أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسم محمد يوسف - الإعتدال والممانعة ... واجهةٌ لقمع الشعوب














المزيد.....

الإعتدال والممانعة ... واجهةٌ لقمع الشعوب


قاسم محمد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3363 - 2011 / 5 / 12 - 08:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


على هامش التوأمة الوظيفية

دخل الربيع العربي حيّز التنفيذ في المنطقة بأسرها وأضحت هذه المنطقة من المحيط إلى الخليخ ترزح فوق صفيح مُشتعل بنسب متفاوتة وكُلٌ على شاكلة ثواره وثورته, فمنها من إقتلعت الأنظمة من جذورها ووضعت الوطن على سكة جديدة نحو الربيع المنتظر, ومنها من تهز عروش الأنظمة في أقطارها هزاً عنيفاً وعميقاً لامس حدود الترنح والسقوط, ومنها من يسير بكفنه هاتفاً لحريته وكرامته وعزته متحدياً غدر الرصاص وهول الموت, مواجهاً بصدره العاري قدرٌ لا محالة من وقوعه فإما رغد العيش وهناؤه وإما سكون الموت وسلامه, ومنها أيضاً وأيضاً من يجلس في بيته كاظم الغيظ متسمّر أمام تلفاز ما عاد يطيق صوت الماضى وصورته فراح يبدل صور الأحرار تباعاً من المضيق إلى المضيق ودمائهم تسيل وأصواتهم تصدح وقلوبهم تخفق للحرية, يرزح أمام تلفازه بصمت رهيب يُقلب في ربوعه جولات وجولات يشده النظر إلى سيل بشري هادر هنا فيسترق السمع إلى حناجرهم... إنها تنادي بعبارات لم يعهدها ضمن بيئته التي رزحت طويلاً في أقبية مُظلمة حُجبت عنها قسراً تلاوين النهار وشمس الحرية.

إن مجرد المطالبة بالحقوق السياسية أوالمعيشية في عالمنا العربي مرفوض بالمطلق تحت ذرائع متعددة ومتنوعة ومنها ما يُسمى "قدسية الأولويات" والتي عكفت الأنظمة الديكتاتورية على إستعمالها كواجهة شرعية لعمليات القمع الوحشي وربما الإبادة الجماعية, من واجهة الممانعة والمقاومة مروراً بواجهة الإعتدال ومحاربة الإرهاب والتطرف وصولاً إلى حياكة الأساطير التي تتحدث عن مؤامرات مزعومة, بيد أن كل تلك الأولويات يجب أن تنطلق من قاعدة سليمة وطبيعية حيث أن العلاج يبداً من أصل المشكلة لا من نتائجها وبالتالي فإن علاج النتائج يأتي كمن يضع العربة أمام الحصان, فهذه المنطقة التي غابت طويلاً عن مسار الحضارة والتقدم, حضرت دائماً في صلب الحروب العبثية والخلافات الشخصية والنزعات العرقية والطائفية فأضحت بيئة حاضنة ومصدرة للأفكار المسمومة والعقائد المغلوطة والقاتلة ناهيك عن تغذية القوميات المزيفة ونشر الشعارات الفارغة التي أمعنت في تضليل المجتمع والأمة وسارعت إلى عسكرتها تحت عناوين براقة تمهيداً لإحكام السيطرة عليها بيد من حديد عبر قمع الأفكار والأراء ودوس الكرامات والحريات.

حينما تدخل الأساسات الطبيعية للعمل السياسي المتنوع في عالمنا العربي حيّز التنفيذ بدءاً من القاعدة وصولاً إلى رأس الهرم عبر نظام ديمقراطي حُر يعتمد الحد الأدنى من الشفافية والتجرد يُصبح بإمكاننا الحديث عن حلول جذرية لمشكلات أساسية عصفت بالمنطقة والعالم ولم تزل شاخصة منذ نصف قرن ونيف, فالحرب والسلام, الإعتدال والتطرف, المقاومة والممانعة ... إلخ, هي عبارات كانت وستبقى فارغة المضمون ما لم تُقرن بحلول جذرية تبدأ بالحرية والديمقراطية ولا تنتهي بالمحاسبة الشعبية عند كل إستحقاق قادم, وهنا لا بد من إستعادة بعض الشواهد التي جثمت طويلاً على صدر التاريخ العربي, ففي عام 1986 رفض وزير الدفاع الإسرائيلي إسحق رابين إجراء إنتخابات ديموقراطية في الأراضي العربية التي إحتلتها إسرائيل عام 1967 متذرعاً بقضية "السلام" التي قد تتأثر سلباً مع أي إجراء من هذا النوع, ويضيف مستغرباً, كيف يحق للعالم أن يُطالب بإنتخابات ديموقراطية في الأراضي المحتلة بينما لا يوجد في العالم العربي برمته رئيس بلدية واحد منتخب بحرية, وفي حادثة مُشابهة وأثناء عملية التفاوض بين سوريا وإسرائيل قال بنيامين نتنياهو للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد, أنا لا يمكنني أن أتنازل عن أي شيئ لأنني مُنتخب بنسبة واحد وخمسين بالمئة أما أنت فيمكنك أن تتنازل كل شيئ فأنت منتخب بنسبة تسعة وتسعين بالمئة !!.

ليسلك العالم العربي طريقه نحو الخلاص لا بد من تغيير جذري لقواعد اللعبة وإعادة خلط الأوراق في المنطقة لتقول الشعوب كلمتها ولتنعم المجتمعات بهامش واسع من حرية التعبير والتفكير والإختيار, أما نحن في لبنان, علينا أن ننحاز وندعم ثورات الشعوب فلا مجال اليوم لمناورات سياسية تحت عناوين مختلفة ولا إمكانية للحياد في معركة المصير المشترك, حان الوقت لنسمي الأشياء بأسمائها ونضع اليد على الجرح الذي طال نزفه, لم يعد هناك مكان للصمت والإختباء, الحرية وحدها تصنع المجد وتبني الأوطان, لم يعد هناك مكان للزعيم الواحد والقائد الخالد والعقول الرجعية البائدة في منطقتنا, فها هو التغيير يدق أبوابنا وها هو التاريخ يكتب في صفحاته المجيدة عن شعوب ضاقت عليها الأرض بما رحبت فنفضت عنها الغبار وثارت لتتنشق (ونحن معها) عبق الحرية وعبير الحياة.



#قاسم_محمد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمشق تشترط لإستقبال رئيس وزراء قطر ... إسكات الجزيرة وإعتذار ...
- بثينة شعبان ... المقاومة ضد منّ ؟
- الشعب يريد إسقاط السلاح ... كل السلاح
- نقد الهزيمة ... والعودة إلى صفوف الجماهير
- سيُصفق الجميع لسوريا حتى تحمّر أيديهم
- سوريا تحفر للحريري وحزب الله معاً
- سوريا تخوض حروباً ناعمة لإستعادة لبنان
- منير الحافي ... شخصيةٌ لامست القلوب والعقول
- لبنان ... ولعبة الأمم
- حركة أمل وحزب الله ... هدوء ما قبل العاصفة
- الصهيونية والتطّرف ... وجهان لعملة واحدة
- على هامش التوأمة الوظيفية ... إيران وإسرائيل ... أكثر من مصا ...
- ما بين طهران وتل أبيب ... رشاقة النفاق السياسي
- محمد صالح ...الأحلام والحقائق ... يا سيدي أي الرجال أنت


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قاسم محمد يوسف - الإعتدال والممانعة ... واجهةٌ لقمع الشعوب