أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي الأسدي - اليسار في الحركة الشيوعية العالمية....( الجزء الثالث )...















المزيد.....

اليسار في الحركة الشيوعية العالمية....( الجزء الثالث )...


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 01:19
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


اليسار في الحركة الشيوعية العالمية....( الجزء الثالث )...

علي ألأسدي

بدون أدنى شك ، أن الخلافات التي بدأت في خمسينيات القرن الماضي حول ستالين ودوره ومآثره وأخطاءه ، قد سببت شرخا عميقا في وحدة الحركة الشيوعية العالمية ، بتشكيلها تيارا شيوعيا يقف إلى يسار الشيوعية التي مثلها حينها الحزب الشيوعي السوفييتي بقيادة خروتشوف. برز ذلك التيارحول قيادة ماوتسي تونغ مع تصاعد الحرب الاعلامية التي قادتها حينها القيادة الصينية ، ومع أن الضرر الذي أحدثه انشقاق القيادة الصينية عن الحركة الشيوعية كان بالغا ، وما زالت تداعياته ماثلة أمامنا ، فانه لم يبلغ ما بلغه التصدع الذي خلفه انهيارالاشتراكية في التسعينيات. فهذا الأخير قد ألحق بالحركة الشيوعية وحركة التحررالوطنية المتحالفة معها دمارا شاملا ، لم تستطع بسببه استعادة مكانتها الدولية أو المحلية. غياب الدول الاشتراكية أدى إلى انتعاش الفكر الرجعي والديني المتطرف في المجتمعات النامية مقابل انحسار الحركة الثقافية والسياسية التقدمية ، والى تعاظم قوة ودورالاحتكارات المالية والنفطية الدولية في السياسة الرسمية للدول الرأسمالية. و قد أدى هذا إلى ظهور واقعا دوليا جديدا تجسد في عالم القطبية الواحدة الذي أصبحت له اليد الطولى في التحكم في تفاصيل السياسة الدولية والاقليمية والداخلية لأي بلد ، كانت الدول الضعيفة والفقيرة المتضرر الأكبرمنه . كما تضاءلت وتشرذمت واختفت بنتيجته أحزابا شيوعية عريقة كثيرة من الخارطة السياسية المحلية لكثير من بلدان العالم ، كالحزب الشيوعي الفرنسي ، والايطالي والاسباني ، وأكثرية الأحزاب الشيوعية في الدول الاشتراكية السابقة ، بما فيها الحزب الشيوعي السوفييتي نفسه. وكرد فعل لتحول الكثير من الأحزاب الشيوعية في العالم إلى حركات ديمقراطية تحت تأثيرالفكر البرجوازي الاصلاحي اليميني او بقيادته ، نجحت مجموعات من الشيوعيين السابقين الذين اعترضوا على نهج أحزابها اليمينية بتشكيل أحزابا او حركات شيوعية يسارية تختلف في تطرفها تبعا لاجتهادات القوى المؤثرة فيها. المتتبع لنشاطات اليسار الشيوعي وشعاراته لا يجد صعوبة في تحديد هويتها الفكرية ، فهي أقرب لليسار الشيوعي الأوربي الذي بلغ أوج عصره الذهبي في عشرينيات القرن الماضي. فهو ليس حركة موسمية ظهرت كرد فعل لانهيارالاشتراكية والاحزاب الشيوعية التي ربطت مصيرها بها ، وانما الأصح القول أنها تلك المجموعات من الشيوعيين التي اختارت أن تتابع مسيرة الشيوعيين الأوائل ، مقتفية أثر اليسار الشيوعي الأوربي. ويظهر ذلك واضحا في موقفهم المعارض للينينية ولقيادة الدولة السوفييتية منذ قيامها ، وهو نفس الموقف الذي كانت قد تبنته الشيوعية اليسارية التي اقترنت بالمنظرين بانيكوك وغورتر و لوكسومبيرغ.

في نهاية القرن التاسع عشر كانت هناك بوادر انقسام واضحة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي ، وفي شهر كانون الأول عام 1903 وخلال المؤتمر الثاني للحزب الذي انعقد خارج روسيا في لندن ، تبلور الخلاف ليتخذ اتجاهين متمايزين ، يسار الحزب وهم البولشفيك بقيادة فلاديمير لينين ، ويمين الحزب وهم المنشفيك ، بقيادة جوليوس مارتوف. ومن الشخصيات البارزة في جناح البولشفيك ،زينوفيف وليونارسكي وستالين ولاسجيفيج وكروبسكايا وريكوف وفرونز وليتفينوف وأنتونوف وجيرجينسكي وتوغرانوف. أما المنشفيك بقيادة مارتوف أهم من ضمهم تروتسكي وبليخانوف وألكسندرا كولنتاي و أكسيلرود وأوريتسكي وفيدور دان وزوردانيا وغيرهم، بليخانوف وتروتسكي انضما لا حقا إلى البولشفيك.
وفي عام 1904 ظهر البولشفيك كقوة فكرية وسياسية وتنظيمية لها منظورها الخاص في كافة الشئون السياسية التي تطرح على جدول الأعمال داخل أروقة الحزب وعلى طاولة المناقشات. اضطر البولشفيك في نهاية الأمر للخروج من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتشكيل الحزب البولشفي الذي استقطب اهتمام ملايين المواطنين الروس ، والكثير من الأحزاب الشيوعية في العالم. وبعد تشكيل حزب البولشفيك ، برزت اتجاهات متضاربة الأراء والمواقف داخل البلاشفة ، وان لم تكن واسعة ، لكنها أخذت طريقها للحركة الشيوعية في العالم وبالأخص في أوربا الغربية. ففي أوربا الغربية نفسها بداية القرن العشرين ، ظهرت تيارات شيوعية يسارية داخل الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في كل من ألمانيا وهولندا وايطاليا وبريطانيا ، أبرزها الجناحان اليساريان في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الهولندي ، والألماني S . P . D ) ). وبعد أن أيد هذا الأخيرالحرب العالمية الأولى عام 1914 انسلخ عنه تياره اليساري ، وشكل حزبا مستقلا تحت اسم " الحزب الشيوعي الألماني K . P . D ) ).
وبعد نجاح ثورة أكتوبرعام 1917 في روسيا عانى البلاشفة من انقسامات كان بعضها يمينيا اصلاحيا ، وآخر يساريا اقترن بالشخصية المثيرة للجدل ليون تروتسكي وفريقه من جانب وبليخانوف من جانب آخر ، وكان تروتسكي قد طور نظريته حول " الثورة الدائمة " ، التي كان لها تيارها الخاص في روسيا وخارجها. كما عرف عنه وعن ألكسندرا كولنتاي مطالبتهما بحرية الحركة والاستقلالية لاتحاد النقابات العمالية وابقائها مستقلة تماما عن السلطة السوفييتية والحزب الشيوعي ، لكن تروتسكي غير رأيه لاحقا وأيد موقف الحكومة السوفييتية ، بينما احتفظت كولنتاي بموقفها منها. بليخانوف من جانبه ، كان يرفض مشاركة الشيوعيين في الدول الرأسمالية بالانتخابات البرلمانية والنقابات العمالية ، وهو الاتجاه الذي مثلته غالبية التيارات اليسارية في الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية وخارجها في أوربا ( ألمانيا وهولندا وانجلترا ) ، وكانت روزا لوكسمبرغ أبرز مؤيديه. وما يزال لهذه الأراء في الوقت الحاضر مؤيدون ينشطون في أوربا الغربية والولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية ضمن حركات اليسار الشيوعي ، أو تحت عناوين الفوضوية والماوية والتروتسكية والجيفارية.

كان للاضراب الجماهيري الذي أعلنه العمال الروس خلال ثورة عام 1905 في روسيا ، وقعا ثوريا بالغ الأثر على الحركة الشيوعية في أوربا الغربية ، وبشكل خاص في ألمانيا وهولندا حينها ، حيث كان للسوفييتات التي شكلها العمال في بيترسبيرغ لادارة الاضراب دورا مهما في تلك الثورة التي تم قمعها بشدة فيما بعد من قبل الحكومة الروسية. وقد لعبت السوفييتات دورا مهما أيضا في ثورة أكتوبر 1917. ليون تروتسكي الذي عاد إلى روسيا من المهجر في شهر أيار عام 1917 وبعد أن انضم إلى البولشفيك ، لعب دورا مهما في ثورة أكتوبر عام 1917 ، وبتكليف من لينين أصبح محافظا لمدينة بيترسبيرغ ، ومنسقا لنشاط السوفييتات التي أسس منها خمسين وحدة في أنحاء روسيا ، كما أصبح مسئول الشئون الخارجية في الحكومة. وبتكليف من لينين قاد المفاوضات مع الألمان والنمساويين في ( بريست ليتوفسك ) للتوصل إلى اتفاق عدم اعتداء الذي عرف فيما بعد باتفاق (.Brest-Litovsk Treaty) مكن حكومة ثورة أكتوبر من الخروج من الحرب العالمية ، والتفرغ لتوطيد السلطة البولشفية وسحق الأعداء الداخليين الذين كانوا قد حققوا تقدما في حربهم ضد حكومة الثورة.( لم نتطرق هنا إلى تفاصيل الاتفاقية والملابسات التي رافقت التوقيع النهائي عليها والتي ربما يرغب القراء للاطلاع عليها ، فليس هنا مجال بحثها).
لقد لاقت ثورة البولشفيك في أكتوبرعام 1917 بقيادة البروليتاريا ترحيبا وحماسا من قبل الأممية الشيوعية ، ومن أكثر الثوريين الاشتراكيين في العالم .(3) لكن التطورات اللاحقة في الدولة الاشتراكية الجديدة ، وخاصة بعد فرض ديكتاتورية البروليتاريا وقمع التمردات العديدة التي اندلعت بتأييد ودعم من المعسكر الرأسمالي أحدثت ردود فعل سلبية داخل حركات اليسار الشيوعي.
مصطلح " اليسار الشيوعي " الذي تردد كثيرا في الكتابات عن تاريخ الحركة الشيوعية العالمية ليس جديدا على المثقفين الماركسيين ، وليس غريبا أيضا على أعداء الشيوعية ، فهو متداول منذ أكثر من قرن من الزمن ، لذلك فان ترديده الآن ، وحتى وجوده واتساع نطاقه في هذا الوسط أو ذاك ، لا يجب أن يفاجئ القراء والباحثين من شتى الاتجاهات الفكرية. فاليسار كتنظيم وفكر يقصد به بالتحديد تلك المجموعة من " الماركسيين والشيوعيين السابقين " الذين اختلفوا مع قيادة لينين وتروتسكي وستالين فيما بعد حول العديد من القضايا ، بما فيها تشكيل الحكومة السوفييتية وتكتيك الكومنترن في أوربا وأمريكا ، واستقلالية وتنظيم الطبقة العاملة ودور الأحزاب السياسية ، والموقف من المشاركة في البرلمانات والنقابات العمالية وقيادات اتحادات العمال البرجوازية. وفي الوقت الحالي المعاش ، تتواجد العديد من المنظمات والتشكيلات التي لها أسماءها الخاصة الدالة بوضوح على خلفيتها الفكرية ، تعمل تحت أسماء تتطابق مع أكثر التيارات الشيوعية التي انتشرت في أوربا الغربية في فترات زمنية سابقة ، تعود إلى بدايات القرن الماضي. أهم التيارات الشيوعية اليسارية التي ظهرت حينها هي : الأول - الشيوعية اليسارية أو ، شيوعية المجالس " وهو المصطلح الذي تعارف على استخدامه اليسار الشيوعي في ألمانيا وهولندا منذ عام1920. أما التيارالثاني- فهو التيار اليساري الشيوعي الذي مثله حينذاك بعض الايطاليين ، والأنكليز في منظمة ( مجلس اتحاد الشيوعيين ضد البرلمانية) خلال نفس الفترة تقريبا ، وهؤلاء على عكس التيار الأول أيدوا البولشفيك في موقفهم من دورالحزب في قيادة الطبقة العاملة ، وبرنامج وسياسة الحكومة العمالية ، لكنهم عارضوا البولشفيك في موقفهم من المشاركة في البرلمانات واتحادات العمال في الدول الديمقراطية البرجوازية.
علي ألأسدي
يتبع في الجزء الرابع



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد اليوناني بحاجة لعملية جراحة.. لاحبوبا مهدئة ..؛؛؛
- اليسار في الحركة الشيوعية العالمية ....( الجزء الثاني )..
- اليسار في الحركة الشيوعية العالمية..... ( الجزء الأول)
- ليبيا بعد العراق .. تعود إلى ما قبل الثورة الصناعية ... ؛؛
- من سيحمي المدنيين الليبيين .. من صواريخ توما هوك .. ... ؟؟
- قطر وحلف الناتو.... لا يصدران الديمقراطية الى ليبيا...؛؛؛
- هل تتجه ليبيا القذافي ... نحو التقسيم..؟؟
- ليبيا ... في الذكرى الثامنة لغزو العراق..
- هل أعطت واشنطن الضوء الأخضر للقذافي .. لإبادة شعبه.. ؟؟
- الوجه الآخر ... الحقيقي لرئيس وزراء العراق...؛؛
- أيها الليبيون .. اسألوا العراقيين عن الإحسان الأمريكي.. .؛؛
- المرجعيات الدينية العراقية .. خيبت آمال الشعب..؛
- ما وراء صمت أوباما ... عن حمامات الدم في ليبيا ….؟؟
- قلوب العراقيين معكم ... أيها الليبيون الأبطال ..
- هل تنحني حكومة بغداد ...لثورة العبيد... ؟
- العراقيون .... لو ثاروا....؟؟
- العراق .. بعد تونس ومصر ... يرفع من الديوانية راية ثورته..
- العراق على طريق الديكتاتورية من جديد.. ..؛
- ثورة التونسيين ... لا تدق ناقوس الخطر في العراق…… ؛؛
- ملاحظات حول مقال - لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية - . ...


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي الأسدي - اليسار في الحركة الشيوعية العالمية....( الجزء الثالث )...