أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس البدراوي - ذكريات سياسية-عشت احداثا وكنت شاهدا عليها-الحلقة الاخيرة















المزيد.....

ذكريات سياسية-عشت احداثا وكنت شاهدا عليها-الحلقة الاخيرة


فاضل عباس البدراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القسم الثامن
البعث يعود مرة اخرى الى الحكم
في صبيحة 17 تموز عام 1968، اذيع بيان من اذاعة الصالحية يعلن فيه عن ازاحة عبد الرحمن عارف عن الحكم وتسفيره للخارج (اسميتها اذاعة الصالحية لان نجاح أي انقلاب كان متوقفا على السيطرة على الصالحية التي كانت اذاعة بغداد تقع فيها)! وعند اعلان تشكيل وزارة الانقلاب بعد ظهر ذلك اليوم الاسود، ظهر اصابع البعث واضحا في تنفيذه بالتعاون مع قائد الحرس الجمهوري المقدم الركن ابراهيم عبد الرحمن الداود الذي منح رتبة فريق ركن واصبح وزيرا للدفاع في حكومة شكلها المقدم الركن عبد الرزاق النايف معاون مدير الاستخبارات العسكرية، في الحقيقة انهما القائدان الحقيقيان للانقلاب بسبب مركزيهما الحساسين في القوات المسلحة، قبل وقوع الانقلاب، واصبح احمد حسن البكر رئيسا للجمهورية، وشغل عدد من قيادات البعث مناصب وزارية. هكذا عاد البعث الى الحكم هذه المرة بقطارين، امريكي وبريطاني بعد ان جاء في المرة الاولى بقطار امريكي، على حد قول امين سر قيادتهم القطرية انذاك علي صالح السعدي، اما لماذا وصفت مجيئهم للمرة الثانية الى الحكم بقطارين، فهم الذين فضحوا انفسهم بانفسهم عندما قاموا بانقلاب ثان يوم 30 تموز، أي بعد اسبوعين فقط من الانقلاب ازاحوا فيه الرجلين، الداود والنايف ووصفوهما في بيان 30 تموز بالمشبوهين! اذن من فمهم ادانوا انفسهم، وكان بعض قادة البعث يقولون في مجالسهم الخاصة ان النايف جاسوس بريطاني والداود جاسوس امريكي، مرحا لتلك الثورة البيضاء!!.
اصدر الحزب الشيوعي (اللجنة المركزية ) بيانا ضبابيا لا هو ادانة للانقلاب ولا هو تأييد له، اما القيادة المركزية اصدرت بيانا كالعادة، وهو مليء بالعبارات الثورية الرنانة سائرة على نفس نهجها الثوري البهلواني!. سمعنا ان حزب البعث فتح حوارا مع اللجنة المركزية طارحا عليه عقد جبهة وطنية ونسيان الماضي الى غير ذلك، اذ ان البعث كان مايزال يعاني من عزلة جماهيرية بسبب جرائمه البشعة، بعد انقلاب 8 شباط، التي كانت ومازالت عالقة في اذهان جماهير واسعة من ابناء الشعب العراقي، فكانوا بحاجة الى غطاء وطني وشعبي بغية ترسيخ اقدامهم، بسبب ذلك توجهوا الى الحزب الشيوعي طالبين منه عقد تحالف معه، الا ان اللجنة المركزية تمهلت ولم تتسرع في الاستجابة لطلبهم، لانعدام الثقة بهم كذلك لمعرفة اللجنة المركزية بان أي تحالف مع البعث سيكون له ردود افعال جماهيرية وداخل صفوف الحزب ايضا، الا ان الاتصالات لم تنقطع بين الطرفين.
الاعتقال مرة اخرى في زمن نظام البعث الثاني
بدأ البعثيون يضيقون الخناق على القوائم النقابية منذ بداية شهر تشري الثاني عام 1968، وقمعوا اضرابا مطلبيا لعمال الشركة العامة للزيوت، سقط جرائها عدد من الشهداء والجرحى واعتقل العامل النقابي عبد جاسم الساعدي (الدكتور حاليا رئيس جمعية الثقافة للجميع) واحيل الى المحاكم وتطوع للدفاع عنه عدد من المحاميين الديموقراطيين والشيوعيين وافرج عنه بعد ذلك ،في الحقيقة كان يقود الاضراب، تنظيم القيادة المركزية.
ابلغت من قبل الرفيق اسكندر رضا بان الحزب سينظم تجمعا في ساحة السباع في يوم 23 تشرين الثاني للاحتفال بذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية، بالرغم من انني كنت قد وضعت نفسي حتى ذلك الحين خارج التنظيم الا انني شاركت في ذلك التجمع، الذي لم يكن له معنى، لانه لم يسبق للحزب ان اقام احتفالا بتلك المناسبة حتى ايام المد الثوري التي اعقبت ثورة 14 تموز، الى الان لا استطيع تفسير الغرض من اقامة ذلك التجمع، ولا السبب الذي دفعني للمشاركة فيه لانني كنت في حل من تنفيذ الالتزامات الحزبية، بعد دقائق قليلة من تجمع عشرات المشاركين في التجمع، ما ان بدأ القائد النقابي الرفيق الفقيد صادق الفلاحي بالقاء كلمة، حتى تم تطويق المنطقة من قبل رجال الشرطة والامن وبعض البعثيين المسلحين، وهوجم التجمع واطلقت عيارات نارية، ثم اخذت الشرطة باعتقال عدد من المشاركين في التجمع كنت انا من بينهم، وحشرونا في سيارة لوري، سحب الشقي المقبور جبار كردي المناضل الشاب وليد الخالدي من بيننا ومن على بعد مسافة قليلة من المكان اطلق على رأسه النار فاستشهد في الحال، نقلونا الى مركز شرطة امام طه ثم الى الامن العامة في منطقة بارك السعدون، كنا بين عشرين وخمسة وعشرين شخصا، كان بيننا القائد الطلابي الشاب الفقيد حازم عبد الرحمن شويش العاني حيث كان قد وصل الى البلاد من المانيا الديموقراطية التي كان قد تخرج منها صيدلانيا قبل فترة قصيرة من اعتقالنا، كما كان من بين المعتقلين المناضل الشيوعي والقيادي في نقابة المعلمين بعد ثورة تموز الرفيق عبد الحافظ تركي الهيتي، والاديب المندائي والمناضل الشيوعي ياسين حمادي الناشىء وغيرهم، كانت غرف الامن العامة مكتظة بالمعتقلين من مختلف الاطراف السياسية، فيهم من اعضاء قيادة قطر العراق المرتبطة بالقيادة السورية، كذلك جلبوا الى المعتقل بعد ايام من اعتقالنا عددا من قياديي الحركة الاشتراكية العربية بينهم، نوري المرسومي (الذي تحول بعدئذ الى بعثي) وكذلك الشهيد المحامي محمد حسين رؤوف واخرين، كما كان بين المعتقلين عبد جاسم الساعدي المتهم بقضية اضراب الزيوت وابراهيم مفيزالدين وعدد اخر من انصار واعضاء القيادة المركزية، وعدد من الشخصيات القومية والمستقلة، بما ان المكان لم يتسع لنا بتنا نعيش وننام في الممرات. بعد عدة ايام من اعتقالنا اخرجونا الى ساحة الامن العامة وصفونا وصفوا معنا عددا من رجال الامن، ثم اضافوا الينا المجرم جبار كردي ، جلبوا المناضلة الموصلية، رهبية محمد لطيف (يبدو انها كانت معتقلة في نفس قضيتنا لكن في مكان اخر)، جلبوها لغرض تشخيص الذي قام بقتل المناضل وليد الخالدي، فشخصت في الحال المجرم جبار كردي، وغيروا الاماكن فشخصته للمرة الثانية، اخذ المجرم جبار بالتهجم عليها الا انها تصدت له بشجاعة، لم نستطع هضم تلك المسرحية، هل كان الغرض منه التخلص من ذلك الشقي، الذي قتل فيما بعد على يد اعوان صدام، بعد ان نفذ جريمته بامر من قيادة البعث حيث ان عددا من المعتقلين اخبرونا بانهم شاهدوا صدام التكريتي يتجول في محيط المنطقة قبل مهاجمة التجمع.
بعد حوالي ثلاثة اسابيع قضيناها في الامن العامة اطلق سراحنا بكفالة، بعد اطلاق سراحي، زارني في البيت عدد من انصار واعضاء القيادة المركزية لتهنئتي بالخروج من المعتقل، فقلت لهم مازحا هل ثبت لكم انني لم اكن جاسوسا؟ اجابوني انها كانت تصرفات شخصية وانت مناضل معروف بتاريخه الناصع، ولو انك مازلت توالي اللجنة المركزية ، قلت لهم انا غير موافق على سياسة اللجنة المركزية، لكنني، اعتقد ان الانشقاق طريق غير سليم لتصحيح الاخطاء، فظهر على وجوههم التبرم، ثم غادروا وودعتهم.
نهاية عام 1968 وبداية عام 1969 شنت سلطات البعث حملة اعتقالات واسعة طالت قيادة القيادة المركزية وكوادرها وعدد كبير من اعضائها، الحقيقة ان القيادة المركزية وقعت باكملها تقريبا بيد رجال امن النظام.
بعد ايام قليلة من تلك الاعتقالات، ظهر على شاشة التلفاز، سكرتير القيادة المركزية، عزيزالحاج وهو يقدم الولاء لقيادة حزب البعث وثورته ويعلن تبرأه من الشيوعية، الأمر والانكى من ذلك اخذ يسخرمن ضحاياه، الذين ارسلهم الى الاهوار ليشعلوا من هناك فتيل الثورة، وقد استشهد معظمهم وفي مقدمتهم الشاب المناضل خالد احمد زكي، عندما سمعت كلام عزيز الحاج احتقرته كثيرا، وقلت هذا خائن اخر انضم لصفوف ليس خونة الحزب حسب، بل لصفوف خونة الشعب، وقد كوفيء عزيز على خيانته بتعيينه ممثلا للعراق في منظمة اليونسكو ومقرها باريس وبقى في منصبه لحين احالته على التقاعد ، وخدم النظام الفاشي بكل اخلاص! اما الاخرون من اعضاء القيادة، فالعقل المدبر للانشقاق، عين مديرا لاعلام وزارة التجارة وبقي في وظيفته الى نهاية تسعينيات القرن الماضي ثم احيل على التقاعد، واثنان اخران من اعضاء القيادة اصبحا محررين في جريدة الثورة لسان البعث، وعين اخر سفيرا للعراق في الهند، وان خمسين كادرا كانوا قد تعرضوا الى ابشع اساليب التعذيب في قصر النهاية، ارسلوا برقية ولاء لقيادة الحزب والثورة، نشرتها جريدة الثورة مع الاسماء، الا ان عددا قليلا من اعضاء القيادة، فضلوا الموت استشهادا من الاذلال، فاستشهدوا وهم يتحدون الجلادين، من بينهم الشهداء احمد الحلاق ومتي هندو وصالح العسكري وحاتم سجان وعدد قليل اخر لاتحضرني اسماءهم، فتحية لهولاء الشهداء الابطال.
زواجي مرحلة جديدة في حياتي
بعد رحيل والدتي عن الدنيا وزواج شقيقتاي واخي بقيت اعيش مع عائلة شقيقتي الكبرى ام كفاح، الى ان اقترحت علي شقيقاتي الزواج، وتكوين عائلة، للاستقرار على حد قولهم، قبلت بذلك الاقتراح واختيرت لي زوجة من عائلة كريمة، تم الاتفاق بيننا على الزواج، وهذه الزوجة الحنونة المخلصة التي ارتبطت معي بذلك الرباط المقدس منذ 16 تموز عام 1970 ، تحملت عصبيتي ونفرزاتي احيانا، انجبنا ابننا علي وبناتنا الثلاث رنا وصبا وطيبة، ربيناهم تربية وطنية صالحة، اكملوا جميعا الدراسة الجامعية، واهم من ذلك تحصنوا من التلوث بجرثومة البعث الفاشي، لذك لم يتعين أي منهم في وظيفة حكومية تحت ظل ذلك النظام، ولحد الان بالرغم من التغيير الذي كنا نتمناه! عدا واحدة منهن، عينت بعد سقوط النظام، بمساعدة اخوية نزيهة من قبل احد الاصدقاء، فتحية لذلك الصديق العزيز. ان هؤلاء الاولاد هم مدار فخرنا واعتزازنا، لان النبتة التي زرعناها كانت نبتة طيبة، فتحية حب ووفاء من الاعماق لام اولادي السيدة الفاضلة الهام سلمان، وقبلاتي على جبين اولادي الاحبة ، علي ورنا وصبا وطيبة.
ثم استدار نظام الجريمة الى الحزب الشيوعي
بعد تصفية القيادة المركزية، استدار نظام البعث الفاشي الى الحزب الشيوعي، مستعملا سياسة العصى والجزرة، تم اغتيال عدد من اعضاء اللجنة المركزية، بطرق مختلفة، كالشهداء ستار خضير وعلي البرزنجي وشاكر محمود، كذلك اغتيل عدد اخر من ابرز الكوادر الحزبية، منهم الشهداء محمد الخضري وكاظم الجاسم وعزيز حميد وعبد الامير سعيد واخرين. تمت تلك الاغتيالات، كذلك التسقيط السياسي لبعض اعضاء الحزب بعد اعتقالهم سرا، بين عامي 1970 و عام 1971 .
بعد قرار تأميم النفط عين وزيران شيوعيان في الحكومة وهما الفقيد عامر عبد الله عين وزيرا للدولة ومكرم الطالباني وزيرا للري، كذلك تم تعيين وزيرين قومييين.

الجبهة المشؤومة
في تموز عام 1973 تم الاعلان عن طريق جميع وسائل اعلام النظام، عن قيام جبهة وطنية بين حزب البعث والحزب الشيوعي، وظهر قادة الحزبين على شاشة التلفاز وهم يتبادلون الكلمات التي تشيد بناضل وتاريخ كل طرف بالطرف الاخر! ان الجبهة المذكورة اقيمت بين طرفين غير متكافئين اطلاقا، بين حزب حاكم يحكم البلاد والعباد بيد حديدية ديدنه الغدر بالاصدقاء والاعوان قبل الخصوم، يمتلك السيطرة على الاجهزة العسكرية والامنية والاقتصادية والاعلامية والقضائية، وبين حزب لا يمتلك شيئا، بل تنازل للجانب الاقوى ببعض من مصادر القوة التي كان يمتلكها، فهو قد غامر بتاريخه السياسي النضالي العريق، وقام بحل كافة المنظمات الجماهيرية التي كانت بقيادته منذ عشرات السنين بطلب من النظام الفاشي، واعتقد ان التوقيع على تلك الوثيقة البائسة بين الطرفين، لم تكن بعيدة عن اصابع القيادة السوفيتية، التي كان الحزب الشيوعي يقع تحت تأثيرها الفكري والسياسي، حيث كانت للسوفيت في تلك الحقبة مصالح اقتصادية وسياسية كثيرة في العراق.
بعد توقيع الجبهة فاتحني الرفيق الفقيد اسكندر رضا (ابو مناضل) بالعودة الى صفوف التنظيم، اجبته، يا رفيق ان كانت لدي رغبة لو بشكل قليل في العودة الى الحزب في السابق، الا انني بعد دخولكم مع هذا الحزب الفاشي في جبهة ابعدتني كثيرا عن التفكير في الانضمام الى التنظيم، بالعكس اصبحت المسافة بيني وبين الحزب بعيدة جدا، كيف تسلمون رقابكم لهؤلاء الجلادين وكيف تثقون بهم ولم يمض عقد من الزمن على جرائمهم في انقلاب 8 شباط وايديهم ملطخة بدماء الشيوعيين وكل المخلصين من ابناء شعبنا، وانه لم يمر الا اقل من سنتين على جرائم اغتيال قادة بارزين في الحزب، ثم قلت له انها مصيدة صنعها البعث للايقاع بكم عند استنفاذ اغراضه منكم.
فعلا كما توقعت وتوقع غيري، انفرط عقد الجبهة منذ اليوم الاول من تشكيلها، ففي اواحر سبعينيات العقد الماضي، بعد ان انتهى النظام الفاشي من انهاء الثورة الكردية، بصفقة مع شاه ايران قدم فيها تنازلات كبيرة مست سيادة البلاد على اراضيه ومياهه، استدار على الحزب الشيوعي وكل الشخصيات الديموقراطية، شانا هجمة همجية كعادته عليهم، اعتقل من اعتقل، واستشهد في زنزانات التعذيب من استشهد وهرب الى الخارج من هرب، وفي مقدمتهم عدد من اعضاء قيادة الحزب! واسقط سياسيا من اسقط، كان من بين تلك الضحيا، ابن شقيقتي، الشاب الشيوعي، ثائر حمود الراوي، والذي لم يكن قد تجاوز الثانية والعشرين من عمره، عندما ابلغت عائلته باعدامه، وتحذيرهم من اقامة مجلس العزاء عليه، ولم يتسلموا جثمانه الذي بقي مجهولا لحد الان.
هكذا انتهى عرس الجبهة المزعومة، بانهار من دماء الشيوعيين وكل المعارضين للنظام الديكتاتوري الفاشي، التجأ عدد من رفاق الحزب الى كردستان، شكلوا منظمة عسكرية تحت اسم قوات الانصار، قدمت تلك القوات تضحيات جسام على ذرى كردستان العراق، اختلطت فيها دماء المناضلين القادمين من اقاصى الجنوب والوسط مع دماء رفاقهم واخوانهم قوات البيشمركة، في مقارعة الديكتاتورية، نفذ النظام الخطط المرسومة له ، عندما ادخل البلاد في حرب ضروس مع الجارة ايران، دامت قرابة ثمانية اعوام اكلت الاخضر واليابس، خلفت ملايين الضحايا من الشهداء والجرحى والمعوقين والاسرى والمفقودين والمشردين، ما ان انتهت تلك الحرب، حتى شن الفاشيون حملات همجية على كردستان استعملوا فيها اسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا، ذهب ضحيتها الالاف من بنات وابناء شعبنا، جففوا الاهوار في الجنوب وشردوا مئات الالاف من سكانها.
دخل النظام في مغامرة عسكرية اخطر من سابقتها، وهو غزو دولة الكويت التي قدمت مساعدات مالية ولوجستية واستخباراتية كبيرة للنظام ابان حربه مع ايران، لم تكن تلك المغامرة التي خاضها النظام، بعيدة عن اياد اجنبية تمهيدا لغزو المنطقة والسيطرة عليها، بعد ان اصبح النظام العالمي احادي القطب، بزوال منظومة (المعسكر الاشتراكي)، خلف الغزو اثارا خطيرة على مجمل حياة العراقيين، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفرض المجتمع الدولي حصارا اقتصاديا ظالما على الشعب العراقي، بينما كان رأس النظام، مشغولا ببناء القصور الفخمة، الى ان حانت ساعة قطف الرؤوس، لكن ليس على يد الشعب العراقي وقواه الوطنية، بل على يد من جاء بذلك النظام الهمجي الفاشي، بعد ان استنفذت اوراقه ولم يبق له شيء يقدمه لاسياده ، يبدو انها كانت حلقات مرسومة منذ اليوم الاول الذي نصب فيها حزب البعث على رأس السلطة، وكانت نهايته مخزية، بهزيمة مذلة والقصة معروفة لدى الجميع.



#فاضل_عباس_البدراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات سياسية-عشت احداثا وكنت شاهدا عليها-الحلقة السابعة
- ذكريات سياسية - عشت احداثا وكنت شاهدا عليها - الحلقة السادسة
- ذكريات سياسية - عشت احداثا وكنت شاهدا عليها - الحلقة الخامسة
- ذكريات سياسية-عشت احداثا وكنت شاهدا عليها-الحلقة الرابعة
- ذكريات سياسية - عشت احداثا وكنت شاهدا عليها - الحلقة الثالثة
- ذكريات سياسية - عشت أحداثا وكنت شاهدا عليها - الحلقة الثانية
- ذكريات سياسية - عشت احداثا وكنت شاهدا عليها - الحلقة الاولى
- عام مر على استشهاد كامل شياع، والقتلة مجهولون!!
- نظرة عن قرب على نتائج انتخابات مجالس المحافظات


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاضل عباس البدراوي - ذكريات سياسية-عشت احداثا وكنت شاهدا عليها-الحلقة الاخيرة