أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - أين العدالة الاجتماعية أيها السادة؟















المزيد.....

أين العدالة الاجتماعية أيها السادة؟


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 09:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الوجوه فى الصورة المنشورة، تحت المانشيت بالبنط العريض: إنشاء المجلس الوطنى، اجتمعت القوى السياسية من جميع الفئات والأطياف وكل قوى ثورة يناير المجيدة فى مؤتمر مصر الأول الذى ضم ٤٣٠٠ شخص، تحت شعار: الشعب يحمى ثورته، وتشمل أهداف المجلس الوطنى إصدار وثيقة الثورة، والتقدم بقائمة موحدة لمرشحى مجلس الشعب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، الوجوه تشبه الوجوه فى النظام السابق، الطبقة ذاتها، والنخبة التى تكتب وتنشر فى كل العهود، مع بعض التعديلات التجميلية، اللغة هى اللغة السابقة، بدلاً من حرب أكتوبر المجيدة يقولون ثورة يناير المجيدة، خيالهم يعجز عن إبداع كلمات جديدة، إنهم الناشطون مثل آبائهم فى بورصة السياسة والمال والسوق الحرة والإعلام الحر والمنظمات الحقوقية الحكومية وغير الحكومية، لا يزيدون على خمسة آلاف، نخبة الحكم والمعارضة الشرعية، كلهم من الرجال العجائز،

قد نرى فى الصورة شاباً أو اثنين، أو امرأة شابة أو اثنتين، الصفوف وراء الصفوف، رجال جالسين منتبهين متحفزين فى كراسيهم القطيفة الخضراء أو الحمراء، ينتهزون الفرصة للانقضاض على السلطة والثروة، وإلا فما هذا التكالب بالمناكب على الوصول إلى العرش، هذا التنافس الرهيب بين مرشحى الرياسة على الكرسى، وكلهم يقسمون بأنهم سوف يضحون بآخر قطرة من دمهم من أجل الفقراء والمساكين وسكان القبور، يتشدقون بالعدالة الاجتماعية، يسبون اللصوص السابقين، نهبوا أموال الشعب، وكلهم (إلا القليل النادر) كانوا هناك حاضرين فى حفلات الرئيس والهانم والوزير، حاصلين على جوائز مبارك وفاروق حسنى وجابر عصفور، وغيرهم.

أتأمل وجوههم، أسمع كلامهم، أتعجب، أبتهج لأننى لست منهم، أزداد ثقة فى نفسى أننى أسير فى الطريق الصحيح، وكيف تجتمع كل فئات الشعب وأطيافه دون وجود الشعب ذاته، دون حضور الأغلبية الساحقة المسحوقة نساءً ورجالاً وشباباً وأطفالاً؟ المنبوذون والمنبوذات الذين إن خرجوا يطالبون بالخبز أو الشرف والكرامة لأطفالهم، يضربونهم بالرصاص، أو يوصمونهم بالعار، مطالبهم فئوية وليست نبيلة، يخونون الثورة المجيدة، ثورة الطبقة الوسطى الأصيلة، ليست ثورة الجياع الرعاع، ساكنى القبور والعشوائيات وأطفال الشوارع غير الشرعيين أولاد الحرام، تبرز العضلات السياسية والمالية والدينية والثقافية والصحفية والأدبية التى نمت وترعرعت فى ظل النظام السابق، يعرفون كيف يغازلون كل القوى فى الساحة، السلفيون والإخوان والأقباط والعلمانيون والشيوعيون ورجال الأعمال والبورصة «يسار ويمين ووسط» وكل شىء، يرددون كلمة العدالة الاجتماعية لإفراغها من معناها.

جمعتنى جلسة مع بعض الأطفال غير الشرعيين وأمهاتهم، هم أطفال الله، أحباب الله كما كانت تسميهم جدتى الفلاحة فى قريتى كفر طحلة، كانت تقول الطفل برىء، أبوه هو المجرم، اغتصب أمه المسكينة وهرب، الأب اللى يتخلى عن مسؤوليته مالوش شرف، أب غير شرعى، أنا تعلمت الأخلاق الصحيحة والعدالة الاجتماعية من جدتى الفلاحة، ليس من شيخ الأزهر أو وزير التعليم أو أساتذة الجامعة والمدرسين، كانوا يصلون وراء الملك فاروق ويؤيدون الاستعمار البريطانى، وطبقة كبار الملاك والمضاربين فى البورصة، كلمة البورصة ترتبط فى عقلى منذ الطفولة بكلمة البرص، السحلية، الثعبان الصغير، ومرض البرص لا علاج له، لم يعجبنى فى عهد عبدالناصر إلا اختفاء كلمة البورصة، أصبحنا نسمع عن الإنتاج الزراعى والصناعى، أن نأكل مما نزرع ونلبس تيل وقطن المحلة الكبرى من صناعتنا، نفخر بالكتابة باللغة العربية كانت لغة الخدم، تغير النظام فى عصر السادات ثم مبارك، أصبحنا ننتج ما لا نأكل ونأكل ما لا ننتج ونلبس ما لا نصنع،

انتشرت مكاتب الاستيراد والتصدير، أصبحنا نستورد خبزنا وملابسنا وتعليمنا، طغت كلمة البورصة على الاقتصاد والسياسة والثقافة والأخلاق، تمت خصخصة القطاع العام، إغلاق المصانع لصالح الشركات الأجنبية ووكلائها من رجال الأعمال المصريين أصحاب شركات القطاع الخاص، كسبوا البلايين وملكوا القنوات الفضائية، طغى الإعلام على الثقافة والفكر والأدب، أصبح المذيع أو المذيعة أهم من المفكر المبدع، تمت مطاردة المفكرين من الرجال والنساء فى محاكم الحسبة والتكفير، حكم عليهم بالسجن أو المنفى والتشريد وتشويه السمعة، زاد الأثرياء والحكام ثراءً وعاش نصف الشعب المصرى تحت خط الفقر.

تصاعدت القوى السياسية الدينية الإخوانية والسلفية والنقاب للنساء تحت اسم الحريات السياسية والشخصية، لماذا لا تطبق هذه الحريات على جميع فئات الشعب؟ لماذا الفصل بين الحقوق السياسية والحقوق الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية للرجال والنساء والأطفال؟ قالت واحدة من الأمهات المسحوقات تحمل على كتفها طفلاً مسحوقاً: نحن الأمهات المطلقات الحاضنات ليس لنا حزب أو اتحاد نسائى يدافع عن حقوقنا وحقوق أطفالنا، الرجل يطلق زوجته غيابيا دون علمها ثم يتهرب من مسؤولية الانفاق على ابنه.

اشتغلت بالبيوت لأنفق على طفلى وأعالجه، ثم يأتى أبوه يريد خطفه منى ليحرق قلبى، يتفق مع آباء آخرين مثله لعمل مظاهرة للاستيلاء على حقوق الأم، تحت اسم حق الأب فى رؤية ابنه، لو كان حريصا على مصلحة ابنه لأرسل له مصاريف الطعام والعلاج، لكنه يستخدم ابنه الطفل المسكين ليبتز أمه المسكينة، ليفرض عليها التنازل عن النفقة، تنازلت الأم عن نفقتها ونفقة ابنها حماية للطفل من سطوة أبيه، لكنه يهددها تحت اسم حقه فى رؤية الطفل ليأخذ شقتها وفلوسها التى تكسبها بعرق جبينها، جاء تعديل قانون الطفل الأخير لصالح الأطفال المساكين، وليس من أجل سوزان أو جيهان أو غيرهما، لكن هؤلاء الآباء الفاسدين يسيطرون على الأمهات والأطفال بحكم السلطة الأبوية الطبقية، النظام الأبوى الطبقى السائد يقف مع الأقوى ضد الأضعف.


يلعب العرف والشرع والقانون الوضعى دورا فى التحيز للرجل وإن كان مغتصبا غاصبا، يستغل حب الأم لطفلها لابتزازها وسلبها حقوقها، تظاهر بعض الآباء أمام مشيخة الأزهر للمطالبة بإلغاء قانون الخلع وقانون الطفل الجديد تحت اسم الثورة المجيدة على قوانين الهانم سوزان أو جيهان، لكن تعديل هذه القوانين القديمة المجحفة لحقوق الأطفال وأمهاتهم جاء بسبب نضال النساء والرجال من ذوى الضمائر الحية، النضال الطويل على مدى القرون، دأب المنافقون والمنافقات على سلب الجهود من المناضلين وإعطائها للحكام من النساء والرجال.


وتقول الأم التى داخت فى المحاكم لتأخذ حق أطفالها الثلاثة من أبيهم غير المسؤول: الرجل الذى يطلق زوجته أم أولاده من أجل شهوته الجنسية ويعرضها لذل المحاكم (سعيا وراء نفقة أطفالها)، هذا الرجل لا يستحق الأبوة، ولا يستحق أن يكون له أطفال، أين منظمات المرأة وحقوق الإنسان؟ لا نسمع لها صوتاً إلا الدفاع عن حرية المرأة لارتداء النقاب؟!



#نوال_السعداوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكبارى مع السلطة الحاكمة الجديدة
- لم ير واحد منهم له عين واحدة
- رجولة جديدة أرقى وذكورة قديمة أدنى
- هل تأخرت الثورة سبعين عاماً؟
- هل ينتصر النقاء الثورى على أخطبوط الفساد؟
- هل يمكنهم إجهاض الثورات الشعبية؟
- أخلاقيات الثورة الجديدة والقيم المزدوجة القديمة
- مليونية الشباب والشابات يوم المرأة العالمى
- نساء الثورة الشعبية ونساء النخبة الحاكمة
- الثورة المصرية مستمرة حتى تحقق أهدافها كلها (٢)
- الثورة المصرية تضع قيما وعقدا اجتماعيا جديدا
- نساء تونس ونجاح الثورة الشعبية
- الإبداع المتمرد لا يموت
- استعادة العقل المصرى هى الأمان الوحيد
- النساء وكتابة الأدب
- نساء ورجال القرن الواحد والعشرين
- هل ينمو فكر جديد؟.. حوارات نوال ومنى
- أعظم نساء ورجال القرن؟
- خروف العيد: حوارات نوال ومنى (٢)
- خروف العيد: حوارات نوال ومنى (١)


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - أين العدالة الاجتماعية أيها السادة؟