أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق غازي عبدالنبي - المبدعون مصيرهم جهنم














المزيد.....

المبدعون مصيرهم جهنم


واثق غازي عبدالنبي

الحوار المتمدن-العدد: 3366 - 2011 / 5 / 15 - 04:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


البدعة هي نتاج عمل إبداعي يمارسه المُبدع. ومهمة المُبدع هي أن يأتي بجديد. فلا أبداع بدون تجديد. ولأن التراث الديني، وتحديداً الإسلامي، يرى أن كل جديد بدعة، والبدعة ضلال، والضلال في النار، لذلك فأن كل المبدعون مصيرهم جهنم خالدين فيها أبدا. هذه الفكرة الخاطئة جعلتنا نخاف الإبداع لأننا نرى فيه ذنباً وخطيئة يُعاقب عليها الله. ونشأنا لذلك نخاف الجديد ونكرهه ونقاومه بكل ما أوتينا من قوة، فنحن نؤمن بأن العيش في جحيم الدنيا خيرٌ من الخلود في جحيم الآخرة. والغريب في الأمر أننا ندعي احترام الإبداع والمبدعين وفي نفس الوقت نجرم ونكفر البدع، وكأن البدع تنتج بدون إبداع ومبدعين، وهذه هي احد تناقضاتنا اللغوية التي تعكس جانباً من جوانب تناقضاتنا العقلية والفكرية والأيدلوجية.

يكفي في مجتمعاتنا أن يكون الأمر جديداً حتى يكون مرفوضاً. هذه الفكرة الكارثية بكل ما فيها من تناقضات والتي تهيمن على عالمنا العربي والإسلامي جعلتنا نستجدي كل ما نحتاجه من الغرب. فطعامنا منهم، وملابسنا منهم، ومواد بناءنا منهم، وسيارتنا، ومصادر تعلمينا، كل شيء منهم. والسبب هو كونهم مبدعون. ولهذا السبب أيضاً أصبحت أيديهم هي العليا وأيدينا هي السفلى. فهم اليد التي تعطي ونحن اليد التي تأخذ. ولكي تمارس العطاء عليك أولاً أن تمارس الإبداع وتقبل الجديد.

ولولا البدع لما خرج الإنسان من الغابة إلى الحضارة. فالإنسان البدائي أبدع الآلات التي استطاع بها أن يصنع الحضارة. والإنسان البدائي لم يخشى من الجديد فخرج من الغابة، أما نحن فنخاف الجديد لذلك لم ندخل الحضارة. فنحن ما زلنا رغم كل ثرواتنا ننتمي إلى دول العالم الثالث ولن نصبح من الدول المتقدمة بدون قبول الجديد والتجديد. فأما أن نحترم الجديد والتجديد والمجددين وبالتالي البدع والإبداع والمبدعين أو نبقى في غياهب التخلف والجهل والاستجداء. لا يوجد أمامنا طريق ثالث.

وكل المصلحون في العالم كانوا مبدعين لأنهم جاءوا بالجديد الذي يخالف ما تعارف عليه أبناء عصرهم، أي أنهم جاءوا بالبدع، وهذه البدع هي التي جعلتهم مصلحين، فلولا جراءتهم بمخالفة السائد في عصرهم لما استطاعوا أن يقودوا مجتمعاتهم إلى ما هو أفضل وأرقى واشرف. البدع سلاح الإصلاح والذين يرفضونها إنما يرفضون الإصلاح والتنمية والتقدم.

نحن بحاجة إلى استيعاب الجديد وقبوله والتخلص من فكرة كون البدعة ضلالة، لأن البدعة هداية. إننا بحاجة إلى البدع لإحداث التنمية أكثر من حاجتنا إلى النفط أو أي ثروة طبيعية أخرى. فالثروات الطبيعية تستنزف وتستهلك أما البدع فيجب أن تكون مستمرة. يجب أن نرعى المبدعين أي يجب أن نحب البدع. يجب أن تكون البدعة محببة إلى قلوبنا حتى نحقق النماء، كما يجب أن نحتقر كل من يقول أن البدعة ضلال. وفي رائيي إن الإسلام لا يرفض البدع بل يرفض من يقف في طريقها. البدعة يرفضها رجال الدين المتشددين وليس الدين، فكل الديانات في بداياتها كانت بدع في نظر من خالفها، وكانت تجديد وإبداع ونماء في نظر من آمن بها. إذا أردنا أن نحقق النماء علينا أن نحترم الإبداع والمبدعين والبدع. علينا أن نبشر المبدعون بالنعيم وليس بالجحيم.



#واثق_غازي_عبدالنبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة الزواج الطائفي
- مأساة الثقة العمياء
- جرائم جيش الله المسيحي
- جرائم عقيدة المخلص
- توليستوي والمسيحية
- حزام الكتاب المقدس .. ثلاث حكايات عن أحتكار الحقيقة في أمريك ...
- نقد فكرة المقدس
- عقائدنا من صنع المحيطين بنا
- العقيدة الدينية ومنهج الشك
- في معنى الدين والتدين
- مجرمون ولكن لا يشعرون
- أزمة الطاقة الكهربائية في العراق .. لا تنمية ولا استقرار بدو ...


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق غازي عبدالنبي - المبدعون مصيرهم جهنم