|
منفيون من جنة الشيطان26
وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 01:16
المحور:
الادب والفن
منفيون من جنة الشيطان26
وَهَكَذا.. عَلى صَوتِ مادونا بَدأنا الحَرْبَ.. "إحْنَهْ مِشينهْ مِشيـ…نـ…..ـهْ لِلْحَرِبْ!" هَكَذَا.. بِكلِّ بَسَاطةٍ.. نَظَّمْنا القَدَمَةَ (ب)وَ(ج). اسْتدْعَينا كلَّ مَا يُمْكِنُ من المَواليدِ لَمْ نَسْتثنِ أحَدَاً أعْوَرَ أو أعْرَجَ أو أبْرَصَ.. مِمَّنْ ذَكَرَهُم الجَاحظُ في أدبِهِ كلُّ مَنْ عَلى قدَمينِ يَدِبُّّ.!. مَراكزُ التّجنيدِ اخْتنَقَتْ مَراكزُ التّدريبِ امْتلأتْ تَعَدّدَتْ أفواجُ المَشاةِ تَنوّعَتْ كَتائبُ المَدْفعيَّةِ أربَعةُ فيالقَ صارَتْ لَنا وَالأربَعَةُ صارَتْ سَبعةً وَصَارَ اسْمُنا جَيشَ المَليونِ وَرابعَ جَيشٍ في العَالَمِ بَعدَ صَفنةٍ طَويلةٍ في المِرْحَاضِ اكتشفَ زَعيمُنا الّذي لم يًؤدي الخدْمةَ العسكريَّةَ في وقتِهِ انّ النّساءَ بَقينَ لِوَحْدِهنَّ كانتْ هَذِهِ مُشكِلَةً تذكّرَ المَلكَ دَاودَ وَسُليمانَ وَسَلَفَهُ من الأمَراءِ المُؤمنينَ لو يَرتفعُ الرّقمُ من الألفِ إلى المَليونِ مُشكِلةٌ عَويصَةٌ وَعَارٌ عَلى الأمّةِ حَدَّثَ رفيقَهُ الكُرْديَّ منذُ أيّامِ السّجنِ أو الدّرَاسةِ "هَذا ليسَ مُؤكداً" فقالَ لَهُ: سَهلَةْ!! فقالَ لَهُ: سَهْلَة؟؟! فقالَ لَهُ : سَهْلَة!.. قالَ لَهُ : كَيفَ؟.. نَعْمَلُ بيش مركه! وَضّحْ..! نَخترعُ جيشْ جديدْ مِن الشيوخِ وَالأطفالِ وَالنِساءِ هَذا جَيشْ شَعْبي سَمّيهِ جيشْ شَعْبي.. اكتبِ القرارَ وَدَعْني أوقّعُهُ الآنَ.. كانَ النّاسُ في أعْمَالِهمْ النّساء في مَنازلِهُنَّ الأطفالُ في مَدارسِهمْ يَعيشونَ حَياتَهُم العَادِيَّةَ كيفَ تقتلعُ الطفلَ من أهْلِهِ وَمن مَدْرَستِهِ وَالمرأةَ من زوجِهَا وَمن بَيتها وَعَائِلتِها وَالرِّجَالَ من أعْمالِهمْ وَأحْضَانِ زوجَاتِهم وعُيونِ أطْفالِهم لُعِنَتِ العَجَلةُ في اتِخاذِ القرَارَاتِ!!.. دُونَ تَفكّرٍ مَاذا لو سَألْتَ رفيقَ النّضَالِ ربَّما كانَ تعَلّمَ مِن الجَبَلِ شَيئاً يُفيدُ في هَذا الأمْرِ!.. ثمَّ تذَكّرْتَ الحَاسوبَ.. الّذي يُسَمّيهِ الفَرَنْجَةُ (كم.. بيوتر) دَلّكَ عَليهِ خَادِمُكَ المُطيعُ الّذي أسْلَمَ وَأسْمَيتَهُ.. عَبْدَ الله تَعَجَّبْتَ أنْ يَكونَ الخَادِمُ مَعْروفاً إلى هَذا الحَدِّ في كلِّ العَالمِ!.. مَن الّذي وَشى لِلْغَرْبيّينَ بِأسْماءِ أصْدِقائي المُخلَصينَ.. عِندَهَا حَدَثَتْ مُعْجِزَةُ غاليلو غاليلي "اكتشفتُها" قالَ: نفعَلُ كمَا فَعَلَ حُرَّاسُ الجّمْهُوريَّةِ نَجْمَعُ المُغنّينَ وَالمُلَحّنينَ وَالمُوسيقيّينَ وَالمُغنّيّاتِ وَالمُلَحِّناتِ وَالمُوسيقيّاتِ في دَارِ الإذاعَةِ.. وَنُعْلِنُ علَيهُم الإنذارَ "ج" وَيَكونُ الرّفيقُ عَبْدُ الله آمِراً لِسَريَّةِ الإذاعَةِ بَعْدَ انْتِهائِهِ مِنْ عَمَلِ المَطْبخِ يَنامُونَ يَأكلُونَ وَيُغَنّونَ في كلِّ وَقْتٍ مِثلَ عَصَافيرِ الجَنَّةِ عَاشَ الزّعيمُ الأوْحَدُ هلْ كانَ أفضلَ مِنّي هَذا العِنّينُ!.. عِنْدَها انْفَرَجَتْ أسَاريرُ القائِدِ وَسَرَتْ في أطْرافِهِ بَرْدَةٌ خَفيفَةٌ مِن هَوَا الجّنَّةِ وَسَألَ عُمّالَهُ المُطيعينَ: هَلْ أعْلَنّا الحَرْبَ؟!!.. فَقالوا وَهُمْ يَرْفُلونَ بِبَدْلاتِ الخاكي الجَديدَةِ مِثلَ مَلابسِ العيدِ أيّامَ الخيرِ.. في انتِظارِ أوَامِرِكُمْ سَيِّدي!.. ابْتَسَمَ بِغُرورٍ يَليقُ بِمَنْ مِثلَهُ وَقَهْقَهَ بِصَوتٍ عَالٍ مُتَقَطِّعٍ بِتَرَدّدَاتٍ كَهْرومغنتيّةٍ مَحْسوبَةٍ على مقياسِ ريختر مَعَ ارتِفاعٍ وَانخِفاضٍ في مُسْتوى الحِجَابِ الحَاجزِ وَعَظْمِ التَرْقُوَةِ وَمِنْ مَكانٍ خَارجِ فَمِهِ.. كَالعَادَةِ.. حتّى ارْتاحَ وَهوَ يَتَرنّحُ مِن سُكْرَةِ الزّهْوِ تَصَنّعَ الجِدِّيَةَ وَقالَ العْراكَيّين لو ما لِكَو حَدْ يتْهَاوْشُونْ وِيَّاهْ يتْهَاوْشُونْ وَيْ نَفِسْهُمْ! حِنّا مَا نْريدْ شَعَبْنَا يْهَاوِشْ نَفْسُو هَا.. تْوَكّلْنا عَلَهْ الله وَمِنْ ذَلِكَ اليَومِ صَارَتِ الكلْمَةُ في كلِّ مَكانٍ في الشّوارعِ وَالبُيوتِ وَالإذاعَاتِ وَالصّحُفِ صَنَعُوا فَيْلَقاً خَاصّاً بِهَذا الإسْمِ "فيلقَ الفَنّانينَ وَالأدبَاءِ" في الأيّامِ التاليَةِ أرَادَ القائدُ زيارَةَ الأئمّةِ أسْلافِهِ حَسْبَ شجَرَةِ القادَةِ المُزَوَّرَةِ فَقامَ الويلادُ بِتمْشيطِ العَتبَاتِ المُقدَّسِة مِنْ كلِّ مَشبوهٍ وَزَنديقٍ وَمَشكوكٍ في وَلائِهِ وَهَكَذا أثبَتنا مُنذُ اليَومِ الأوّلِ أنَّنا في الصَّفِّ المُؤمِنِ وَأنَّ مَعْرَكتَنا هِيَ مَعْرَكَةُ الحَقِّ ضِدَّ البَاطلِ "انَّ البَاطلَ كانَ زَهُوقاً"!.. كانَ.. صورةُ القائِدِ وَهوَ يُصَلّي صَارَتْ في كلِّ مَكانٍ.. هَكَذا ازْدَدْنا ايماناً.. مِنْ أجْلِ المَوتِ أيِّ الحَرْبِ نَسْتلْهِمُ عِبَرَ التّاريخِ وَدُروسَ الأجْدَادِ!. السبت- 9/6/2001
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
منفيون من جنة الشيطان25
-
منفيون من جنة الشيطان24
-
منفيون من جنة الشيطان23
-
منفيون من جنة الشيطان22
-
منفيون من جنة الشيطان 21
-
منفيون من جنة الشيطان 20
-
منفيون من جنة الشيطان 19
-
منفيون من جنة الشيطان 18
-
منفيون من جنة الشيطان 17
-
منفيون من جنة الشيطان15
-
منفيون من جنة الشيطان 16
-
منفيون من جنة الشيطان 14
-
منفيون من جنة الشيطان13
-
منفيون من جنة الشيطان12
-
منفيون من جنة الشيطان11
-
منفيون من جنة الشيطان 10
-
منفيون من جنة الشيطان/9
-
منفيون من جنة الشيطان/8
-
منفيون من جنة الشيطان/7
-
منفيون من جنة الشيطان/6
المزيد.....
-
حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال
...
-
الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
-
الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم
...
-
أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم
...
-
-جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال
...
-
عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا
...
-
أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب
...
-
يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر
...
-
-مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم
...
-
منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|