أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير بشير محمود النعيمي - رجل غير محترم من الزمان الغابر قصةقصييرة من الواقع















المزيد.....

رجل غير محترم من الزمان الغابر قصةقصييرة من الواقع


سمير بشير محمود النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 3362 - 2011 / 5 / 11 - 04:36
المحور: الادب والفن
    


رجل غير محترم من الزمان الغابر- قصةقصييرة من الواقع
بقلم :سميربشيرالنعيمي

في كل الدوائر المهمة ارى هذا الرجل الذي يثير انتباهي بجلوسه عند مدراء تلك الدوائر اشاهده جالسا بزيه العربي الانيق ..... فقد اعتنى في لبسه وتهندم بارتداء دشداشته المستوردة من اغلى انواع الاقمشة و من شكلها وتصميمها تبدو انها قد خيطت عند ارقى الخياطين وغترته من الحرير الخالص من ارقى المنأشيء والانواع يرتدي عقال قد انتقاه بتاني وبذخ أما عبائته فانها تضاهي عباءأت امراء الخليج!!
راجعت احد مدراء الدوائر المهمة مرة فرايته جالسا عنده يحتسي قهوته وقد اخذ راحته في الجلوس واضعا رجل على رجل ...
في كثير من الاحيان عند مراجعتي لمسؤول كبير أتفأجأ بجلوسه عند ذلك المسؤول بطريقة تدل على علو شانه ومكانته عند مسؤول تلك الدائرة ...اسال نفسي دائما ترى من هذا الرجل المهم ولماذا هذا الاهتمام به فجلوسه عند المسؤولين الكبار توحي للناظر اليه ان هذا الشخص ذو شان وهو محترم من قبل الجميع ولكن من يكون هذا الشخص ؟؟؟؟ انه يجلس عند كل مسؤول كبير وبطريقه كأنه جالس في بيته!!! .. ..
سيارته الفارهة تضاهي سيارات رؤوساء الدوائر ... ويركنها بباب الدوائر التي يزورها فأعرف سلفا انه قد اخذ راحته في ضيافة مدير تلك الدائرة !!
النفس أمارة بالسؤء تحلل وتفسر.... وتحادثني ترى من هو هذا الشخص ؟؟و لماذا يجلس هكذا عند المدراء؟؟ وماهي درجة منزلته عند هؤلاء المسؤولين ..؟؟ لبسه يدل على انه شيخ من شيوخ العشائر الاغنياء ؟؟ولكن لما هو دائما يجلس عند المدراء؟؟؟
مع كل وسوسة النفس الامارة بالسؤء وفضوليتها ... ولكني لا اطاوعها دائما.. و لم اسعى الى معرفة هذا الشخص ولم يهمني بشيء سواء جلس عند فلان أوعلان ؟؟
وصلتني في احد الايام دعوة لحضور وليمة غداء عند احد الشخصيات المهمة والدعوة موجهة للمسؤولين والشخصيات عسكريين ومدنيين وشيوخ عشائر ووجهاء المجتمع ... في الوقت المحدد ذهبت ولم استغرب عند رؤيتي لوقوف سيارة الشيخ الفخمة المميزة بين سيارات علية القوم لانه حتما شخصية مهمة ومحترمة ...!!
واتخذت قرارا مع نفسي انه لا بد لي ان اعرف شخصية هذا الشيخ (المهم ) لاني ربما انا الشخص الوحيد الذي لا اعرفه ولا يعرفني ؟؟
سلمت على الجميع ... هناك شخصيات اعرفها معرفة قوية تصافحنا بحميمية ... وطبيعي هناك اشخاص معرفتي بهم سطحية ومنهم من لم اشاهده ولم تسبق لي معرفة به............... ..قبل ان أستقر بجلستي و اتصفح كل الوجوه جيدا ....
دعانا الاشخاص الواقفين على خدمة المدعوين بالدخول الى قاعة الطعام حيث رصت فيها موائد طويلة تحوي مالذ وطاب من الدجاج والدجاج الرومي والسمك وانواع عديدة من الاطعمه والسلطات والمشروبات الغازية والعصائر.....
بعد تناول الغداء الدسم .... دلنا اشخاص اخرين يحملون مناشف جديدة لمسح ايدينا بعد التغسيل للدخول الى غرفة الجلوس لتناول الفواكه وشرب الشاي...
وهي غرفة انيقة تحوي من الارائك الكثيرة والسجاد الثمين الفاخر وامام كل شخص منضدة صغيرة عليها صحن فارغ وسكين ...اتخذت مجلسي على كرسي منفرد وشاءت الصدف ان يكون مجلس الشيخ بجانبي ... حيث جلس عن يميني ثم تلاقت نظراتنا فقال لي مبتسما : (الله بالخير استاذ)
فاجبته :الله بالخير ...ثم رددت على الاخرين (الله بالخير...الله بالخير جميعا) مع حركة من يدي ردا عل تحية ..الجالسين بعيدا عني..
حدثت نفسي ... هذه فرصة لاعرف من هو هذا الشيخ واتعرف عليه من خلال محادثته !!!... قبل ان تسنح الفرصه لتنفيذ افكاري!!
دخل شخص ضخم الجثة يحمل طبقا مليئا بالفاكهة واخذ يضع بكل صحن برتقالة وموزة وتفاحة وعند وصوله قرب منضدتي نفذت الفواكه الموجودة بالطبق ماعدى تفاحة حمراء كانت من نصيبي فوضعها بصحني ثم اسرع لجلب المزيد من الفاكهة لتكملة حصة الباقين من الفاكهة....
التفاحة التي وضعت في صحني كانت من حسن حظي تفاحة حمراء تسر الناظرين وحجمها كبير يسيل لها لعاب غير المتعففين؟؟؟
بحدسي الذي تمرست عليه من كثرة الولائم والعزائم كنت الحظ نظرات الحسد لتفاحتي ويتمنوها لو كانت من نصيبهم ولكن القدر شاء ان يؤخرها في اخر الطبق لتكون من نصيبي ...
اكثرهم حسدا ونظرا لتفاحتي... الشيخ الذي بجانبي فقد ركز نظراته على تفاحتي وكأنه لم يرى بحياته تفاحة مثلها ... ينظر بوجوه الجالسين تارة ثم يعود و يركز نظره على تفاحتي.. ويعيد الكرة كأنه يرصد فرصة لاقتناص صيد ثمين!!!
تفرست بالوجوه متسائل مع نفسي ..هل حقا ينظر هؤلاء المسؤولين الكبار الى تفاحه؟؟ حاولت ابعد هذه التساؤلات السخيفة عن تفكيري .... بعضهم ياكل بنهم فاكهته ولكن بعضهم ركز نظره مندهشا الى الشيخ الذي يجلس بجانبي فالتفت بسرعة الى الشيخ .... فرايته يسحب كرسيه ليكون قريبا مني .....
وفجأة امتدت يد الشيخ بكل دنأءة نفس لتفاحتي بيده اليسار وحاملا السكين بيده اليمين فنظرت شزرا اليه ...وغلى الدم في عروقي ...وتهيئات اعصابي لامسك يده واقول له : احترم نفسك يادنيء النفس ولا تمد يدك لمنضدتي لتاخذ تفاحتي ...لولا اني تمالكت اعصابي باخر لحظة ...... امسك الشيخ التفاحة بدون اي خجل والكل يراقبه وهو يقطع التفاحة الحمراء الجميلة نصفين ويناول نصفا لي وياخذ نصفا له ...ويصبرني بانه سيقطع تفاحته لنصفين ايضا وناكلها معا؟؟؟
لم ارضى عن تصرفه السخيف وقلت له بتهكم : لا اريدها كلها كلها مادام قد أعجبتك!
اجابني باسما وبكل برودة اعصاب:لا استاذ لا ابدا ما يصير.. تفضل نتقاسم تفاحتك وسنتقاسم ايضا تفاحتي . بعد لحظات وضعت بصحنه حصته من الفاكهة و كانت تفاحته صغيرة ولونها بين الاخضر والاحمر وطعمها حامض...
كان المدعوين ... من كبار المسؤولين ووجوه المجتمع ووجهاء وشيوخ ...نظراتهم مندهشة ولكنهم لا تعبرون عما يكنونه بدواخلهم ....ولكن مهما كان تفسيرهم ...فاني قد تيقنت ان دنأءة النفس ...شيء مخزي ...ولا علاقة لها باناقة الملابس او المظهر الخارجي او الثراء ....وانما هي عفة يكتسبها الانسان من اهله ويتعلمها منذ الصغر ولهذا قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز (وتحسبهم اغنياء من التعفف) انتهت الوليمة الدسمة او الدعوة وتفرق كل الى شأنه ولكني لم احترم هذا الشخص ولم احاول التعرف عليه وكل ما اشاهده انظراليه شزرا وباحتقارا ...وكلما التقيته لا يعجبني ان اسلم عليه بل ابعد عنه حتى لا يسلم علي او اتعرف عليه لاني لا اريد ان اعرفه ولا تسرني معرفته ولحد الان لم احاول معرفة اسمه او شخصيته لانني شعرت ان هكذا نماذج لاتحترم نفسها ولا تستحق منا الاحترام او التعرف عليها .. وبرغم مرور السنين فاني لم انسى دناءة نفس هذا الشخص الذي لم يحترم نفسه ولا شخصيته وذل نفسه من اجل نصف تفاحة حمراء ولم يخجل من الحضور الذين كانو ينظرون اليه باندهاش!!!



#سمير_بشير_محمود_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح 9
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح8 للكاتب العراقي الكبير سميربشي ...
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي الحلقة7 للكاتب العراقي الكبير سم ...
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي6 للكاتب العراقي سمير بشير النعيم ...
- الوطن غالي والتفريط به خيانه لا تغتفر
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي الحلقة5 للكاتب العراقي الكبير سم ...
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي4
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح 3
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي 2 للكاتب سمير بشير النعيمي
- الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح1
- ذكريات منصرمة في ذاكرة السنين |||قصة
- نهنىء انفسنا لاننا منتمين للحوار المتمدن للفوز الرائع بجائزة ...
- حول قانون التقاعد العسكري العراقي !!
- الطبيب انسان قبل ان يكون جراح
- الامة العربية والاسلامية كلمات خفت بريقهاغ
- لكم دينكم ولي ديني
- بناتي العزيزات مع خالص محبتي واعتزازي قصة قصيرة
- الحجامة انفع دواء لكثير من الامراض
- الحب والعشق قبل الزواج | بحث
- الساعة الثانية بعد منصف الليل قصة قصيرة


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير بشير محمود النعيمي - رجل غير محترم من الزمان الغابر قصةقصييرة من الواقع