أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الاسمر - من سيقتل المليون














المزيد.....

من سيقتل المليون


عدنان الاسمر

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تشهد الأمة العربية مرحلة نوعية جديدة من تاريخها السياسي تتمثل في ثورات الشعوب العربية للتغيير نحو التحول الديمقراطي والحرية والتنمية والعدالة الاجتماعية وبناء الدولة المدنية الحديثة وإسقاط الدولة الأمنية ويأتي هذا رفضا لبنية سياسية اجتماعية استمرت طوال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية أنتجت نخبا حاكمة اقرب للطغمة الاوليغاركية فقد استحوذت تلك النخب على الدولة ومقدراتها وأشاعت الفساد والاستبداد والاستعباد والبطالة والفقر والتخلف العلمي والتقني والثقافي وتفكك مكونات الهوية الوطنية وتعميم ثقافة اليأس والإحباط واللاجدوى وهذا كله لا يمكن أن تتقبله الشعوب العربية وتتقبل استمرار النخب الحاكمة في آن واحد مما يفرض تناقض موضوعي يؤدي إلى نتيجتين الأولى إسقاط النظام رسميا أو شعبيا إذا لم يستجب بمرونة أو بسرعة لمتغيرات الواقع الاجتماعي والثانية إجراء النظام إصلاحات سياسية و اقتصادية واجتماعية بما يؤدي لإعادة إنتاج صيرورة بقاءه مع ضرورة التخلص من فائض البنية السياسية وعصابات الفاسدين التي تشكل عبأ ثقيلا أمام مسارات التجديد والإصلاح أما النظام السياسي الذي لا يستطيع الاستجابة للمتغيرات فانه سوف يضطر لاستخدام أدوات القمع وسيتوسع تلقائيا بذلك مثل القتل، الاعتقال ،فرض الحصار، منع التجول، واستخدام الآلة العسكرية بما في ذلك زج القوات المسلحة لمواجهة الشعب وفي هذه الحالة سيقع النظام تحت اتهام المجتمع الدولي له بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وسوف تتفكك بنيته الرسمية والإدارية وسيضع نفسه في مواجهة المجتمع الدولي ويفقد شرعيته الشعبية ويبدأ ذلك من مجلس حقوق الإنسان إلى مجلس الأمن إلى محكمة الجنايات الدولية وأخيرا فرض العقوبات عليه وبما فيها الإجراءات العسكرية وعندها ينتهي النظام الحاكم وفق أحكام القانون الدولي العام حتى لو بقي يمتلك محليا بعض مقومات القوة العسكرية وسوف تنتقل الدولة إلى خيارات مفتوحة منها الحرب الأهلية أو الاغتيالات والتصفيات أو الانقلاب على الحكم أو فرض قوى المعارضة السيادة على أجزاء من الدولة فإطلاق الرصاص على أبناء الشعب وإراقة الدماء وممارسة إرهاب الدولة ضد المواطنين العزل الذين يطالبون بالحرية والكرامة واحترام إرادتهم لن يطيل عمر النظام وإنما سيقصر من عمره مهما بذل من جهود ضائعة للبقاء في الحكم فالنظام الذي يسفك دماء مواطنيه ويود الاستمرار بحكمهم باستخدام الطائرات العسكرية والمروحيات العسكرية وراجمات الصواريخ وبساطير العسكر وجنازير الدبابات نظام لا يؤسف عليه وليذهب إلى الجحيم ألا يكفي بعض حكام العرب ممارسة الحكم أربعين أو ثلاثين أو عشرين عاما ؟ ولولا تلك الثورات المجيدة لاستمر الكثير منهم في الحكم مدى الحياة أو ورث ابنه وهذا نموذج لا مثيل له في الدنيا منذ الثورة الأمريكية 1779 إلا عند الحكام العرب فالمطلوب من القيادة السياسية في سوريا والبحرين واليمن وليبيا أن تدرك الحقائق الموضوعية للمتغيرات الايدولوجية والسياسية الناتجة عن ثورة المعرفة والاتصال فلا بد من الحوار والانفتاح والاستجابة لمتطلبات التغيير فالعلم الثوري الكلاسيكي اشترط لقيام الثورة وانتصارها وجود حزب ثوري حديدي له دور مركزي وان الثورة تعني انتصار طبقة على الطبقة الحاكمة من خلال ممارسة العنف الثوري بما في ذلك المشاركة العسكرية في الثورة إلا أن المتغيرات الراهنة تجاوزت تلك المفاهيم كليا وبينت أن الثورة الشعبية يمكن أن تنتصر وتحقق أهدافها في إطار بنية الدولة ذاتها دون الإتيان بطبقة حاكمة جديدة وباستخدام أنشطة جماهيرية سلمية كالاعتصام،الإضراب،المظاهرات،الاحتجاجات النوعية والقطاعية شريطة استمرارها وثبات تصاعدها وشموليتها وعندها تتعطل وظائف الدولة المختلفة وتنهار أجهزتها الأمنية،الإدارية،القضائية،الاقتصادية،الخدماتية، والدولية وعندها يتحقق شعار الشعب يريد إسقاط النظام رغما عن حجم ماتمكن النظام من إيقاع القتلى والجرحى من أبناء شعبة وما استخدمه من قوة ومن شبيحة وبلاطجة لقمع الشعب حتى لو تسابقت الأنظمة وصولا لقتل المليون من مواطنيها ومهما تعددت أيام جمع الكرامة والوفاء والتحدي إلا أنه ستأتي أخيرا جمعة السقوط والرحيل .



#عدنان_الاسمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين تحضر من جديد
- الجمعيات الخيرية والاصلاح الاداري
- الحنين الى الاول من ايار
- دولة الرئيس
- نقابة المعلمين
- الفقر والاقتصاد السياسي
- أثار الفقر الاجتماعية
- أثار الفقر الاقتصادية
- مكافحة الفقر
- في حضرة نيسان
- الاسلام السياسي والتخويف
- أندية الشباب والإصلاح
- يوم الارض في الذاكرة
- المخيمات والاصلاح الاداري
- لجان الخدمات والاصلاح الاداري
- لجنة الحوار
- السادة النواب عظم الله اجوركم
- التاهيل المهني للاشخاص ذوي الاعاقة
- ما بعد اللامصالحة الفلسطينية
- دروس في قمة العشرين


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الاسمر - من سيقتل المليون