمال وتقديسه والشعور بالجمال والتفكير الجميل والسعي لترسيخهما ابتداء من حسن الجوار بين شخصين الى بين المجموعات ونشر الافكار الجمالية وترجمتها الى تعاون بناء وتوطيد علاقات واحترام متبادل ومكافحة الشرور والسيئات والسعي لنشر القيم الجميلة ينقذ البشر من سيئات ويخلق لدى الناس الاستعداد لصيانة الحياة على الارض. والتطلع الى الغد بشكل جميل، حيث هناك امور كثيرة، بامكان حدوثها وتطبيقها والاخلاص لها والعمل على نشرها، ان تقوي العلاقات الاجتماعية ومنها الاخلاق الجميلة والمشاعر والنوايا والسلوكيات الاجمل، ومنها الاخلاص للقناعة الذاتية لدى كل انسان على سبيل المثال. وتتمثل في ان جاري، بدْءا من الاقرب من حيث السكن، يحق له العيش باحترام والافضل لنا توطيد العلاقات وتعميق رؤية المشترك وانطلاقا من الاخلاص لقدسية الحياة واننا كلنا ابناء تسعة وما نزرع نحصد، وبوحدتنا وتفاهمنا وتعاوننا البناء واحترامنا لبعض والسعي الدائم للعمل خدمة للصالح العام وسد ثقوب الكراهية والانانية واللامبالاه تجاه الواقع المعاش خاصة السيئ.
فهكذا يكون الاخلاص للحياة بكرامة ومبالاة والسعي لمكافحة السيئات، والعمل على ازالة العديد من الحواجز بين الناس، والى جانب الاخلاق الجميلة والاخلاص لها والعمل بموجبها هناك مصطلح الثقافة الانسانية ومجرد ذكره هذا يعني ان هناك ثقافات اخرى، حيوانية مثلا، ومجرد ذكر ثقافة انسانية هذا يعني انها جميلة ولا يعني الاخلاص لجماليتها فهناك، وبناء على التاريخ والواقع القائم والملموس، وبناء على ما يشاهده الواحد منا وما يقرأ عنه ويحدث في هذا العالم وانطلاقا من الاخلاص البشع للاطماع ونزعة الانا وتكديس الارباح بشتى الاساليب والطرق، فهناك انسانية غير انسانية وغير جميلة وغير اخلاقية والاخلاص لها والعمل بموجبها والاصرار على التمسك بها، أدى ولا يزال وسيظل يؤدي الى الكوارث والسيئات والاضرار والاحقاد والدمار والى التباعد بين بني البشر، فهل الاعتماد على وترسيخ والعمل بموجب ثقافة العربدة والقوة والغطرسة واحتقار الآخر وتعميق نزعة الانا ومن بعدي الطوفان، انسانية جميلة؟ وهل الاخلاص لها جميل ومفيد؟
وللثقافة الانسانية قيمها واهدافها ومنها القيم الأممية الجميلة التي تسعى باختصار الى رؤية العالم قرية واحدة وأهلها اسرة واحدة، وحتى تطبيق ذلك، المسافة ربما تكون مجرد حلم وبالسنوات الضوئية، ولكن هذا لا يعني عدم الاخلاص للقيم الجميلة او أن يغني كل واحد على ليلاه، وكما يقال فمسافة الالف ميل تبدأ بخطوة، وعندما نذوّت حقيقة اننا ابناء تسعة واحب لغيري كما احب لنفسي والفرح الانساني العام افضل من الآلام والاوجاع، فلا شك ان النتائج على صعيد العلاقات الاجتماعية على الاقل خاصة بين الجيران تكون افضل.
والسؤال كذلك ما هو الموقف من الحياة؟ وهل الكل يستحقها؟ وان كان الجواب نعم، فلماذا هذا القتل والتدمير والاحقاد والضغائن والاستغلال والامية والفقر والجوع والبطالة والفروق في مستويات المعيشة والحواجز بين الناس والاحتقار والتمييز والعنصرية وتكديس الاسلحة؟ لست بفيلسوف كي احلل النفسيات والسلوكيات ولماذا يحتقر الواحد الآخر، ولماذا لا تثير أوضاع العاطلين عن العمل وانات الجوع ومناظر العراة والحفاة والاكواخ، ولماذا لا يخرج الجائع الى الناس شاهرا سيفه؟ لماذا يكون الاخلاص للموبقات والجرائم والسيئات والقتل والفساد والنهب والهدم والبغي والاستغلال، ولا يكون للحي والجمال في الافكار والمشاعر والنوايا والأهداف وكرامة الانسان وسعادته ورفاهيته وسلوكه؟ ومعروف ان ارتفاع المستوى الاخلاقي الجميل والانساني الاجمل للناس هو من الصالحات وذلك يضمن الاخلاص للجماليات ومكارم الاخلاق ونبذ السيئات، ومن الصالحات المساواة الاجتماعية ولكن حتى تحقيقها تكون مسافة آلاف الاميال لانها لا تحقق الا في مرحلة واحدة عندما تنتصر المبادئ والقيم والافكار الاشتراكية الشيوعية، والعمل بموجبها هو بمثابة بدء مسافة الالف ميل بخطوة والاهم مواصلة خطوة البداية بخطوات الاستمرارية وعدم فقدان الامل والعزيمة والاصرار والارادة والسعي للوصول الى الغاية النهائية كلنا ابناء تسعة ويجب ان نكون ابناء اسرة، ونقيض الصالح من الامور هو الطالح من الامور والسيئ، فهل الذي يعيش في ظروف مأساوية لا تليق حتى بالحيوان ويعاني من آلام الجوع ولا يجد ما يسد الرمق وما يستر الجسد وما يشفي الاوام والعاطل عن العمل، وحتى الذي يعمل ولكن راتبه لا يوفر الاحتياجات اللازمة، سيفكرون بجمالية وحسن سلوك وتعميق المحبة بين الناس؟
وهكذا فالاخلاص للقيم الجميلة يكون مردوده ونتائجه وفوائده جميلة، وعلى سبيل المثال فان اصرار حكام اسرائيل، على الاخلاص لمبادئ وقيم واهداف وسلوكيات وبرامج وغايات الاحتلال والتمييز العنصري واحتقار الفلسطينيين والبقاء في درب خدمة ذئب الويلات المتحدة الامريكية ومصالحها واطماعها ودولاراتها ومدافعها هو عمل اجرامي من الدرجة الاولى ونتائجه تؤكد ذلك في جميع المجالات والواقع خير دليل وبرهان واثبات وفي جميع المجالات، وتتجسد وقاحتهم اكثر وانطلاقا من اخلاصهم للشر والسيئات والنعيق والفحيح والعواء والزئير، انهم برغم احتلالهم وجرائمه وفظاعته وسوداويته ونتائجه الكارثية، يأمرون دائما الرازحين تحت الاحتلال ماذا عليهم عمله وكيف سيسلكون ويفكرون ومتى يفطرون ويتعشون وينامون وماذا يتعلمون ويا ويحهم ان لم ينفذوا الاوامر فهم بمثابة ارهابيين ومخربين وقتلة ولا يستحقون الحياة وبذلك يقدس حكام اسرائيل اخلاصهم المشين لموت القيم الاخلاقية والجمالية الانسانية وحسن الجوار والصالحات من الاعمال.



#سهيل_قبلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال أم الانسحاب
- اوضاع المفاوضات نتيجة حتمية لكشرة الذئب الامريكي !
- مع من يجب أن تكون الصداقة؟
- انتفاضة ضد التشرذم
- ألسلام أمانة في أعناقكم
- ذات غدٍ.....!
- ألتواصل والمواصلة والوصول والوصال
- ألخلافات الفلسطينية المتواصلة جريمة لا تغتفر!!
- ألمرأة إنسان عظيم كامل متكامل
- يُصرون على التعامل مع الفلسطينيين كأصنام!
- إلى متى التجاوب مع خطاب الآلة العسكرية؟
- غد الاممية سيشمل البشر
- ألاستعمار لن يغادر مسرح التاريخ من تلقاء نفسه!
- عندما يكون الانسان بلا ضمير!
- انفلونزا الاستعلاء والعنصرية!!
- الغاز الزمان غير المحلولة كثيرة!!
- الطفولة محك اختبار وامتحان...!
- من يرى فخا منصوبا يتجنبه!
- يصرون على إبراز أنيابهم !
- هذي حكومة المجازر


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل قبلان - للاخلاص وجهان فأيهما الاجمل؟