أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - وليد يوسف عطو - العلاقة الجدلية بين اوثان الشيوعيين واوثان المتدينيين















المزيد.....

العلاقة الجدلية بين اوثان الشيوعيين واوثان المتدينيين


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3364 - 2011 / 5 / 13 - 18:42
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


العلاقة الجدلية بين اوثان الشيوعيين واوثان المتدينيين
يا للعجب أية علاقة تجمع بين الشيء ونقيضه ؟ ! فالمثل يقول ( القرين بالمقارن يقتدي ) ولكن سيبطل العجب عندما نعرف ان المنظومة الفكرية للطرفين النقيضين تنبع من اساس فكري واحد ومنظومة اوثان وتابوات متشابهة حد التطابق المذهل .
الشيوعي يأخذ ثقافته وهو صغير من عائلته او اقاربه او زملائه في الدراسة وستدخل هذه المعلومات في ذاكرته وستبقى في الارشيف عشرات السنين دون تجديد في حين ان الواقع متغير جداً والمفاهيم والافكار هي انعكاس للواقع . المتدين لديه نفس المنظومة فهو يلقن الدين منذ الصغر حسب مذهب عائلته ويبقى يردد ما تعلمه طول عمره في حين ان الواقع يتبدل باستمرار . القران نفسه فيه الناسخ والمنسوخ وفيه ايات مكية وايات مدنية جاءت لتعكس الواقع المتغير للاسلام في المدينة وفي المسيحية هناك اربعة اناجيل تعكس اربعة وجهات نظر لاهوية مختلفة لشخص واحد هو المسيح . الشيوعيون والمتدينون ينطلقون من حقائق يقينية مطلقة ومن حتميات تاريخية ودكتاتورية البرولتاريا في الشيوعية. في الدين هناك كلام الله والمخالف هو الكافر. في حين ان الواقع متغير ونتيجة تغير الواقع نجد 100 تفسير للقرآن وكذلك نجد اكثر من فهم للماركسية اي ماركسيات متعددة واشكال متعددة للشيوعية . هناك شيوعية المسيح القائمة على تحريم اكتناز الاموال وعلى العدالة الاجتماعية وعلى الغاء التقسيم الطبقي والاجتماعي داخل حلقة اتباع المسيح القائمة على المحبة . هناك شيوعية ابو ذر الغفاري التي تتحقق بحد السيف ( اني عجبت لامرئ لايجد مايأكله كيف لا يشهر سيفه ؟ ) . وهناك شيوعية المزدكية وهناك الشيوعية ( العلمية ) في الماركسية . لا اعرف كيف يؤمن الشيوعيون بنظرية الشيوعية وهي مجرد نظرية ؟ ! . نظرية الانفجار العظيم كثير من العلماء ينتقدونها وبالتالي لايمكن اثبات صحتها . نظرية فرويد في التحليل النفسي لايمكن التحقق منها من خلال نتائج الفحص لان نفسية الانسان لاتقاس باجهزة . ونظرية يونك في الباراسيكولوجي لايمكن اثباتها لانها ظواهر خارقة لايمكن رصدها مختبرياً . قوانين نيوتن اكتشفنا انها لا تنجح خارج نطاق الكرة الارضية . المادة كلنا نقول عنها ان لديها جوهر اي كتلة ووزن وحجم . الان في المختبر عندما يتم قصف الالكترون لتحطيمه اكتشف العلماء ان المادة ليس لها جوهر ولايمكن قياسها . انها مجرد شيئ قائم على علاقات احتمالية . هذه العلاقات تتغير عندما تتغير ظروف التجربة . فاذا قلنا في الحالة الاولى ان الله له جوهر وفق مبدأ القياس الارسطوطاليسي فألان في الحالة الثانية حسب مبدأ القياس فأن الله ليس له جوهر . وبالتالي ليس هناك حقيقة ثابتة ومطلقة . اذا عدنا الى التجارب الاشتراكية الفاشلة ، هل هي اشتراكية حقاً ؟ ام رأسمالية دولة ؟ ومن يقرر ذلك ؟ واذا كان التطبيق فاشلاً الا يعني ذلك ان النظرية فاشلة بالاساس ؟ واذا كانت نظرية فهي قابلة للخطأ مثل باقي النظريات . ان التمسك بالنظرية يعني تكييف الواقع ليواكب النظرية في حين ان الماركسية جوهرها الديالكتيك القائم على وحدة النقيضين . انها منهج بحث وليس نظرية . المنهج يرصد الواقع المتغير ليحلله ويساعد على تغييره . النظرية تدخل في باب الاحتمالات وبالتالي جزء كبير منها هو وهم ، بينما المنهج قائم على دراسة الواقع المتغير . الشيوعيون والمتدينون اناس واهمون . انهم يحلمون بـ ( يوتوبيا ) غير قائمة في الواقع . المتدين يحلم بجنة سماوية لم ينزل منها احد ليخبرنا عنها والشيوعي يحلم بجنة اشتراكية شيوعية غير موجودة في الواقع . الشيوعي والمتدين يعيشان في دوائر مغلقة ومكررة من الاوهام والاوثان التي يعتبرونها هي الحق وهي اليقين . يقول المسيح الجليلي ( تعرفون الحق والحق يحرركم ) يوحنا /8/32 الحق في الانجيل هو الله المتحقق عن طريق معرفة المسيح وهو الحقيقة بعينها هذه الحقيقة تقود الى الحياة الابدية ( الحياة الابدية في ان يعرفوك انت الاله الحق وحدك) يوحنا 17/3 تنبع معرفة الله من داخل النفس عن طريق الوجدان والكشف الاستنارة اي معرفة تلقائية غير قائمة على العقل والمنطق والقياس . معرفه نابعة من داخل الانسان وبدلاً من ذلك قامت الكنيسة بعد قرون بوضع قانون للايمان ( تابو ) من يخالفه يعتبر خارج الملة وبالتالي من الهراطقة .. ومن هنا ابتدأت الحروب الدينية . الشيوعي الذي يملك الحقيقة المطلقة يتحدث باسم ماركس ولينين والحزب الشيوعي والمتدين يتحدث باسم الله . وهكذا رفع الخوارج شعار ( لاحكم الا الله ) فاصبحوا ناطقين باسم الله اي حزب الله وبالتالي كفروا كل الذين اختلفوا معهم وخالفوهم وقاتلوهم . احد الرفاق من الشيوعيين الستالنيين قرأ مقالتي ( الحزب الشيوعي الى اين ؟ ) فكفرني ( يميني .. تحريفي .. انتهازي .. عميل .. تصفوي ) لم يكن يمتلك كاتم صوت ليقتلني وبالتالي تطابق في تفكيره مع تفكير ونهج الخوارج في الاسلام فالتفت الى صديقي وقلت له هذا تأكيد على ماكتبته في موضوعي ( اوثان الشيوعيين ) فهذا الشيوعي يعبد اوثانه . ان كل الافكار القائمة على العقائد والنظريات والايديولوجيات تنتهي بكره ورفض الاخر المختلف وتصل الى التسقيط السياسي والديني وتلويث السمعة وتنتهي بالقتل . السبب ان هذه العقائد والنظريات هي جامدة وثابتة في حين ان الواقع متغير وهي افكار قسرية يتم تلقين الناس عليها ، انها لا تنبع من داخل الانسان ولهذا تؤدي الى التصادم مع الاخر المختلف . لايوجد في الدين ولا في الماركسية شيء يقيني . لو كان هناك شيء يقيني وحتمية تاريخية لحققت الديانات العدالة الاجتماعية ولانتصرت الاشتراكية والشيوعية . هذه الاوهام تحولت الى اوثان يسميها الشيخ ابن عربي ( قناع الاله المجعول ) . هذه الاوثان هي التي تقود الى العنف والكره والقتل ومن هنا جاء شعار وهتاف الحزب الشيوعي العراقي في خمسينيات القرن الماضي ( ماكو مؤامرة تفوت والحبال موجودة ) . وبالتالي لو استلم الحزب الشيوعي السلطة عام 1959 لكان النسخة الثانية من حزب البعث العراقي . انهما وجهان لعملة واحدة فالاحزاب الشمولية اساسها العقائدي والايدلوجي واحد اما الانسان الحر والصوفي فيقبلان بتعدد المذاهب والديانات والفلسفات والافكار ، لان التصوف ذوق وكشف نابع من الداخل وليس عقيدة مفروضه عليه من الخارج ولهذا قال الشيخ ابن عربي
ادين بدين الحب انى توجهت ركائبه فالحب ديني وايماني
ختاماً اكرر القول للشيوعيين والمتدينين .. ايها الشيوعيون وياأيها المتدينون حطموا اوثانكم مثلما فعلها سعدون محسن ضمد في ( هتك الاسرار ) !!!
وليد يوسف عطو



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كتب داود المزامير ؟
- جذور تحريم لحم الخنزير لدى العبرانيين وشعوب الشرق القديم
- أوثان الشيوعيين
- الحزب الشيوعي العراقي الى اين ؟!


المزيد.....




- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - وليد يوسف عطو - العلاقة الجدلية بين اوثان الشيوعيين واوثان المتدينيين