أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - لا يتقدم وطن بين عنف وخوف














المزيد.....

لا يتقدم وطن بين عنف وخوف


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3364 - 2011 / 5 / 13 - 09:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فاجأتنا كاميليا التي ظهرت في برنامج تلفزيوني "سؤال جرئ" لتتحدث بنفسها في حديث طويل تفصيلي لتنفي قصة إسلامها. فما هذه الإدعاءات التي جاء بها السلفيون والمظاهرات التي حاصروا فيها الكنيسة ؟ وما هذه التهديدات؟ والألفاظ القاسية التي نعتت بها الكنيسة ممثلة في كافة رموزها؟.. ثم جاءت قصة عبير بمذابح وحرائق قادها السلفيون في كنيستي مارمينا والعذراء بامبابة.

في القصتين دافع السلفيون عن حرية الاعتقاد، وإن جاء الدفاع بالقوة وبالإدعاء، وخلف القصتين العديد من حالات الأسلمة لفتيات يختفين ثم يظهرن مسلمات، وقام أحد القساوسة (الآب فلوباتير جميل) في برنامج الحقيقة الذي يقدمه وائل الإبراشي وفي حضور اللواء فؤاد علام نائب رئيس المباحث سابقا بطرح السؤال: لماذا تم حذف خطوة التوجيه والإرشاد ؟ ومن خلال الحديث فهمنا كمشاهدين أن التوجيه والأرشاد كانت خطوة يتم فيها دعوة الأهل والكنيسة لمراجعة الشخص المقبل على الإسلام بوعظه وإرشاده بما يمكن أن يساهم في عدول الشخص عن الأسلمة ؛ وإن لم تنجح الكنيسة في إقناع الشخص بالعدول يتم اتخاذ خطوات أشهار الإسلام.

وجاء رد اللواء علام مثيرا للعديد من التساؤلات عندما أوضح قائلا: كنا نتجاوز هذه الخطوة عندما تأتينا الفتاة وهي حامل!!

ولا شك أن هذا مجرد عذر ففي الكثير من الحالات يتم اختزال خطوة التوجيه والإرشاد للإسراع في إجراءات الأسلمة ، والواضح أن خطوة التوجيه والأرشاد قد تم استثناؤها في قصة عبير ، حيث صرحت عبير في العديد من البرامج أن أسرتها لم تكن تعرف بأمر إسلامها، ولعل في اختزال هذه الخطوة في قصة عبير ما وضع القصة في الكثير من الالتباس والتخبط.

وهذه القصص تملأ الأقباط بالخوف لأن حرية الإعتقاد حتى الآن تسير في اتجاه واحد. وما يوقف هذا الشعور هو ان تأخذ حرية الاعتقاد مسارها الطبيعي، أن تكون حرية في كافة الاتجاهات ، عملا بالمبدأ ان الدين هو علاقة بين الانسان وربه لا دخل للمجتمع في فرضها بالقوة على مواطنيه، والتصريح والموافقة عليها في إتجاه الاسلمة هو بالضرورة تصريح وموافقة عليها في كافة الإتجاهات الأخرى ، فالإنسان لا يحاسب على دينه أومعتقده بل على أفعالة ؛ يثاب ان أفلح ويحاسب إن تجاوز القوانين المعمول بها في البلاد.

فالمادة 46 من الدستور المصرى السابق تنص على «تكفل الدولة حرية العقيدة ».والمادة السابعة من نص الإعلان الدستور المؤقت تنص على أن «المواطنون لدى القانون سواء ، وهم متساوون فى الحقوق والواجبات العامة ، لا تمييز بينهم فى ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة» . فأمر المعتقد يترك للمواطن دون تدخل من المجتمع ، فهذه خصوصية كل مواطن التي يلزم ان نجلها ونحترمها . ان الكثير من الممارسات التي تمت في قصتي كاميليا وعبير جاءت من منطلق السير بحرية المعتقد في اتجاه واحد ومارس المنادون بهذا الحق "موحد الاتجاه" مارسوا العنف ونالوا من خصوصيات الناس.

الحل في أن نكون جميعا مواطنين لنا نفس الحقوق في اختيار معتقداتنا ولنا نفس الحقوق في ان يحمي المجتمع ما نختاره ،على المجتمع أن يكفل حرية الناس فيما يختارون من معتقدات، وألا يقصرها فقط على حريتهم في اتجاه الأسلمة. وقتها لن يشعر الناس بغبن ، ولن يشعروا انهم مضطهدون، أو أن حقوق الأقليات مهضومة لحساب الأغلبية،لذا يلزم على الأغلبية تمارس دورها في حماية كافة الحقوق .. هذه ملامح الدولة العادلة. وفي ظل هذه الروح تزدهر كافة المعتقدات ، لأن المعتقدات حينها تكون مدخل كل منا للمزيد من الاجتهاد والفهم، لا في أن ينصّب بعضنا أنفسهم رقباء على البعض الآخر، بل ويتجرأوا ليكونوا رقباء على الضمائر ، وهم هكذا لا يتقربون للحق بل يقتربون منا إيذاء وإيلاما ، ونحن لا نتفرغ للتقرب للحق الذي نبتغيه بل ننزوي أو نتتبع رقباءنا كي نتقي بطشهم، وكلانا خاسر، فلا يتقدم وطن بين عنف وخوف.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاطمة ناعوت ، وصفوت حجازي، وحامد عز الدين، وبرنارد لويس، و م ...
- هل سرقوا الثورة؟ من يعلم يدلنا يكسب ثواب
- الأغلبية والأقلية والديمقراطية
- الأكثر تقوى يعظ ، الأكثر معرفة يعلّم ، وكلاهما لا يحكم
- السلفية المحلية والسلفية القومية
- حمزاوي، والمعلم، وإلى مسيحيي مصر، والتمييز ضد الأقباط، والما ...
- الجماهير واللواء العيسوي والشرطة نحو ثقافة اللاعنف وعدم التم ...
- الجماهير واللواء العيسوي والشرطة كي تكون البلد بلدنا
- الشعب والشرطة.. ثقافة جديدة كي نحمي الوطن المواطن لا الوطن ا ...
- الجماهير تطالب دون مواربة
- يوم الجمعة التقرير الأسبوعي من الجماهير للمجلس الأعلى للقوات ...
- الدين لله والوطن للجميع، وماذا بعد؟
- القمع هو القمع ، سواء باسم الوطن أو باسم الدين
- مولد ميدان التحرير: والليلة الكبيرة
- لو استمرت لجنة الحكماء في الحوار دون رحيل مبارك تكون قد أجهض ...
- بيان ائتلاف شباب 25 يناير ما له وما عليه حتى لا تضيع الثورة ...
- لا بديل عن الرحيل وحل مجلسي الشعب والشورى وحرية تكوين أحزاب ...
- يا أقباط مصر أخرجوا في -جمعة الرحيل-
- هل تسحق زهرة اللوتس ياسيدي؟
- 30 عاما ينقصهم بعض شهور


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - لا يتقدم وطن بين عنف وخوف